«قُبلة» والدي على رأس مُعلمي غيّرت مجرى حياتي
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
رأس الخيمة: حصة سيف
خدم المرشد الأكاديمي علي راشد حسن الأصلي الزعابي، مدة 36 عاماً، في الميدان التربوي، ليكون شاهداً على المسيرة التعليمية في الإمارات بأجيالها المُتعاقبة لأكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد، حيث بدأ رحلته في مدرسة رأس الخيمة الثانوية، وهي المدرسة ذاتها، التي تخرّج فيها طالباً، وظل يعمل فيها إلى أن تقاعد في عام 2022.
أكد علي الزعابي (62 عاماً)، أنه اختار دراسة علم الاجتماع إشباعاً لميوله للخدمة الاجتماعية وتنظيم الفعاليات الموجهة لأهداف وطنية، تغرس حب الوطن وتعزز قيم الانتماء والولاء في نفوس الطلبة.
25 طالباًيروي الزعابي مسيرته التربوية قائلاً: «تخرجت في مدرسة رأس الخيمة الثانوية عام 1981، ودخلت جامعة الإمارات في تخصص علم الاجتماع، فرع الخدمة الاجتماعية، كانت ميولي تتجه إلى هذا التخصص، ودرسته مع مجموعة كبيرة من أبناء الإمارة، منهم أحمد البغام وسعيد الحولة وجاسم الجلاف، تقريباً كان عددنا أكثر من 25 طالباً جامعياً، منهم 12 إلى 15 طالباً من مدرسة رأس الخيمة الثانوية، وهي المدرسة التي كانت أشبه بمعهد تربوي، وأغلب خريجيها اتجهوا للعمل في التدريس ضمن مختلف المواد، وكانت رأس الخيمة تضم مدرستين ثانويتين فقط آنذاك، هما مدرسة سعيد بن جبير، ومدرسة رأس الخيمة الثانوية.
وعقب التخرج من الجامعة في عام 1986، يضيف أنه تعين أخصائياً اجتماعياً في مدرسة رأس الخيمة الثانوية، التي درَس فيها، وكان منوطاً بمهام الخدمة الاجتماعية، عبر متابعة الطلاب من ناحية التحصيل الدراسي والسلوك، وتنظيم المعسكرات والفعاليات، مثل الاحتفالات والمناسبات الوطنية والاجتماعية، كما شارك على مستوى رأس الخيمة في أوبريت «نحن جنودك يا وطن»، بالتعاون مع معلم الموسيقى والأداء، وهو عبارة عن أوبريت فني يحمل عبق التراث ويرسخ مفهوم وقيمة حماية الوطن، الذي عُرض كأول لوحة في حفل أنشطة المدارس الحكومية على مستوى الإمارات، وجرى تنظيم الحفل في الشارقة، وحضره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بداية التسعينات من القرن الماضي.
دور فعال ومُجديعمل علي الزعابي على تنظيم العديد من الأنشطة للطلبة، إضافة إلى المشاركة في المعسكرات الطلابية، وقال: «شاركت في تنظيم عرض عسكري للطلبة محلياً، وشاركت أيضاً في قطر ضمن معسكر الطلبة المصابين بالسكري، إضافة إلى الفعاليات الأخرى، التي نُحييها طيلة العام الدراسي«، ولفت إلى أن دور الأخصائي الاجتماعي كان فعالاً ومجدياً وموجهاً بشكل خاص، وذلك لتمكين الطلبة وإبراز وصقل مواهبهم، وحل المشكلات التي تواجههم، بجانب التعاون والتواصل مع أولياء الأمور وشرائح المجتمع، في المناسبات.
وأشار إلى أنه بعد أن أكمل سنوات الخدمة، تقاعد عام 2022، وكان يحمل مسمى «مرشد أكاديمي»، يتمثل دوره في متابعة سلوك الطلاب والتوجيه والإرشاد المستمر، إضافة إلى حل مشاكل الطلبة مع المعلمين، ومعالجة ضعف التحصيل الدراسي لديهم، وتنظيم الأنشطة والرحلات والإشراف عليها.
وبرغم التركيز على «الإرشاد» في المسمى الوظيفي، لكن عمله كان يتقاطع مع أدوار ومهام الأخصائي الاجتماعي، الذي ربما كان تخصصه ودوره ينصبان على الحالات الفردية والجماعية للطلبة، أما المرشد فدورُهُ أوسع، حيث يغطي كل المهام والمسؤوليات المتعلقة بالطلبة.
