الفروق بين القنبلة النووية والمفاعل النووي ومنشآت التخصيب، والتداعيات البيئية لكل منها، وما الذي يجب على الناس فعله في حال حدوث تسرب أو حادث نووي، هو ما يكشفه حوار صدى البلد مع الدكتور علي عبده، أستاذ الهندسة النووية السابق بجامعات بنسلفانيا وزويل وكانساس، وهو أحد أبرز المتخصصين العرب في هذا المجال.  

إلى نص الحوار:ما الفرق بين القنبلة النووية والمفاعل النووي ومنشآت التخصيب؟

القنبلة النووية مصممة لإحداث انفجار مدمر عبر تفاعل نووي متسلسل غير مسيطر عليه، ينتج حرارة وضغطًا هائلين.

أما المفاعل النووي فهو يستخدم تفاعلات نووية مضبوطة لتوليد الكهرباء، ولا يمكنه الانفجار بالطريقة التي تنفجر بها القنابل النووية.

أما منشآت التخصيب، فهي مصانع لتحسين نسبة نظير اليورانيوم-235 في اليورانيوم الطبيعي، وهذه العملية قد تُستخدم لتغذية المفاعلات أو - في حالات نادرة وعالية التخصيب - لأغراض عسكرية.

هل استهداف مفاعل نووي مثل بوشهر يؤدي إلى انفجار نووي كالذي نشاهده في الأفلام؟

لا على الإطلاق. المفاعل لا ينفجر نوويًا مثل القنبلة. لكنه قد يتعرض لـ تسرب إشعاعي خطير إذا أصيبت أنظمة التبريد أو تم تدمير قلب المفاعل. يشبه ذلك ما حدث في تشيرنوبيل عام 1986 أو فوكوشيما في 2011، حيث وقع تلوث إشعاعي واسع النطاق، لكنه لم يكن انفجارًا نوويًا.

وما مدى خطورة استهداف منشآت تخصيب اليورانيوم مثل التي في إيران؟

منشآت التخصيب لا تنفجر، لكنها تحتوي على غاز سادس فلوريد اليورانيوم (UF6)، وهو سُمّي وإشعاعي. إذا ما تم تدمير أجهزة الطرد المركزي، قد ينتج تلوث كيميائي موضعي، لكنه ليس بمستوى كارثة نووية. المخاوف الحقيقية تظهر فقط إذا حدث استهداف مباشر لمفاعل أثناء تشغيله.

هل تختلف التأثيرات البيئية بين القنبلة النووية والمفاعل في حال استهدافهما؟

بالتأكيد. القنبلة تُسبب تدميرًا فوريًا وواسعًا، وتخلف وراءها تلوثًا إشعاعيًا طويل الأمد يمتد لعشرات الكيلومترات، فضلًا عن أمراض سرطانية وتشوهات. أما في حالة تسرب من مفاعل أو منشأة تخصيب، فالمخاطر تتوقف على كمية المواد المشعة المتسربة واتجاه الرياح، لكنها لا تصل لدموية القنبلة.

وما هو اليورانيوم المنضب الذي نسمع عنه كثيرًا؟

هو ما يتبقى بعد التخصيب، ويحتوي على نسبة منخفضة من U-235. يُستخدم في الذخائر الخارقة للدروع والدروع الثقيلة للدبابات، وهو سام كيميائيًا رغم أنه أقل إشعاعًا من اليورانيوم الطبيعي.

البعض يتساءل عن كيفية التمييز بين نظائر اليورانيوم، كيف يتم ذلك؟

لا يمكن تمييزها كيميائيًا، بل فقط فيزيائيًا باستخدام فرق الكتلة، خصوصًا عبر تقنية الطرد المركزي، وهي أكثر الطرق استخدامًا اليوم. هناك طرق أخرى مثل الانتشار الغازي أو الليزر، لكنها أقل شيوعًا.

في حال وقوع حادث نووي أو تسرب إشعاعي، ما الذي يجب على المواطنين فعله لحماية أنفسهم؟

هناك مبدأ مهم في علم الوقاية الإشعاعية يُدعى ALARA، ويعني تقليل التعرض قدر المستطاع عبر:

1. الابتعاد عن المصدر (المسافة)


2. تقليل زمن التعرض (الزمن)


3. الاختباء خلف حواجز مناسبة (الوقاية)

وإذا وقع الحادث وأنت في الخارج:

ادخل فورًا إلى مبنى محكم الإغلاق

أغلق النوافذ والتكييف

لا تلمس الغبار أو الأجسام المكشوفة

اغسل جسمك جيدًا إذا شككت في تعرضك للإشعاع

وتابع التعليمات الرسمية عبر الراديو أو الهاتف


وماذا عن أقراص الوقاية مثل يوديد البوتاسيوم؟

نعم، تُستخدم لحماية الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع، لكنها لا تؤخذ إلا بتوجيهات رسمية. استخدامها العشوائي قد يضر أكثر مما ينفع.

أخيرًا، ما رسالتك للجمهور العربي وسط هذا التوتر الإقليمي؟

رسالتي هي عدم الانسياق وراء الإشاعات والتهويل على وسائل التواصل، والاستماع فقط لمصادر موثوقة. كذلك، فهم العلوم النووية ضرورة لتمييز ما هو علمي من المضلل. العلم هو الحصن الأول أمام الخوف والذعر الجماعي.

