محمد عبد الجواد يكتب : إيران وكرالجواسيس
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
«فتش عن الجواسيس».. هذه الجملة المكونة من 3 كلمات يمكن أن نلخص تحتها كل ما يجري من عمليات قذرة في منطقة الشرق الأوسط بالكامل على مدار السنوات الماضية لأمر واحد فقط وهو تقديم فروض الولاء والطاعة لـ «سيد البيت الأبيض» وخدمة مصالح إسرائيل في المنطقة تطبيقا للمثل الشعبي المصري «اضرب المربوط يخاف السايب».
الضربة الموجعة التي تلقتها إيران فجر الجمعة واستهدفت عددا من منشآتها العسكرية الحيوية وقضت على عدد من نخبة قادتها العسكريين في غرف نومهم تكشف للآسف الشديد عن حجم الخيانة وعدد الجواسيس في الداخل الإيراني الذين سهلوا وصول المعلومات عن مقرات سكن القيادات العسكرية والتفاصيل الدقيقة للمنشآت العسكرية وهذا لن يصدر إلا من شخصيات كبيرة نافذة ومؤثرة وعلى علم ودراية كاملة بكل محتويات هذه المنشآت ونقاط القوة والضعف فيها ويكفي أن الموساد بمجرد إنتهاء الضربة نشر فيديو لعملائه أثناء قيامهم بتركيب أنظمة هجومية داخل الأراضي الإيرانية وكيف لدولة تقول عن نفسها انها قوية عسكريا أن تتعرض لهجوم بـ 200 طائرة حربية دون ان تتمكن أجهزة الدفاع الجوي لديها من اعتراض طائرة واحدة منها؟ .. فهل كان الجميع نائمين وغفلوا عن مراقبة مجالهم الجوي وأخذ الاحتياطات الأمنية والعسكرية وأين كانت أجهزة الرادات الإيرانية فهل تعرضت لتشويش أفقدها قدرتها على المراقبة والمتابعة الجيدة رغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم توجيه ضربة إسرائيلية لإيران ولكن ليس بهذه القوة والضخامة.
هناك عدة نقاط يجب رصدها لبيان هشاشة إيران من الداخل اولها أن حجم الإعداد والتجهيز والترتيب والخداع الاستراتيجي قبل الهجمات كان ضخما ومتنوعا وعميقا، كما أن مستوى الاختراق الإسرائيلي الأمريكي والغربي لإيران معلوماتيا واستخباراتيا مهول وصادم، بعد اغتيال الرجل الثاني في البلاد قائد الأركان الجنرال على باقري ونائبه وقائد الحرس الثوري وقادة آخرين بارزين وعلماء نوويين بارزين فكيف عرفت إسرائيل أماكن وجودهم واستهدفتهم بهذه السهولة رغم أن هذه الظروف المتوترة تستدعى أقصى درجات الحذر والحيطة، النقطة الثالثة سوء تقدير الموقف الأمني والعسكري والاستخباراتي من القيادة الإيرانية السياسية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية صادم فكيف يُقتل كل هؤلاء القادة بهذه السهولة وكيف لم يتداركوا الموقف بعدما جرى لحزب الله في لبنان؟
بعد هذه الضربة تأكدت إسرائيل أنها أمام لحظة تاريخية لإنهاء المهمة بنجاح منقطع النظير، لإعادة هندسة خرائط الشرق الأوسط من جديد وفقا لحساباتها الخاصة في ظل تفوقها عسكريا واستخباراتيا ومعلوماتيا وتكنولوجيا بجانب الدعم الأمريكي المضمون واللامحدود، وقد تواصل إسرائيل المغامرة لاستهداف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية نفسه، والسعي لتغيير النظام في إيران على غرار ما حدث في سوريا في إطار هدفها الاستراتيجي بقطع رأس الحربة الإيراني، الذي طالما قض مضجع القيادة الإسرائيلية من خلال أذرع طهران في الشرق الأوسط وخاصة في اليمن وسوريا ولبنان وغزة.
الرد الإيراني على الصفعة الإسرائيلية المؤلمة حتى هذه اللحظة ليس على مستوى الحدث ولم يتجاوز مرحلة الكلام فقط والتهديد والتلويح بضرب إسرائيل وكأنهم يقولون لها كوني على حذر وتسريب أخبار أنهم أطلقوا 100 مسيرة يعني على إسرائيل الاستعداد للتصدي لها قبل دخولها مجالها الجوي.
