د. حمد الكواري: جهل اللغة العربية لدى بعض أبنائنا وبناتنا ظاهرة خطيرة

د. نايف بن نهار: وجود أطفال لا يعرفون العربية أمر ملحوظ

عبدالعزيز الخاطر: الدولة تستطيع إلزام الجميع باستخدام لغة الضاد

د. هتمي الهتمي: ما يحدث اليوم للغتنا الجميلة حدث سابقاً للغة اللاتينية
 

حذر مثقفون وأكاديميون، من انتشار ظاهرة عدم إجادة أطفال في المجتمع لا يعرفون اللغة العربية التي تراجعت أمام اللغة الإنجليزية سواء بالمدرسة أو الجامعة أو المنزل أو في المناقشات الشخصية، معتبرين أن الظاهرة التي وصفت بـ«الخطيرة» ستؤدي إلى انشطار هوية المجتمع اللغوية.

وطالبوا خلال نقاش واسع على موقع «إكس» -«تويتر» سابقاً- بضرورة تشكيل مجلس لحماية اللغة العربية داخل المجتمع، ومتابعة حضورها على كافة المستويات، مشددين على ضرورة وجود استراتيجية لتأصيل الهوية اللغوية.

ونوهوا بالدور الكبير للدولة في  إلزام الجميع باستخدامها رسميا في جميع المؤسسات والهيئات من خلال أدواتها القانونية، منتقدين اشتراط اللغة الإنجليزية للدراسة أو العمل في بعض المؤسسات أو الجهات.


 وأثار الدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة قطر، المخاوف من تراجع مكانة اللغة العربية في المجتمع، قائلا «أصبح وجود أطفال لا يعرفون العربية أمرا ملحوظا».
وأضاف أن هذا الأمر «نتيجة طبيعية لنمط الحياة الجديد، الطفل في مدرسة أجنبية طول النهار، ثم مع العاملة الأجنبية إلى وقت النوم، ووالداه يكلمانه بالإنجليزية»، معتبرا أنه «بهذا الشكل سوف تنشطر هوية المجتمع اللغوية، وسيكون لدينا لأول مرة قطريون لا يعرفون العربية».

الحضور اللغوي 
وأشار  إلى أنه تمت دعوته إلى «إلقاء محاضرة لمجموعة من الشباب القطري، ثم أخبروني أن الحديث سيكون بالإنجليزية، فقلت لهم: أليسوا قطريين؟ قالوا: بلى ولكن لا يحسنون العربية».
ودعا بن نهار إلى تشكيل مجلس لحماية اللغة العربية بهدف متابعة «الحضور اللغوي في مختلف المستويات القانونية والتعليمية والمجتمعية وغيرها، لكن لا توجد جهة معنية بذلك».
وشارك في النقاش سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة رئيس مكتبة قطر الوطنية، قائلا إن «ظاهرة جهل اللغة العربية لدى بعض أبنائنا وبناتنا ظاهرة خطيرة وتكبر باستمرار ، وتجاهلها يُعَظّم من خطورتها ويُصَعِّب معالجتها».
وأضاف أن «اللغة العربية بالذات ليست وسيلة تواصل فقط بل انتماء لأمة وعقيدة وتاريخ وآداب ماض وحاضر ومستقبل»، متسائلا «متى نعطي الظاهرة حقها من الاهتمام فاللغة العربية أمننا الثقافي».
وتابع: «نحن في حاجة إلى أن تتضافر الجهود وأن يؤخذ الأمر بجدية وأن تكون هناك جهة معينة مرتبطة بأعلى المواقع يوكل لها دراسة الموضوع من جميع جوانبه ووضع الحلول المناسبة للتعامل مع هذه الظاهرة الخطرة».

رأي مختلف 
فيما اختلف الكاتب الصحفي عبدالعزيز الخاطر في الرأي قائلا: «لا أرى مشكلة فالمجتمع القطري متدين ولغة دينه العربية»،  مشيرا إلى أن هناك بيوتاً قطرية تتكلم  لغات متنوعة، مضيفا: «علينا أن لا نخاف.. سنجد قطريا لا يجيد التحدث العربية أو لغته مكسرة، إنما لا يعرف العربية لا اعتقد، ولا يمكن أن تحافظ على مكتسباتك وأنت في حالة دفاع دائم».
وكتب الخاطر سلسلة تغريدات، قال فيها إن «الخوف على اللغة العربية وهم كوهم الخوف على الهوية، لا تستطيع حمايتها إذا لم تجعلها مصدرا للتفكير ولإنتاج دائم ومستمر في جميع المجالات، وهي ليست قضية جديدة فمنذ قصيدة حافظ إبراهيم، وقبل ذلك وشعار الخوف على اللغة قائما ولولا الأساليب التربوية الخاطئة لكان حضورها اليوم طاغيا».
وأضاف: «نحن نتحدث مع العمال والخدم في المنازل بلغة عربية مكسرة أقرب إلى الأعجمية ولم نستشعر خطر ذلك على النشء، ثم نتحدث عن الخوف عليها وليس هناك بديل عن ذلك أصلاً، كان آباؤنا في المعظم يتحدثون الفارسية وبعضهم يتكلم الأوردو مع العمال في المنازل ولم يستشعروا الخوف على العربية».
وأشار إلى أن اللغة العربية يتحدثها «22 بلداً عربياً وخلفها عالم إسلامي جاعلا منها هدفا لتعزيز إسلامه، لقد حاولت فرنسا طمس اللغة العربية بكل الوسائل واليوم خير من يتقن العربية في وسائل أعلامنا العربية هم الجزائريون وهناك من يتحدث الفرنسية في بيته، فمن يأتي الخوف المصطنع عليها».
وواصل تغريداته قائلا «بإمكاني أن استشعر الخوف على وجودنا الحضاري كأمة عربية لها تاريخها وحضارتها، لكن لا استشعر الخوف على لغتنا، لأنها امتداد لهذا الجوهر والوجود، فإذا أمنّا وجودنا الثقافي والحضاري في عالم اليوم حفظنا لغتنا تبعا لذلك».
وأضاف: «الوجود الحضاري يعني مشروعا، أيام المشروع القومي أنشئت جامعة بيروت العربية في لبنان وجامعة الخرطوم العربية في السودان وبرنامج عن الأحواز باللغة العربية..، أنا هنا لا أدافع عن أخطاء المشروع المميتة ولكن اذكر أنه كان يمتلك مشروعاً عزز وجود العربية كأداة له».

اللغة اللاتينية
من جانبه أعرب الدكتور هتمي خليفة الهتمي مدير إدارة الاتصال والعلاقات العامة في جامعة قطر، أن السبب الرئيسي في وجود أشخاص قطريين لا يعرفون العربية «هو أن ما يحدث للغة العربية اليوم حدث سابقا للغة اللاتينية، عندنا رفضت الكنيسة مجاراة لغة العامة وجعلتها لغة موجودة في الأماكن السياسية، مثل ما يحدث اليوم مع العربية، فاللهجة المكتوبة والتي تدرس هي لهجة أهل قريش وليست العربية الخليجية التي لم تستخدم أبدا».
فيما لخص الشيخ خليفة بن علي آل ثاني الظاهرة في 4 نقاط، قائلا «أولا التغير المفاجئ الذي حدث من مدارس أجنبية «.
وأضاف: ثانيا.. فجأة دون سابق إنذار في أي مكان سواء الدراسة أو العمل أول سؤال «تعرف إنجليزي وعندك إيلتس؟!».
ويوضح «ثالثا.. المقررات كلها معتمدة على كتب ودروس إنجليزية، ورابعا صحينا الصبح في يوم لقينا المدارس بالعربي، والكل يوجه اللوم على البيت كأنه لم يكن توجها وتم التراجع عن هذا التوجه، الآن في جيل في النص ضايع لا مع الإنجليزي ولا قادر يروح للعربي».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر اللغة العربية اللغة الإنجليزية اللغة العربیة العربیة فی الخوف على إلى أن

إقرأ أيضاً:

منسقية النازحين تطالب المجتمع الدولي بإجراءات فورية لحماية المدنيين

منسقية النازحين حثت جميع الأطراف في السودان على احترام القانون الدولي الإنساني والقانون العالمي لحقوق الإنسان دون استثناء.

