السوشيال ميديا بين الوعي والوعي المضاد: معركة السيطرة على العقول
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
شهد العالم العربي في العقدين الأخيرين تحولا غير مسبوق في بنية الاتصال والإعلام، مع انفجار ثورة السوشيال ميديا وتحوّل المنصات الرقمية إلى ساحة عامة جديدة، تتقاطع فيها السياسة بالدين، والثقافة بالأيديولوجيا، والمعلومة بالدعاية. ولم يعد حضور الحركات والأفكار والمشاريع الحضارية في هذه الساحة مسألة اختيار، بل بات جزءا من معركة الوجود ذاته.
لكن ما بدا في لحظةٍ ما تمكينا للجماهير، وفتحا لآفاق التعبير الحر، سرعان ما تحوّل إلى ساحة مزدحمة بأدوات "الوعي المضاد": تضليل، وتشويه، وتفكيك للهوية، وترويج للانهزام، وتمييع للقضايا، حتى صارت هذه المنصات -في كثير من السياقات- تُدار من قبل أجهزة أمنية أو شركات كبرى أو غرف حرب سيبرانية، تصنع الرأي العام كما يُصنع الخبر.
من هنا، تسعى هذه الورقة إلى تحليل هذا التحول، من "منصات التحرر" إلى "مخازن التوجيه"، ومن "الحرية الرقمية" إلى "الاحتلال الناعم للعقول"، وتقديم رؤية استراتيجية تعيد تموضع الفاعلين الحضاريين في ساحة الوعي، بعد أن استردّها الخصوم واحتلوها تدريجيا.
لم تعد السوشيال ميديا "أداة محايدة"، بل أصبحت مجالا لصناعة الحقيقة الزائفة، وإزاحة القضايا الجوهرية، وتفكيك رموز الوعي الجمعي، وإحلال خطاب اللامعنى والجدوى محل الأمل والمقاومة
أولا: من الساحة الافتراضية إلى ساحة المعركة
في لحظة الثورات العربية، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا حيويا في كسر الحصار الإعلامي، وتشكيل خطاب شعبي حر، وبناء شبكات تعبئة واسعة. لكن بعد سنوات، شهدنا ما يلي:
• استيعاب المنصات الكبرى في أجندات القوى المسيطرة عالميا (الغرب النيوليبرالي- الكيان الصهيوني - شبكات المال والإعلام).
• صعود جيوش إلكترونية، ممولة أو موجّهة، لبث الفوضى أو التطبيل أو التشويه.
• سياسات رقابة مزدوجة، حيث يُغلق صوت المقاومة أو الإسلام السياسي، بينما يُترك خطاب الانحلال أو التطبيع أو التهوين.
• توظيف الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني لبناء "هندسة رأي عام" تؤطر وعي الجمهور، وتدفعه لا شعوريا نحو خيارات محددة.
لم تعد السوشيال ميديا "أداة محايدة"، بل أصبحت مجالا لصناعة الحقيقة الزائفة، وإزاحة القضايا الجوهرية، وتفكيك رموز الوعي الجمعي، وإحلال خطاب اللامعنى والجدوى محل الأمل والمقاومة.
ثانيا: مظاهر الوعي المضاد في المجال الرقمي العربي
1- تزييف القضايا وتفكيك الأولويات، حيث يُعاد تشكيل الوعي العربي لصرفه عن القضايا المصيرية (فلسطين، الهوية، السيادة) نحو قضايا وهمية (الترفيه، النزاعات الشخصية، البرامج التافهة).
2- تشويه الرموز والتيارات الإسلامية، حيث تُدار حملات منتظمة لشيطنة الحركات الإسلامية، وتسفيه رموزها، وتقديمها كعائق أمام التطور أو سبب للدمار، في وعيٍ مزيف يُنتج "الاستسلام الطوعي".
3- ترويج خطاب اللامبالاة واليأس، حيث يُستثمر الإعلام الرقمي في ترسيخ عقلية "ما فيش فايدة"، و"كلهم زي بعض"، و"الدين سبب مشاكلنا"، ليُصبح الجمهور خصما لقضاياه.
4- إعادة تعريف القيم والمفاهيم، مثل "الحرية"، "العدالة"، و"الهوية"، و"الدين"، حيث تُعاد برمجتها في اتجاه تفريغها من مضمونها المقاوم، لصالح نسخ فردانية استهلاكية.
