السفير جيورجي بوريسينكو:

بوتين والسيسي يتعاونان بشكل واضح على الساحة الدولية مصر تشارك بشكل فعّال في جميع الملفات الإقليمية نتوقع تشغيل محطة ضبعة بكامل طاقتها بحلول ربيع 2030 صورة الجندي المصري حاملا بندقية الكلاشنيكوف في نصر أكتوبر تاريخية جنودنا قاتلوا مع الجيش المصري ضد إسرائيل مصر دولة مركزية في العالم العربي ونرحب بعضويتها في البريكس واشنطن تحافظ على تفوق إسرائيل العسكري  روسيا كانت وستظل صديقًا وفيًا وموثوقًا به للعرب  روسيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين وقف القتال مشروط بنزع سلاح أوكرانيا دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، وزابوروجيا أصبحت جزءًا من روسيا

حوار/ محمد أبو سبحة

القاهرة (زمان التركية)ــ  أكد السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو أن العلاقات مع مصر تاريخية، وأنه خلال السنوات العشر الأخيرة كان هناك تعاون وثيق بين زعيمي البلدين، لافتا إلى أهمية مشروع الضبعة النووي وأنه سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد المصري، وأشاد في مقابلة مطولة مع جريدة (زمان التركية) من مقر السفارة بالقاهرة بحفاظ مصر على علاقات متوازنة مع جميع دول العالم، مشيرًا إلى ثبات الموقف الروسي من القضية الفلسطينية، واستمرار علاقات الصداقة الروسية العربية، مشيرا إلى عدم تنازل موسكو عن الأراضي التي سيطرت عليها مؤخرًا في اوكرانيا.

 

  كيف تقيّمون طبيعة العلاقات بين موسكو والقاهرة في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة؟

 العلاقات بين بلدينا عميقة، وقد تطور التعاون بيننا بشكل مكثف منذ خمسينيات القرن الماضي، خاصة خلال فترة رئاسة الرئيس عبد الناصر. وخلال السنوات العشر الماضية، لاحظنا أن الرئيسين بوتين والسيسي يتعاونان بشكل واضح على الساحة الدولية، نظرًا لحالة عدم الاستقرار العالمي. روسيا ومصر عضوان في مجموعة البريكس، والتي تُعد نموذجًا أوليًا لعالم متعدد الأقطاب في المستقبل، وتمثل منصة للدول الكبرى والأكثر تطورًا في العالم.

  كيف ترى موسكو دور مصر كوسيط في الملفات الإقليمية، مثل القضية الفلسطينية، والحرب في السودان، والنزاع الليبي؟

 تشارك مصر بشكل فعّال في جميع الملفات الإقليمية، مثل ليبيا، وفلسطين، وإسرائيل، وكذلك في مؤتمرات السلام وجهود الاستقرار في السودان. شركاؤنا المصريون يبذلون جهودًا كبيرة لتوحيد السودان، سواء على مستوى الرئاسة أو البرلمان، وقد دعمت مصر دائمًا مواقف متوازنة تتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

نحن في روسيا نشارك مصر نفس المبادئ في دعم استقرار الدول القائمة، ونرغب في أن تظل هذه الدول قائمة، آمنة، ومستقلة.

أما في ما يخص القضية الفلسطينية، فهناك ضرورة ملحة لتحقيق الاستقلال الكامل لدولة فلسطين. ومصر تدعم هذا الموقف بشكل كامل، روسيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين عام 1988 فور إعلان قيامها، ومنذ ذلك الحين، حافظت روسيا على هذا الاعتراف، في حين أن العديد من الدول الغربية حتى الآن لم تعترف بفلسطين كدولة مستقلة.

السفير: جيورجي بوريسينكو  ما هو موقف روسيا من تعامل مصر مع أزمة أوكرانيا؟

 مصر تحافظ على علاقات متوازنة مع جميع دول العالم، وهذا أمر نحترمه تمامًا. أما من جانبنا في روسيا، فنحن نضع دائمًا مصالحنا القومية في المقام الأول، وأهم تلك المصالح هو ضمان أمننا القومي. لهذا السبب نحن نتحدث اليوم عن الأزمة الأوكرانية.

على مدار 35 سنة، كانت أوكرانيا تتجه تدريجيًا نحو الحدود الروسية، واقتربت من الانضمام إلى حلف الناتو. لم تكن روسيا هي من تتحرك نحو الناتو، بل كان الناتو هو من اقترب من حدودنا، حيث انتقل من ألمانيا — التي كانت حدوده الغربية سابقًا — ليصل إلى دول مثل إستونيا وفنلندا، وبات الآن لا يبعد سوى 135 كيلومترًا عن أراضٍ نعتبرها تاريخيًا جزءًا من روسيا.

