تناولت صحف ومواقع عالمية تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة، مركزة على تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع في ظل الجوع المتفاقم، توازيا مع غارات جوية عنيفة، إضافة إلى جدل داخلي متصاعد داخل إسرائيل عن أداء الجيش، ومستقبل الحرب، وقضايا سياسية متداخلة أبرزها أزمة التجنيد واستغلالها في حسابات الحكومة الائتلافية.

ففي تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية، أُشير إلى أن موجة الجوع التي تضرب قطاع غزة تسير جنبا إلى جنب مع واحدة من أعنف الهجمات العسكرية التي شنتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ نفذت أكثر من 1500 غارة منذ انهيار الهدنة الأخيرة، في تصعيد يفاقم معاناة السكان.

ووفق الصحيفة، فإن الحوادث الدامية التي وقعت على أطراف مراكز توزيع المساعدات، تكشف إلى أي مدى بلغ التدهور الإنساني في القطاع، وسط عجز شبه تام عن ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، في ظل الفوضى وغياب الأمن، ومخاطر القصف المستمر.

من جهتها، سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية الضوء على محاولة الجيش الإسرائيلي سد النقص في القوى البشرية بتوسيع دور النساء في المهمات القتالية، وسط امتناع شريحة واسعة من الشبان المتدينين عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية.

إعلان

واعتبرت الصحيفة، أن قرار رفع نسبة النساء في الوحدات المقاتلة قد يساهم في تقليل الضغط على الجيش في المدى القريب، لكنه لا يُعالج جذور أزمة التجنيد، خاصة في ظل استمرار الحرب وتآكل الحوافز للالتحاق بالخدمة، ما يجعل الخطوة أشبه بحل مؤقت في أزمة مركبة.

جدوى استمرار الحرب

أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقد نشرت مقالا تحليليا تساءل عن جدوى استمرار الحرب، مشيرة إلى مقتل ما لا يقل عن 20 جنديا إسرائيليا منذ خرق وقف إطلاق النار، وهو رقم يقارب عدد الرهائن الذين كان يمكن إنقاذ حياتهم لو انتقلت إسرائيل إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

وحث المقال الإسرائيليين على التفكير في الغاية من إدامة هذه الحرب، لا سيما أن من يُفترض إنقاذهم من قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يفقدون حياتهم توازيا مع الجنود القتلى، في ظل سياسة ترى الصحيفة أنها محكومة باعتبارات سياسية أكثر من كونها تستند إلى حسابات إستراتيجية واضحة.

وفي السياق الداخلي الإسرائيلي، ذكرت تايمز أوف إسرائيل، أن حكومة بنيامين نتنياهو تخوض "معركة قضائية جديدة" لإقالة المستشارة القانونية للحكومة، رغم إدراكها أن هذه المساعي ستفشل على الأرجح، وفق ما ورد في تقرير الصحيفة.

وبحسب الصحيفة، فإن الهدف الحقيقي من هذه الخطوة هو تحويل أنظار الجمهور عن أزمة تجنيد الحريديم، التي تهدد تماسك الائتلاف الحاكم، في وقت يحظى فيه مطلب إدماج الحريديم في الجيش بدعم شعبي متزايد بفعل استمرار الحرب التي يعتبرها كثيرون عبئا لا يجوز الاستثناء منها.

من جانبها، أشارت صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون ألمح إلى إمكانية اتخاذ خطوة قريبة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها لاحظت أن الموقف الفرنسي بات أكثر التباسا مع اقتراب مؤتمر نيويورك، الذي كان يفترض أن يمثل منعطفا دبلوماسيا في هذا الاتجاه.

