هل من الممكن إجراء الامتحانات بدون مراقبة؟

حسن عبد الرضي الشيخ

هل من الممكن إجراء الامتحانات بدون مراقبة؟ سؤال عجيب تبدو محاولة الخوض قي الاجابة عليه وكأنها ترف ذهني، لكن بكل واقعية، الإجابة: نعم، هناك بلدان قطعت شوطًا كبيرًا في هذا الاتجاه، خاصة تلك التي بنت نظمًا تعليمية ترتكز على الثقة والشفافية وتغرس القيم الأخلاقية في نفوس التلاميذ منذ الصغر.

هنالك أمثلة لبعض البلدان التي لا تعتمد على المراقبة الصارمة في الامتحانات، كدولة فنلندا، وهي من أشهر الأمثلة عالميًا، حيث لا توجد امتحانات موحّدة مركزية في مراحل التعليم العام (باستثناء امتحان التخرج). والتقييم غالبًا يتم عبر المعلمين داخل الفصل، وهناك ثقة عالية في الطلاب والمعلمين. والاعتماد على مشاريع وبحوث ونقاشات أكثر من الامتحانات الورقية.

وكذلك هولندا التي لا تعتمد على المراقبة في بعض المدارس الخاصة أو التجريبية، حيث التجارب التعليمية الحرة مثل مدارس “سودبري” التي تسمح للتلاميذ بالتقييم الذاتي ولا تضع امتحانات تقليدية أو مراقبة.

وكذلك نيوزيلندا التي تعتمد نظام تقييم مستمر أكثر من اختبارات مفاجئة. والطلاب يؤدون اختباراتهم ضمن أجواء ثقة، وقد تُجرى بعض التقييمات في المنازل أو ضمن مجموعات.

وفي ألمانيا لا يتم التركيز على الامتحانات في بعض المدارس البديلة مثل منتسوري، حيث يتم التركيز على المشاريع والعروض الشفوية والتقييم التراكمي.

وفي اليابان، في بعض المدارس والجامعات، يتم، جزئيًا، السماح بإجراء الاختبارات دون مراقبة مباشرة، خاصة عندما يكون التركيز على الفهم لا الحفظ.

لكن ما البدائل عن المراقبة؟ والاجابة ان بدائل المراقبة تقوم على تغيير فلسفة التعليم نفسها، من الحفظ والتلقين إلى الفهم والصدق الأكاديمي. ويتمثل ذلك في نظام التقييم المستمر إذ يتم التقييم على مدار العام من خلال المشاريع، العروض، المشاركات الشفوية، التقارير، والأنشطة الجماعية.

وكذلك عبر الاختبارات المفتوحة (امتحانات الكتاب المفتوح). إذ لا تحتاج لمراقبة صارمة لأن الغرض منها ليس الحفظ، بل القدرة على التحليل وحل المشكلات.

وهناك وسيلة التقييم الذاتي وتقييم الأقران ويتم فيه تدريب الطالب على تقييم نفسه وزملائه بأمانة.

وهنالك، ايضا، الامتحانات المنزلية التي تعطى للطالب ليحلها في البيت في وقت محدد، مما يعزز الثقة. ومشاريع التخرج المصغرة وهي إعداد بحوث أو دراسات تطبيقية بدلًا من امتحانات مغلقة.

واخيرا، هنالك بديل آخر وهو تعزيز القيم الأخلاقية، وذلك بغرس قيم الصدق، الأمانة، وتحمل المسؤولية في المدرسة منذ المرحلة الابتدائية.

لماذا تنجح هذه الأنظمة هناك؟

لان هناك مستوى عالٍ من الثقة بين الدولة والمواطن. وبيئة تعليمية تحترم الإنسان ولا تُرهبه. والمعلمون مؤهلون تربويًا وأكاديميًا بشكل كبير. ولا يوجد ضغوط هائلة للنجاح عبر الغش بسبب عدالة النظام الاجتماعي والوظيفي.

والسؤال المهم: هل يمكن تطبيق هذه النماذج في السودان؟

والاجابة ان نعم، لكن يتطلب ذلك إصلاح المناهج لتكون معاصرة ومحفزة على التفكير لا الحفظ. وتأهيل المعلمين ليكونوا قدوة لا مراقبين. وخلق بيئة مدرسية حاضنة للأخلاق والثقة والاحترام. والتدريج في تقليل المراقبة وليس إلغاؤها دفعة واحدة. ومشاركة المجتمع والأسرة في غرس قيم الأمانة.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

ختام امتحانات الثانوية العامة 2025.. رسالة خاصة من وزير التعليم

أدى طلاب الثانوية العامة (النظام الجديد) اليوم الخميس 10 يوليو، الامتحان في مادة الأحياء وعلوم الأرض لشعبة العلوم، والامتحان في مادة الرياضيات التطبيقية لشعبة الرياضيات، والامتحان في مادة الإحصاء للشعبة الأدبية، كما أدى طلاب (النظام القديم) الامتحان في مادة الأحياء لشعبة العلوم، وفي مادة الاستاتيكا لشعبة الرياضيات، وفي مادة الفلسفة والمنطق للشعبة الأدبية، بإجمالي عدد (772148) طالبًا، وذلك أمام (1973) لجنة امتحانية على مستوى الجمهورية.