نحن اعترفنا باستقلال أوكرانيا في عام 1991، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وكنا نأمل أن تكون أوكرانيا دولة جارة مسالمة، تحافظ على علاقات التعاون والسلام مع روسيا. ولكن للأسف، بدأ الغرب في فصل أوكرانيا عن روسيا، على الرغم من أننا شعب واحد، نتحدث لغة واحدة، ولدينا جذور ثقافية وتاريخية مشتركة.

الغرب بدأ في تغيير الهوية الأوكرانية تدريجيًا، حتى وصل بهم الحال إلى الترويج لفكرة أن هتلر كان “بطلاً” في نظر بعض القوميين الأوكرانيين الذين تعاونوا مع النازيين ضد الاتحاد السوفيتي. هؤلاء يتم تمجيدهم الآن في أوكرانيا، ما يُعد تحريفًا للتاريخ وتلاعبًا بعقول الناس. هذه السياسة الغربية تهدف إلى خلق نقطة توتر بالقرب من حدودنا، وإضعاف روسيا من الداخل.

لقد أشعلوا الحرب، ولم يكن لديهم أي نية لتحقيق السلام. منذ بداية النزاع الروسي-الأوكراني في فبراير 2022، بدأت روسيا مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا، وتم التوصل إلى اتفاق مبدئي للسلام بين الوفدين الروسي والأوكراني. لكن فجأة، جاء رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، بوريس جونسون، إلى كييف في ربيع 2022، وطلب من الأوكرانيين عدم توقيع الاتفاق ومواصلة القتال ضد روسيا.

لم يكن الغرب يريد سلامًا. بل كانوا يريدون استمرار الحرب، وهو ما حدث. لكن بعد مرور عامين، وعندما أدرك الغرب أن أوكرانيا تخسر، بدأ الحديث عن وقف إطلاق النار. لكن الهدف من ذلك ليس السلام الحقيقي، بل كسب الوقت لإعادة تسليح أوكرانيا، وبناء بنية تحتية لنقل الأسلحة مجددًا، دون القلق من الضربات الروسية.

الهدف الغربي هو استمرار الحرب، بينما هدفنا هو الوصول إلى سلام حقيقي ومستقر لعقود قادمة. لهذا السبب نحن نطالب بـ”نزع السلاح” من أوكرانيا، بحيث لا يُسمح لها بتلقي أي أسلحة غربية بعد الآن، ولا بنشر أي قوات أجنبية أو وجود عسكري غربي على أراضيها.

الغرب يستخدم أوكرانيا كمنصة لضرب روسيا، وها نحن نرى هجمات تستهدف البنية التحتية الروسية، مثل تفجير الجسور، وهجمات على القطارات — من بينها حادثة سقوط جسر على قطار للركاب، أدت لإصابات. كما انفجر جسر آخر للسكك الحديدية، ولحسن الحظ لم تكن هناك ضحايا.

رغم كل هذه العمليات، وسائل الإعلام الغربية لا تتحدث عن هذه الهجمات، بينما تركز على اتهام روسيا بضرب المدنيين، وهو أمر ننفيه بشدة. روسيا لا تستهدف المستشفيات أو المدارس أو البنى التحتية المدنية، بل فقط الأهداف العسكرية مثل مستودعات السلاح والمنشآت العسكرية. في النهاية، نحن بحاجة إلى سلام مستقر، لا مجرد هدنة مؤقتة، بل اتفاق طويل الأمد يضمن أمن روسيا وسيادتها.

ما تعليقكم على تصريح السفير الأوكراني في مصر بأن بلاده لن تقدم أي تنازلات إلا إذا قدمت روسيا تنازلات مماثلة؟

 كما ذكرتُ سابقًا، فإن الأولوية القصوى بالنسبة لروسيا هي ضمان أمنها القومي، وكذلك الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها. مناطق مثل دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، وزابوروجيا أصبحت الآن جزءًا من الأراضي الروسية، ولا يمكن التفاوض بشأنها. لذلك فإن على القوات الأوكرانية الانسحاب الكامل من هذه المناطق.

علاوة على ذلك، ونظرًا للتهديدات المستمرة من الجانب الأوكراني، نرى أن هناك حاجة حتمية لإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي الأوكرانية، تفصل بين الحدود الروسية ومواقع الانتشار العسكري الأوكراني. هذه المنطقة العازلة ضرورية لحماية أراضينا ومنع تسلل المجموعات التخريبية أو إطلاق القذائف باتجاه الأراضي الروسية.

