القاتل "الفيتروفي"..الأمريكي!
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
محمد بن رضا اللواتي
أدين بالاعتذار إلى "دافينشي"! لأنَّ رَجُلَهُ "الفيتروفي" بريءٌ تمامًا من تجوال "الصهيو-أمريكية" بالفساد في كل ركن من أركان هذا العالم. أما في غزة وغيرها من بؤر النضال الشريف ضد الاستكبار فحدِّث ولا حرج، فهناك يشهد العالم أشد أشكال الوحشية، تُمارس لأجل إبادة شعب بأكمله وتجويعه.
حدث هذا عندما عثر "نيتشه" على جثة الإله – المسيحي – مخنوقا، فتسارعت وتيرة الأحداث، وانتهت بأن أجلست تيارات العدمية والعبثية والمادية والإلحاد والرأسمالية المتوحشة التي أغرقت الحضارة الغربية نفسها فيها، أجلست الولايات المتحدة على كرسيه طالما أنَّ القوة المطردة تجري تحت قدميها.
"نيتشه" الذي عثر على جثة الإله الغربي مخنوقاً هتف يقول بأنَّ الكسل الأخلاقي المتغلغل والمؤدي إلى وجود عبثي وخيبة أمل وغياب الهدف بغياب المعنى وظهور التشاؤم والكفر الميتافيزيقي، إذن: البربرية قادمة!
وها نحن نعيشها اليوم، فهل من بربرية تفوق قتل الأطفال والنساء والعجزة وهدم المستشفيات والمدارس ومنازل الأبرياء؟
ولكن لماذا ينبغي أن يقتل الناس الإله؟ لماذا ينبغي ألا تسمح حكومات الولايات المتحدة له بأن يكون حاضرا في أفق الإنسان؟
"كارل يسابرز" يجيب: "لأنَّ الله يرى أعماق الإنسان، والإنسان لا يتحمل أن يبقى حيَّاً شاهدا من هذا النوع". كل المصلحين والأنبياء والأئمة لو عاشوا في هذه الحضارة لقاتلتهم الحكومات الأمريكية التي تريد عالمًا يخلو من ذكر المصلحين، وتعمل ليل نهار على طمس سيرتهم وتشويهها وتقليبها رأسا على عقب.
عندما نعود إلى "الإنسان الفيتروفي" الذي صممه "دافينشي"، - يستمد اسمه من المهندس المعماري الشهير "ماركو فيتروفيوس" من القرن الأول قبل الميلاد – نجد له تحليلات عديدة، ومن تلك التحليلات أنه أراد بذلك أن يُعبر عن مُعتقده في التناغم بين الفن وبين العلوم من جهة، وبين الإنسان وبين الطبيعة من جهة ثانية، وبين قوى الإنسان وبين الكون من جهة ثالثة، فالكون يستجيب لنداء وطلبات الإنسان ويتماهى معه.
مربع ودائرة متداخلان في بعضهما البعض، وفي كل منهما رجل، والأدق أنه رجل واحد ولكن يبدو لنا وكأنه اثنان وليسا واحدا، وبأربعة أذرع وأربعة أرجل! وسرُّ ذلك أنَّ الجسد المادي قد جعله "دافينشي" في إطار "المربع"، بينما جعل روحه في الإطار الذي هو على هيئة "الدائرة"، ذلك لأن الدائرة عند "فيتروفيوس" هي التي تمثل الكمال والقداسة، وكانت الكنائس القديمة تحاكي فلسفته، لذا روعي في تصميها الأشكال الدائرية التي ترمز للروحانيات العالية والكمالات الإلهية.
إنسان "كامل" تسري قوته فيه من تعاطيه لفضائل الأخلاق ومحاسنها.
ذاك هو إنسان "دافينشي"، والذي أخذت تجاذبه شتى التيارات، وكل ٌتصوره رمزا لها، فبعض المجلات الرياضية وضعته شعارا على أغلفتها، وبعض نوادي اليوغا، وشركات صناعة الأدوية، والمستشفيات، وحتى النقود المعدنية لبعض البلدان، وإذا بالرأسمالية المتوحشة أيضا قامت باستغلاله ليكون شعارا للشراء تماما كما تم تحوير كلمة "ديكارت" الشهيرة: "أنا أفكر إذن أنا موجود" فتحولت إلى "أنا أتسوق إذن أنا موجود"، على هذا الغرار تم التعامل مع هذا الرمز، فإذا بنا نراه على فنجان قهوة "استار باكس" وفوقه كُتب "Double Coffee".
تعالوا نتخيل "الإنسان الفيتروفي" عندما تقرر "الصهيو - الأمريكية" والتي استولغت في دماء أبرياء غزة ولبنان واليمن والعراق بنحو لا نظير له، أن تتخذه شعارا لها؟
يداه ستبدوان ملطختين بدماء الشهداء، والمربع الذي يحوي جسده قد بات أحمر قانيًا، أما الدائرة التي تقبع فيها روحه، والذي كان مثالا للتواصل مع الإله المطلق، فقد امتلأ بالجثث تحت رجليه. إنه "القاتل الأمريكي الفيتروفي".
وسوف تعمل بعد ذلك الآلة الإعلامية لأجل أن تقنعنا بأننا أمام أرقى لوحة في العالم!
