الإدمان الإسمنتي: ما بين التطور والمخاطر
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
لقد واكب التطور البشري مختلف جوانب الحياة، ومن أبرزها التطوير العقاري، الذي شهد قفزات كبيرة في العقود الأخيرة. غير أن هذا التطور ظل يعتمد بشكل مفرط على مادة واحدة أساسية في البناء، وهي: الإسمنت.
فرغم ما يتمتع به الإسمنت من خصائص مفيدة، مثل الثبات والعزل، إلا أن الاعتماد المطلق عليه يحمل في طياته العديد من المخاطر والمساوئ، سواء على الإنسان أو البيئة.
فالواقع أن البحوث العلمية، حتى اليوم، لم تتمكن من اكتشاف بديل عملي وآمن للإسمنت يحقق نفس المستوى من الصلابة والاستدامة. لكن ذلك لا يعني غض الطرف عن الأضرار البيئية والإنسانية التي قد يخلفها هذا “الإدمان الإسمنتي”.
ففي الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، تتحول المباني المشيدة بالإسمنت إلى أنقاض قاتلة. ولعل ما حدث في زلزال تركيا مثال حي على ذلك؛ فقد انهارت آلاف المباني، وخلّفت تحت ركامها مآسي إنسانية وأضرارًا بيئية جسيمة. وعند تساقط هذه الأبنية، تنبعث منها سحب كثيفة من الغبار والأبخرة السامة التي تلوث الهواء وتزيد من خطر التسمم البيئي.
وقد نتساءل: لماذا يتمسك العالم بالإسمنت كخيار أول في البناء؟ أهو لقوته أم لعوامل اقتصادية؟ في المقابل، هناك تجارب أخرى لافتة مثل بعض مناطق إندونيسيا، حيث تُبنى المنازل القريبة من الشواطئ باستخدام الأخشاب، ورغم بساطتها وضعف إمكانياتها، إلا أنها غالبًا ما تكون أكثر أمانًا من المباني الإسمنتية عند الانهيار، نظرًا لخفّتها وانخفاض أضرارها المباشرة على الأرواح.
إن البحث عن بديل للمباني الإسمنتية يشبه في تعقيده البحث عن علاج لمرض السرطان؛ فكلاهما يمثل تحديًا ضخمًا للبشرية، يحمل في طياته الأمل والخوف معًا. فكما أن السرطان ينهش في جسد الإنسان بصمت، فإن الإسمنت قد يُنهك البيئة ويهدد حياة الإنسان من حيث لا يشعر، خاصة عند سقوطه أو تهاويه. وما أشبه هذا بذاك!
إن التفكير في بدائل أكثر أمانًا واستدامةً أصبح ضرورة ملحة، وليس مجرد خيار مستقبلي. فالإسمنت، رغم فوائده، لا ينبغي أن يكون الطريق الوحيد للبناء، خصوصًا في زمن ترتفع فيه وتيرة الكوارث الطبيعية وتزداد الحاجة لحلول بيئية مستدامة
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
حبس 5 أشخاص بتهمة التنقيب عن الآثار داخل ورشة بالقاهرة
قررت جهات التحقيق المختصة بالقاهرة، حبس 5 أشخاص بالقاهرة لقيامهم بالتنقيب غير المشروع بقصد البحث عن الآثار وذلك 4 أيام علي ذمة التحقيقات.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 5 أشخاص بالقاهرة لقيامهم بالتنقيب غير المشروع بقصد البحث عن الآثار.
كما تمكنت وحدة مباحث قسم شرطة الحدائق بمديرية أمن القاهرة من ضبط 5 أشخاص حال قيامهم بالتنقيب عن الآثار داخل ورشة بالطابق الأرضى ملك أحدهم، وعُثر بداخلها على حفرة بعمق 10 أمتار كما عُثر بحوزتهم على مجموعة من الأدوات والمعدات المستخدمة فى عملية الحفر.
بمواجهتهم إعترفوا بقيامهم بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار بإستخدام الأدوات المضبوطة حوزتهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.