(CNN)-- لطالما حذّر المحللون والخبراء من أن الضربات الإسرائيلية على القدرات النووية الإيرانية قد تُشعل فتيل ردّ إيراني واسع النطاق، وتهدد بدفع المنطقة إلى حرب شاملة.

أفادت العديد من وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بمقتل الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، في الهجمات الإسرائيلية.Credit: ATTA KENARE/AFP via Getty Images)

وإذا تورطت إسرائيل وإيران في صراع أوسع نطاقًا، فقد يُخاطر ذلك بجرّ الولايات المتحدة إلى المعركة، ذلك أن الولايات المتحدة لطالما كانت أقرب حليف لإسرائيل وأكبر مورد للأسلحة لها.

وظهرت مؤشرات على هذا الخطر في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث أمرت الولايات المتحدة بمغادرة الموظفين غير الأساسيين من مواقع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع تزايد التحذيرات الاستخباراتية من ضربة إسرائيلية وشيكة على إيران.

وقال مسؤولون إسرائيليون، الجمعة، إنهم يستعدون لردّ إيراني، معلنين حالة طوارئ خاصة في جميع أنحاء الولاية.

وسيسود خوف واسع النطاق بين سكان إسرائيل وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث ستدفع الضربات الإسرائيلية المنطقة إلى منطقة مجهولة.

وتُشرف إيران على ما يُسمى "محور المقاومة" في جميع أنحاء المنطقة، والذي يضم وكلاء موالين لها مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى ميليشيات مختلفة في العراق وسوريا.

ويقول الخبراء إن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية من المرجح أن يُنهي مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.

وفي العام الماضي، اندلعت حرب الوكالة التي استمرت لسنوات بين إسرائيل وإيران بشكل علني بسلسلة من الضربات الصاروخية المباشرة على بعضهما البعض.

في ذلك الوقت، حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من ضرب البنية التحتية للطاقة أو البنية التحتية النووية الإيرانية، وسارعت إيران إلى التقليل من شأن الضربات، وردت بضربات انتقامية قوية بصريًا ولكنها مُدروسة بعناية، تسببت في أضرار محدودة.

ويذهب هجوم إسرائيل، الجمعة، إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث ضرب قلب المجمع النووي والعسكري الإيراني، ضربت إسرائيل منشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية في نطنز وقتلت الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وفقًا للعديد من وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية.

وقالت بيث سانر، المحللة الأمنية في شبكة CNN، إن قتل سلامي أشبه بتصفية رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية: "يمكنكم تخيل ما سيفعله الأمريكيون"، مضيفة أن إيران الآن "تواجه تهديدًا وجوديًا"، وبالتالي، يتوقع الإسرائيليون "ردًا هائلًا وأكبر بكثير مما شهدوه في المرة السابقة".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: القدرات النووية الإيرانية الجيش الأمريكي الجيش الإسرائيلي الجيش الإيراني الحرس الثوري الإيراني تحليلات حصريا على CNN الولایات المتحدة فی جمیع أنحاء

إقرأ أيضاً:

تحليل: ثلاثة أهداف لزيارة "ويتكوف" لغزة أهمها تلميع صورة "إسرائيل" المشوهة عالميًا

غزة - خاص صفا

ليست الأهداف المعلنة لزيارة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي "ستيفن ويتكوف" للكيان الاسرائيلي وغزة، والمتعلقة بالاطلاع على الوضع الإنساني في الأخيرة، بالحقيقية، ولكن الرجل الأمريكي، جاء لـ" عدة ملفات، منها ايجاد صيغة لمواجهة الضغط العالمي الذي تتعرض له إسرائيل".

ويؤكد محللون سياسيون في أحاديث منفصلة مع وكالة "صفا"، أن "ويتكوف" جاء لمحاولة تلميع صورة "إسرائيل" المشوهة عالميًا بسبب الإبادة والتجويع الذي تمارسه بحق مليوني قطاع غزة بالقطاع، وأيضًا لهدفين آخرين متعلقين بالمفاوضات والوضع الداخلي الإسرائيلي.

ووصل المبعوث الأمريكي "ويتكوف" للكيان الإسرائيلي الليلة الماضية، وزار مركز ما تسمى المساعدات الأمريكية الإسرائيلية جنوبي قطاع غزة، والتقط صورًا فيها، وغادر قبل أن يتم استئناف استهداف منتظري المساعدات من قبل جيش الاحتلال.

وقبيل وصول "ويتكوف" صباح اليوم للمؤسسة الأمريكية، تم تنظيم المكان، وتسوية المنطقة الرملية، التي سالت فيها دماء المئات من طالبي المساعدات، وإبعاد الدبابات والقناصة، وتقليص عشرات الآلاف من طالبي المساعدات، لعددٍ قليل من أسر عناصر ياسر أبو شباب، ضمن "مسرحية هزلية أمام العالم"، لتلميع المكان.

مواجهة المزاج العالمي

ويقول المختص بالشأن السياسي والإسرائيلي عماد عوّاد "إن الهدف الأول لزيارة ويتكوف، هو صياغة استراتيجية مع إسرائيل للوقوف بوجه تشوه صورتها على العالمية، خاصة بظل الحراك العالمي الحالي والاعترافات بالدولة الفلسطينية من عدة دول، وهو ما أعاد القضية الفلسطينية لزخمها".

ولم يكمل عواد حديثه عن زيارة "ويتكوف" قبل أن يستدرك بأن "الاعترافات بالدولة الفلسطينية وصفة لاقتتال فلسطيني داخلي، لأن الدولة الفلسطينية المقصودة على المقاس الغربي والإسرائيلي".