الخرطوم: التغيير

طالبت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في السودان، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين، ودعم وتعزيز آليات المساءلة، وإنهاء الإفلات من العقاب.

وقال الناطق باسم المنسقية آدم رجال في بيان حول اليوم العالمي لحقوق الإنسان اليوم: “ننضم اليوم إلى العالم في التأكيد على أن حقوق الإنسان عالمية، غير قابلة للتجزئة، وغير قابلة للتفاوض. لسنا بمعزل عن هذا المجتمع”.

وأضاف: “يأتي اليوم العالمي لحقوق الإنسان في وقت تشهد فيه أمتنا تراجعًا غير أخلاقي ولا إنساني في حقوق الإنسان في هذا العصر الحديث”.

وتابع: “تواجه المجتمعات السودانية أبشع الجرائم وانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك التهجير القسري، والنزوح الجماعي، والقتل خارج نطاق القضاء بأبشع صوره، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والابتزاز، والاختطاف، والنهب، والتهديدات، والتجويع الممنهج، والإقصاء المتعمد، والتدمير الممنهج، وقمع المعارضة، مما يعرض حياة الملايين للخطر”.

وجدد البيان التزام المنسقية بتوثيق هذه الجرائم والانتهاكات المروعة، وكشف المسؤولين عنها، وإيصال أصوات الضحايا.

وحث جميع الأطراف في السودان على احترام القانون الدولي الإنساني والقانون العالمي لحقوق الإنسان دون استثناء.

كما حث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين، ودعم وتعزيز آليات المساءلة، وإنهاء الإفلات من العقاب.

ودعا بيان المنسقية، الجميع للمضي نحو تحقيق العدالة والكرامة الإنسانية، واستعادة الحقوق الأساسية لكل فرد في المجتمع السوداني والعالم أجمع.

ويجيئ اليوم العالمي لحقوق الإنسان والسودان يغرق في فوضى حرب 15 ابريل 2023م ويعاني مواطنوه من التشرد واللجوء والنزوح والانتهاكات الجسيمة في مناطق النزاع، فضلاً عن المجاعة ونقص الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.

الوسومآدم رجال التهجير القسري السودان المجتمع الدولي المجتمعات السودانية المنسقية العامة للنازحين واللاجئين النزوح اليوم العالمي لحقوق الإنسان حرب 15 ابريل 2023م

مقالات مشابهة

  • سياسات اللغة العربية وآفاقها
  • «سلمان العالمي» يفتح باب التسجيل ببرنامج «تأهيل خبراء العربية في العالم»
  • العربية لغة الحياة
  • التنظيم والإدارة: الاستعلام عن نتيجة التظلمات في مسابقة شغل 25217 وظيفة معلم اللغة العربية
  • نتيجة فحص التظلمات في مسابقة وظائف معلم مساعد اللغة العربية
  • انطلاق «مبادرة بالعربي 13» احتفاء باليوم العالمي للغة العربية
  • رابط الاستعلام عن نتيجة تظلمات"25217" وظيفة معلم مساعد مادة اللغة العربية
  • «جونا عربي».. شعار «أيام العربية» ينبض بالحياة ببرنامج حافل
  • منسقية النازحين تطالب المجتمع الدولي بإجراءات فورية لحماية المدنيين
  • زعيم الطائفة الدرزية يدعو واشنطن لحماية حقوق الأقليات في سوريا