يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن ما تشهده الساحة بين إسرائيل وإيران، بعد إعلان وقف إطلاق النار يندرج ضمن ما يُعرف بعقدة الطلقة الأخيرة، حيث يسعى كل طرف إلى إثبات اليد العليا ميدانيًا قبل تثبيت التهدئة، مؤكدا أن وقف إطلاق النار لا يعني بالضرورة نهاية الحرب، بل قد يكون تمهيدًا لاتفاق لاحق أو جولة جديدة من التصعيد.

وأوضح الفلاحي في تحليل عسكري أن الخروقات المحدودة من الطرفين تمثل رسائل متبادلة وتقديرات ظرفية وليست تصعيدا واسع النطاق، لافتا إلى أن مثل هذه التجاوزات شائعة حتى بعد إبرام اتفاقات تهدئة في مناطق صراع أخرى كالساحة السورية، وغالبا ما تكون اختبارا لحدود الاتفاق وليس إعلانا بانهياره.

وأضاف أن بعض الأطراف قد تسعى من خلال تلك المناوشات إلى تثبيت سردية سياسية، فبينما بدأت إسرائيل الهجوم، تحاول إيران أن تُظهر أنها من فرضت نهايته، وهو ما يفسر استمرار الاتهامات الإعلامية المتبادلة ومحاولات فرض السيطرة على الرواية العسكرية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد 12 يوما من المواجهة، وطلب من الطرفين عدم التصعيد، بينما أعلن نتنياهو تقليص حجم الهجوم على إيران بعد مكالمة هاتفية مع ترامب.

وأشار العقيد الفلاحي إلى أن المواجهة التي جرت كانت الأولى من نوعها من حيث المسافة التي تفصل بين الطرفين، إذ نفذت إسرائيل غارات على أهداف داخل إيران من مسافة تفوق 1500 كيلومتر، وهو ما يعد سابقة في تاريخ الحروب التقليدية بين دولتين غير متجاورتين.

ورغم إعلان إسرائيل تدمير منشآت نووية إيرانية وتعطيل نحو 60% من منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، قال الفلاحي إن طهران تؤكد امتلاكها قدرات كافية لمواصلة القتال، مما يشير إلى أن الحرب لم تُحسم بالكامل لأي من الطرفين.

إعلان

وفي سياق متصل، قالت وسائل إعلام إيرانية إن انفجارا وقع في مدينة بابلسر شمالي البلاد، فيما أفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن سلاح الجو شن غارة على منشأة عسكرية في إيران بعد إعلان ترامب عن الاتفاق، مما يعكس حالة من الغموض في تطبيق التهدئة على الأرض.

نقاط الضعف

وبشأن نقاط ضعف إسرائيل، قال الفلاحي إن أبرزها يتمثل في ضعف منظومات الدفاع الجوي رغم الدعم الأميركي الكبير، وتنوع الطبقات الدفاعية بين القبة الحديدية ومقلاع داود ومنظومة حيتس، لكنها لم تنجح في منع اختراق الصواريخ الإيرانية.

وبيّن أن الصواريخ الإيرانية وصلت إلى مناطق حساسة داخل إسرائيل مثل تل أبيب وبئر السبع وحيفا ومطار بن غوريون، مما يعكس محدودية العمق الجغرافي الإسرائيلي، ويزيد من هشاشته أمام الهجمات البعيدة المدى.

أما على الجانب الإيراني، فأوضح الفلاحي أن أبرز نقاط الضعف تكمن في غياب سلاح جوي قادر على التصدي للطيران الإسرائيلي المتفوق تقنيا، بالإضافة إلى ضعف نسبي في منظومات الدفاع الجوي التي لم تُحدث توازنا فعالا أمام الغارات الجوية.

وتابع أن العقوبات الطويلة التي فُرضت على طهران أثرت على قدرتها في تحديث سلاحها الجوي، مما أدى إلى اختلال في توازن القوى الجوية، مؤكدا أن حماية المنشآت النووية المنتشرة على جغرافيا واسعة يحتاج إلى تغطية دفاعية متقدمة لا تملكها إيران حاليا.