روسيا مستعدة لوقف القتال، لكن بشروط واضحة تشمل: نزع سلاح أوكرانيا، إنهاء النزعة القومية المتطرفة، وانسحاب كامل للقوات الأوكرانية من الأراضي الروسية.

أما من الناحية السياسية، فنحن نواجه مشكلة تتعلق بشرعية القيادة الأوكرانية الحالية. فترة رئاسة فلوديمير زيلينسكي قد انتهت في عام 2024، ووفقًا للقانون الأوكراني، لم يتم تمديدها عبر انتخابات شرعية. وبالتالي، يعتبر الرئيس زيلينسكي الآن شخصية فاقدة للشرعية القانونية، ولا يمكن التعامل معه بصفته رئيسًا رسميًا.

البرلمان الأوكراني، المعروف بـ”المجلس الأعلى”، ما يزال يُعتبر مؤسسة شرعية، ولكن الرئيس نفسه بات بمثابة شخص عادي أو “رئيس فعلي لجماعة حاكمة” وليست له صفة قانونية لتوقيع معاهدات أو اتفاقيات دولية.

وهنا يكمن التحدي: من سيوقع الاتفاق مع روسيا إذا كانت القيادة الأوكرانية الحالية غير شرعية؟ هذا الوضع يجعل من الصعب التوصل إلى أي تسوية سياسية دائمة ما لم يُحل موضوع الشرعية أولًا.

ما هو الوضع الحالي لمحطة الضبعة النووية التي تقوم شركة روساتوم ببنائها؟

 مشروع الضبعة يسير وفقًا للجدول الزمني المحدد، وحاليا أعمال الإنشاء تسير كما هو مخطط لها، منذ أن حصلت شركة روساتوم على موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ديسمبر 2020، خلال اجتماعه مع المدير العام للمؤسسة الحكومية الروسية.

وجميع وحدات الطاقة النووية الأربع دخلت بالفعل في مرحلة البناء، كما تقوم المصانع الروسية حاليًا بتصنيع المفاعلات والمعدات الأخرى التي سيتم تركيبها في المحطة. ووفقًا للجدول الزمني، نتوقع أن تكون المحطة النووية تعمل بكامل طاقتها بحلول ربيع عام 2030، ونتوقع أن يكون له أثر إيجابي على الاقتصاد المصري.

 هل هناك زيارة مرتقبة للرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط، وبشكل خاص مصر، عقب مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات عيد النصر؟

احتفلت روسيا بالذكرى الـ80 للنصر في الحرب العالمية الثانية. خلال الحرب، كانت دول كثيرة حول العالم، بما في ذلك مصر، جزءًا من التحالف المناهض لهتلر. وفي 9 مايو الماضي وقد وقف الجنود المصريون جنبًا إلى جنب مع الجنود الروس في الساحة الحمراء، وهذا يُعد رمزًا للصداقة طويلة الأمد بين بلدينا.

شهدت علاقاتنا العديد من التبادلات مؤخرًا. خلال عامه الأول في المنصب، التقى الرئيس السيسي بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أماكن مختلفة حول العالم. كما تبادلا المكالمات الهاتفية والرسائل. وهناك تواصل مكثف على مختلف المستويات بين وزارتي الخارجية والجهات الأخرى. ونتوقع عقد اجتماعات رفيعة المستوى قريبًا.

السفير: جيورجي بوريسينكو    بعد المناورات العسكرية المشتركة بين روسيا ومصر في شرق المتوسط، هل أبدت القاهرة اهتمامًا بالحصول على منظومات تسليح روسية متطورة؟

 إن مصر وروسيا، التي كانت تُعرف سابقًا بالاتحاد السوفييتي، تفخران بعلاقاتهما التاريخية. ويوجد متحف في قلعة صلاح الدين بالقاهرة يعرض أسلحة سوفييتية وروسية استُخدمت في حرب أكتوبر، من بينها الجسور العائمة والدبابات وغيرها من المعدات. وأشهر صورة من حرب أكتوبر هي لجندي مصري على الضفة الشرقية لقناة السويس، يرفع بندقية كلاشنيكوف – وهي أشهر سلاح روسي – فوق رأسه تعبيرًا عن النصر.

أصدقاؤنا المصريون يعرفون الأسلحة الروسية جيدًا، ولديهم معرفة ممتازة بالضباط العسكريين الروس. وخلال تلك الحرب، وُجد ما يصل إلى 30 ألف جندي سوفييتي على الأراضي المصرية، قاتلوا إلى جانب الجنود المصريين ضد إسرائيل. كما كان هناك مستشارون عسكريون سوفييت في صفوف الجيش المصري، وساهموا في تحقيق النصر.

