(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين)
إن العدوان الغادر من قبل الصهيونية اليهودية على الجمهورية الإسلامية في إيران، واغتيال بعض القيادات العسكرية والأمنية والعلمية، يكشف عن: تهور هذه الطائفة اليهودية، وتوحشها، وتجردها عن الرشد في تقديرها وتدبيرها؛ وهو ما يعني أنها تعيش لحظة رهيبة من الاحتضار.
فهي لم تعد تحسب لعواقب غدرها ومغامراتها أي حساب. وكأنها قد أيست من استمرار بقائها في المنطقة،؛ لأنها تعلم يقيناً أنها غير قادرة على تغييب قطب رحى الإسلام وقد حملت رآية الإسلام في هذا الزمان الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية اليمنية ولبنان.
فالشعب الإيراني المسلم وقيادته الحكيمة، لا يزيدهم هذا العدوان إلا قوة؛ فسيرد الصاع صاعين، بصفعات قوية وضربات صاروخية حيدرية.
فإيمانهم بعدالة القضية الفلسطينية، وأحقية الشعب الإيراني المسلم بامتلاك الطاقة النووية متجذر في نفوسهم، ومتجدد في ضمائرهم، فأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر الذي يمارسه الكيان المحتل دليل أفضليتهم وخيريتهم في الأمة الإسلامية، الذي تميزت به على الأمم الأخرى، دل على ذلك قوله تعالى:
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).
فلهم الفخر والأجر في تقديم الشهداء في سبيل الله، وفي سبيل نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.
فهنيئاً لهؤلاء الشهداء الذين ارتقوا بالأمس إلى حياة دائمة: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ). (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ).
إنه وسام فخر وعزة وشرف، وأن المبادرة إلى رد هذا العدوان الجبان في الشهر الحرام، هو مما أشار إليه القرآن: (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ).
إن تعجيل الرد مع القدرة أمر يُحْمَد، وفيه استجابة للرحمن، فطريقه للعز عنوان:(الذين اسْتجابُوا لِله وَالرسول من بَعْدِ ما أَصابَهم القرح للذين أحسنوا مِنْهُمْ واتقوا أَجْرٌ عظيم الذين قال لهم الناس إِن النَّاس قد جمعوا لَكم فَاخشوهم فزادهم إِيمانا وقالوا حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل).
إن نصر القضية الفلسطينية واجب إنساني وإسلامي وأخلاقي، وأن الشعوب العربية والإسلامية يجب أن تقف مع الجمهورية الإسلامية صفاً واحداً في ملاقاة الأعداء وقتالهم؛ مادام هؤلاء الأعداء يقاتلون المسلمين، ويعتدون على فلسطين، وعلى إيران واليمن ولبنان امتثالا للحق سبحانه وتعالى:
(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم).
وقوله تعالى: (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ).
إن اللعنة ستحل على هؤلاء المعتدين كما حلت بأسلافهم: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصوْا وكانوا يَعْتَدُون).
إن النصر على همجية الصهيونية اليهودية وتطهير المسجد الأقصى قادم لا محالة، فلا يهولن المجتمع الإنساني والإسلامي فساد هؤلاء الصهاينة واستعلائهم فقد أخبر الله عنه، وأكد تحرير الأقصى وزوالهم: (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْن.. فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً).
إن هذا التثبيت والتقوية الذي جاء بها القرآن هو ما يسير عليه محور المقاومة في إيران وفلسطين واليمن ولبنان:(ولا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجونَ مِنَ اللَّـهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حكِيما).
فبشائر النصر تلوح، فأولو البأس الشديد قادمون بحزم وعزيمة وقوة ظاهرة فثقوا بنصر الله الذي وعد به، فالله لا يخلف الميعاد: (وَعْدَ اللَّـهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين: (وَلَينصرن الله من ينصره إِن الله لقوي عزيز).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
القوات المسلحة: سنستهدف السفن والبوارج الأمريكية في حال تورط الأمريكي في العدوان على إيران
وأكدت القوات المسلحة في بيان صادر عنها على موقف اليمن المبدئي والثابت في رفض العدوان الصهيوني على إخواننا في غزة ولبنان وسوريا وأي بلد عربي أو إسلامي يتعرض للعدوان الصهيوني، كما جاء في بيانات سابقة.
وأشارت إلى أنه لا يمكن السكوت على أي هجوم وعدوان أمريكي مساند للعدو الإسرائيلي ضد إيران في إطار الهدف الرامي لتمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة على المنطقة كلها، لأنه يعني مصادرة حرية واستقلال وكرامة أمتنا، واستعبادها، وإذلالها، ومسخ هويتها، واحتلال أوطانها، ونهب ثرواتها، وتثبيت معادلة الاستباحة للدم والعرض والأرض والمقدسات.
ولفت البيان إلى أن المعركة هي معركة الأمة بكلها، والنجاة للأمة، والعزة، والنصر في التحرك، والجهاد في سبيل الله تعالى.
وأوضح أن القوات المسلحة تتابع وترصد كافة التحركات في المنطقة ومنها التحركات المعادية ضد بلدنا وإنها بعون الله ستتخذ ما يلزم من إجراءات مشروعة للدفاع عن بلدنا العزيز وشعبه الأبي.. مؤكدا أن اليمن العزيز بشعبه العظيم وقيادته المؤمنة وجيشه المجاهد سيقف إلى جانب أي بلد عربي أو إسلامي يتعرض للعدوان الصهيوني أو يقرر مواجهة هذا العدوان دفاعا عن نفسه، أو دعما وإسنادا للمجاهدين في المقاومة الفلسطينية.