نعود لنفس جملة «فتش عن الجواسيس» التي ذكرتها في بداية المقال وهذا يطرح مجموعة من الأسئلة أبرزها ألم تتعلم إيران الدرس وتستوعب ما يدور حولها لتحجيمها وتقزيم دورها في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل وخصوصا بعد تفجيرات البيجر في قيادات وعناصر حزب الله في لبنان أحد أهم أذرع إيران العسكرية ومنذ هذه اللحظة تم تدمير الحزب بالكامل واغتيال قياداته وأبرزهم حسن نصر الله الأمين العام وهاشم صفي الدين المرشح لقيادة الحزب بعده وغيرهم من القيادات المهمة.
ألم يقرأ منظرو السياسية الإيرانية المشهد جيدا بعد تقليم أظافر إيران في سوريا بالتزامن مع عملية استهداف حزب الله وطرد كل قواتها من سوريا مع تعالي مد الميليشيات العسكرية التي نصبت أحمد الشرع رجل المخابرات الأمريكية الذي تمت صناعته بتأنٍ وصبر شديدين رئيسا على سوريا .
ألم يدرك قادة إيران أن قوة الضربات على اليمن وتدمير المطارات والمواني اليمنية كان الهدف منها إضعاف قوة الحوثيين وإسكات مصادر نيرانهم التي شكلت تهديدا كبيرا لحياة الإسرائيليين وأوقفت رحلات الطيران أكثر من مرة من مطار بن جورين وألحقت أضرارا كبيرة بالاقتصاد الإسرائيلي المتضرر أصلا منذ 7 أكتوبر 2023.
حتى حماس التي كانت ذراعا طويلة تلحق الأذى بإسرائيل عبر العمليات الانتحارية والاستشهادية ضد الإسرائيليين في الداخل الإسرائيلي ومع اندلاع عمليات طوفان الأقصى تم تدمير غزة بالكامل وفقدت حماس جزءا كبيرا من قوتها لأنها أصبحت مكشوفة على الأرض المدمرة في القطاع المنكوب وبالتالي لم تعد ضرباتها موجعة بالقدر الكافي .
العراق الذي كان ملعبا مفتوحا أمام إيران بعد الفوضى الخلاقة عقب سقوط صدام حسين فقدت فيه إيران نفوذها بشكل كبير ولم يعد مؤثرا في المشهد.. ألم تحرك كل هذه العوامل السياسيين الإيرانيين للإدارك والتحرك مبكرا ووضع خطط استراتيجية بديلة لتأمين وحماية نفسها من نيران الغدر الإسرائيلية لأن كل ما حدث لا يمكن تفسيره إلا بالسذاجة الإيرانية لأن كل الضربات التي تلقتها في أكثر من 5 دول ليس له إلا تفسير واحد وهو أن إيران مخترقة ومستباحة من الداخل بشكل لا يحدث حتى في جمهوريات الموز لأنها من المفترض أنها دولة قوية عسكريا مقارنة بدول أخرى في المنطقة ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح .
السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو .. هل سترد إيران على الضربة الإسرائيلية وكيف سترد؟ .. إيران عليها أن ترد ردا مؤلما يوجع إسرائيل إذا أرادت أن تظل دولة قوية إقليمية لها وزن في المنطقة ويعمل لها ألف حساب وإلا فإنها ستدخل سراديب النسيان وفقد دورها في المنطقة رغم أن تراجع دورها بهذه الصورة المريبة لا يصب في صالح أمريكا التى تنصب إيران «بعبعا» وأسدا جائعا يظهر انيابه ومخالبه الطويلة على الشاطئ الآخر من الخليج يتأهب لالتهام دول الخليج ولتضمن استمرار حصولها على مباركة وجود قواعدها العسكرية والحصول على فروض الولاء والطاعة وتريليونات الدولارات مقابل توفير الحماية واستمرار شراء الأسلحة الأمريكية بلا أي حاجة لها من جانب الإمارات الخليجية وفي إطار عملية الابتزاز الاقتصادي المتواصل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشرق الأوسط البيت الأبيض إيران الشرق الأوسط فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
تعيين رئيس تنفيذي جديد لـ"تكييف" الإماراتية ضمن خطة هيكلة شاملة
دبي- الرؤية
أعلنت "تكييف" عن تعيين تونا غولينك في منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة، مسجلة بذلك أول تغيير في قيادة الشركة الرائدة في توفير حلول التبريد منذ أكثر من 3 عقود.