واليوم، لا يزال هناك تعاون مكثف بيننا في المجالين العسكري والفني العسكري. ونحن فخورون بأن القوات المسلحة المصرية تستخدم الآن معدات روسية حديثة ومتطورة.

وكما تعلمون، فإن الولايات المتحدة لا تبيع بعض الأسلحة لمصر لأنها تريد الحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة. لكن مصر دائمًا ما تملك بدائل، ويمكنها شراء أسلحة متقدمة من دول أخرى، ومنها روسيا. كما أننا نجري تدريبات عسكرية مشتركة، حيث تتدرب قوات المظلات والدفاع الجوي معًا، وبالتالي فإن عناصرنا العسكرية يعرفون بعضهم جيدًا، ويفهمون بعضهم جيدًا. وهذا يمثل أساسًا قويًا للتعاون بيننا.

  ما الرسالة التي تودون توجيهها من هذا الحوار إلى العالم العربي؟

  تعززت العلاقة بين روسيا والعالم العربي بشكل كبير في القرن العشرين، حين دعم الاتحاد السوفييتي الدول العربية في كفاحها ضد الاستعمار الأوروبي. ونحن نأمل أن نواصل تطوير هذا التعاون العميق في المستقبل. ولهذا السبب، بادرنا هذا العام بعقد أول قمة روسية-عربية في موسكو. ونرى أنها ستكون منصة لتبادل الآراء حول قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية والعالم أجمع.

يلعب العالم العربي دورًا مهمًا ليس فقط في منطقته، بل على المستوى العالمي. وتُعد مصر دولة مركزية في العالم العربي ذات موقع استراتيجي بالغ الأهمية. واليوم، أصبحت مصر، مثل روسيا، عضوًا في مجموعة “بريكس”. وتُعد “بريكس” نموذجًا أوليًا لعالم متعدد الأقطاب في المستقبل، حيث تتعاون الدول المؤثرة ذات الاقتصاد القوي خارج هيمنة مجموعة السبع. والفرق هنا أن مجموعة السبع تقودها الولايات المتحدة وتتبَعها الدول الست الأخرى، في حين تقوم “بريكس” على شراكة متساوية وحلول متبادلة المنفعة للعالم بأسره. المصريون والعرب هم أصدقاؤنا وشركاؤنا. وأؤكد لأصدقائنا العرب أن روسيا كانت وستظل دائمًا صديقًا وفيًا وموثوقًا به للعالم العربي.

Tags: السفير الروسي في جيورجي بوريسينكوالسفير الروسي في مصرجيورجي بوريسينكو

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: السفير الروسي في جيورجي بوريسينكو السفير الروسي في مصر جيورجي بوريسينكو جیورجی بوریسینکو العالم العربی تحافظ على جزء ا من دائم ا

إقرأ أيضاً:

السيسي سيلتقي ترامب لبحث تعديل معاهدة السلام مع إسرائيل وطلب تدخل عاجل لحل الخلاف مع إثيوبيا

الولايات المتحدة – نقل موقع “ذا ناشيونال” الأمريكي، امس الجمعة، عن مصادر أمريكية قولها إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيزور واشنطن الشهر الجاري لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وتلك الزيارة ستكون الأولى للرئيس المصري خلال ولاية ترامب الثانية، وأشارت تقارير سابقة إلى تجنب السيسي زيارة البيت الأبيض عندما كانت هناك خلافات بين القاهرة وواشنطن حول الوضع في غزة، لكن البلدين متقاربان حاليا بعد توقيع اتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع واليوم التالي للحرب.

ووفق التقرير الأمريكي فإن السيسي وترامب سيبحثان مجموعة من القضايا الإقليمية الرئيسية، بما في ذلك العلاقات بين مصر وإسرائيل في أعقاب الحرب على غزة وسد النهضة في إثيوبيا على نهر النيل.

ولم تحدد المصادر، التي أُطلعت على الاستعدادات لزيارة السيسي، موعدا دقيقا للزيارة أو مدتها، لكنها أشارت إلى أن اجتماعا بين السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يستضيفه الرئيس ترامب بنفس الوقت، قيد الدراسة.

ونقل التقرير عن أحد المصادر قوله: “تتواصل الاتصالات بين القاهرة وواشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال الزيارة، وقد سافر مسؤولون مصريون إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع مسؤولين في إدارة ترامب”.

وواصل: “تريد مصر التأكد من التوصل إلى اتفاقيات، أو على الأقل إلى أرضية مشتركة، قبل الزيارة”.