5- الاختراق القيمي والتطبيع الثقافي، فمن خلال الفن والإعلانات والمؤثرين والدراما، يتم تطبيع الرأي العام مع الاحتلال، أو النظم القمعية، أو معايير الغرب النيوليبرالية.
ثالثا: أخطاء الحركات الإسلامية في المجال الرقمي
رغم وعيها المبكر بأهمية الإعلام، فإن كثيرا من الحركات الإسلامية وقوى التغيير ارتكبت جملة من الأخطاء التي سمحت بتمدّد الوعي المضاد، منها:
• التأخر في بناء رواية بصرية جذابة ومقنعة.
• غياب التنسيق الرقمي بين المكونات المتقاربة.
• الاكتفاء بخطاب تعبوي، دون محتوى معرفي أو تحليلي عميق.
• عدم الاستثمار الجاد في المؤثرين الرقميين.
• ترك المجال للخصوم ليحتكروا الساحة، أو تقديم خطاب رد الفعل فحسب.
والأخطر أن هناك من داخل الحركات مَن لم يدرك بعد أن المعركة الإعلامية ليست ترفا، بل هي الجبهة الأولى في الصراع الحضاري والسياسي.
رابعا: نحو هندسة وعي بديل.. المعركة تبدأ من الداخل
معركة السوشيال ميديا ليست فقط في أدواتها، بل في رؤيتها ووعيها. والانتصار فيها يتطلب:
1- إنتاج رواية كبرى جامعة، من خلال رؤية حضارية تتجاوز التجزئة والردود اليومية، وتقدم سردية كبرى تلهم الناس وتجمعهم، وتحول الإسلام من طقوس إلى مشروع نهضة.
2- بناء شبكات رقمية مقاومة، من خلال فرق إعلامية، ومؤسسات إنتاج رقمي، ومجموعات بحث واتصال، ومؤثرين، وشبكات دعم.. تعمل ضمن رؤية مشتركة.
3- التنوع في الخطاب، يشمل مزيجا من التحليل- القيم- العاطفة- الفكاهة - الثقافة- البصريات- والقصص.. بحيث لا يكون الخطاب جامدا أو مكررا.
إذا كانت السوشيال ميديا قد بدأت كوسيلة لتحرير الصوت، فقد تحولت اليوم إلى ساحة لتوجيه العقول. وبهذا، فإن أي مشروع نهضوي أو تحرري لا يُدرك مركزية "المجال الرقمي" كجبهة أساسية في المعركة، فإنه يعيش خارج الزمان
4- الاستثمار في المؤثرين والمبدعين، من خلال دعم جيل من المؤثرين القادرين على التعبير بلغة العصر، والتفاعل مع الناس، وكسر حاجز الجدية الصلبة لدى بعض التيارات الإسلامية.
5- التدريب والتأهيل المستمر، فلا يكفي أن تملك الكاميرا والمنصة، بل يجب بناء وعي تقني- فكري مركب، يفهم الجمهور، ويحترم العقل، ويُتقن الإخراج والتوقيت.
خامسا: التحديات المقبلة وضرورات التحصين
• الرقابة الصاعدة بالذكاء الاصطناعي، حيث الخوارزميات المتطورة التي تحذف المحتوى، وتُخفي الحسابات، وتُصنّف كل ما هو إسلامي أو مقاوم على أنه "خطير" أو "تحريضي".
• ساحة ملوثة بالضجيج والتفاهة، حيث المنافسة صعبة، والانتباه قصير، والرسالة تحتاج إلى ذكاء بصري ولساني عالي المستوى.
• حملات التشويه والإقصاء، فلا يكفي أن تُبدع، بل يجب أن تصمد أمام موجات الهجوم المنسق الذي يستهدفك بصفحات موجهة وذباب إلكتروني.
• تحول الجمهور إلى منتِج للوعي المضاد دون وعي، حيث يُعيد الناس نشر الخطاب المعادي لقضاياهم من باب التسلية أو التهكم، فيصبحون أدوات ضد أنفسهم.
خاتمة: نحو استعادة الوعي وبناء الجمهور الرقمي الفاعل
إذا كانت السوشيال ميديا قد بدأت كوسيلة لتحرير الصوت، فقد تحولت اليوم إلى ساحة لتوجيه العقول. وبهذا، فإن أي مشروع نهضوي أو تحرري لا يُدرك مركزية "المجال الرقمي" كجبهة أساسية في المعركة، فإنه يعيش خارج الزمان.
