ما هو “زمن الخلاص” و”الغضب الإلهي” الذي يربطه حاخامات يهود بمنسوب بحيرة طبريا؟
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
#سواليف
تواجه #بحيرة_طبريا في منطقة الجليل شمال #الأراضي_الفلسطينية المحتلة #موجة_جديدة من #الخطر الذي يهدد عذوبة المياه فيها وحتى وجودها من الأساس، بسبب التغيرات المناخية ومقدار الأمطار السنوية وغيرها من العوامل، وهو ما قد يرتبط بمعتقدات دينية يهودية تتعلق بازدهار “إسرائيل” أو حتى زوالها.
وتربط أوساط يهودية امتلاء بحيرة طبريا بقرب مجيء ” #الماشيح ” وهو علامة على “اقتراب زمن الخلاص”، بينما جرى ربط جفافها أو اقترابها من “الخط الأسود” على أنه علامة على “غضب الرب أو اقتراب نهاية الزمان”.
ويذكر أن “الماشيح” بحسب المعتقد اليهودي هو “ملك من نسل داود سيأتي في آخر الزمان ليعيد اليهود إلى أرض إسرائيل، ويقيم السلام العالمي، ويبني الهيكل الثالث في القدس، ويحقق العدل الإلهي”.
مقالات ذات صلةبحيرة طبريا
تُكتب أيضًا طبرية، بينما تُسمى إسرائيليًا “كنيرت أو بحر الجليل”، وهي بحيرة عذبة المياه تقع بين منطقة الجليل في شمال فلسطين وهضبة الجولان، على الجزء الشمالي من مسار نهر الأردن، ويبلغ طول سواحلها 53 كم وطولها 21 كم وعرضها 13 كم، وتبلغ مساحتها 166 كم2.
ويصل أقصى عمق فيها إلى 46 مترًا، وهي تنحدر من قمة جبل الشيخ الثلجية البيضاء، ويربط العلماء البحيرة والمنخفض حولها على أنهما جزء من الشق السوري الأفريقي.
وتصف العديد من المصطلحات مستوى المياه في البحيرة من خلال تسميات لخطوط ملونة تعكس ارتفاعها ووفرة مياهها، أو انخفاضها وتعرضها لخطر الجفاف:
مستوى الامتلاء الكامل، يبلغ 208.80 مترًا تحت مستوى البحر، وعنده يبدأ فتح مسارات التصريف من البحيرة. الخط الأسود، ويبلغ 214.87 تحت مستوى البحر، وهو يمثل الخطر الجسيم أو حتى الموت البيئي وعدم صلاحية المياه للشرب وانعدام الحياة البحرية.
وتغيّر منسوب المياه في طبريا بشكل حاد طوال العقود الماضية، ففي عام 1969 فاضت مياه البحيرة وجرى تسجيل أعلى منسوب بمقدار 208.30 مترًا تحت مستوى البحر، أي 60 سم فوق الخط الأحمر العلوي المعمول به آنذاك.
ورغم استمرار تدفق المياه حينها إلى “المجرى المائي الوطني” مع فتح سد “دغانيا” الإسرائيلي بشكل كامل للسماح بمرور المياه إلى نهر الأردن، إلا أن بحيرة طبريا فاضت وعمرت المناطق المنخفضة.
وجرى تسجيل أدنى مستوى في كانون الأول/ ديسمبر 2001، في نهاية سلسلة من سنوات الجفاف، وكان مستوى المياه حينها 214.87 مترًا تحت مستوى البحر، وحُدِّد هذا المستوى كخط أسود يُحظر النزول تحته.
وفي عام 2004، اقترب مستوى المياه من أقصى ارتفاع له، وكانت بحيرة طبريا حينها على بُعد 37 سنتيمترًا فقط من الامتلاء، بمعنى آخر، في غضون عامين تقريبًا، قفز مستوى المياه بأكثر من 5.5 أمتار، بحسب ما ذكر تقرير لموقع “واينت” الإسرائيلي.
الدلالة الدينية
قال الحاخام دوف كوك بن شوشانا، المعروف بتفسيراته الرمزية، إن امتلاء بحيرة طبريا حتى ضفافها سيكون علامة مؤكدة على ظهور “الماشيح”، مشيرًا إلى أن ارتفاع منسوب المياه هذا الشتاء (التصريحات عام 2020) بسنتيمتر إضافي نتيجة الأمطار الغزيرة يعزز هذا الاعتقاد.
