"GBU-57".. سلاح أميركي خارق يكلف ملايين ويخترق أعماق الأرض
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
استخدمت الولايات المتحدة للمرة الأولى قنبلة قوية قادرة على اختراق التحصينات في القتال عندما ضربت ثلاثة مواقع نووية إيرانية فجر الأحد.
ونفّذت إسرائيل طوال أسبوع ضربات جوية على إيران، لكنها لا تمتلك القنبلة "جي بي يو-57" التي تزن 30 ألف رطل (13600 كيلوغرام) وتعتبر ضرورية للوصول إلى المنشآت المقامة على عمق كبير، كما لا تملك طائرات قادرة على حمل تلك القنبلة.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال دان كين للصحافيين الأحد إن قواته أسقطت 14 من هذه القنابل في العملية التي هدفت إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني.
ماهي قدرات القنبلة؟تقول القوات المسلحة الأميركية إن القنبلة "جي بي يو-57" مصممة لاختراق طبقة تصل إلى 200 قدم (60 مترا) قبل أن تنفجر.
وقد صممتها شركة بوينغ لصالح القوات الجوية الأميركية.
وهذا يختلف عن الصواريخ أو القنابل التي تنفجر حمولتها عادة قرب مكان الاصطدام أو عنده.
ويقول ماساو دالغرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، إنه "لضرب هذه الأهداف الموجودة على عمق كبير، يجب تصميم هذه الأسلحة بأغلفة فولاذية سميكة، فولاذ مقوى، حتى تتمكن من اختراق طبقات الصخور".
يبلغ طول القنبلة 6,6 أمتار وهي مزودة بصمام تفجير خاص نظرا إلى "الحاجة إلى عدم انفجار المادة المتفجرة على الفور تحت هذا القدر من الصدمة والضغط"، وفق ما يوضح دالغرين.
ولفت كين الأحد إلى أنه من السابق لأوانه التعليق على تأثير الهجمات على البرنامج النووي الإيراني، لكن "تقييمات الأضرار الأولية للمعركة تشير إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين".
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في عام 2013، فقد بلغت تكلفة تطوير القنابل للجيش الأميركي أكثر من 500 مليون دولار، وصُنع بمواصفات تسمح له باختراق مصنع فوردو بعمق كافٍ لتدمير أجهزة الطرد المركزي النووية فيه، وذكر التقرير أنه في ذلك الوقت صُنعت 20 قنبلة للجيش الأميركي.
كيف يتم إلقاؤها؟الطائرة الوحيدة القادرة على إلقاء القنبلة "جي بي يو-57" هي طائرة "بي-2 سبيريت"، وهي قاذفة شبح.
بفضل قدرتها على الطيران لمسافات بعيدة، تستطيع طائرات "بي-2" المنطلقة من الولايات المتحدة "التحليق حتى الشرق الأوسط لتنفيذ غارات. وقد حدث هذا من قبل"، وفق دالغرين.
واستخدمت الولايات المتحدة سبع طائرات من طراز "بي-2" في الضربات على إيران، وهي قادرة على الطيران لمسافة 6000 ميل بحري (9600 كيلومتر) بدون الحاجة إلى التزود بالوقود، كما أنها مصممة "لاختراق دفاعات العدو الأكثر تطورا وتهديد أهدافه الأعلى قيمة والأشد تحصينا"، وفق الجيش الأميركي.
وقال كين "كانت هذه أكبر ضربة عملياتية لطائرة بي-2 في تاريخ الولايات المتحدة وثاني أطول مهمة لطائرة بي-2 على الإطلاق".
وقد توجهت عدة طائرات من طراز "بي-2" غربا فوق المحيط الهادئ في خطوة غايتها التمويه، بينما توجهت القاذفات التي ستشارك في الضربات شرقا، وهي "محاولة خداع كانت معلومة فقط لعدد محدود للغاية من المخططين والقادة الرئيسيين"، كما أوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي.