ويأتي غولينك خلفًا لطارق الغصين الذي قاد أعمال الشركة العائلية منذ العام 1994، ونجح في تحويلها من شركة موزعة لعلامة تجارية واحدة، إلى أكبر مجموعة مستقلة لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء في الشرق الأوسط.
وبهذه المناسبة، أكد طارق الغصين- الذي سيتولى منصب رئيس مجلس الإدارة- أن غولينك يمتلك الرؤية الاستراتيجية والقيادة العالمية، إلى جانب القدرة على تنفيذ تحوّلات كبيرة في الأعمال، وهو ما سيعزز نجاح تكييف في المستقبل. وقال: "لدينا خطط طموحة للتوسع والنمو، لذا إن خبرة غولينك العريقة وفهمه العميق للمشهد التنافسي والاقتصادي والجيوسياسي سيمنحنا قيمة مضافة ورؤية ثاقبة وفرصًا واعدة للتوسع في المستقبل، وهو الشخص الأمثل لقيادة الشركة في المرحلة المقبلة".
ويتمتع تونا غولينك بخبرةٍ تزيد عن 20 عامًا في هذا المجال؛ حيث شغل العديد من المناصب العليا، وقام ببناء وتوسيع العمليات الرئيسية في تركيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتبرز رؤيته القيادية واستراتيجيته التنفيذية في هذه الأسواق العالمية؛ حيث قاد تحوّلاتٍ كبيرة في الأعمال وأجرى عمليات استحواذ نموذجية، مما ساهم في تحقيق نمو كبير. وبفضل تركيزه على الأفراد، وقدرته على بناء فرق عمل متعددة الثقافات وعالية الأداء أصبح معيارًا للتميز في الصناعة.
وغولينيك حاصل على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذي من معهد إنسياد.
من جهته، قال تونا غولنيك الرئيس التنفيذي لتكييف: "تقوم أعمال تكييف على الالتزام الراسخ بالابتكار والتميز، وقليلة هي الشركات في المنطقة التي تمتلك إرثًا مؤثرًا مثل إرث "تكييف". الفرصة أمامنا استثنائية، وأنا متحمس لإمكانيات النمو في هذه المنطقة وخارجها. كما يشرفني أن أعمل جنبًا إلى جنب مع رئيس مجلس الإدارة، وفريق "تكييف"، لتسريع عجلة النمو وإعادة تشكيل مستقبل يعزز قدرتنا على الابتكار والتميز التشغيلي".
وأعرب الغصين، رئيس مجلس إدارة تكييف، عن فخر المجموعة واعتزازها برسم مسار قطاع التبريد في الشرق الأوسط وبناء إرث قائم على قوة التكنولوجيا التحويلية والابتكار. وأضاف: "إن تسليم القيادة إلى الجيل القادم من المديرين التنفيذيين كان رؤية طويلة الأمد بالنسبة لي، وقد أصبح ذلك ممكنًا أخيرًا بفضل الخبرة الاستثنائية التي يجلبها غولينك كرئيس تنفيذي لتكييف. إنه أحد أبرز وألمع القادة في القطاع، ويتمتع برؤية استراتيجية وتميز تشغيلي يمكنه من رفع مستوى الأعمال إلى آفاق جديدة، ونحن متحمسون جدًا لانضمامه إلى الفريق".
ومنذ نشأتها في عام 1972، عكفت "تكييف" على إعادة تشكيل قطاع تكييف الهواء في الشرق الأوسط وركزت جهودها على إيجاد الحلول التكنولوجية الأمثل للتصدي للظروف المناخية القاسية في المنطقة. وبالتعاون مع أبرز شركات التكييف في العالم، بما في ذلك شركتي فوجيتسو جنرال وميديا، تُقدم تكييف أحدث التقنيات والخدمات المستدامة لتكييف الهواء في المنازل والشركات.
وبدأت "تكييف" أعمالها كمورد لأجهزة التكييف في أبوظبي، لكنها تطورت لتصبح شركة رائدة في مجال التبريد؛ حيث أعادت تعريف مفهوم الراحة في المنازل والشركات والمجتمعات في كل من الإمارات والعراق والسودان والمغرب. تتخذ الشركة من الإمارات مقرًا لها، وتعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط من خلال شبكة من المكاتب وصالات العرض والمستودعات ومرافق التخزين؛ حيث يديرها فريق عمل يضم 765 موظفًا من أصحاب الكفاءات.
وتأتي الاستدامة في جوهر أعمال وحلول تكييف الهواء التي تقدمها الشركة، وتلتزم بمفهوم "التبريد الواعي" لتحقيق وعودها تجاه العملاء والمجتمع.