واعتبر بن شوشانا في تصريحات نقلها موقع “إسرائيل نيوز” أن اكتمال مستوى البحيرة يعبر عن “بلوغ حالة روحية مرتبطة بالخلاص”.
وأوضح الحاخام أن “خبرًا صحفيًا لفت انتباهه حين أفاد مسؤولو سلطة المياه بأن مستوى بحيرة طبريا ارتفع سنتيمترًا إضافيًا نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت في شمال البلاد. وبيّن أن مستوى البحيرة الكامل يُقارب وفقًا لحساباته 209 زائد 11 ناقص 198، وهو ما وصفه بتعبير “ضحك”.
وأشار إلى أن “الخلاص معروف بأنه مرتبط بحرف “ץ” (الصاد العبرية في نهاية الكلمة)، وأنه عند تحقق الخلاص سيعم الفرح والضحك”، مضيفًا أنه عند إضافة حرف الياء إلى كلمة “צחק” (ضحك) تنتج كلمة “יצחק” (إسحاق)، وهذا يرمز في عمق 208 أمتار، وهو المستوى الذي ينبغي للبحيرة بلوغه”.
واعتبر أن “ما ينقص لتحقيق ذلك هو 91 ملم فقط، وأكد أن الرقم 91 يعادل كلمة “آمين”، التي قال إنها تعبر عن اتحاد كلمتين مرتبطتين بالبحيرة وفقا لحساباته.
وأشار إلى أن “بحيرة طبريا قد امتلأت هذا الشتاء (2020) بالأمطار وتجاوزت عمق 220 مترًا، أي أنها تبقى دون مستوى الامتلاء الكامل بنحو 22 سنتيمترًا. وأوضح أن العدد 220 يساوي قيمة كلمة “تاج”، وفي نفس الفترة ظهر فيروس “التاج” (كورونا الذي يبدو تحت المجهر الإلكتروني كهالة أو تاج).
وفسر الحاخام ذلك بأنه “عند صعود بحيرة طبريا من عمق “التاج” سيأتي ظهور ملك المسيح ليكشف للعالم ملكوت الله في السماوات والأرض وليؤكد أنه لا إله سواه”، قائلًا إن كلمة كنيرت (التسمية الإسرائيلية لطبريا) تتكون من “تاج ونون” وتساوي في الحساب العددي “تاج الخلاص”.
وأكد أن “مستوى بحيرة طبريا يمثل معيار الخلاص لشعب إسرائيل وللعالم بأسره”.
وورد في “التلمود البابلي” نص يربط خراب منطقة الجليل (التي تشمل بحيرة طبريا) بقدوم “ابن داود” (الماشيح بحسب المعتقد اليهودي)، وذلك بعبارات “الجليل يُخرب والجولان يُهجّر عندما يأتي الملك الماشيح”.
وفي مقال للحاخام شموئيل إلياهو حمل عنوان “جفاف طبريا: رسالة إلهية للتوبة”، ونشر في موقع “مكور ريشون” في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، جرى وصف انحسار مياه بحيرة طبريا إلى مستويات تاريخية مقلقة.
واعتبر الحاخام أن كشف الصخور في قاعها (بحيرة طبريا) “ليس مجرد أزمة مياه، بل إشارة من السماء”، مؤكدًا أن هذا الجفاف “يُشكل تحذيرًا روحيًا للمجتمع الإسرائيلي”، مستندًا إلى “سفر عاموس” حيث يُربط “نقص المطر بالابتعاد عن طريق الرب”.
وأبرز المقال مكانة البحيرة في المعتقد اليهودي، مشيرًا إلى تسميتها بـ”بحر الجليل المقدس” بسبب نقاء مياهها الصالحة لـ”طقوس التطهير”، مشددًا على أن جفاف “قلب الأرض يمثل خطرًا يتجاوز الجانب البيئي”.
في الإسلام
وفي الدين والعقيدة الإسلامية يتم ربط جفاف بحيرة طبريا بالعلامات الكبرى على نهاية الزمان بعد عصر المسيح (عيسى عليه السلام)، حيث يمر يأجوج ومأجوج على مياه البحيرة ويشربونها حتى تنقضي، بعدها “يقولون: لقد كان بها ماء”، وذلك وفقًا لأحاديث صحيحة وردت في صحيح مسلم.
