المسند يكشف: 7 أسباب صادمة تجعل موجات الحر قاتلة في أوروبا دون الدول العربية
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
الرياض
يتساءل كثيرون عن أسباب ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب موجات الحر، رغم أن درجات الحرارة هناك أقل من المعدلات المعتادة في الدول العربية.
وقال الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم: “من أكثر الأسئلة تكرارًا عند تأثر بعض الدول الأوروبية بموجات حر قاتلة: كيف ولماذا تسجل أوروبا وفيات بأعداد كبيرة، رغم أن درجات الحرارة هناك أقل من درجات الحرارة المعتادة في دول الخليج والعالم العربي؟ الجواب باختصار: الوفيات تحدث غالبًا بين كبار السن، خاصة من تجاوز سن 65 عامًا، وتصل نسبتهم في بعض الحالات إلى 95% من الوفيات المسجلة أثناء موجات الحر”.
وتابع أن هذه الظاهرة تعود إلى عدة أسباب بيئية وصحية وعمرانية وسلوكية، وشرحها بالتفصيل، ضعف التكيّف المناخي: أجسام الأوروبيين لم تتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة كما هو الحال في سكان المناطق الحارة كالدول العربية” .
وأضاف: “نظامهم الحيوي ونمطهم المعيشي مهيأ للبرودة أكثر من الحرارة، غياب أجهزة التبريد: لا تتوفر المكيفات (ولا حتى المراوح) في الكثير من البيوت الأوروبية، خاصة القديمة منها، ومساكن كبار السن”.
كما أشار إلى أن ثقافة الاعتماد على التهوية الطبيعية ما زالت سائدة، تصميم المباني ضد البرد لا الحر، المباني مصممة لعزل البرودة والاحتفاظ بالدفء، وليس للتبريد أو مقاومة الحرارة، الغرف صغيرة، والأسقف منخفضة، ما يؤدي إلى تركيز الحرارة في مساحات ضيقة، وترتفع درجة الحرارة بسرعة داخلها، ارتفاع نسبة الرطوبة، الغابات، والأنهار، والبحيرات، وقرب المدن من البحار والمحيطات، كلها ترفع الرطوبة الجوية”.
واستكمل : “عند اجتماع الرطوبة المرتفعة مع الحرارة، تتوقف فعالية التعرق، فيفقد الجسم وسيلته الطبيعية في التبريد، ما يؤدي إلى الإجهاد الحراري وربما الوفاة، صفاء السماء من الغبار، خلو الأجواء الأوروبية من الغبار والعوالق الجوية يجعل الإشعاع الشمسي أكثر قوة ونفاذًا، مما يزيد من الشعور بالحر، سمك الغلاف الجوي أقل، في العروض العليا، يكون الغلاف الجوي أقل سمكًا، وبالتالي يحجب الإشعاع الشمسي بشكل أقل من المناطق الاستوائية، مما يؤدي إلى شدة تأثير الشمس المباشر، طول النهار صيفًا، النهار في أوروبا أطول من النهار في منطقتنا، وقد يزيد على 2 إلى 3 ساعات عن مدن مثل الرياض أو مكة، طول فترة التعرض للشمس يعني ارتفاع الحمل الحراري على الجسم” .
واختتم المسند حديثه، قائلًا : “قد يكون أحد هذه العوامل أو كلها مجتمعة سببًا في جعل موجات الحر الأوروبية أكثر فتكًا، ومع استمرار ارتفاع حرارة الأرض بفعل الاحتباس الحراري وازدياد انبعاثات غازات الدفيئة، فإن موجات الحر ستزداد قوة وتكرارًا واتساعًا. فهل سألتم: أنى لنا هذا؟ قال تعالى: (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ)، هذا والله أعلم” .
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: أوروبا الدكتور عبدالله المسند الدول العربية درجات الحرارة درجات الحرارة موجات الحر
إقرأ أيضاً:
أوروبا تتأهب لعواصف رعدية بعد انحسار موجة الحر
تتأهب دول في غرب أوروبا لبدء انخفاض درجات الحرارة وتترقب وصول عواصف رعدية من جهة المحيط الأطلسي بعد أيام من القيظ تسبب في وفيات وحرائق غابات وخسائر مادية.
وفي فرنسا أفادت وزيرة الانتقال البيئي أنييس روناشير اليوم الأربعاء بوفاة شخصين "نتيجة أمراض مرتبطة بالحر" مضيفة أنه نقل أكثر من 300 شخص إلى الرعاية الطارئة من قبل عناصر الإطفاء.
