صدى البلد:
2025-06-15@00:40:02 GMT

محمد عبد الجواد يكتب : إيران وكرالجواسيس

تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT

«فتش عن الجواسيس».. هذه الجملة المكونة من 3 كلمات يمكن أن نلخص تحتها كل ما يجري من عمليات قذرة في منطقة الشرق الأوسط بالكامل على مدار السنوات الماضية لأمر واحد فقط وهو تقديم فروض الولاء والطاعة لـ «سيد البيت الأبيض» وخدمة مصالح إسرائيل في المنطقة تطبيقا للمثل الشعبي المصري «اضرب المربوط يخاف السايب».

 


الضربة الموجعة التي تلقتها إيران فجر الجمعة واستهدفت عددا من منشآتها العسكرية الحيوية وقضت على عدد من نخبة قادتها العسكريين في غرف نومهم تكشف للآسف الشديد عن حجم الخيانة وعدد الجواسيس في الداخل الإيراني الذين سهلوا وصول المعلومات عن مقرات سكن القيادات العسكرية والتفاصيل الدقيقة للمنشآت العسكرية وهذا لن يصدر إلا من شخصيات كبيرة نافذة ومؤثرة وعلى علم ودراية كاملة بكل محتويات هذه المنشآت ونقاط القوة والضعف فيها ويكفي أن الموساد بمجرد إنتهاء الضربة نشر فيديو لعملائه أثناء قيامهم بتركيب أنظمة هجومية داخل الأراضي الإيرانية وكيف لدولة تقول عن نفسها انها قوية عسكريا أن تتعرض لهجوم بـ 200 طائرة حربية دون ان تتمكن أجهزة الدفاع الجوي لديها من اعتراض طائرة واحدة منها؟ .. فهل كان الجميع نائمين وغفلوا عن مراقبة مجالهم الجوي وأخذ الاحتياطات الأمنية والعسكرية وأين كانت أجهزة الرادات الإيرانية فهل تعرضت لتشويش أفقدها قدرتها على المراقبة والمتابعة الجيدة رغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم توجيه ضربة إسرائيلية لإيران ولكن ليس بهذه القوة والضخامة.


هناك عدة نقاط يجب رصدها لبيان هشاشة إيران من الداخل اولها أن حجم الإعداد والتجهيز والترتيب والخداع الاستراتيجي قبل الهجمات كان ضخما ومتنوعا وعميقا، كما أن مستوى الاختراق الإسرائيلي الأمريكي والغربي لإيران معلوماتيا واستخباراتيا مهول وصادم، بعد اغتيال الرجل الثاني في البلاد قائد الأركان الجنرال على باقري ونائبه وقائد الحرس الثوري وقادة آخرين بارزين وعلماء نوويين بارزين فكيف عرفت إسرائيل أماكن وجودهم واستهدفتهم بهذه السهولة رغم أن هذه الظروف المتوترة تستدعى أقصى درجات الحذر والحيطة، النقطة الثالثة سوء تقدير الموقف الأمني والعسكري والاستخباراتي من القيادة الإيرانية السياسية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية صادم فكيف يُقتل كل هؤلاء القادة بهذه السهولة وكيف لم يتداركوا الموقف بعدما جرى لحزب الله في لبنان؟ 


بعد هذه الضربة تأكدت إسرائيل أنها أمام لحظة تاريخية لإنهاء المهمة بنجاح منقطع النظير، لإعادة هندسة خرائط الشرق الأوسط من جديد وفقا لحساباتها الخاصة في ظل تفوقها عسكريا واستخباراتيا ومعلوماتيا وتكنولوجيا بجانب الدعم الأمريكي المضمون واللامحدود، وقد تواصل إسرائيل المغامرة لاستهداف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية نفسه، والسعي لتغيير النظام في إيران على غرار ما حدث في سوريا في إطار هدفها الاستراتيجي بقطع رأس الحربة الإيراني، الذي طالما قض مضجع القيادة الإسرائيلية من خلال أذرع طهران في الشرق الأوسط وخاصة في اليمن وسوريا ولبنان وغزة. 