ويكمل "لكن المقلق لإسرائيل وويتكوف، هو أن هناك مزاج عالمي يتغير، وبالتالي هم بحاجة لإيجاد صيغة ما لمواجهتها".

ومن أجل مواجهة هذا المزاج السلبي، يرى عواد أن الجانبين يصيرون بعدة اتجاهات، الأول إيجاد آلية لادخال المساعدات بحدودها الدنيا، تؤدي إلى إيقاف الزخم العالمي ضد "إسرائيل" في هذه القضية، خاصة أنها ترتفع بشكل متسارع.

ملف المفاوضات والضغط الداخلي

والأمر الثاني من وجهة نظره، هو محاولة تحريك ملف المفاوضات، معللًا ذلك بـ"أن إسرائيل كانت تعتقد أنه سيكون هناك موافقة من قبل حماس على كل الشروط، ولن يكون هناك اعتراضاً، وحينما اعترضت حماس فاجأها ذلك".

وبحسب عواد، فإن الجانب الثالث لزيارة "ويتكوف"، هو أن  هناك صراع داخلي إسرائيلي حول استمرار الحرب، خاصة أن  الجيش الإسرائيلي يسحب بعض ألوية جنوده من غزة، وهناك خلاف عميق بين اليمين المتطرف والجيش فيما يتعلق بهذه القضية.

ويجزم "برأي نعم هوه جاء أيضاً لتحريك ملف المفاوضات، لكن من خلال محاولة الحفاظ على الجزء الأهم من الشروط الإسرائيلية".

ويستدرك "ولكن باعتقادي هذا الموضوع ليس سهلاً، خاصة أنه من الواضح أن إسرائيل والولايات المتحدة، تدركان تماماً أن هناك شروطًا لا يمكن أن تتنازل عنها حماس، خاصة في ظل النية الإسرائيلية الأمريكية المبيتة، أنهما ذاهبتان ما بعد الهدنة لتطبيق مشروع التهجير من غزة".

وبالمحصلة فإن "ويتكوف جاء لأجل العديد من الملفات، منها المفاوضات، وإيجاد صيغة لتخفيف الضغط الدولي على إسرائيل، ومنها محاولة فكفكة الملف الداخلي الإسرائيلي، لأن من يتابع ما يجري بالوضع الداخلي الإسرائيلي يدرك تماماً أن ما يحدث ليس سهلًا أبدًا"، يقول عواد.

وعقب مغادرة "ويتكوف" لمركز ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" لتوزيع المساعدات، فتح جيش الاحتلال النار على طالبيها بذات المركز، ما أدى لاستشهاد خمسة منهم على الأقل، وإصابة العشرات.

عزلة دولية

من جانبه، يرى المحلل السياسي طلال عوكل في حديثه لوكالة "صفا"، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يكن يرغب بزيارة ويتكوف، لسبب أنه يريد دفع المفاوضات.

ويقول "إن ويتكوف يزور إسرائيل أيضًا للضغط من أجل دفع المفاوضات، ويستهدف أيضاً تحسين آليات إرسال وتوزيع المساعدات في القطاع، بعد أن انفضحت سردية التواطؤ على المجاعة وقتل طالبي المساعدات".

ويشير هنا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"،  تجاه الوضع الإنساني في القطاع، والتي خرج بها بالتزامن مع زيارة "ويتكوف".

ويوضح أن الولايات المتحدة تريد حزم هذه المهزلة، بسبب أنها لم تعد تتحمل ممارسات "نتنياهو" وحكومته، والتي تدفع البلدين نحو عزله دولية متزايدة.

يُذكر أن "ترامب" عيّن ستيفن ويتكوف (67 عاما)، مبعوثاً خاصًا له في الشرق الأوسط بمايو عام 2024 المنصرم، وهو يهودي، شكل تعيينه مفاجأة للعالم، لعدم وجود أي خبرات سياسية له، وهو صاحب مقترح وقف إطلاق النار بغزة الذي تدور حوله المفاوضات، دون الوصول لاتفاق حتى اليوم.

ومنذ أكتوبر للعام 2023 ترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية وجريمة تجويع، أدت لاستشهاد ما يزيد عن 60 ألف شهيد، بالإضافة لـ حوالي 145 ألف إصابة، وما يزيد عن 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.

مقالات مشابهة

  • تحليل: ثلاثة أهداف لزيارة "ويتكوف" لغزة أهمها تلميع صورة "إسرائيل" المشوهة عالميًا
  • أميركا وحلفاؤها ينددون بتزايد التهديدات من أجهزة المخابرات الإيرانية
  • في ظل زيارة ويتكوف إلى إسرائيل.. مصدران مطلعان لـCNN: حماس توقفت عن الانخراط في المفاوضات
  • عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • أي دور لأوروبا في الملف النووي الإيراني؟
  • قائد الأمن الداخلي بدمشق يوضح ملابسات وفاة الشاب يوسف اللباد داخل أحد المساجد
  • بالصور.. جلالة السلطان يناقش مع رئيس وزراء المملكة المتحدة عدة قضايا إقليمية ودولية
  • تحليل بريطاني: القدرات العسكرية اليمنية أربكت أمريكا و”إسرائيل”
  • الحرس الثوري يحذر الدول الأوروبية من تفعيل آلية الزناد
  • بسبب الحرس الثوري .. برلمانية في بلجيكا تتهم إيران بالسعي لاختطافها