وجددت القوات المسلحة التأكيد على عدم التخلي عن الأشقاء في قطاع غزة، ولن تسمح للكيان المجرم المدعوم أمريكيا بتنفيذ مخططاته في المنطقة.
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن التطورات الأخيرة في المنطقة واستعدادها للمشاركة باستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر في حال شن العدو الأمريكي عدوان مساند للعدو الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية - 21 يونيو 2025م
pic.twitter.com/rFZl4T5wAl
وفيما يلي نص البيان:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
قال تعالى: { وَقَـٰتِلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ كَاۤفَّةࣰ كَمَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ كَاۤفَّةࣰۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ } صدقَ اللهُ العظيم
تأكيدًا لموقفِ اليمنِ المبدئيِّ والثابتِ في رفضِ العدوانِ الصهيونيِّ على إخوانِنا في غزَّةَ ولبنانَ وسوريا وأيِّ بلدٍ عربيٍّ أو إسلاميٍّ يتعرضُ للعدوانِ الصهيونيِّ، كما جاء في بياناتٍ سابقةٍ.
إنَّ المعركةَ مع العدوِّ الإسرائيليِّ المعتدي على إيرانَ، مع ما يرتكبُه قبل ذلك من إجرامٍ ضدَّ الشعبِ الفلسطينيِّ وإبادةٍ جماعيَّةٍ، واعتداءاتٍ مستمرةٍ على الشعبينِ اللبنانيِّ والسوريِّ، والعدوانِ على اليمنِ، ثم اتجهَ لعدوانٍ شاملٍ ضدَّ الجمهوريَّةِ الإسلاميَّةِ في إيرانَ، تحت عنوانِ تغييرِ وجهِ الشرقِ الأوسطِ، وأنَّ العدوَّ الإسرائيليَّ يسعى إلى السيطرةِ التامَّةِ على المنطقةِ، وتنفيذِ المخطَّطِ الصهيونيِّ بدعمٍ أمريكيٍّ مفتوحٍ، وشراكةٍ أمريكيَّةٍ، ويحاولُ إزاحةَ الجمهوريَّةِ الإسلاميَّةِ في إيرانَ، لأنَّه يعتبرُها العائقَ الأكبرَ في طريقِ إنجازِ مخطَّطِه، ولذلك فأيُّ هجومٍ وعدوانٍ أمريكيٍّ مساندٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ ضدَّ إيرانَ في إطارِ الهدفِ نفسِه، الرامي لتمكينِ العدوِّ الإسرائيليِّ من السيطرةِ على المنطقةِ كلِّها، وهذا ما لا يمكنُ السكوتُ عنه، لأنَّه يعني مصادرةَ حرِّيَّةِ واستقلالِ وكرامةِ أمتِنا، واستعبادَها، وإذلالَها، ومسخَ هويَّتِها، واحتلالَ أوطانِها، ونهبَ ثرواتِها، وتثبيتَ معادلةِ الاستباحةِ للدَّمِ والعِرضِ والأرضِ والمقدساتِ.
ولذلك فالمعركةُ هي معركةُ الأمَّةِ بكلِّها، والنَّجاةُ للأمَّةِ، والعِزَّةُ، والنَّصرُ في التحرُّكِ، في الجهادِ في سبيلِ اللهِ تعالى. كما قال تعالى: { وَقَـٰتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ }.
وقال تعالى: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ } صدقَ اللهُ
وبناءً عليه، فإنَّه في حالِ تورُّطِ الأمريكيِّ في الهجومِ والعدوانِ على إيرانَ مع العدوِّ الإسرائيليِّ، فإنَّ القواتِ المسلحةَ سوف تستهدفُ سفنَهُ وبوارجَهُ في البحرِ الأحمرِ.
إنِ القواتِ المسلحةَ تتابعُ وترصدُ كافةَ التحركاتِ في المنطقةِ منها التحركاتُ المعاديةُ ضدَّ بلدِنا وإنها بعونِ اللهِ ستتخذُ ما يلزمُ من إجراءاتٍ مشروعةٍ للدفاعِ عن بلدِنا العزيزِ وشعبهِ الأبي.
إنَّ اليمنَ العزيزَ بشعبِه العظيمِ وقيادتِه المؤمنةِ وجيشِه المجاهدِ سيقفُ إلى جانبِ أيِّ بلدٍ عربيٍّ أو إسلاميٍّ يتعرضُ للعدوانِ الصهيونيِّ أو يقررُ مواجهةَ هذا العدوانِ دفاعًا عن نفسِه، أو دعمًا وإسنادًا للمجاهدينَ في المقاومةِ الفلسطينيَّةِ.
لن نتخلَّى عن إخوانِنا في قطاعِ غزَّةَ، ولن نسمحَ لهذا الكيانِ المجرمِ المدعومِ أمريكيًّا من تنفيذِ مخططاتِه في المنطقةِ.
واللهُ حسبُنا ونعمَ الوكيل، نعمَ المولى ونعمَ النصير
عاشَ اليمنُ حراً عزيزاً مستقلاً
والنصرُ لليمنِ ولكلِّ أحرارِ الأمة
صنعاء 25 من ذي الحجة 1446للهجرة
الموافق للـ 21 من يونيو 2025م
صادرٌ عنِ القواتِ المسلحةِ اليمنية