قصر ثقافة أبو سمبل يشهد انطلاق برنامج مصر جميلة لاكتشاف ودعم الموهوبين
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
انطلقت بقصر ثقافة أبو سمبل فعاليات برنامج "مصر جميلة"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بهدف اكتشاف ورعاية المواهب الفنية والأدبية في أبو سمبل، ضمن برامج وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية.
وافتتح فعاليات البرنامج الشاعر د.
وألقى شومان كلمة نقل فيها تحيات وزير الثقافة، ورئيس الهيئة، والكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة للحضور معربا عن سعادته بالمواهب الواعدة في أبو سمبل، ومؤكدا على أهمية الاستمرار في إثراء قصر الثقافة بالأنشطة الفنية.
كما أشار إلى أن المناطق الحدودية تمثل أرضا بكرا قادرة على العطاء، وأن وزارة الثقافة تولي أبناءها اهتماما خاصا، حيث تعد هذه البرامج بوابة لاكتشاف ورعاية كتاب وفنانين جدد، من خلال تدريب علمي وممنهج على أيدي نخبة من الخبراء.
وقد بدأت الفعاليات بلقاء تعارف بين المتدربين ومدربي الورش، لخلق مساحة من التواصل المباشر قبل انطلاق الأنشطة الفنية؛ حيث يتضمن البرنامج مجموعة من الورش الفنية والإبداعية التي تشمل عدة مجالات متخصصة، وهي: الموسيقى والغناء للموسيقار عبدالله رجال، المسرح للمخرجة سحر جروبي، الأداء الحركي والفنون الشعبية للمدرب محمود حجي، الحلي والإكسسوار للمدربة سعاد المهدي، الموزاييك والبوهو للمدربة فاطمة الزهراء، العرائس للفنان شادي قطامش، والتطريز للفنانة جيهان مبروك. في إطار خطة متكاملة لصقل وتنمية المواهب على أيدي متخصصين. وتستمر الفعاليات حتى الخميس المقبل 19 يونيو.
وشهد الافتتاح عرضا فنيا قدمته فرقة توشكى للفنون التلقائية بقيادة الفنان محمد شريف، تضمن عددا من الفقرات المستوحاة من البيئة النوبية، منها: "الصياد، واه نوبة، الأراجيد، الغزل النوبي، ليلة الحناء، رقصات نوبية، ورقصات سودانية"، ولاقت تفاعلا كبيرا من الحضور.
ويأتي البرنامج ضمن استراتيجية وزارة الثقافة لتعزيز العدالة الثقافية، من خلال إتاحة فرص التدريب والتمكين الفني لأبناء المحافظات الحدودية. وينفذ من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية ممثلة في الإدارة العامة لرعاية المواهب بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي وفرع ثقافة أسوان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قصر ثقافة أبو سمبل مصر جميلة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة أبو سمبل
إقرأ أيضاً:
محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
في خطوة مهمة تعكس روح الشفافية والمسؤولية المجتمعية، أطلقت وزارة الثقافة مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" وهي منصة رقمية تتيح للمواطنين توجيه أسئلتهم ومقترحاتهم مباشرة إلى الوزير والحصول على إجابات واضحة في نهاية كل شهر.
قد تبدو الخطوة بسيطة في ظاهرها لكنها في جوهرها تحمل معاني عميقة تتجاوز قطاع الثقافة لتصل إلى جوهر علاقة المواطن بالحكومة .
هذه المبادرة ليست مجرد وسيلة تواصل بل هي ممارسة إدارية حقيقية تعيد تعريف مفهوم الخدمة العامة من كونها علاقة عمودية إلى علاقة أفقية تقوم على الحوار والمساءلة والشفافية.
والمثير للتساؤل هنا: لماذا لا تطبق هذه المبادرة في سائر الوزارات؟
فقد اعتدنا في الإدارات الحكومية سواء وزارات او محليات على نهج أحادي الاتجاه، الوزارة تقرر وتخاطب الجمهور، بينما تبقى أصوات المواطنين وملاحظاتهم وتطلعاتهم في الزاوية. لكن فكرة هذه المنصة تقلب المعادلة. فحين يسأل المواطن ويجاب عليه يشعر أنه شريك لا متلق فقط، وأن صوته ضرورة لاكتمال الخدمة الحكومية .
والأهم أن هذا النوع من التفاعل يخلق سجلا عاما من القضايا المطروحة، ويساعد على رسم خريطة اهتمام الناس وتحديد أولويات السياسات من منظور القاعدة لا القمة.
لكن السؤال .. لماذا وزارة الثقافة تحديدا؟
ربما لأن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو يدرك أن الثقافة لا تبنى بقرارات فوقية أو فعاليات نخبوية فحسب بل تنمو حين يشعر الناس أنهم جزء من المشهد الثقافي.
والحقيقة أن هذه الرؤية تواكب متطلبات "العدالة الثقافية" التي تقتضي توزيعا عادلا للفرص والموارد والخدمات واستماعا حقيقيا لتجارب المواطنين في المدن والمراكز والنجوع والقرى لا فقط في العواصم.
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال آخر .. ماذا لو طبقت هذه المبادرة في وزارات أخرى؟
تخيل لو طبقت وزارات مثل التعليم والصحة والنقل والزراعة مبادرة مشابهة. ما النتيجة لو استمعت وزارة التربية والتعليم إلى أسئلة أولياء الأمور؟ أو فتحت وزارة النقل باب الحوار بشأن الطرق ووسائل المواصلات العامة؟
سنكون أمام تحول جذري في علاقة المواطن بالدولة، من مواطن يتلقى الخدمة إلى مواطن يشارك في صياغتها ، ومن بيروقراطية منفصلة عن الناس إلى منظومة تصغي وتستجيب وتتطور .
قد يقال إن بعض الوزارات تواجه ملفات أكثر تعقيدا و أن الأمور لا تسمح بمثل هذا الانفتاح. لكن الواقع أن التحدي الحقيقي ليس في التقنيات بل في الإرادة الإدارية. وزارة الثقافة أثبتت أن الإرادة وحدها كفيلة بفتح الأبواب وأن بناء الجسور مع الناس لا يتطلب ميزانيات ضخمة بل نوايا صادقة.
مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" ليست حدثا عابرا بل دعوة لنموذج جديد للإدارة يقوم على المشاركة والشفافية. نتمنى لها النجاح وان تحقق أهدافها نحو التواصل الفعال مع الجمهور .
فمن يريد النجاح يدرك جيدا أن التواصل مع الناس ليس عبئا بل فرصة لتنمية حقيقية وتحسين الخدمة، فالادارة الرشيدة تقاس بقدرتها على الاستماع لا على إصدار البيانات فقط .