الرد الإيراني على الصفعة الإسرائيلية المؤلمة حتى هذه اللحظة ليس على مستوى الحدث ولم يتجاوز مرحلة الكلام فقط والتهديد والتلويح بضرب إسرائيل وكأنهم يقولون لها كوني على حذر وتسريب أخبار أنهم أطلقوا 100 مسيرة يعني على إسرائيل الاستعداد للتصدي لها قبل دخولها مجالها الجوي. 


نعود لنفس جملة «فتش عن الجواسيس» التي ذكرتها في بداية المقال وهذا يطرح مجموعة من الأسئلة أبرزها ألم تتعلم إيران الدرس وتستوعب ما يدور حولها لتحجيمها وتقزيم دورها في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل وخصوصا بعد تفجيرات البيجر في قيادات وعناصر حزب الله في لبنان أحد أهم أذرع إيران العسكرية ومنذ هذه اللحظة تم تدمير الحزب بالكامل واغتيال قياداته وأبرزهم حسن نصر الله الأمين العام وهاشم صفي الدين المرشح لقيادة الحزب بعده وغيرهم من القيادات المهمة. 


ألم يقرأ منظرو السياسية الإيرانية المشهد جيدا بعد تقليم أظافر إيران في سوريا بالتزامن مع عملية استهداف حزب الله وطرد كل قواتها من سوريا مع تعالي مد الميليشيات العسكرية التي نصبت أحمد الشرع رجل المخابرات الأمريكية الذي تمت صناعته بتأنٍ وصبر شديدين رئيسا على سوريا . 


ألم يدرك قادة إيران أن قوة الضربات على اليمن وتدمير المطارات والمواني اليمنية كان الهدف منها إضعاف قوة الحوثيين وإسكات مصادر نيرانهم التي شكلت تهديدا كبيرا لحياة الإسرائيليين وأوقفت رحلات الطيران أكثر من مرة من مطار بن جورين وألحقت أضرارا كبيرة بالاقتصاد الإسرائيلي المتضرر أصلا منذ 7 أكتوبر 2023.


حتى حماس التي كانت ذراعا طويلة تلحق الأذى بإسرائيل عبر العمليات الانتحارية والاستشهادية ضد الإسرائيليين في الداخل الإسرائيلي ومع اندلاع عمليات طوفان الأقصى تم تدمير غزة بالكامل وفقدت حماس جزءا كبيرا من قوتها لأنها أصبحت مكشوفة على الأرض المدمرة في القطاع المنكوب وبالتالي لم تعد ضرباتها موجعة بالقدر الكافي . 


العراق الذي كان ملعبا مفتوحا أمام إيران بعد الفوضى الخلاقة عقب سقوط صدام حسين فقدت فيه إيران نفوذها بشكل كبير ولم يعد مؤثرا في المشهد.. ألم تحرك كل هذه العوامل السياسيين الإيرانيين للإدارك والتحرك مبكرا ووضع خطط استراتيجية بديلة لتأمين وحماية نفسها من نيران الغدر الإسرائيلية لأن كل ما حدث لا يمكن تفسيره إلا بالسذاجة الإيرانية لأن كل الضربات التي تلقتها في أكثر من 5 دول ليس له إلا تفسير واحد وهو أن إيران مخترقة ومستباحة من الداخل بشكل لا يحدث حتى في جمهوريات الموز لأنها من المفترض أنها دولة قوية عسكريا مقارنة بدول أخرى في المنطقة ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح . 


السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو .. هل سترد إيران على الضربة الإسرائيلية وكيف سترد؟ .. إيران عليها أن ترد ردا مؤلما يوجع إسرائيل إذا أرادت أن تظل دولة قوية إقليمية لها وزن في المنطقة ويعمل لها ألف حساب وإلا فإنها ستدخل سراديب النسيان وفقد دورها في المنطقة رغم أن تراجع دورها بهذه الصورة المريبة لا يصب في صالح أمريكا التى تنصب إيران «بعبعا» وأسدا جائعا يظهر انيابه ومخالبه الطويلة على الشاطئ الآخر من الخليج يتأهب لالتهام دول الخليج ولتضمن استمرار حصولها على مباركة وجود قواعدها العسكرية والحصول على فروض الولاء والطاعة وتريليونات الدولارات مقابل توفير الحماية واستمرار شراء الأسلحة الأمريكية بلا أي حاجة لها من جانب الإمارات الخليجية وفي إطار عملية الابتزاز الاقتصادي المتواصل.