القضايا والمشكلاتاستعاد علي الزعابي نوعية القضايا والمشكلات المتعلقة بالطلبة في الماضي، وقال: «في بداية الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كانت قضايا ومشاكل الطلبة أخف، وكان المعلمون والمديرون والأخصائيون الاجتماعيين متعاونون من أجل مصلحة الطلبة، ولفت إلى أن أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية أغلبهم كانوا من العنصر الرجالي، ومع القيود التي وُضعت للمعلم، تأثرت هيبته، حتى أنه أصبح يخشى الطلبة، بينما كانت شخصية المعلم قوية، ولا يتجرأ عليه أحد».
يستطرد التربوي المخضرم: «أتذكر أحد أبرز المواقف في حياتي، حين كنت طالباً في المدرسة، حيث ضربني معلم الرياضيات، ولمّا أخبر أصدقائي والدي عن الواقعة، أكد لهم بأنه سيذهب لمقابلة المعلم، كنت فخوراً بأبي حين حضر إلى المدرسة، لكن الموقف تبدل حين وضع والدي قبلةً على رأس هذا المعلم، واعتذر له لأنني تسببت في مضايقته، وسألني أصدقائي: «كيف كان الموقف»، قلت لهم إن والدي صالحني مع المعلم.
مكانة المعلماختتم المرشد الأكاديمي علي الزعابي حديث الذكريات قائلاً: إن ذلك الجيل من الآباء، رغم أنه لا يجيد القراءة والكتابة، كان يعي ويُدرك جيداً مكانة المعلم ودوره الكبير، فكلما تعززت شخصية المعلم، كلما خرَّج أجيالاً طيبة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات معلمين علی الزعابی إلى أن
إقرأ أيضاً:
حفل بهيج لتخريج 837 طالبا في "جامعة التقنية" بالمصنعة والرستاق
الرستاق- خالد بن سالم السيابي
احتفلت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بفرع المصنعة وكلية التربية بالرستاق بتخريج 837 خريجًا وخريجة من دفعة عام 2025، وذلك برعاية صاحب السمو الدكتور السيد فارس بن تركي آل سعيد، في الحفل الذي أُقيم بالمجمّع الرياضي بالرستاق بمحافظة جنوب الباطنة.
وتوزّع خريجو الدفعة بين 247 خريجًا من كلية التربية بالرستاق ضمن برنامج إعداد المعلم في تخصصات العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية، و590 خريجًا من فرع المصنعة في التخصصات التقنية والتطبيقية، فقد خرّج فرع المصنعة 232 خريجًا من كلية الهندسة والتكنولوجيا، و123 خريجًا من كلية علوم الحاسوب والمعلومات، و235 خريجًا من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال، كما خرّجت كلية التربية بالرستاق 97 خريجًا في تخصص اللغة الإنجليزية، و37 في تخصص الكيمياء، و39 في تخصص الأحياء، و31 في تخصص الفيزياء، و43 خريجًا في تخصص الرياضيات.
وفي كلمته، قال الدكتور ناصر بن سالم البيماني مساعد الرئيس بفرع المصنعة: "لقد رَسمتْ جامعةُ التقنيةِ والعلومِ التطبيقيةِ لنفسِها طريقًا يجلّيه العلم، وتَمُدَهُ الإرادة، وتباركهُ الرؤيةُ السامية لعُمانَ المستقبل. فاستقرت خطواتُها على منهجٍ علميٍّ رصين، يُعانقُ مستجداتِ التقنيةِ الحديثة، ويستجيبُ لمتطلباتِ الثورة الرقمية، ويستنيرُ في كل ذلك بروح الابتكارِ والتميّز، واهتمت الجامعةُ بتجويد برامجِها، وتعزيز بيئاتها البحثية، وتمكينَ طلبتِها من المهارات والقدراتِ التي تجعلهم أهلًا للريادة، وشركاءً فاعلينَ في مسيرةِ هذا الوطن".
وقدّمت الدكتورة سارة بنت محمد البهلانية، عميدة كلية التربية بالرستاق، بيان التخرج، كما ألقت إيمان بنت محمد الجهضمية من تخصص اللغة الإنجليزية كلمة الخريجين.
وعبّر عدد من الخريجين عن مشاعر الفخر والاعتزاز، حيث قالت الحوراء بنت حميد النوفلية خريجة كلية علوم الحاسوب والمعلومات تخصص هندسة برمجيات: "إن ّشعوري اليوم لا يمكن للكلمات أن تحيط به مهما اتّسعت؛ فهو مزيج من الفرح العميق، والراحة بعد جهد، والدهشة الجميلة حين يصبح الحلم حقيقة تُرى بالعين وتُلمس بالقلب أشعر وكأن العالم بأسره يفتح لي أبوابًا جديدة، وكأنّ الطريق الذي بدأته بخطوة صغيرة يتحوّل الآن إلى آفاق واسعة تدعوني للمضي بإيمان أقوى وطموح أكبر".