مفتي القاعدة السابق: بن لادن كاد يُقتل في أول غارة أميركية على أفغانستان
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
لكن أسامة بن لادن، كان يعرف أن الأميركيين سيأتون لغزو أفغانستان، لأن هذا ما أراده من العملية، ومع ذلك لم يكن هناك استعداد عسكري ولا إداري، كما قال المفتي السابق للقاعدة محفوظ ولد الوالد في برنامج "مع تيسير".
وبدأت الحرب ليلة 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2001، بقصف أميركي عنيف على "القرية السعيدة" التي كانت تضم قادة القاعدة، وعلى مقر الملا عمر الذي كان مقررا أن يجتمع مع بن لادن في هذا المكان وفي التوقيت نفسه، لكن بن لادن تأخر دقائق قليلة عن الموعد.
وكان الملا عمر يصلي العشاء عندما وقع القصف فقتل ابنه وأحد المقربين منه، وهو ما دفعه للذهاب إلى ملجأ في أحد جبال أرغندام، وعندما وصلوا دخلت مجموعة لتفقد المكان فضربها صاروخ أميركي. عندئذ ترك زعيم طالبان سيارته خشية وجود جهاز تتبع بها وذهب بسيارة أخرى إلى قريته.
وبينما هم في الطريق، وجدوا مسجدا فتركوا السيارة وتوجهوا إلى المسجد وما هي إلا دقائق حتى ضرب صاروخ جديد السيارة بمن فيها، ونجا الملا عمر من ثالث محاولة اغتيال خلال ساعة واحدة.
وفي الوقت ذاته، كان بن لادن قد عاد إلى كابل مع بدء الغارات ولم يتعرض لأي استهداف في تلك الليلة، لكنه تعرض للعديد من محاولات الاغتيال لاحقا.
خلل في الاستعداد
وأظهر الغزو الأميركي -حسب ما قاله ولد الوالد في برنامج "مع تيسير"- خللا كبيرا في الاستعداد لتلك الحرب التي كان بن لادن يعتقد أنها ستفكك الولايات المتحدة كما سبق وتفكك الاتحاد السوفياتي.
وعندما قرر بن لادن جر أميركا لحرب في أفغانستان، لم تكن القاعدة قد وضعت خطة لإيواء أو إخلاء عوائل ما يعرفون بالأفغان العرب، ولا استعدت لاستقبال آلاف الأشخاص الذين توافدوا من دول عدة بعد هجوم 11 سبتمبر/ أيلول.
وكان بإمكان القاعدة ترتيب نقل هذه العوائل إلى باكستان أو إيران لكنها لم تتعامل مع الأمر بجدية، لأنها لم تتوقع هذا الهجوم الأميركي الدموي الذي استخدمت فيه أسلحة غير تقليدية، كما يقول ولد الوالد.
إعلانغير أن الشهر الأول من الحرب -الذي أسقطت فيه المقاتلات الأميركية أضعاف ما استخدم في هيروشيما وناغازاكي من متفجرات- وجد التنظيم نفسه أمام معضلة لا حل لها تتمثل في حماية هذه العوائل.
كما لم يفكر التنظيم في توفير نظام طبي بديل للصليب الأحمر وهو ما أدى إلى اعتقال العديد من أعضائه من داخل المستشفيات أو وهم في طريقهم إليه.
5/7/2025-|آخر تحديث: 18:17 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تصعيد اقتصادي ضد إيران.. عقوبات أميركية تستهدف النفط والمال والسفن
فرضت وزارة الخزانة الأميركية، حزمة عقوبات جديدة استهدفت شبكة تهريب نفط مرتبطة بإيران، ومؤسسة مالية تابعة لحزب الله اللبناني، في خطوة تعكس تصعيداً ملحوظاً في الضغوط الاقتصادية الأميركية على طهران وحلفائها، بعد أيام من الضربات العسكرية التي طالت منشآت نووية إيرانية.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن شبكة شركات يديرها رجل أعمال يحمل الجنسيتين العراقية والبريطانية قامت منذ عام 2020 بتهريب كميات ضخمة من النفط الإيراني تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، عبر عمليات تمويه معقدة شملت خلط الخام الإيراني بالنفط العراقي وبيعه على أنه نفط عراقي خالص.
وشملت العقوبات أيضاً سفناً تشارك في عمليات نقل سرية ضمن ما يعرف بـ”أسطول الظل” الإيراني، إضافة إلى مسؤولين وكيانات مالية متورطة في معاملات تُدرّ إيرادات ضخمة لإيران وحزب الله، منها مؤسسة “القرض الحسن” اللبنانية.
وأكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن بلاده “ستواصل استهداف الموارد المالية التي تغذي الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار”، مشدداً على أن العقوبات الجديدة تمنع الأفراد والكيانات المُدرجة من التعامل مع المواطنين الأميركيين أو الوصول إلى النظام المالي الأميركي.
إسرائيل تتوعد إيران بـ”ردع دائم”
بالتوازي مع التصعيد الاقتصادي، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، بوضع “خطة تضمن عدم تهديد إيران لإسرائيل مجددًا”، مؤكداً ضرورة الحفاظ على التفوق الجوي والاستخباراتي للجيش الإسرائيلي بعد الحرب التي اندلعت بين البلدين منتصف يونيو واستمرت 12 يوماً.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إن “العملية العسكرية انتهت لكن المعركة لم تنته بعد”، معتبراً أن عدم التحرك كان سيكلف إسرائيل ثمناً أكبر في المستقبل، فيما تواصل إسرائيل استهداف شخصيات تابعة لفيلق القدس في لبنان وسوريا.
طهران.. الضربات لم تمر بلا رد
من جانبها، أكدت طهران التزامها بمعاهدة حظر الانتشار النووي، لكنها شددت على أن قواتها المسلحة “ستتصدى بقوة لأي اعتداء جديد”، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية الإيرانية تمكنت من التصدي للهجمات الأميركية والإسرائيلية.
وتأتي هذه التطورات بينما يجري الحديث عن محادثات محتملة بين واشنطن وطهران في أوسلو الأسبوع المقبل، وسط مساعٍ دبلوماسية لتخفيف التوتر وإحياء المفاوضات النووية المتوقفة.
إيران تعلن إدارة ملفها النووي عبر مجلس الأمن القومي وتؤكد التزامها بمعاهدة عدم الانتشار
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لا تزال ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وباتفاق الضمانات الموقع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أن التعاون مع الوكالة سيُدار من الآن فصاعداً عبر المجلس الأعلى للأمن القومي، لدواعٍ وصفها بالأمنية والفنية.
وفي تدوينة نشرها الخميس على حسابه بمنصة “إكس”، أوضح عراقجي أن الخطوات الأخيرة تأتي “ضمن إطار قانوني واضح”، وذلك بعد مصادقة مجلس صيانة الدستور الإيراني على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية، وإبلاغه رسمياً من قبل الرئيس مسعود بزشكيان كقانون واجب التنفيذ.
وكان المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، هادي طحان نظيف، قد أكد أن قرار تعليق التعاون دخل حيّز التنفيذ، وسيمتد إلى حين وضع آليات لحماية العلماء والمنشآت النووية، ضمن جدول زمني يحدده المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.