إعلان

وربطت الصحيفة بين ما اعتبرته تراجعا فرنسيا جزئيا تحت ضغط إسرائيلي، وزيارة وفد رسمي فرنسي لإسرائيل أخيرا، أوكلت إليه مهمة تحسين العلاقات مع حكومة بنيامين نتنياهو، في مؤشر يعكس توازنات حذرة تتبناها باريس في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج استمرار الحرب

إقرأ أيضاً:

الفنان السويسري نيمو يعيد كأس يوروفيجن احتجاجاً على مشاركة إسرائيل

أعلن الفنان السويسري نيمو، الفائز بمسابقة يوروفيجن لعام 2024، أنه سيعيد الكأس إلى مقر اتحاد البث الأوروبي في جنيف، احتجاجًا على استمرار مشاركة إسرائيل في المسابقة في ظل الحرب على قطاع غزة. 

وكتب نيمو، البالغ من العمر 26 عامًا، على حسابه في إنستغرام أنه لم يعد يشعر بأن "هذه الجائزة لها مكان على رفه"، مشيرًا إلى أن استمرار مشاركة إسرائيل يتعارض مع قيم المسابقة المتمثلة في الوحدة والشمولية والكرامة للجميع.

وأوضح نيمو أن هذا القرار جاء بعد ما خلصت إليه لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول أفعال ارتُكبت في غزة واعتبرها "قد ترقى إلى إبادة جماعية". واعتبر أن استمرار مشاركة إسرائيل يمثل "تعارضًا واضحًا" مع المثل العليا للمسابقة.

احتجاجات أوروبية ضد الاحتلال

ويأتي موقف نيمو في سياق موجة احتجاجات أوروبية واسعة، إذ أعلنت كل من إسبانيا وإيرلندا وهولندا وسلوفينيا وآيسلندا انسحابها من النسخة السبعين من يوروفيجن، المقرر إقامتها في فيينا مايو 2026، احتجاجًا على استمرار مشاركة إسرائيل.

وعلق نيمو على هذه الانسحابات بالقول إنها مؤشر على "وجود خلل كبير"، معتبرًا أن الخطوات تعكس شعورًا متزايدًا بعدم الاتساق بين القيم المعلنة والمسار العملي للحدث الغنائي الأشهر في أوروبا.

تجدر الإشارة إلى أن نسخة 2025 من يوروفيجن أقيمت في بازل السويسرية بمشاركة نحو 37 دولة، وفاز بها المغني النمساوي جاي جاي عن أغنية "ويستد لاف"، فيما من المتوقع أن تشهد نسخة 2026 مشاركة نحو 35 دولة فقط، في ظل الانسحابات والجدل المستمر حول مشاركة إسرائيل.

الخطوة التي قام بها نيمو تعكس الصعوبة المتزايدة في الفصل بين الفن والسياسة، حيث تتحول منصة يوروفيجن إلى مساحة للاعتراض السلمي والاحتجاج على ممارسات دولية، بدلًا من كونها مجرد عرض غنائي ترفيهي.

طباعة شارك نيمو يوروفيجين إسرائيل الاحتلال غزة

مقالات مشابهة

  • الغارات الروسية تقطع الكهرباء والمياه في أوديسا مع استمرار الهجمات على البنية التحتية
  • ترامب يحذر: استمرار التصعيد في أوكرانيا قد يؤدي لـ«حرب عالمية ثالثة»
  • الفنان السويسري نيمو يعيد كأس يوروفيجن احتجاجاً على مشاركة إسرائيل
  • صحف عالمية: إسرائيل تحجب جرائمها بغزة والتجاهل يفاقم مأساة ميانمار
  • الفائز بمسابقة يوروفيجن يعيد الجائزة احتجاجا على استمرار مشاركة إسرائيل
  • أزمة بدون لازمة| القصة الكاملة لفيديو محمد صبحي.. ونجل السائق: والدي لا يرافق الفنان في المناسبات
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • صحة غزة: حصيلة جديدة لضحايا الهجمات العسكرية الإسرائيلية في القطاع
  • اليونيفيل: ندعو الجيش الإسرائيلي إلى التوقف عن الهجمات
  • غزة بعد الحرب.. وضع إنساني مزري وإعاقة في توصيل المساعدات