والوعي اليوم لم يعد يُبنى في المساجد والمدارس فقط، بل في الشاشة الصغيرة، والمقطع القصير، والرسالة الذكية، والصورة المؤثرة. وكل من أراد أن يستعيد الأمة، عليه أن يستعيد جمهورها أولا، بإحياء الوعي، ومواجهة الوعي المضاد، والانخراط في معركة الأفكار من بوابة السوشيال ميديا، لا من هامشها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء العربي الوعي التواصل الاجتماعي التواصل الاجتماعي عرب اسلامي الوعي قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة أفكار تكنولوجيا سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السوشیال میدیا المجال الرقمی إلى ساحة من خلال
إقرأ أيضاً:
تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد
شهد عام 2023 تصاعدا مقلقا في مظاهر الإسلاموفوبيا في أنحاء أوروبا، وهو ما وثقه التقرير السنوي للإسلاموفوبيا الأوروبية، واعتبر التقرير أن حرب إسرائيل على غزة قد "عملت محفزا جيوسياسيا للعنصرية المعادية للمسلمين في أوروبا"، مما أدى إلى زيادة جرائم الكراهية وارتفاع الخطاب الإسلاموفوبي والإجراءات المعادية للمسلمين من قبل الحكومات الأوروبية.
وقد جاء عرض أبرز نتائج هذا التقرير -الذي أصدره الباحث المشارك ومدير المشروع الدكتور أنس بيرقلي- في إطار جلسة مغلقة داخل البرلمان البريطاني، دعا إليها النائب العمالي البريطاني أفضل خان، بحضور كل من وزير شؤون الإيمان في الحكومة البريطانية واجد خان، والبارون قربان حسين، عضو مجلس اللوردات. والسفير التركي في لندن عثمان كوراي أرطاش.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوية الفلسطينية عبر الكراهية والإقصاءlist 2 of 2قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلسفة والفكر الإسلاميend of listوفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، قدم الباحثون المشاركون تحليلاتهم حول السياقات المختلفة لتصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا وسبل مواجهتها.
وقالت الباحثة كوثر نجيب، محللة السياسات الفرنسية تجاه المسلمين في التقرير، في حديثها للجزيرة نت بقراءة معمقة لما يجري في فرنسا، تبدو أنها "الدولة الرائدة في الإسلاموفوبيا المؤسسية".
ورصدت كوثر زيادة في نسب الاعتداءات ضد المسلمين، وفق بيانات وزارة الداخلية الفرنسية، بنسبة 29% عن عام 2023، أكثر من نصفها وقع بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ولكن الأرقام "المجمعة ضد حوادث الكراهية ضد المسلمين"، المعروفة باسم الإسلاموفوبيا في أوروبا، كشفت عن 828 حادثة، مما يشير إلى التعتيم الرسمي وانعدام الثقة بين مسلمي فرنسا ومؤسساتها.
وتقول كوثر إن "الإسلاموفوبيا في فرنسا لا تمارس فقط من قبل الأفراد، بل تنتشر عبر القوانين والمؤسسات". فمن مقتل شاب فرنسي بـ15 طعنة أثناء تأديته الصلاة في المسجد، إلى قرار حظر العباءة في المدارس، وصولا إلى القمع الأمني للفعاليات المؤيدة لفلسطين، يتضح أن الدولة الفرنسية تمضي في نهج يجرم الهوية الإسلامية.
إعلانووفقا لتحليلها، فإن مرحلة ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول شكلت تحولا خطيرا، انتقلت فيه جرائم الكراهية من التمييز المؤسسي إلى "القتل الممنهج"، كما في 3 جرائم قتل بارزة رصدها التقرير.
واختتمت كوثر حديثها قائلة: "إزالة الحجاب لم تعد أقصى ما يخشى، بل صارت الدماء تراق بفعل خطاب نزع الإنسانية والربط التلقائي بين الإسلام والإرهاب".
في تحليله الذي خص به الجزيرة نت، يشير محرر التقرير الدكتور أنس بيرقلي إلى أن "الإسلاموفوبيا في الدانمارك تتخذ طابعا ممنهجا ومؤسسيا"، تقوم على فكرة حماية النسيج الديموغرافي من "البديل غير الغربي".
وقد فرضت الحكومة شروطا مشددة للحصول على الجنسية، تتطلب إقامة وعملا متواصلين لمدة 19 عاما، مما أدى إلى تضاعف نسبة أبناء المهاجرين من غير الحاصلين على الجنسية إلى أكثر من 60%.
