ترامب يكشف عن تفاصيل الاتفاق التجاري الجديد مع الصين
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إن بلاده أبرمت اتفاقاً تجارياً مع الصين، وذلك بعد يومين من المفاوضات المكثفة التي جرت في العاصمة البريطانية لندن، وأسفرت عن التوصل إلى إطار عمل شامل يشمل الرسوم الجمركية والقيود التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأوضح ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أن الاتفاق ينتظر الآن الموافقة النهائية من نظيره الصيني شي جين بينج، ومنه شخصياً، مؤكداً أن الجانبين اتفقا على إزالة القيود الصينية المفروضة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وهي مكونات صناعية حيوية تدخل في تصنيع أشباه الموصلات والتكنولوجيا المتقدمة.
وحول ملف الرسوم الجمركية، كشف ترامب أن الاتفاق ينص على فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية تصل إلى 55 بالمئة على الواردات الصينية، مقابل 10 بالمئة فقط تفرضها الصين على السلع الأمريكية.
وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أن النسبة الإجمالية 55 بالمئة تمثل رسوماً فرضها ترامب سابقاً على مختلف الدول، تشمل 10 بالمئة على جميع الشركاء التجاريين، و20 بالمئة إضافية على الصين والمكسيك وكندا بسبب اتهامات تتعلق بتهريب الفنتانيل، إلى جانب 25 بالمئة فرضت خلال ولايته الأولى على المنتجات الصينية.
وقال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك إن نسبة الـ55 بالمئة على الواردات الصينية باتت ثابتة ولن تخضع لأي تعديل مستقبلي، مؤكداً لقناة "سي إن بي سي" أن الرسوم الجمركية "لن تتغير".
جاء الاتفاق بعد أن اجتمع وفدان رفيعا المستوى من واشنطن وبكين في لندن يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، بعد مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع الرئيس شي جين بينغ أنهت أزمة اندلعت عقب اتفاق جنيف الأولي الشهر الماضي. وكان اتفاق جنيف قد عُد إنجازاً أولياً خفف من حدة الحرب التجارية، لكنه سرعان ما تعثر بسبب استمرار الصين في فرض قيود على صادراتها من المعادن المهمة، ورد إدارة ترامب بفرض ضوابط جديدة على تصدير برامج تصميم أشباه الموصلات والطائرات.
وأكد لوتنيك أن الإطار الذي اتفق عليه في لندن سيؤدي إلى رفع القيود بشكل "متوازن"، دون أن يقدم تفاصيل دقيقة حول آليات التنفيذ بعد انتهاء المفاوضات في وقت متأخر من مساء الثلاثاء بتوقيت لندن.
من جهته، قال نائب وزير التجارة الصيني لي تشنج جانج إن الطرفين توصلا إلى إطار عمل تجاري سيُعرض على القيادة السياسية في كل من بكين وواشنطن.
الأسواق العالمية تترقب.. و"المربع الأول" أفضل من لا اتفاقوأدت سياسات ترامب الجمركية المتقلبة في السنوات الأخيرة إلى اضطراب كبير في الأسواق العالمية، وتسببت في ارتباك داخل الموانئ وقطاع التجارة الدولية، حيث تكبدت الشركات خسائر ضخمة وارتفعت كلفة السلع عالمياً. كما خفّض البنك الدولي، الثلاثاء، توقعاته للنمو العالمي خلال عام 2025 بنسبة 0.4 بالمئة ليصل إلى 2.3 بالمئة، محذراً من أن الرسوم الجمركية وعدم اليقين يعيقان معظم الاقتصادات.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في إفادة للكونجرس عقب عودته من لندن، إن الصين أظهرت استعداداً للالتزام ببنود اتفاق جنيف بعد المحادثات الأخيرة، معتبراً أن إعادة التوازن للعلاقات الاقتصادية بين البلدين بات ممكناً.
في المقابل، قال جوش ليبسكي، كبير مديري مركز الجغرافيا الاقتصادية في المجلس الأطلسي، إن الطرفين "عادا إلى المربع الأول"، لكنه اعتبر أن ذلك أفضل من انهيار المحادثات بالكامل.