وجاء في جزء من نص الحديث الوارد في صحيح مسلم، في كتاب الفتن وأشراط الساعة تحت باب “قصة الجساسة” عن فاطمة بنت قيس، وفيه قالت: “أخبروني عن بحيرة طبريا. قلنا: عن أي شيء تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب”.
وبحسب العقيدة الإسلامية، يُعد جفاف بحيرة طبريا من العلامات الكبرى في نهاية الزمان بعد عصر عودة المسيح (عيسى عليه السلام)، حيث يمر يأجوج ومأجوج على مياه البحيرة ويشربونها حتى تنقضي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف بحيرة طبريا الأراضي الفلسطينية موجة جديدة الخطر مستوى المیاه بحیرة طبریا
إقرأ أيضاً:
الغنوشي من زنزانته: شرف لتونس وجود رموز مثل الشابي والهمامي
بعث رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، رسالة من سجن المرناقية قرب العاصمة تونس، حيث يقبع منذ أكثر من عامين، محييا فيها قياديين معارضين تم توقيفهم مؤخرا في قضية "التآمر على أمن الدولة"، ووصفهم بـ"رموز الديمقراطية"، معتبرا أن وجودهم "شرف لتونس".
وفي الرسالة، خص الغنوشي بالذكر أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، والقيادية شيماء عيسى، والمحامي العياشي الهمامي، الذين أوقفتهم السلطات مؤخرا لتنفيذ أحكام قضائية نهائية تتراوح بين 4 و45 عاما.
وأشاد الغنوشي بالشابي كـ"رمز النضال الديمقراطي القومي واليساري والإسلامي"، مشيرا إلى دوره في تأسيس جبهة الخلاص الوطني التي جمعت تيارات متنوعة، من العلمانيين والليبراليين إلى الإسلاميين، معتبرا ذلك "اختراقا عظيما" للتقسيمات السياسية في البلاد.
كما حيا الهمامي كـ"سباق في الدعوة إلى وحدة الديمقراطيين"، وأبرز دفاعه عن المتهمين في قضية التآمر، بما في ذلك الغنوشي نفسه. أما شيماء عيسى، فقد وصفها بـ"البطلة" ضمن رموز الديمقراطية.
ووجه الغنوشي تحية خاصة للحزب الجمهوري بقيادة عصام الشابي، شقيق أحمد نجيب، مشيدا بعائلة الشابي كـ"أصيلة في النضال من أجل تونس"، ولدور الحزب في جمع تيارات متنوعة في مقره.
قضية التآمروتعود قضية "التآمر" إلى فبراير/شباط 2023، حيث أوقفت السلطات سياسيين معارضين ومحامين وناشطين، موجهة إليهم تهما تشمل "محاولة المساس بالنظام العام"، و"تقويض أمن الدولة"، و"التخابر مع جهات أجنبية"، و"التحريض على الفوضى". وقد حوكم المتهمون في حالة سراح قبل صدور الأحكام النهائية من محكمة الاستئناف بتونس.
وتقول السلطات التونسية إن القضية جنائية بحتة وفقا للقانون، وأن القضاء يعمل بشكل مستقل. ويصر الرئيس قيس سعيد على استقلالية القضاء وعدم التدخل في عمله.
وفي المقابل، ترى قوى معارضة، بما فيها جبهة الخلاص الوطني، أن القضية ذات طابع سياسي، وتستخدم لـ"تصفية الخصوم السياسيين"، متهمة السلطات باستغلال القضاء لملاحقة المعارضين.
إعلانوالغنوشي، البالغ من العمر 83 عاما، مسجون منذ 17 أبريل/نيسان 2023، بعد مداهمة أمنية لمنزله، وصدرت بحقه أحكام في قضايا متعددة تتعلق بـ"التحريض على أمن الدولة".
ويرفض الغنوشي الحضور أمام المحاكم، معتبرا أنها "ذات أسباب سياسية". وتأتي رسالته في ظل تصاعد التوترات السياسية في تونس، مع استمرار الجدل حول استقلالية القضاء وحرية التعبير.