وفي مدريد قالت خدمات الطوارئ الإسبانية إن شخصين لقيا حتفهما في حريق غابات بإقليم كتالونيا الإسباني أمس، وأضافوا أن الحريق جرى احتواؤه إلى حد كبير رغم توقع هبوب المزيد من الرياح والعواصف الرعدية اليوم الأربعاء.
وأوضح رجال الإطفاء أن الحريق اندلع في منطقة زراعية في توريفايتا بعد ظهر أمس الثلاثاء، مما أدى إلى إلحاق ضرر بعدد من المزارع ومنطقة تمتد لنحو 40 كيلومترا، وأكدوا عدم وقوع إصابات أخرى.
واندلع حريق في إقليم لاردة مما أدى لاندلاع دخان كثيف فوق المنطقة الريفية. وأرسلت السلطات تحذيرات للسكان عبر رسائل نصية على الهواتف المحمولة، أمرت 14 ألف شخص بالبقاء في المنازل. وتم إلغاء هذا الأمر في وقت متأخر من أمس الثلاثاء.
وآتت النيران على 6500 هيكتار قبل أن يقوم رجال الإطفاء بتحديد محيط الحريق والاعلان عن السيطرة عليه.
ونشب الحريق في ظل موجة حر أوروبية، أدت لارتفاع درجات الحرارة في مناطق كبيرة بالقارة، حيث سجلت إسبانيا والبرتغال درجات حرارة قياسية بالنسبة لشهر يونيو/حزيران الماضي.
وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة والعواصف والرياح العاتية في معظم أنحاء شبه جزيرة إيبيريا اليوم.
وفي تركيا أعلنت السلطات التركية مساء أمس أن حرائق الغابات التي اندلعت الأسبوع قرب إزمير (غرب) وهاتاي (جنوب) باتت "تحت السيطرة الى حد كبير"، على رغم تحذيرها من مخاطر الرياح الجافة والحارة.
وبعد أن درجات الحرارة في باريس 40 درجة مئوية أمس، توقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أن تتراجع الى 28 درجة غدا الخميس.
إعلانوأشارت الى أن "آخر تقديراتنا تؤكد وصول منخفض بارد من الغرب اليوم ، سيكون تأثيره سريعا على شمال غرب البلاد"،كما توقعت هبوب عواصف رعدية شديدة في وقت متأخر اليوم و غدا الخميس في شرق البلاد عند الحدود مع ألمانيا.
وأكدت هيئة الأرصاد الفرنسية أن 30 يوم يونيو/حزيران كان الأكثر حرا في شهر يونيو/حزيران منذ بدء السجلات في العام 1947، بينما كان المعدل القياسي السابق يعود الى 2019.
وسجّلت فرنسا يوم 2 يونيو/حزيران الماضي الأكثر حرا هذا العام بعد ذاك الذي شهدته في 2003، وذلك منذ بدأ تسجيل البيانات عام 1900، بحسب ما أفادت وزارة الانتقال البيئي اليوم كما سجّلت مستويات قياسية مماثلة أمس في البرتغال وهولندا.
في المقابل، توقعت هيئة الأرصاد الألمانية تسجيل حرارة قصوى اليوم تبلغ 40 درجة في فرانكفورت، وهي بمثابة العاصمة الاقتصادية للبلاد، على أن تتدنى إلى 27 درجة غدا الخميس.
في المقابل، يرجح أن تبقى درجات الحرارة مرتفعة في إسبانيا وإيطاليا خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن تبدأ الانخفاض في نهاية الأسبوع.
وأشار المركز الأوروبي للتوقعات المناخية المتوسطة الأمد أنه "في ما يتعلق بالقارة ككل، يتوقع أن يكون الشهر الماضي ضمن أشهر يونيو/حزيران الخمسة الأعلى حرارة" في السجلات.
وأسفرت موجات سابقة في أوروبا عن مقتل آلاف الأشخاص، ما دفع السلطات المحلية الى إصدار تحذيرات خصوصا لصغار السن والمسنّين والفئات الضعيفة، من الحرّ الشديد الذي وصفته الأمم المتحدة بـ"القاتل الصامت".
وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى أنه "نتيجة للتغير المناخي الناجم عن النشاط البشري، أصبحت درجات الحرارة القصوى أكثر تواترا وشدّة. وهذا أمر علينا أن نتعلّم التعايش معه".
من جانبها حذرت شركة "أليانز ترايد" أمس من أن الاقتصاد الأوروبي قد يفقد 0,5 في المئة من نموّه هذا العام بسبب موجات الحر الأخيرة.