رغم التفاؤل الحذر، لا تزال تفاصيل كثيرة غير واضحة حول كيفية تنفيذ الاتفاق، حيث من المقرر أن يواصل الجانبان المفاوضات حتى العاشر من أغسطس المقبل. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق شامل بحلول ذلك الموعد، فإن الرسوم الجمركية مرشحة للارتفاع إلى 145 بالمئة على المنتجات الصينية و125 بالمئة على المنتجات الأمريكية، ما يهدد بإعادة تصعيد الحرب التجارية إلى مستويات غير مسبوقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب الصين أمريكا دونالد ترامب الصين وأمريكا بكين المعادن الأرضیة النادرة الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة ترامب الجمرکیة بالمئة على أن الاتفاق على تصدیر جین بینج مع الصین فی لندن
إقرأ أيضاً:
اتفاق لندن بين ترامب وبكين.. شراكة نادرة أم هدنة مؤقتة؟
أعلن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب موافقته على اتفاقية تجارة جديدة مع الصين تم التوصل إليها في لندن، ترفع بموجبها الرسوم الجمركية الإجمالية على المنتجات الصينية إلى 55%، في مقابل إمدادات حيوية من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات لصناعة السيارات الأمريكية، وامتيازات أكاديمية للطلبة الصينيين.
"صفقة لندن".. شريان حياة لصناعة السيارات
الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في لانكستر هاوس بعد يومين من المفاوضات بين مسؤولين أمريكيين وصينيين، يهدف إلى كسر الجمود الذي خنق سلسلة إمدادات صناعات حيوية مثل السيارات والدفاع والإلكترونيات، بعد أن فرضت بكين قيودًا مشددة على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة في أبريل/نيسان الماضي.
وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "تم التوصل إلى اتفاق مع الصين، وهو رهن بموافقتي النهائية وموافقة الرئيس شي... سنحصل على رسوم جمركية إجمالية تبلغ 55%، وستحصل الصين على 10%. العلاقة ممتازة!"
تعريفات مركّبة" وإطار غير مكتمل
رغم أن الرقم المُعلن للرسوم الجمركية يبدو وكأنه تصعيد جديد، أوضح البيت الأبيض أن نسبة 55% هي تجميع لمجموعة من الرسوم السابقة والحالية: 25% من الاتفاقيات السابقة مع الصين، 20% ضريبة جديدة مرتبطة بملف الفنتانيل، 10% رسوم أساسية على الواردات.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الصين سترد بخطوات مقابلة، لكن وزارة التجارة الأمريكية أكدت أن إطار عمل لندن يستكمل اتفاق جنيف التجاري الذي تم توقيعه الشهر الماضي لتخفيف "الرسوم الانتقامية".
وقال وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، إن الاتفاقية "ستعيد عجلة الصناعة الأمريكية للدوران"، لاسيما بعد أزمة نقص المغناطيسات التي كادت توقف إنتاج السيارات.
معادن مقابل مقاعد جامعية
الاتفاق يتضمن بندًا لافتًا: تسهيل التحاق الطلاب الصينيين بالجامعات الأمريكية، وهي خطوة قال ترامب إنها "جيدة اقتصاديًا وثقافيًا"، لكنها أثارت تساؤلات حول البُعد السياسي الذي يُراد تصديره ضمن هذه الصفقة.
وكان ترامب قد ألغى في ولايته السابقة عدة اتفاقيات تجارية متعددة الأطراف، لكن يبدو أن صفقة لندن تسير ضمن نهج الصفقات الثنائية عالية التفاوض، حيث تُربط المصالح الصناعية والعسكرية بقضايا أكاديمية وثقافية.
تصعيد بغطاء تفاوضي
رغم أن الاتفاق لم يُنشر رسميًا حتى اللحظة، إلا أن صحيفة "الغارديان"، نقلت عن خبراء قولهم إنهم يرون فيه محاولة من ترامب لتكريس نهج الضغط مقابل المكاسب، فيما يبدو أن بكين قدمت تنازلاً محدود المدة، لا يتجاوز 6 أشهر، في ملف المعادن الأرضية النادرة.