شاهدنا "الإنسان الفيتروفي الأمريكي" جميعًا في مجلس الأمن، ينطق بفيتو قذر آخر، يريد بذلك أن يمنع توقف سيلان الدماء في غزة وفلسطين، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية فيها حتى يرى وقد أمضَّ العطش الصغار وأهلك الجوع الكبار!
أرفق "دافينشي" مع اللوحة نصاً لا يمكن قراءته إلا إذا جعلناه أمام المرآة! أوضح فيه النسب المثالية لأعضاء الإنسان الكامل. ولكن لماذا جعل قراءة هذه النسب لا تتم إلا إذا وضعناها أمام المرآة؟ لستُ أدري تحديدا، ولكن كثيرا من المرات تكون المرآة صادقة للغاية، عندما تكشف لنا معالم الحقيقة التي لا نريد أن نعرفها في زمن تم فيه قلب الحقائق رأسا على عقب أمام مرأى ومسمع العالم.
لا شك أنَّ الإنسان "الفيتورفي" كما صممه الفنان الإيطالي الكبير نموذج للإنسان الكامل لا يمت بصلة إلى الوحش الأمريكي كما صممته الصهيونية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«الترجيحية» تهدي البرازيل لقب كوبا أميركا للسيدات
كيتو (رويترز)
أخبار ذات صلةدافعت البرازيل بنجاح عن لقبها في بطولة كأس كوبا أميركا لكرة القدم للسيدات، بفوزها على كولومبيا 5-4 بركلات الترجيح، لتنال لقبها القاري التاسع، بعد أن انتهت المباراة النهائية المثيرة في كيتو بالتعادل 4-4 بعد وقت إضافي.وشهدت المباراة النهائية التي أقيمت على استاد رودريجو باز ديلجادو تقدم كولومبيا ثلاث مرات، لكن البرازيل ردت في كل مرة. وأُجبرت لاعبة البرازيل الرائعة مارتا كولومبيا على اللجوء إلى الوقت الإضافي، بعد إدراكها التعادل في اللحظات الأخيرة، ثم سجلت اللاعبة المخضرمة هدفاً آخر في الدقيقة 105 لتضمن الفوز على ما يبدو. لكن كولومبيا الصامدة نجحت في إدراك التعادل مرة أخرى لتتجه المباراة إلى ركلات الترجيح، إذ حسمت خبرة البرازيل النتيجة في النهاية. وقالت أماندا جوتيريس لاعبة البرازيل: «أعتقد أن كرة القدم النسائية تشهد نمواً ملحوظاً. أعتقد أن التوجه هو أن تصبح أكثر تنافسية. الجميع هنا يستحق مباراة كهذه. تهانينا لكولومبيا أيضاً. هذا يعني الكثير. أعتقد أن هذه مهمة البرازيل. إنها عقلية عدم الاستسلام أبداً. هذا مصدر فخر للبرازيل. أعتقد أنه يعني الكثير للبرازيليين». وسنحت عدة فرص مبكرة للفريقين، لكن التقدم جاء في الدقيقة 25 عندما توجت ليندا كايسيدو لاعبة كولومبيا تمريرة رائعة بتسديدة منخفضة من مدى قريب. وأحرزت البرازيل هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، عندما تقدمت أنجلينا بهدوء لتنفذ ركلة جزاء بنجاح، بعد أن أكدت تقنية الفيديو وجود خطأ من جانب جوريلين كارابالي على جيو جاربيليني. واستعادت كولومبيا تقدمها في الدقيقة 69 بهدف عكسي للبرازيل، بعد أن حاولت المدافعة تارسيان إعادة الكرة للخلف إلى زميلتها حارسة المرمى لورينا، لكنها لم تكن تعلم أنها خرجت بالفعل من مرماها لتسكن الكرة الشباك. وأدركت جوتيريس التعادل للبرازيل مرة أخرى قبل عشر دقائق من النهاية بهدفها السادس في البطولة، بتسديدة قوية بعد تمريرة جاربيليني، لكن المهاجمة مايرا راميريز أعادت التقدم لكولومبيا بتسجيلها هدفاً بعد هجمة مرتدة سريعة بعد ثماني دقائق أخرى. وكانت كولومبيا على بُعد خطوات من لقبها القاري الأول حتى قدمت مارتا البديلة في اللحظات الأخيرة، لحظة سحرية عندما أحرزت هدف التعادل المذهل في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع، ليلجأ الفريقان إلى وقت إضافي على شوطين. وسجلت مارتا هدفها الثاني في الدقيقة 105، عندما حولت تمريرة عرضية رائعة من أنجلينا في الشباك، لكن كولومبيا قلبت الطاولة مرة أخرى عندما أطلقت ليسي سانتوس ركلة حرة رائعة سكنت الزاوية العليا للمرمى في الدقيقة 115. وعكست ركلات الترجيح الإثارة التي شهدتها المباراة عندما استغلت كولومبيا الفرصة مبكراً بعد إهدار أنجلينا لركلتها. ومع ذلك، فشلت مانويلا بافي في التسجيل وتصدت حارسة المرمى لورينا لتسديدة ليسي سانتوس لتحافظ البرازيل على تقدمها. وحصلت مارتا على فرصة حسم الفوز، لكن إنقاذ كاثرين تابيا لركلة الترجيح تسبب في صدمة للبرازيل، لكن كارابالي أهدت حاملة اللقب فوزها القاري التاسع بعدما أهدرت ركلتها.