???? الخرطوم بعد خروج البرهان أصبحت مجرد منطقة عمليات، مثل أي مكان في أقاصي السودان
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
لكي تدرك التحول الهائل الذي أحدثه خروج البرهان من القيادة العامة لاحظ اهتمام الناس. حالياً الإهتمام بقرارات وتحركات البرهان أصبح أكبر من الاهتمام بأخبار المعارك وسير العمليات العسكرية.
لو استلم الدعم السريع كل العاصمة المثلثة اليوم فلن يكون لذلك أي معنى في ظل خروج البرهان ووجود الحكومة والعاصمة في بورتسودان.
البرهان ليس مجرد شخص يتنازع السلطة مع شخص آخر بعد فراغ سياسي وفوضى كما حدث في ليبيا. لا، البرهان هو رأس الدولة ورمز سيادتها قبل الحرب، لم يسقط ولا يوجد نزاع حول شرعيته كرئيس لمجلس السيادة.
بمعنى لم تنجح الحرب في تغيير السلطة أو نزع شرعيتها. نعم أحدثت هزة وشلل مؤقت ولكنه انتهى سريعاً منذ أن بدأ البرهان يمارس سلطاته من داخل القيادة.
أما الآن فقد استعاد البرهان شرعيته كرئيس لمجلس بزخم أكبر وترك المليشيا في العاصمة القديمة بلا هدف. ولن تجد أمامها بعد الآن سوى جيش مصمم على تدميرها دون أمل لها في تحقيق أي انتصار.
إن خروج البرهان من القيادة وفقدان المليشيا للهدف والمعنى من القتال لهو أشد وقعاً عليها من مقتل قائدها؛ فقد تقاتل بدون قائد لبعض الوقت إيماناً بهدف ما، ولكن بعد فقدان الهدف يصبح القتال غير ممكن.
صحيح أن افراد المليشيا قد يقاتلون دفاعاً عن أنفسهم أو يستمرون في النهب والسلب، ولكن الحرب كحرب لها هدف متمثل في الاستيلاء على السلطة أو إلحاق الهزيمة بالجيش لإجباره على التفاوض قد انتهت.
لا شيء يمكن أن يجبر الجيش على التفاوض مع المليشيا حتى لو احتلت كل مدن العاصمة، ستكون خسارة مدن ومعسكرات ولكنها ليست نهاية المطاف؛ فالسلطة موجودة والحكومة موجودة وتعمل وقيادة الجيش موجودة.
ستكون العاصمة عبارة عن مدن سقطت مثل سقوط توريت أو كبويتا أيام حرب الجنوب ستتم استعادتها ولو بعد حين. هذا في أسوأ السيناريوهات وأبعدها؛ فالحقيقة هي أن المليشيا خصوصاً بعد فشل هجومها على المدرعات قد هُزمت في معركة الخرطوم. ولكن حتى ولو، فإن هذه المعركة كانت خاسرة في كل الأحوال حتى قبل خروج البرهان.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: خروج البرهان
إقرأ أيضاً:
البرهان يُشكل لجنة للتحقيق بمزاعم استخدام السودان أسلحة كيميائية
الخرطوم- أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، الخميس 29 مايو 2025، قرارا بتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في مزاعم أمريكية تتعلق باستخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في الحرب مع "قوات الدعم السريع".
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إن "رئيس مجلس السيادة أصدر قرارا بتشكيل لجنة وطنية، تضم وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، وجهاز المخابرات العامة، للتحقيق في المزاعم الأمريكية، على أن ترفع تقريرها فورا".
وأضاف البيان أن "هذا القرار جاء التزاما بتعهدات البلاد الدولية، ومنها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وفي إطار الشفافية التي تنتهجها الحكومة، وعدم قناعتها بصحة اتهامات الإدارة الأمريكية باستخدام السودان لأسلحة كيميائية".
والجمعة، أعلنت الحكومة السودانية رفضها القاطع "المزاعم الأمريكية غير المؤسسة" و"الباطلة" بشأن استخدام الجيش أسلحة كيميائية في الحرب المستمرة بالبلاد.
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عزمها فرض حزمة عقوبات جديدة على السودان، مدعية استخدام جيشه أسلحة كيميائية خلال الحرب الأهلية.
وأضافت أن "هذه العقوبات ستدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل (دون تحديد يوم)، وتشمل قيودا على الصادرات الأمريكية إلى السودان، وعلى الوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية الأمريكية".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.