وشعبها الكريم مثخن بالجراح ، متعب وقد واجه أعتى الحروب والنزاعات، منهك وقد تحمل أقسى الظروف، ولأنها سورية أرض الحضارات ومهد الديانات ومنبع الطوائف والمذاهب والمكونات، وكانت على مدى العصور والأزمان موئلاً للعلم والعلماء، وحضناً دافئاً لكل غريب وملجأ آمناً لكل شريد، ومصدر رزق لكل سائل ومحتاج ، فسورية هذه التي نحب ونحلم ، آن لها أن تستريح، وهي تستحق منا السلام والازدهار؛ لتبقى على الدوام منارة العالم وعنوان الصمود.
بعيداً عن الجغرافية السورية، وبالنظر إلى ما قد يشبه الحالة السورية، كانت هناك دولة جنوب افريقيا تعاني- ولفترة طويلة- من حكم الأقلية البيضاء وسياستها العنصرية (الأبارتايد) ضد الأكثرية السوداء، التي حرمتهم من حقوقهم المدنية، ومن الوظائف والخدمات الأساسية، الأمر الذي أشعل فتيل الحرب الأهلية بين مختلف الأعراق والأجناس، وأدخل البلاد في أتون الفوضى والعقوبات وانهيار الاقتصاد، إلى أن جاء نيلسون مانديلا عام 1994م، وانتخب كأول رئيس أسود دعا إلى تهدئة الأوضاع والمصالحة الوطنية مع النظام العنصري السابق، والقضاء على حالة التفرقة والتشرذم في البلاد ، معتبراً السكان البيض ممثلين في أمة قوس قزح، قائلاً لهم:” إن الشعب الشجاع لا يخشى المساومة من أجل السلام” فنال على أثرها جائزة نوبل للسلام؛ تقديراً لجهوده في الحفاظ على أمن ووحدة جنوب افريقيا.
سورية بلد العراقة والتاريخ تمر بمرحلة جديدة، ولا تملك ترف الانتظار، فهي تستغيث أبناءها أن يزيلوا عنها الهم والغم وسوء الأحوال، وأن يشاركوا جميعاً في إعادة تأهيلها بعيداً عن الشكوى والتذمر، بعيداً عن منغصات الماضي وكل ما يثبط الهمة ويفشل الإقدام، صعوداً نحو مستقبل مشرق، وحاضر مفيد ، فسورية هي الأمل والمأمول، وهي الأحق بالسؤال وتلبية الاحتياجات، فطوبى لمن أحبها بإخلاص، وتجسدت أفعاله في الميدان، وطوبى لمن نشر العدل وطبق المساواة، وطوبى لمن وحد الكلمة ولم يشق الصفوف، وطوبى لمن وأد الفتن ولم يكن معولاً للهدم والخراب، وطوبى لمن استشعر شح المياه في باطن أراضيها، فلم يزد في الاستهلاك، وطوبى لمن احترم قانون السير، فلم يعق الحركة والمرور، وطوبى لمن زرع شجرة وغرس فكرة، وكان صمام أمان للجميع.
وطوبى لكل حر شريف آمن بسورية وما بدل تبديلًا.
وأهلاً وسهلاً بكل من جاء ليعين، وألف تحية لمن حمل الطوب وقبّل التراب وهمّ بالبناء.
حمى الله سورية ومن يحبها، وبارك الله في جهود من يأخذون بيدها إلى بر الأمن والأمان، وإلى طريق الخير والقيامة من جديد.
bahirahalabi@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مباحثات سورية باكستانية لتعزيز التعاون الطبي
دمشق-سانا
بحث وزير الصحة الدكتور مصعب العلي، مع السفير الباكستاني بدمشق عمر خان، سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجال الصحي، بما يسهم في دعم القطاع الطبي في سوريا وتطوير قدراته.
وأكد الوزير العلي خلال لقاء عقد اليوم في مبنى الوزارة أهمية توسيع آفاق التعاون مع باكستان، ولا سيما في مجال تزويد المشافي السورية بالأدوات والتجهيزات الجراحية، إضافة إلى إتاحة فرص تدريب وتأهيل الكوادر الطبية السورية في المؤسسات الصحية والتعليمية الباكستانية.
وأشار الوزير العلي إلى أن تعزيز التعاون الصحي يشكل ركيزة أساسية في دعم جهود القطاع الصحي السوري لمواجهة التحديات الراهنة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
من جانبه، أعرب السفير الباكستاني عن استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم للقطاع الصحي في سوريا، سواء عبر المساعدات الطبية أو من خلال برامج التدريب وتبادل الخبرات.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا وباكستان، وتبادل الخبرات في القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها الصحة.
السفير الباكستاني بدمشق عمر خان وزير الصحة الدكتور مصعب العلي 2025-06-30Belalسابق العربية للطيران تستأنف رحلاتها إلى سوريا بعد توقف لسنوات انظر ايضاً الصحة والهلال الأحمر تبحثان تعزيز الخدمات الصحية في سوريادمشق-سانا بحث وزير الصحة الدكتور مصعب العلي مع رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري الدكتور …
آخر الأخبار 2025-06-30العربية للطيران تستأنف رحلاتها إلى سوريا بعد توقف لسنوات 2025-06-30فرق الإطفاء تتابع جهود إخماد أكثر من 10 حرائق حراجية في ريف اللاذقية 2025-06-30مجلس الأمن يمدد ولاية قوة الأمم المتحدة في الجولان السوري “أوندوف” 2025-06-30فيدان: استقرار سوريا يعود بالنفع على المجتمع الدولي بأسره 2025-06-30الوزير الشيباني يبحث مع رئيسة البعثة الفنلندية العلاقات الثنائية بين البلدين 2025-06-30محافظ حلب يبحث مع وفد أممي برنامج دعم التعافي في حلب وريفها 2025-06-30الخطوط الجوية القطرية تستأنف رحلاتها إلى سوريا 6 تموز القادم 2025-06-30تشكيل لجنة صياغة نهائية لمشروع قانون الخدمة المدنية في سوريا 2025-06-30سوريا تتصدى للمخدرات… إعلام وطني وعمليات أمنية حاسمة 2025-06-30مراسلة سانا بدمشق: وزارة الصحة تتسلم 4 سيارات إسعاف و4 عيادات متنقلة مقدمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان بتمويل من مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية “إيكو”
صور من سورية منوعات شركة صينية تطرح روبوتاً لإزالة الأعشاب الضارة بالليزر 2025-06-30تحذير علمي: ارتفاع الحرارة يؤثر في القدرات الإدراكية 2025-06-29فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |