أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، أن إيران وضعت أسسًا جديدة للتعامل مع إسرائيل تقوم على مبدأ «العين بالعين والسن بالسن»، مشيرًا إلى أن هذا التحول فرض معادلة ردع مختلفة في الإقليم.

وأضاف رشوان، خلال لقاء مع قناة «إكسترا نيوز»، أن نقطة الخلاف الجوهرية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم اتفاقهما سابقًا على استهداف إيران، تكمن في اختلاف الرؤية تجاه أسلوب التعامل معها، فترامب، بحسب رشوان، يميل إلى الحلول السلمية مع طهران ولا يرغب في الانخراط في عمل عسكري مباشر، موضحًا أن ترامب استخدم القوة بشكل استعراضي، لا بهدف التصعيد الحقيقي.

وأشار إلى أن الاستخبارات الفرنسية كشفت اليوم عن أن البرنامج النووي الإيراني تأخر بالفعل لعدة سنوات، لكن هناك أيضًا تقدمًا غير معلن في هذا البرنامج، وهو ما قد لا يأخذه ترامب على محمل الجد، لأنه، بحسب رشوان، يميل دائمًا إلى تضخيم النتائج وإنتاج روايات دعائية مثل "أعظم وأكبر ضربة في التاريخ" وفقًا لتوصيفاته المعتادة.

وأكد رشوان أن ترامب لا يصدق كثيرًا تقارير الاستخبارات الدولية، ولا سيما إن كانت تتعارض مع سرديته الإعلامية، مضيفًا أن الاختلاف مع نتنياهو يتمثل في أن ترامب بات مقتنعًا بعد الحرب الأخيرة في غزة أن الحل مع إيران لا يمكن أن يكون إلا عبر التفاوض، بينما نتنياهو يرفض تمامًا أي مسار تفاوضي مع طهران.

واختتم رشوان بالإشارة إلى أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق أميركي-إيراني خلال الاجتماع المتوقع الأسبوع المقبل، فإن إسرائيل ستجد نفسها مضطرة لتقليص مواجهتها المباشرة مع إيران، مما سيدفعها لاستمرار تركيزها على "الوكلاء" مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، لكنه أكد أن جوهر الصراع لا يزال يتمركز في قطاع غزة، باعتباره أصل القضية ومفجّر التوترات الإقليمية.

اقرأ أيضاًأمريكا تفرض عقوبات إضافية على كيانات مرتبطة بإيران

إيران: تلقينا رسائل من واشنطن لإجراء محادثات والعودة لطاولة المفاوضات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قطاع غزة ضياء رشوان إيران الحوثيين في اليمن حزب الله في لبنان الاستخبارات الدولية

إقرأ أيضاً:

اختلاف أمريكي وإسرائيلي بشأن التعامل مع إيران بعد الهجمات الأخيرة

أكد مراقبون أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عندما التقيا في البيت الأبيض، شعرا بنشوة انتصارهما على إيران، إلا أنه تباينت وجهات النظر حول أهدافهما النهائية في إيران وغزة والشرق الأوسط ككل.

وأشاد ترامب ونتنياهو بنجاح الغارات التي استهدفت البنية التحتية النووية لإيران الشهر الماضي، وأكدا أنهما أعاقا برنامجا يقولان إنه كان يهدف إلى صنع قنبلة نووية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين أنّه "مع تقييمات المخابرات التي تشير إلى أن إيران تحتفظ بمخزون مخبأ من اليورانيوم المخصب والقدرة التقنية على إعادة البناء، يدرك كل من ترامب ونتنياهو أن انتصارهما قصير المدى وليس انتصارا استراتيجيا".

وأضاف الدبلوماسيان أن الخلاف بين الزعيمين يكمن في كيفية زيادة الضغط على إيران، موضحين أنّ أولوية ترامب هي الاعتماد على الدبلوماسية مع متابعة هدف محدود يتمثل في ضمان عدم صنع إيران لسلاح نووي، وفي هذا الصدد تنفي طهران دوما سعيها للحصول على سلاح نووي.

ووفقا لمصدر مطلع على تفكير نتنياهو، يريد الأخير في المقابل استخدام المزيد من القوة، وذلك لإجبار طهران على تقديم تنازلات جوهرية بشأن التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم، الذي تعتبره تل أبيب تهديدا وجوديا، حتى لو أدى ذلك إلى انهيار الحكومة.



ولفتت "رويترز" إلى أنّ الانقسام حول إيران يعكس الوضع في قطاع غزة، مبينة أنّ ترامب الحريص على تصوير نفسه كصانع سلام عالمي، يدفع باتجاه وقف إطلاق نار جديد بين تل أبيب وحركة حماس، لكن معالم أي اتفاق بعد الحرب لا تزال غير محددة، والنهاية غير مؤكدة.

وتابعت: "رغم تأييد نتنياهو العلني لمحادثات وقف إطلاق النار، فإنّه يصر على التزامه بالقضاء تماما على حماس، الحليف الاستراتيجي لإيران. ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي ترحيل ما تبقى من قيادة حماس، ربما إلى الجزائر، وهو مطلب ترفضه حماس بشكل قاطع".

وذكر مسؤولان في الشرق الأوسط أنّ "الفجوة بين التهدئة المؤقتة والحل الدائم لا تزال واسعة".

وفيما يتعلق بإيران، قال الشخص المطلع على تفكير نتنياهو إن رئيس الوزراء أبدى استيائه من إحياء واشنطن للمحادثات النووية مع طهران والمتوقعة في النرويج هذا الأسبوع، وهي أول مبادرة دبلوماسية منذ الهجمات.

ويعارض نتنياهو أي خطوة من شأنها أن تمنح السلطات الإيرانية شريان حياة اقتصاديا وسياسيا.

مقالات مشابهة

  • ماذا نعرف عن التحقيق مع مديري FBI و CIA السابقين بسبب روسيا وترامب؟
  • ضياء رشوان عن البريكس: ترامب يحترم الأقوياء ولكن لا يحب الخسارة المالية
  • ضياء رشوان: نتنياهو يسعى لغطاء من ترامب لضم الضفة ضمن مشروعه السياسي
  • ضياء رشوان: ترامب يسعى لوقف إطلاق النار بغزة لتعزيز فرصه في نوبل للسلام
  • ضياء رشوان: شهادة نتنياهو حول نوبل لن تفيد ترامب.. وقد تضر فرصه في الحصول على الجائزة
  • نتنياهو يريد “ايران مثل ليبيا” وترامب يرد بـ”فرصة نرويجية”
  • اختلاف أمريكي وإسرائيلي بشأن التعامل مع إيران بعد الهجمات الأخيرة
  • إيران تنفي طلب التفاوض مع واشنطن وتشكك في تصريحات ترمب