طباعة شارك القنبلة النووية المفاعل النووي منشآت التخصيب التداعيات البيئية أستاذ الهندسة النووية اليورانيوم نظائر اليورانيوم تسرب إشعاعي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القنبلة النووية المفاعل النووي التداعيات البيئية أستاذ الهندسة النووية اليورانيوم تسرب إشعاعي القنبلة النوویة المفاعل النووی بین القنبلة

إقرأ أيضاً:

شركة أميركية تعتزم تخصيب اليورانيوم بمنشأة نووية جنوب أفريقية

أعلنت شركة آي إس بي الأميركية للنظائر، المدرجة في بورصة ناسداك، عزمها بدء عمليات تخصيب اليورانيوم داخل منشأة "بيليندابا" النووية في جنوب أفريقيا، وذلك بموجب اتفاق تعاون مع مؤسسة الطاقة النووية الجنوب أفريقية "نيكسا".

ورغم حداثة تأسيسها في عام 2021، وتتخذ من واشنطن العاصمة مقرًا لها، تستند الشركة إلى خبرات تعود إلى برنامج تخصيب اليورانيوم في جنوب أفريقيا خلال ثمانينيات القرن الماضي، مما يمنحها قاعدة علمية قوية في تقنيات فصل النظائر.

وتأتي هذه الخطوة في إطار استعداد الشركة لإدراج ثانوي في بورصة جوهانسبرغ يوم 27 أغسطس/آب الجاري، بالتزامن مع صفقة تبادل أسهم مع شركة "رينرجن"، المنتج الوحيد للهيليوم والغاز الطبيعي المسال في البلاد.

نحو وقود نووي متقدم

وفي بيان ما قبل الإدراج، أوضحت الشركة أن الاتفاق مع "نيكسا" يهدف إلى التعاون في مجالات البحث والتطوير، وصولا إلى إنتاج تجاري لوقود نووي متقدم.

وقالت إدارة الشركة إن "اليورانيوم-235 الذي قد تنتجه باستخدام تقنية التخصيب الكمي يمكن أن يُستخدم كعنصر وقود في المفاعلات الصغيرة النمطية، التي تعتمد على اليورانيوم منخفض التخصيب عالي الكفاءة، والتي يجري تطويرها حاليا لأغراض تجارية وحكومية".

وفي مايو/أيار الماضي، وقّعت الشركة اتفاق قرض بقيمة تصل إلى 22 مليون دولار مع شركة "تيرا باور"، لتمويل جزئي لمنشأة التخصيب الجديدة في "بيليندابا"، على أن يبدأ الإنتاج التجاري عقب الحصول على التراخيص اللازمة.

خريطة جنوب أفريقيا (الجزيرة)اتفاق توريد بمليارات الدولارات

ويهدف الاتفاق الأولي لتوريد الوقود إلى دعم مشروع "ناتريوم" التابع لشركة "تيرا باور" في ولاية وايومنغ الأميركية، والمتوقع أن يبدأ تشغيله بين عامي 2027 و2028.

وتُقدّر قيمة هذا الاتفاق بنحو 375 مليون دولار خلال 18 شهرا، وفقا لكمية الوقود الموردة وسعره الثابت، في حين يجري التفاوض على اتفاق توريد طويل الأجل يمتد لـ10 سنوات (من 2028 حتى نهاية 2037)، لتوريد ما يصل إلى 150 طنا متريا من وقود اليورانيوم منخفض التخصيب عالي الكفاءة، بقيمة إجمالية تصل إلى 3.75 مليارات دولار.

إدراج في بورصة جوهانسبرغ

وكان مساهمو "رينرجن" قد وافقوا في اجتماعهم يوم 10 يوليو/تموز على صفقة تبادل أسهم.

إعلان

وأكدت إدارة الشركة أن الإدراج في بورصة جوهانسبرغ سيتم سواء تم تنفيذ صفقة تبادل الأسهم أم لا، مشيرة إلى أن القيمة السوقية لأسهمها تبلغ نحو 15 مليار راند (831 مليون دولار)، فيما تظهر حسابات علاوة الإصدار قيمة قدرها 107.4 ملايين دولار.

مقالات مشابهة

  • خبير بيئي يكشف أسباب ارتفاع درجات الحرارة وتغيرها بشكل مستمر
  • الناجون من القنبلة النووية (2)
  • خبير تربوي يكشف 4 إشكاليات تواجه تطوير مناهج طلاب المدارس
  • شركة أميركية تعتزم تخصيب اليورانيوم بمنشأة نووية جنوب أفريقية
  • اتحاد السلة يكشف نظام بطولات الممتاز أ والمرتبط لموسم 2025-2026
  • اتحاد السلة يكشف عن نظام الدوري الممتاز للرجال والسيدات والمرتبط لموسم 2025-2026
  • تسرب إشعاعي قرب جلاسكو يهدد الغواصات النووية البريطانية
  • تسرب إشعاعي يُهدّد الغواصات النووية البريطانية .. تفاصيل
  • من صنع القنبلة النووية هو «الخوف».. والثقة فقط هي التي تضمن عدم استخدامها ثانية
  • نزيف الأنف.. أسبابه وسبب شيوعه في الصيف وطرق الوقاية