أخيرا، فإن تكلفة هذا النوع من القنابل غير معلن بدقة من قبل وزارة الدفاع الأميركية، نظرًا لحساسية البرنامج، لكن وفقًا لتقديرات غير رسمية وتقارير بحثية، فإن الكلفة تصل إلى نحو 20 مليون دولار، ولأنها تحتاج لطائرة "بي-2 سبيريت"، وهي قاذفة شبح، حصريًا لإطلاقها، مما يرفع التكلفة التشغيلية الإجمالية.
يذكر أن طائرة "بي-2 سبيريت" تصل تكلفتها إلى 2.1 مليار دولار.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إيران القنبلة جي بي يو 57 رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي البرنامج النووي الإيراني القنبلة جي بي يو 57 بوينغ الأسلحة سوق الأسلحة سلاح أميركي إيران القنبلة جي بي يو 57 رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي البرنامج النووي الإيراني القنبلة جي بي يو 57 بوينغ اقتصاد عالمي الولایات المتحدة للجیش الأمیرکی
إقرأ أيضاً:
لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟
في السادس من أغسطس/آب 1945، ألقت الولايات المتحدة أول قنبلة ذرية على هيروشيما. لماذا اختيرت هذه المدينة؟ جمع هذا الاختيار المدروس بعناية بين اعتبارات إستراتيجية وعسكرية وسياسية، وهو ما يوضحه الكاتب فينسان جوبير في تقرير له بمجلة لونوفيل أوبسرفاتور الفرنسية.
ورغم الجدل الداخلي، كما يقول الكاتب، حيث أراد بعض العلماء والمسؤولين العسكريين عرضًا غير مميت أو إنذارًا مسبقًا، اتخذ البيت الأبيض القرار، إذ كان يرى أنه "لا بد من أن تكون الصدمة النفسية في أقصى درجاتها".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أطباء عادوا من غزة: هل بقيت لدينا في أوروبا ذرة من الإنسانية؟list 2 of 2صحف عالمية: إسقاط المساعدات خطر ودعوة نتنياهو لاحتلال غزة استعراضيةend of listولفت جوبير، في تقريره، إلى أن لعلماء الذين كانوا يعملون على الأسلحة النووية منذ البداية طرحوا فكرة عدم استخدامها على الإطلاق لتجنب العار العالمي.
وطالبوا سرا الرئيس الأميركي هاري ترومان بالتخلي عن فكرة ضرب اليابان، واقترحوا بدلا من ذلك تفجير القنبلة الأولى "في الصحراء أو على جزيرة مهجورة" أمام ممثلي الأمم المتحدة.
واقترح باحثون آخرون، مثل الفيزيائي روبرت أوبنهايمر نفسه، "تدويلًا" فوريًا لهذا السلاح، ومشاركة المعرفة مع الحلفاء، بما في ذلك فرنسا، التي كانت قد تحررت للتو.
ومن جانبه، اقترح وزير البحرية الأميركية رالف بارد إصدار "تحذير" واضح للغاية لليابان حتى تتمكن أميركا من الحفاظ على مكانتها "كدولة إنسانية عظيمة".
غير أن الكاتب أبرز أن مثل تلك الأفكار لم تجد آذانا مصغية لدى البيت الأبيض، لتدشن أميركا في فجر السادس من أغسطس/آب 1945 أول استخدام لهذه القنبلة، قائلا إن الجيش الأميركي ألقى قنبلة "ليتل بوي" النووية على هيروشيما.
ولفت إلى أن هذا الهجوم، الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص، شكل بداية العصر النووي وكان السبب المباشر في نهاية الحرب العالمية الثانية.
لكن جوبير تساءل: لماذا هيروشيما؟ ولماذا لا تكون طوكيو أو كيوتو؟ ليجيب بأن الكشف التدريجي عن الأرشيفات الأميركية واليابانية سلط الضوء الآن على الأسباب الحقيقية لذلك القرار ذي العواقب التاريخية الكبيرة.
إعلانويضيف أنه قد اتضح الآن أن الأميركيين بدؤوا نقاش أهدافهم المستقبلية في اليابان منذ الخامس من مايو/أيار 1943، رغم أن مصنع تخصيب اليورانيوم الخاص بهم لم يكن قد بدأ العمل آنذاك، مما يعني أن واشنطن لم تكن تمتلك بعد المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع جهاز ذري.
