في ظل تصاعد درجات الحرارة خلال فصل الصيف في أوروبا، لم تعد حرارة الشمس مجرد مظهر موسمي طبيعي، بل باتت تمثل تهديدًا متزايدًا للصحة العامة، بحسب ما أوردته منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر في 23 يونيو/ حزيران 2025. اعلان

وباتت الموجات الحارة تحصد الأرواح وتثقل كاهل الأنظمة الصحية، ما يدعو إلى تحرك جماعي وفردي للوقاية وتقليل المخاطر.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن أزمة الحرارة والصحة تمثل حالة طوارئ صحية عامة تتفاقم بفعل تغيّر المناخ، لافتة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة سبق أن أطلق "نداءً للتحرك لمواجهة الحرّ الشديد" عام 2024، كما صنّف مدير المكتب الإقليمي للمنظمة في أوروبا التغير المناخي والظواهر الجوية المتطرفة كأولوية صحية قصوى في 2023.

من هم الأكثر عرضةً للخطر؟

رغم قدرة جسم الإنسان الطبيعية على التكيف الحراري والحفاظ على درجة حرارة ثابتة تقارب 37 درجة مئوية، فإن التعرض المطول للحرارة الشديدة يمكن أن يفوق قدرة الجسم على التبريد من خلال التعرّق، ما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، بل وتهديد الحياة.

ولا يتأثر الجميع بنفس الدرجة بموجات الحر. فالمسنون يعانون من ضعف في تنظيم حرارة أجسامهم، كما أن الأطفال والرضع لم تكتمل لديهم بعد آليات التنظيم الحراري.

أما العاملون في الهواء الطلق، مثل عمال البناء والمزارعين ورجال الإطفاء، فيواجهون خطرًا مهنيًا مباشرًا بسبب تعرضهم لفترات طويلة للشمس.

ويشمل ذلك أيضًا من يعانون من أمراض مزمنة كأمراض القلب والجهاز التنفسي والسكري، وكذلك الحوامل، إذ ترتبط درجات الحرارة العالية بمضاعفات في الحمل مثل الولادة المبكرة ونقص الوزن عند الولادة.

تعليمات صحية لتفادي مخاطر موجات الحركيف نحمي أنفسنا؟

دعت منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءات بسيطة ولكن فعالة للحد من تأثيرات الحرارة من خلال حملتها السنوية تحت وسم ابق باردًا (keepcool#)، مؤكدة أن الأضرار الصحية الناتجة عن الحرّ قابلة للتفادي عبر الوعي والتصرف السليم.

ونصحت المنظمة بتجنب الخروج أو بذل مجهود بدني خلال ساعات الذروة، واستغلال الساعات الباردة للتسوق أو التنقل، مع أهمية البقاء في الظل وتجنب ترك الأطفال أو الحيوانات داخل السيارات.

كما شددت على أهمية إبقاء المنازل باردة باستخدام تيارات الهواء الليلي وتقليل استخدام الأجهزة الكهربائية خلال النهار. وعلى الصعيد الشخصي، نصحت بارتداء ملابس خفيفة، والاستحمام بالماء البارد، وشرب كميات كافية من الماء، مع تجنّب المشروبات السكرية أو المحتوية على الكافيين والكحول.

ولفتت المنظمة إلى أهمية التواصل الاجتماعي خلال موجات الحر، خصوصًا مع الفئات الضعيفة، ككبار السن أو الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم، حيث يمكن لتفقدهم أو تقديم المساعدة أن يكون له دور حاسم في إنقاذ الأرواح.

Relatedإيطاليا تستعد لموجة حر قاسية بعد العواصف: درجات الحرارة قد تصل إلى 39 درجةإيطاليا تحت وطأة موجة حر شديدة: السياح يعانون في فلورنسا وروما وصقليةموجة حر شديدة تضرب باكستان ودرجات الحرارة تصل إلى 48 درجة مئوية

كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن مواجهة الحرارة يجب ألا تقتصر على المبادرات الفردية، بل تتطلب تخطيطًا ممنهجًا على مستوى الدول والمدن، مشجعة الحكومات على اعتماد خطط وطنية صحية للتعامل مع موجات الحر، تتضمن أنظمة إنذار مبكر، وتحديد الفئات الهشة، وتنظيم الأدوار بين الجهات المختلفة، بالإضافة إلى حملات توعية موجهة.

وأعلنت المنظمة أنها بصدد تحديث دليلها الإقليمي حول خطط الاستجابة للحر الشديد، لمساعدة الدول الأعضاء في وضع استراتيجيات فعالة ومتقدمة لمواجهة التحديات الصحية المرتبطة بالمناخ.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل ضحايا إيران غزة سوريا دونالد ترامب إسرائيل ضحايا إيران غزة سوريا حماية البيئة ضحايا منظمة الصحة العالمية أوروبا تغير المناخ موجة حر دونالد ترامب إسرائيل ضحايا إيران غزة سوريا الذكاء الاصطناعي الصين حروب النزاع الإيراني الإسرائيلي هجمات عسكرية كرة القدم منظمة الصحة العالمیة موجات الحر

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: 112 طفلًا يدخلون مستشفيات غزة يوميًا بسبب سوء التغذية

الثورة نت/وكالات أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن نحو 112 طفلًا فلسطينيًا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميًا لتلقي العلاج، من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تصريح صحفي، اليوم السبت: إن “الوضع في غزة التي تتعرض لهجمات إسرائيلية مكثفة وحصار خانق تجاوز مرحلة الكارثة”. وأضاف أن 17 مستشفى تعمل جزئيًا من أصل 36 في القطاع، مشيرًا إلى عدم وجود مستشفى في شمال غزة، أو في رفح جنوبًا. ولفت إلى أن 500 شخص “قتلوا” أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية التي تتبع الولايات المتحدة و الكيان الإسرائيلي، ولا تشمل الأمم المتحدة. وذكر أن منظمة الصحة العالمية تمكنت بشكل “محدود للغاية” من الوصول إلى غزة للمرة الأولى هذا الأسبوع بعد 2 مارس الماضي.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تحذر: شخص واحد من بين كل 6 يعاني من الوحدة بسبب الجوال
  • الأونروا: كبار السن الأكثر عرضة للخطر بسبب انهيار الرعاية الصحية في غزة
  • علماء يحذرون: موجات الحر تضعف المناعة وتُلحق ضررًا صامتًا بالأمعاء!
  • كيف تحافظ على صحتك النفسية في ظل موجات الحر الشديدة؟
  • مئات الأطفال يموتون بعد تركهم في السيارات.. خطوات بسيطة تنقذ حياة صغيرك خلال موجات الحر
  • منظمة الصحة العالمية تشيد بسياسة توجو في قطاع الصحة
  • فئات في خطر.. احذر عليهم من موجات الحر
  • الصحة العالمية: 112 طفلًا يدخلون مستشفيات غزة يوميًا بسبب سوء التغذية
  • موجات الحر القاتلة: كيف تحمي نفسك من خطر يتفاقم بسبب تغيّر المناخ؟