وأوضحت المصادر، وفق التقرير، أن السيسي سيناقش مع ترامب تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام في غزة، وسيستطلع رأيه حول ضرورة إدخال “تعديلات” على معاهدة مصر وإسرائيل لعام 1979، لتعكس ما وصفوه بالتغيرات الجيوسياسية الأخيرة.

وقالت المصادر إن القاهرة تسعى في المقام الأول إلى تخفيف القيود المنصوص عليها في المعاهدة بشأن عدد أفراد الخدمة ونوع الأسلحة التي يمكن نشرها في المنطقة (ج)، وهي الجزء المتاخم لإسرائيل في شبه جزيرة سيناء.

وبموجب بنود المعاهدة، لا يُسمح لمصر سوى بنشر قوات من شرطة الحدود مُجهزة بأسلحة نارية في المنطقة، مع ذلك سمحت إسرائيل لمصر بإرسال قوات وأسلحة ثقيلة إلى هناك لمحاربة التنظيمات الإرهابية.

وعززت وجودها العسكري في المنطقة بعد سيطرة إسرائيل على الشريط الحدودي بين غزة وسيناء، ويُعتقد على نطاق واسع أن تعزيز القوات المصرية تم دون موافقة إسرائيل الصريحة، ما دفع السياسيين والمحللين اليمينيين في إسرائيل إلى التحذير من أن مصر تستعد لخوض حرب ضد إسرائيل، لكن السيسي أكد مرارا أن معاهدة السلام لا تزال حجر الزاوية في السياسة الخارجية لمصر، بحسب التقرير.

وفي وقت سابق ذكر موقع أكسيوس أن ترامب كان يسعى للتوسط في عقد اجتماع بين السيسي ونتنياهو، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بترامب في 29 ديسمبرالجاري، خلال زيارة تستغرق 8 أيام إلى الولايات المتحدة.

ووفق التقرير فإن السيسي ألغى زيارة إلى واشنطن في فبراير الماضي، بعد أن أعلن ترامب نيته إعادة توطين سكان غزة في مصر والأردن وتحويل القطاع الساحلي إلى منتجع سياحي، مشيرا إلى رفض مصر بشدة لهذه الخطة، لكن العلاقات تحسنت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين، وزار ترامب مصر في نوفمبر للإعلان عن خطة سلام غزة وبدء سريان وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

وذكرت المصادر أن السيسي سيطلب من ترامب التدخل بشكل مباشر في حل النزاع المصري طويل الأمد مع إثيوبيا بشأن السد الضخم على نهر النيل، والذي تعتبره القاهرة تهديدا لحصتها الحيوية من مياه النهر.

وأشارت المصادر إلى أن مصر تريد من ترامب إقناع إثيوبيا بضرورة إدارة السد بشكل مشترك من خبراء ينتمون لدول حوض النيل الـ11 إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الإفريقي، كما تطالب مصر بدعم الرئيس الأمريكي لمعاهدة إقليمية جديدة تمنع دول حوض النيل من بناء سدود على النهر دون استشارة الدول الأخرى.

وكانت إدارة ترامب قد توسطت في ولايته الأولى في النزاع بين مصر وإثيوبيا وتم التوصل إلى اتفاق لكن إثيوبيا رفضت التوقيع عليه في اللحظة الأخيرة، ليفشل مسار المفاوضات على مدار نحو 15 عاما في الوصول إلى اتفاق.

المصدر: thenational news

مقالات مشابهة

  • السيسي سيلتقي ترامب لبحث تعديل معاهدة السلام مع إسرائيل وطلب تدخل عاجل لحل الخلاف مع إثيوبيا
  • الكرملين: روسيا ترفض أي هدنة مؤقتة مع أوكرانيا
  • عاجل.. مصدر في الرئاسة يكشف المهمة التي جاء من أجلها الفريق السعودي الإماراتي العسكري إلى عدن.. إخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة
  • ألمانيا تتهم روسيا بتهمتين تعودان لصيف 2024 وتستدعي سفير موسكو
  • البنك الأفريقي للتنمية يقرض المغرب 270 مليون أورو لتحديث المطارات
  • صادرات النفط الروسية تهبط إلى أدنى مستوياتها منذ بدء الحرب في أوكرانيا
  • روسيا تعلن السيطرة الكاملة على مدينة سيفيرسك شرقي أوكرانيا
  • ارتفاع وتيرة العمليات النوعية التي تنفذها أوكرانيا ضد روسيا
  • تفوق كاسح يطمئن المنتخب السعودي قبل مواجهة فلسطين في كأس العرب
  • اتساع الهوة بين إسرائيل وسوريا.. خلاف نادر بين تل أبيب وواشنطن حول مسار الاتفاق الأمني