بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في زمنٍ تتسابق فيه الأصوات لتأويل النصوص وتقييد المرأة باسم الدين، تتوقف الكثير من النساء العراقيات اليوم أمام سيرة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لا بوصفه إماماً مفترض الطاعة فحسب، بل باعتباره أنموذجًا نادرًا للحاكم العادل، والرجل المنصف، والإنسان الذي أنصف المرأة في وقتٍ كان الظلم تجاهها مألوفًا ومقبولًا اجتماعيًا.


حين ننظر اليوم إلى المرأة العراقية ، في النجف وكربلاء، في بغداد والبصرة، وفي المهجر، نراها تحمل في قلبها تقديرًا خاصًا لنهج الإمام علي، لأنها تشعر أن كلماته وسيرته حملت قيمة إنسانها وكشفت عن فهم عميق لكرامة المرأة ودورها ومكانتها.
ففي زمنٍ كان يُنظر فيه للمرأة على أنها متاع، جاء الإمام علي ليقول،
“المرأة ريحانة وليست بقهرمانة” ، أي أنها مخلوق رقيق لطيف لا تصلح لأن تُستغل أو تُستعبد، بل تُصان وتُكرم وتُعامل بما يليق بها.
الإمام علي (عليه السلام) ، في خلافته، لم يفرّق بين رجل وامرأة في الكرامة، ولا في الحقوق، ولا في العدالة. حتى في توزيع بيت المال، لم يُميز بين ذكر وأنثى.
وكان يقول بكل وضوح:
“المرأة أمانة الله عندكم، لا تؤذوها، ولا تقهروها”.
وفي مواقف القضاء، أنصف النساء حتى ضد أقرب المقربين. لم تكن مكانته كحاكم تمنعه من إحقاق الحق، وكان إذا اشتكت إليه امرأة، أصغى بكامل قلبه، وردّ لها حقها دون تحيّز. هذا السلوك لم يكن مجرد عدالة، بل كان ثورة أخلاقية في بيئة اعتادت على ظلم المرأة.

أما في إرثه الفكري، فقد ترك لنا الإمام علي (عليه السلام) تراثًا من الكلمات والمواقف التي تصلح لأن تُبنى عليها فلسفة كاملة لتمكين المرأة في المجتمعات المسلمة، لو أُحسن فهمها دون تحريف أو اجتزاء.
لكن المؤلم أن كثيرًا من هذا الإرث، إما تم تغييبه عمدًا، أو قُدّم بانتقائية تخدم أنظمة تقليدية تعيش على تهميش المرأة.
المرأة العراقية اليوم، وهي تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، تعود إلى نهج الإمام علي لا بحثًا عن العزاء فقط، بل بحثًا عن القوة والمعنى والموقف. هي تعلم أنه قال،
“المرأة شقيقة الرجل”، وأنه كان يرى فيها نصف المجتمع الذي إن صلح، صلح الباقي.
ولذلك، فإن ما تحتاجه المرأة اليوم ليس خطابًا دينيًا مشوّهًا يفرّغ الدين من إنسانيته، بل قراءةً نزيهة وعقلانية لسيرة الإمام علي، تُعيد للمرأة قيمتها التي دافع عنها الإمام، وتفضح من سلبوها هذه المكانة باسم الإمام.
إنصاف المرأة لم يكن شعارًا عند الإمام علي(عليه السلام) ، بل ممارسة حقيقية. واليوم، صار لزامًا على من يدّعون الانتماء لمدرسته، أن يعيدوا لهذا النهج روحه، وأن يُنصفوا المرأة كما أنصفها الإمام علي(عليه السلام).

ختاما يا بنات علي وانا اول وحدة منهن كوني مثله :
قوية ،عادلة ،مضحية ،مثقفة ،شريفة ،رافعة راسج

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات علیه السلام الإمام علی

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يجبرون عقال أحياء بالحديدة على فتح منازلهم لتجنيد النساء

قال مسؤول محلي بمحافظة الحديدة، السبت 2 أغسطس/آب 2025، إن مليشيا الحوثي الإرهابية، فرضت على عدد من عقال الأحياء في عاصمة المحافظة، فتح منازلهم وتحويلها إلى مراكز لتسجيل النساء، تمهيداً لالتحاقهن بمعسكرات تجنيد نسائية تابعة للجماعة داخل المحافظة.

وذكر مدير عام مكتب إعلام محافظة الحديدة علي حميد الأهدل، في تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، أن المليشيا أقدمت على هذه الخطوة في إطار تصعيدها المستمر، وسعيها لتعويض رفض رجال المحافظة الالتحاق في صفوفها عبر استهداف النساء في المجتمع المدني.

وحذر الأهدل من خطورة هذه الانتهاكات التي تمس الأعراف المجتمعية، وتهدد السلم الاجتماعي، داعياً المنظمات الحقوقية والجهات المعنية إلى رصد هذه الممارسات وإدانتها بشكل عاجل.

مقالات مشابهة

  • فتاوى وأحكام| هل يجوز الاغتسال بالماء المقروء عليه قرآن في الحمام.. ماذا يفعل المصلي إذا أدرك الإمام وهو راكع في الصلاة..ما حكم أداء الصلاة فى ملابس الرياضة
  • أكثر من 18 ألف حالة اعتقال بالضفة منذ بدء الحرب
  • برج الدلو .. حظك اليوم الأحد 3 أغسطس 2025: عقبات مالية كبيرة
  • فعاليات نسائية في صنعاء إحياءً لذكرى قدوم الإمام الهادي ونصرة لغزة
  • فعاليات ووقفات للهيئة النسائية في حجة بذكرى قدوم الإمام الهادي ونصرةً غزة
  • الحوثيون يجبرون عقال أحياء بالحديدة على فتح منازلهم لتجنيد النساء
  • ندوة ثقافية في الحيمة الداخلية بذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن
  • فعالية خطابية للهيئة النسائية في سنحان بقدوم الإمام الهادي
  • صعدة تحيي ذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن
  • العراق.. تحذير حقوقي وقانوني من استهداف شرف النساء