ديربي الرياض.. انتفاضة النصر السعودي تهدد أحلام الشباب في تدارك أزماته
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
انتفاضة النصر السعودي الأخيرة في الدوري السعودي أو المعترك الأسيوي، تهدد أحلام الشباب في تدارك أزماته ومصالحة الجماهير الغاضبة من النتائج الأخيرة.
كانت البداية واحدة في النصر والشباب من حيث النتائج المخيبة مع بداية الموسم الحالي بالخسارة في أول مباراتين إلا أن النصر استفاق مؤخرًا واستطاع التأهل في مجموعات دوري أبطال أسيا ثم اكتساح الفتح بخماسية نظيفة، لكن الوضع في الشباب لا يزال متأزمًا على صعيد النتائج والإدارة.
أزمات الشباب ظهرت في الصيف الحالي لعدم قدرته على إبرام صفقات قوية على غرار منافسيه في القمة، ما أثر على انطلاقته في الدوري السعودي، إذ تعادل في مباراتين أمام الأخدود وضمك وخسر أمام الوحدة، لكن ذلك لم يكن فقط هو من أشعل الموقف في قلعة الليوث، وإنما التفريط في حسان تمبكتي نجم الدفاع لصالح الهلال، الذي أشعل غضب الجماهير وجعلها تتظاهر وتطلب رحيل إدارة النادي في سابقة لم تحدث من قبل.
أفضلية صفراءويبحث الشباب عن الخروج من أزماته من بوابة ديربي الرياض لكن الليوث ستصطدم بصحوة النصر الذي يتطلع لمواصلة الانتصارات والمحافظة على فرصه في المنافسة على قمة الدوري السعودي، فضلًا عن الأفضلية التاريخية للعالمي في تاريخ المواجهات في آخر 20 مباراة بواقع 9 انتصارات مقابل 6 فقط لليوث في حين رسم التعادل نتيجة خمس لقاءات.
ويعول مارسل كايزر مدرب الشباب على النجم الأرجنتيني إيفر بانيجا بجانب الثنائي الأجنبي الجديد جوستافو كويلار والسنغالي حبيب ديالو، بينما يتسلح النصر بكوكبة من النجوم أبرزهم كريستيانو رونالدو ومارسيلو بروزوفيتش وساديو ماني وأوتافيو وإيميرك لابورت، فيما سيغيب تاليسكا وسيكو فوفانا بداعي الإصابة.
ويستقبل استاد الأول بارك، لقاء النصر والشباب في تمام التاسعة مساء اليوم الثلاثاء ضمن منافسات الجولة الرابعة من الدور السعودي.
ويحتل النصر المركز الحادي عشر برصيد 3 نقاط في جدول ترتيب الدوري السعودي فيما يقبع الشباب في المركز الخامس عشر برصيد نقطتين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النصر الشباب الدورى السعودى الدوری السعودی الشباب فی
إقرأ أيضاً:
الإصلاح الزراعي.. يغتال أحلام الفلاحين؟
على أطراف الحقول في عزبة الأجينة بمحافظة القليوبية، يجلس الفلاح المصري متعبًا، يتأمل أرضًا كانت بالأمس مأواه ومصدر أمانه، فإذا بها اليوم تتحول إلى عبءٍ يهدد مستقبله.
سنواتٌ طويلة عاشها هؤلاء الفلاحون على وعد التمليك، ينتظرون اللجان ويُعدّون أوراقهم، مؤمنين بأن العدالة ستبلغ الحقول، فإذا بهم يُفاجأون بقرارٍ يرفع قيمة إيجار الفدان إلى نحو سبعةٍ وثلاثين ألف جنيه سنويًا، وهو رقم يتجاوز قدرة من يزرع بيديه ويعيش على حصادٍ متواضع.
في عزبة الأجينة، حيث يزرع الأهالي أراضي “حوض العشرات” و“حبرانة” منذ عقود، تحوّل الأمل إلى صدمة. القرار الصادر عن الهيئة العامة للإصلاح الزراعي، استنادًا إلى توصيات اللجنة العليا لتسعير أراضي الدولة المنعقدة في يونيو / حزيران 2023، رفع القيمة الإيجارية إلى 25 ألف جنيه للفدان في القليوبية، و23 ألفًا في الإسكندرية، و22 ألفًا في الغربية.
أرقامٌ جامدة على الورق، لكنها في الواقع سكينٌ في يد الفلاح. فكيف يُنتظر من مزارعٍ بسيط أن يسدّد هذه المبالغ في ظل غلاء مستلزمات الزراعة وتراجع العائد؟
يؤكد فلاحو الأجينة أن ما يحدث تجاوز حدود قدرتهم، وأنهم باتوا مهددين بالملاحقة القضائية والسجن وربما فقدان الأرض نفسها. يقول أحدهم: «كنا ننتظر لجنة التمليك فجاءتنا لجنة التسعير… الأرض التي ربّتنا أصبحت عبئًا علينا.»
كلمات تختصر معاناة الريف، وتعيد السؤال القديم: هل ما زال الإصلاح الزراعي يسير في طريقه الصحيح؟
لقد مضى أكثر من سبعين عامًا على قانون الإصلاح الزراعي الذي أطلقه جمال عبد الناصر ليقول إن «الأرض لمن يزرعها». كان ذلك القانون وعدًا بالمساواة، ورمزًا للعدالة الاجتماعية التي منحت الفلاح كرامته بعد عقودٍ من التهميش. أما اليوم، فتبدو الصورة معكوسة؛ فبدلًا من أن يصبح الفلاح مالكًا، أصبح مستأجرًا يطارده القلق والدَّين.
ويرى الفلاحون أن القضية لم تعد محصورة في أرقام الإيجار، بل في جوهر العدالة الاجتماعية التي بُنيت عليها فكرة الإصلاح من الأساس. فهم لا يرفضون حق الدولة في مواردها، لكنهم يطالبون بمعادلة منصفة توازن بين حقوق الخزانة العامة وقدرة الفلاح على البقاء في أرضه.
إن الأزمة الراهنة تتطلب تدخلًا عاجلًا من رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ورئيس هيئة الإصلاح الزراعي المهندس محمد الخطيب، لإعادة النظر في منظومة التسعير، حتى لا تتحول السياسات الإصلاحية إلى أداة ضغط تُقصي من خُلقوا ليزرعوا.
فالأرض لا تُثمر إلا حين يشعر الفلاح بالأمان،
ولا يكون الإصلاح إصلاحًا إذا صار خصمًا لأصحاب التراب والعرق.