طباعة شارك فتش عن الجواسيس الشرق الأوسط البيت الأبيض إيران إيران وكر الجواسيس

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشرق الأوسط البيت الأبيض إيران الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

تقرير: إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لضرب إيران

تلقى مسؤولون أميركيون معلومات تفيد أن إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لشن عملية عسكرية ضد إيران، حسبما ذكرته مصادر متعددة لشبكة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية.

وقالت الشبكة إن مسؤولين إسرائيليين ومتحدثين باسم البيت الأبيض امتنعوا عن التعليق على هذه المعلومات.

ولسنوات أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشككا عميقا في أي اتفاق مع إيران، ويقول مكتبه إن إسرائيل نفذت "عمليات علنية وسرية لا تحصى" لكبح نمو البرنامج النووي لطهران.

وكانت تقارير سابقة أشارت إلى رغبة إسرائيل في توجيه ضربة لإيران، حتى مع المطالب الأميركية لها بعدم فعل ذلك طالما استمرت المحادثات النووية بين واشنطن وطهران.

وفي شهر مايو الماضي، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب علنا أنه حث نتنياهو على عدم مهاجمة إيران، بينما تواصل إدارته المفاوضات معها.

ووقتها قال ترامب: "أخبرته (نتنياهو) أن هذا سيكون من غير المناسب القيام به الآن، لأننا قريبون جدا من الحل".

وفي حال وقعت الضربة الإسرائيلية، تتوقع الولايات المتحدة أن ترد إيران على بعض المواقع الأميركية في العراق المجاور.

وكانت واشنطن أعلنت عزمها تقليص عدد موظفي سفارتها في بغداد لأسباب أمنية، حسبما أكد ترامب الذي اعتبر الشرق الأوسط "مكانا خطيرا"، وذلك عقب تهديد إيران باستهداف القواعد الأميركية بالمنطقة في حال اندلاع نزاع.

وتحدث ترامب عن إيران أثناء ظهوره في مركز كينيدي، الأربعاء، قائلا للصحفيين إن الأميركيين نُصحوا بمغادرة الشرق الأوسط "لأنه قد يكون مكانا خطيرا"، كما أكد مجددا أن الولايات المتحدة "لن تسمح" أن تطور إيران سلاحا نوويا.

وتسعى إدارة ترامب إلى إبرام اتفاق مع إيران للحد من برنامجها النووي، في حين تقول هيئات الرقابة الدولية إن طهران واصلت تخصيب اليورانيوم إلى ما يقارب المستوى اللازم لصنع الأسلحة النووية.

وتجرى المحادثات في مسار حساس، وليس من الواضح مدى قرب الطرفين من التوصل إلى اتفاق، فقد صرح ترامب أنه لن يقبل أي تخصيب لليورانيوم، لكن إيران ترى أن ذلك حق لن تتنازل عنه، مع نفيها بشدة السعي لصنع أسلحة نووية.

وصرح مسؤولان أميركيان لـ"سي بي إس"، أن مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لا يزال يخطط للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، في جولة سادسة من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني.

مقالات مشابهة

  • عبد السلام فاروق يكتب: الشرق الأوسط على مفترق طرق
  • برلماني: تصاعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران يهدد المنطقة بعدم الاستقرار
  • العرابي: الرد الإيراني على إسرائيل سيحدد مستقبل النزاع في الشرق الأوسط
  • بعد الهجوم الإسرائيلي على طهران.. «سمير راغب»: المعادلة العسكرية في الشرق الأوسط تشهد تحولًا جذريًا
  • ألمانيا: الأوضاع في الشرق الأوسط تتفاقم بعد هجمات إسرائيل على إيران
  • فصل جديد في الشرق الأوسط يكتب بالنار| إيران تستعد لرد حاسم على الهجوم الإسرائيلي.. وهذا موقف أمريكا والصين وروسيا
  • الذهب عند أعلى مستوى في شهرين بعد هجوم إسرائيل على إيران
  • المواقع الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل في إيران
  • تقرير: إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لضرب إيران