وفي السياق ذاته، أدى طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM)، اختبار الاستعداد للقبول بالجامعات (الأحياء-الجيولوجيا) لشعبة العلوم، واختبار الاستعداد للقبول بالجامعات (الرياضيات) لشعبة الرياضيات، كما أدى عدد (295) طالبًا من مدارس المكفوفين (النظام الجديد) الامتحان في مادة الإحصاء، وأدى طلاب (النظام القديم) في الفترة الأولى الامتحان في مادة علم النفس، وفي الفترة الثانية الامتحان في مادة علم الاجتماع، وذلك أمام (26) لجنة.

وتابع محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، سير أعمال آخر أيام امتحانات الثانوية العامة من داخل غرفة العمليات الرئيسية بالوزارة، حيث اطمأن على وصول أوراق الأسئلة إلى جميع اللجان بمختلف المحافظات، وعلى جاهزية فرق التأمين وتواجد العناصر الأمنية حول مقار اللجان.

كما شدد الوزير على أهمية المتابعة الميدانية المكثفة من قِبل مديري الإدارات التعليمية، والتواجد المباشر أمام اللجان، لضمان انتظام سير الامتحانات، مع التنسيق الكامل مع وزارة الداخلية لتأمين محيط اللجان، وتنظيم عملية خروج الطلاب بانضباط عقب الانتهاء من أداء الامتحانات.

وفي ختام الامتحانات اليوم، توجه «عبد اللطيف» بخالص الشكر والتقدير والتحية لكافة الأطراف والجهات المشاركة في العملية الامتحانية، مؤكدا أنهم بذلوا جهودا عظيمة بمنتهى الإخلاص والتفاني لخروج الامتحانات في أفضل صورة.

وقبل انطلاق أعمال الامتحانات اليوم، وجّه خالد عبد الحكم، رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، ورئيس الإدارة المركزية لشؤون المديريات، بالتنبيه على ضرورة الفصل بدقة بين أوراق امتحانات النظامين القديم والجديد، وكذلك اللغات والعربي، والتأكد من التوزيع الصحيح للأوراق على اللجان، لتفادي أي أخطاء أو عجز قد يحدث، وكذلك التأكد من توزيع كتيبات المفاهيم بدقة لكل مادة.

وفي سياق متصل، أكد رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، ضرورة تنظيم انصراف طلاب شعبة الرياضيات بشكل هادئ ومنتظم، بما يضمن توفير الأجواء الملائمة لاستكمال طلاب شُعبتي العلوم والأدبي امتحاناتهم في هدوء تام.

وعقب انتهاء امتحانات الثانوية العامة، وجّه خالد عبد الحكم، رئيس عام الامتحانات، خالص الشكر والتقدير للسيد الوزير محمد عبد اللطيف، على قيادته الحكيمة ورعايته الكاملة للعملية الامتحانية، وما قدّمه من دعم مستمر وتيسير لكافة الإجراءات، مما أسهم في إنجاز الامتحانات وخروجها بصورة منضبطة ومنظمة تعكس مستوى التخطيط الجيد والتنفيذ الدقيق.

كما وجّه خالد عبد الحكم، الشكر والتقدير إلى مديرى ووكلاء المديريات التعليمية ومديري الإدارات التعليمية بجميع أنحاء الجمهورية، تقديرًا لجهودهم الكبيرة في إنجاح سير العملية الامتحانية، معربًا عن امتنانه البالغ لفرق العمل بدءًا من شؤون الطلاب ومرورًا بمديري التعليم الثانوي في المديريات التعليمية، ومراكز توزيع الأسئلة على مستوى الجمهورية، ومستشاري تنمية المواد التعليمية، مثمنًا ما بذلوه من جهد استثنائي في أداء مهامهم الدقيقة بكل كفاءة والتزام، فضلًا عن التنسيق والمتابعة الفعالة خلال فترة الامتحانات.

وأشاد رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، بالتعاون المثمر مع الوزارات والجهات الداعمة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية، ووزارة الصحة، ووزارة الاتصالات، وكافة الجهات المعنية، وأعضاء غرفة العمليات المركزية والتي ساهمت جميعها بدور فاعل في توفير الأجواء الآمنة والمنظمة لسير الامتحانات على الوجه الأمثل.

مقالات مشابهة

  • اختتام امتحانات التوظيف التحريرية بالمنطقة الحرة سرت
  • تدشين امتحانات القبول والمفاضلة بكلية الطب بجامعة الحديدة
  • امتحانات الشهادة السودانية.. معاناة الطلاب والمعلمين في الخريف
  • ختام امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية وسط أجواء من الهدوء والالتزام
  • بسبب الغش في مادتي الفيزياء والجغرافيا.. إلغاء امتحانات 95 طالباً
  • ثلج وشماريخ في احتفالات طلاب الثانوية بعد انتهاء الامتحانات
  • ختام امتحانات الثانوية العامة 2025.. رسالة خاصة من وزير التعليم
  • في آخر يوم.. غضب الطلاب بسبب صعوبة امتحانات الثانوية العامة 2025
  • قرارات جديدة تُطبق بجميع المدارس من العام الدراسي المقبل ..ماذا أعلنت التعليم؟