لماذا هيروشيما؟وحتى في ذلك الوقت المبكر، يقول الكاتب، يبدو أن الأميركيين وضعوا نصب أعينهم عدة أهداف في اليابان وبالذات: طوكيو، وجزر تروك، ونيغاتا، وكيوتو، لكن هذه الأخيرة، التي كانت أولوية في البداية نظرًا لقيمتها الرمزية، استُبعدت في النهاية بناءً على توصية وزير الحرب هنري ستيمسون، الحريص على الحفاظ على "جوهرة ثقافية".
واقترح أحد الضباط ضرب طوكيو لكن تم رفض فكرته، ليس لأسباب أخلاقية أو سياسية، وإنما لأن "القنبلة يجب أن تستخدم حيث يكون عمق المياه كافياً لمنع استعادتها في حالة عدم انفجارها".
وتحدث ضباط آخرون عن يوكوهاما لكن تم العدول عن ذلك بعدما تبين أن تلك المدينة كانت تتمتع "بأفضل حماية مضادة للطائرات" في اليابان، كما تم النظر في قصف قصر الإمبراطور في طوكيو نظرا لـ"قيمته الرمزية العالية"، ولكن تم رفض ذلك بسبب "قلة أهميته الإستراتيجية"، حسب تقدير أولئك الضباط.
وفي النهاية اختيرت هيروشيما، وهي مدينة متوسطة الحجم غير أنها مركز عسكري وصناعي مهم، فهي حسب تقييم الأميركيين: "مستودع عسكري كبير" و"ميناء صناعي، حجمه كبير لدرجة أنه قد يُدمر جزءًا كبيرًا من المدينة، لا سيما وأن التلال المجاورة له قد تُحدث تأثير تركيز، مما يزيد بشكل كبير من الضرر الناجم عن الانفجار".
وبعد هيروشيما، اكتشف الأميركيون أن القادة اليابانيين لا يزالون مترددين في الاستسلام وأنهم كانوا مستعدين لمواصلة الحرب، عندها أمر ترومان بإلقاء القنبلة الثانية هذه المرة على ناغازاكي وذلك بعد 3 أيام من قنبلة هيروشيما.
وكانت هناك خطة لاستخدام قنبلة ثالثة لضرب طوكيو لولا أن اليابان استسلمت أخيرا بعد 6 أيام، أي في 15 أغسطس/آب 1945 ليمثل ذلك نهاية للحرب العالمية الثانية.
لماذا اليابان؟وعلى عكس ألمانيا، التي لم تُستهدف قط بالأسلحة الذرية، صُنفت اليابان كعدوٍّ يجب ضربه. وبالنسبة لترومان ومستشاريه، كانت القنبلة ستمنع غزوًا بريًا قاتلًا (كان مخططًا له في نوفمبر/تشرين الثاني 1945) وستجبر اليابان على الاستسلام السريع. كان الضغط الإستراتيجي شديدًا، إذ كان الاتحاد السوفياتي يبرز كمنافس مستقبلي في المنطقة، وأرادت واشنطن تحديد مراكز نفوذها.
وعلاوة على ذلك، "اختير اليابانيون" كأهداف، كما تشير المذكرة السرية للغاية، على وجه التحديد لأنهم إذا ما استعادوا الجهاز، فإنهم سيكونون "أقل قدرة من الألمان على استخلاص المعرفة المفيدة منه"، وفقا لما نقله الكاتب.
منذ ذلك الحين، احتدم الجدل: هل كان هذا القصف ضروريا؟ يبدو أن المعلومات التي كان الأميركيون يحصلون عليها بالتجسس على الاجتماعات الإمبراطورية كشفت لهم أن اليابان لم تكن مستعدة للاستسلام، رغم ضخامة الخسائر، وهكذا، كانت القنبلة الذرية ستُعجّل بنهاية الصراع، حسب الرأي الأميركي.
إعلانولكن بأي ثمن؟ هذا هو السؤال الذي لا يزال يُطرح، بعد 80 عاما، في ذكرى هيروشيما.