وأضاف: في سوق العمل، تواجه النساء المحجبات تمييزا بنيويا، إذ تحتاج المرأة المحجبة لإرسال عدد أكبر بـ60% من طلبات التوظيف مقارنة بنظيرتها البيضاء. وتعزز الدولة هذه العوائق عبر فرض برنامج عمل قسري لمدة 30 ساعة أسبوعيا لمن تعتبرهم "غير غربيين"، ما يستهدف بالأساس النساء المسلمات.
ويضيف بيرقلي أن التضييق تضاعف بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث شنت السلطات مداهمات على منازل مسلمين لمجرد نشرهم منشورات داعمة لفلسطين على وسائل التواصل، وسط اتهامات بدعم "الإرهاب". وقد تؤدي هذه التهم إلى الترحيل الفوري، خاصة بالنسبة لغير الحاصلين على الجنسية.
في حين صرح البروفسور أريستوتل كاليس، أستاذ التاريخ الفكري في جامعة كيل، للجزيرة نت، أن الإسلاموفوبيا في بريطانيا تأخذ شكل "عدوان لفظي وميداني على مستوى الشارع"، غالبا في وسائل النقل العامة، وتعود جذورها إلى أحداث 7 يوليو/تموز 2005.
لكن الأخطر، بحسب كاليس، هو صعود خطاب "المنطقة الرمادية"، حيث تكون الإسلاموفوبيا غير مباشرة وغير مرئية، ولكنها مؤثرة بشدة، خاصة داخل المؤسسات.
فالصراع في غزة كشف هشاشة هذا الوسط الرمادي، وأخرج إلى العلن كثيرا من الخطابات المبطنة التي تتبنى مواقف معادية للمسلمين تحت غطاء "الحياد" أو "الحفاظ على الأمن القومي".
ويضيف كاليس أن حالة ناشط من حزب "إصلاح المملكة المتحدة" (Reform UK)، الذي دعا إلى وقف الهجرة، تظهر عمق النظرة النفعية المشوهة، مما يعكس خطابات شعبوية تستخدم لغة ملتوية لترويج أجندات عنصرية.
"غزة" لتصعيد القمعأجمع الباحثون الثلاثة في حديثهم على أن العدوان الإسرائيلي على غزة كان بمثابة محفز لتصعيد الإسلاموفوبيا في أوروبا.
فقد استخدم في بعض البلدان كذريعة لتقييد حرية التعبير والتظاهر، حتى إن التضامن السلمي مع الشعب الفلسطيني بات يجرم في ألمانيا والنمسا.
ويرى بيرقلي أن "الإسلاموفوبيا مهدت الطريق للإبادة في غزة"، عبر خطاب نزع الإنسانية وتبرير العنف ضد المسلمين، محليا ودوليا، بينما كشفت الحرب عن عجز فاضح لدى الأنظمة الأوروبية في حماية مواطنيها المسلمين، فضلا عن تجاهلها لما يتعرض له المدنيون في غزة.
يرى التقرير أن المستقبل يحمل مزيدا من "التشريعات التي تشرعن التمييز"، وسط استهداف للمسلمين المتدينين والمنظمين والظاهرين في الحيز العام.
إعلانوتمضي بعض الحكومات نحو إغلاق المساجد، وطرد الأئمة، وملاحقة المؤسسات التجارية الإسلامية، تحت ذريعة "محاربة التطرف".
ويخلص بيرقلي إلى أن خطاب الإسلاموفوبيا تطور من التحذير من "التهديد الإرهابي"، إلى "التهديد الهوياتي"، ثم إلى أسطورة "الاستبدال العظيم"، حيث يُصور المسلمون كغرباء يهددون الثقافة الوطنية.
ورغم التصعيد الممنهج، شدد الباحثون على أن مقاومة الإسلاموفوبيا لا يمكن أن تكون مجتزأة أو محلية، بل ينبغي أن تكون شاملة وعابرة للحدود، تمتد من مقاعد المدارس الفرنسية إلى أرصفة الشوارع البريطانية، وصولا إلى ركام المنازل في غزة.
فالمعركة، كما وصفها المشاركون، ليست مجرد رد فعل على مظاهر عنصرية، بل مواجهة جذرية مع مشروع استعماري إمبريالي عنصري يستهدف المسلمين في وجودهم وهويتهم.
وفي هذا السياق، عبر البروفيسور كاليس عن أمله في أن يُعتمد تعريف قانوني صارم للإسلاموفوبيا، ليشكل اعترافا رسميا بالجرم، ورادعا حقيقيا لمرتكبي جرائم الكراهية بحق المسلمين.