وأشار إلى أن طهران رفضت عروضا روسية بالحصول على منظومات دفاع جوي أكثر تطورا مثل "إس-400" و"إس-500″، وهو ما أثر على جاهزيتها الدفاعية، لا سيما في ظل محدودية فعالية منظومتها المحلية "خُرَّداد" مقارنة بالأنظمة الروسية المتطورة.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بأن قرار الرد على إيران جاء بعد اتصال مباشر بين ترامب ونتنياهو، وأسفر عن استهداف "رمزي" لموقع إيراني، قبل أن تعلن إسرائيل لاحقا بدء سريان وقف إطلاق النار بشكل رسمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إطلاق النار إلى أن

إقرأ أيضاً:

نهاية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. هل تكون بـ"تبادل الأراضي"؟

قد يكون تبادل الأراضي بين روسيا وأوكرانيا هو أحد السبل لإنهاء حربهما المستمرة منذ 3 سنوات. ومن المتوقع أن يناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين هذه النقطة المثيرة للجدل في اجتماعهما المرتقب في 15 أغسطس، حسبما ذكرت مجلة "نيوز ويك".

من جهتها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الجمعة، إن الرئيس الروسي قدم لإدارة ترامب هذا الأسبوع اقتراحا لوقف إطلاق نار في أوكرانيا، مقابل منحه منطقة دونباس شرق أوكرانيا، دون التزام موسكو بأي شيء سوى وقف القتال.

كما أوردت ذات الصحيفة أن بوتين أبلغ المبعوث الخاص للرئيس ترامب أنه سيوافق على إطلاق نار شامل إذا وافقت أوكرانيا على سحب قواتها الكاملة من منطقة دونيتسك الشرقية.

هذا وذكرت وكالة "بلومبرغ" أن ترامب أخبر حلفاءه أنه متفائل بشأن وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، وأن بوتين سيكون منفتحا لإجراء محادثات سلام إذا تضامنت مناقشات بشأن تبادل الأراضي.

وكشفت "نيوز ويك" أن الولايات المتحدة كانت قد عرضت سابقا الاعتراف بسيطرة روسيا على مناطق أوكرانية سيطرت عليها موسكو بعد 2022، إلا أن أوكرانيا رفضت هذا العرض.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، وزعم بوتين أن بلده يسيطر الآن على مناطق أوكرانية كخيرسون، ودونيتسك ولوهانسك وزابوروجيا، وقال إنها ستكون جزءا من روسيا "إلى الأبد".

رفض أوكراني

الرئيس الأوكراني رفض باستمرار أي شرط مسبق يتضمن التخلي عن أراض سيادية قبل وقف إطلاق النار كامل وغير مشروط، وفقا لـ"نيوز ويك".

كما قال زيلينسكي، السبت، إن أوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها، رافضا اقتراحات بأن الاتفاق مع روسيا قد يشمل تبادل أراض.

وأشارت وكالة بلومبرغ إلى أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على موافقة أوكرانيا، وحلفائها الأوروبيين على الاتفاق.

وكان ويتكوف قد اقترح سابقا اعتراف الولايات المتحدة بجزيرة القرم كجزء من روسيا، مقابل التخلي عن السيطرة على أجزاء من المناطق الأوكرانية التي تحتلها موسكو جزئيا، لكن هذا الاقتراح لاقى انتقادات واسعة.

مقالات مشابهة

  • مع انتهاء هدنة الحرب التجارية.. ترامب يشكر الرئيس الصيني!
  • الرئيس الفرنسي: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا
  • ماكرون: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا
  • تسريب حكومي يكشف: إسرائيل اختارت تجويع غزّة كسلاح لكسر الهدنة
  • حرب الظلّ الإلكترونية بين إسرائيل وإيران تتصاعد رغم وقف إطلاق النار
  • FT: إيران وإسرائيل تواصلان تبادل الهجمات السيبرانية بعد وقف إطلاق النار
  • رامافوزا يجري اتصالات لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
  • نهاية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. هل تكون بـ"تبادل الأراضي"؟
  • بقنبلة جوية .. الجيش الروسي يدمر نقطة انتشار لقوات أوكرانيا
  • كيريل دميترييف: بعض الدول ستبذل جهوداً جبارة لعرقلة الاجتماع بين ترامب وبوتين