عمرو دياب.. «مُصلح» الكون الموسيقى!
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
تاريخنا الموسيقى ملىء بأصوات لا تُنسى واتجاهات وتجارب موسيقية صنعت أصحابها، وعلى مدى ٤ عقود يبرز عمرو دياب وتجربته الموسيقية، يعتبره البعض نجح واستمر على القمة بذكائه أكثر من موهبته! يطرح منافسون كُثر أغنياتهم فى صيف ٢٠٢٥، بينما يتصدر عمرو المشهد، يُلقى ضرباته الناجحة من أغانٍ تنتشر عبر منصات الاستماع وتقلب مواقع التواصل الاجتماعى، ويتلقى الضربات والهجوم أيضًا منذ طرحه ألبومه الأخير «ابتدينا»، و«ابتدى» عمرو تلقى الهجوم كما يحظى بالإشادات وملايين المشاهدات!
عمرو على القمة لسنوات طويلة، منذ سطع نجمه فى الثمانينيات، تطورت نجاحاته بمرور السنوات وتصدر بأغانيه حتى لو لم يتفق الجميع عليها، لكنهم لا يختلفون على أنه مطرب وصانع موسيقى عابر للأجيال و«تريند» لا يخفت خلال السنوات الأخيرة! يتعاون معه «فريق عمل» مميز، قد تستمع لأغلب أغنيات ألبومه، وليس لأغنية أو اثنتين كما يحدث مع مطربين آخرين.
اعتدت أن أنتظر ألبوم عمرو وأُقبل على شراء نسخته الأولى، حين كان «شريط الكاسيت» له سطوته وتواجده، وحتى مع تطور الزمن وصولًا لـ«CD» و«فلاشة» أو تحميل الأغانى فى ثوانٍ محدودة، ظل أحد الأصوات التى أسعد بأغانيه وتجاربه واستمراره، خاصة مع لفته لأجيال جديدة من جيل Z. يبرز انتشار وتصدر أغانيه وسط طوفان المهرجانات الشعبية – التى أغرقت منصات الموسيقى خلال السنوات الماضية – ويثبت مزيدًا من النجاح والتميز لهذا النجم دون غيره ممن خرجوا معه من الجيل نفسه أو جيل سابق ولاحق له. اختفى كثير منهم من الساحة الغنائية أو يتواجدون «على قديمه» دون طرح أعمال جديدة، لا تلقى أعمالهم دوى النجاح السابق لهم، بعضهم يستغرق سنوات لتقديم جديده، والمحصلة أغانٍ لم يسمعها أحد أو مشروعات لم تخرج للنور!.
على مستوى صناعة الموسيقى، يتجدد عمرو دياب بأغانيه، وبتطور شكلى يصبح «حديث الجميع». دائمًا ما اهتم «عمرو» بمشروعه الموسيقى مضمونًا وشكلًا! يجذب جمهوره لما يغنيه ويرتديه وحتى تسريحة شعره وحذائه! صحيح أننى لم أستسغ أن يضع «حلق» أو يظهر بـ«كوليه» خلال السنوات الأخيرة، لكن ظل رمزًا ومرادفًا لـ«التريند البيّاع» والناجح، وللحفاظ على الشغف واستمرار السعى وتحقيق الهدف خلال ٤٠ عامًا، رغم حالة الهجوم والانتقادات التى لا تهدأ ويُقابل بها على السوشيال ميديا مؤخرًا، تجاه أى موقف عابر له أو أغنية يقدمها، ربما تلك الانتقادات التى تطال أحيانًا حياته الشخصية أو أبناءه، خاصة مع مشاركتهم له فى أغانى ألبومه «ابتدينا»، لكن يظل «صمت» عمرو سيد الموقف، يعمل دون تعليق أو توقف، يُنتج ويصنع الموسيقى والأغانى دون أن يخرج بتصريحات شخصية عن ارتباطاته وهزائمه وآرائه فى زملائه وزيجاته وانفصالاته فى البرامج الحوارية كما يفعل نجوم آخرون.
منهج استنه وانتهجه جعله أبرز نجوم الغناء العربى، لا يلتفت إلا لجديده، يقف وراءه فريق عمل «شعراء وملحنين وتسويق ودعاية» يحافظ على توهج نجوميته، حتى فى كبوته وموجة الغضب العارمة التى اجتاحت السوشيال ميديا بواقعة «صفعته لمعجب» أراد التصوير معه، تجاوزها، وترك الأمر فى أيدى القانون والتقاضى، مثلما لم يلتفت لموجة الانتقادات والهجوم الغريبة التى أعقبت طرحه لـ«ابتدينا»، فى حملة مضادة لطوفان الترحيب والإشادة بألبومه، تحاول ضرب نجاحه وانتشاره. كثيرون رأوا كعادتهم «الصيف بدأ بألبوم عمرو»، هى حالة شعورية يُطبقها جمهور الهضبة مع كل جديد يطرحه، لم تعجب فريقًا آخر – بعضهم صناع فى الوسط الفنى – ممن خرجوا لما يمكن اعتباره إفساد «الموود» و«تبويظ الحفلة»، ساقوا اتهامات غريبة وثقيلة لـ عمرو وفريق عمله أنهم لم يقدموا جديدًا فيما يغنيه، وتحميلهم مسؤولية الأغنية العربية! بل وصل الأمر للسخرية أن كلمات الأغانى سطحية كأنها تأليف «شات جى بى تى»!، وأن الألحان لا جديد فيها. إجحاف كبير لمجهود شعراء وملحنين وموزعين، وسط أغانى نجوم غناء آخرين «لا جديد» فيها أو كلمات ساذجة لجذب الجمهور.
انقسمت السوشيال ميديا بين مُحتفين بعمرو دياب وألبومه أو منتقدين له بلا رحمة، لم يترك الجانبان الأمر للطرف الأحق بإبداء رأيه – الجمهور – الذى تُصنع له الأعمال الفنية، صادروا حقه المشروع فى تقبل الألبوم أو رفضه دون وصاية أو توجيه. وحدها نسب المشاهدة على منصات التواصل ويوتيوب ومقاطع تيك توك على الهواتف، وانتشار الأغانى بين المستمعين، هى الفيصل فى تلك المعركة التى لم يتعرض لها أى مطرب آخر ممن طرحوا ألبوماتهم أو أعمالهم الجديدة فى التوقيت نفسه، رغم أن بعضهم كرر أفكارًا وتيمات شعرية وموسيقية، لكنه لم يصبه ذلك الجدل، بل بعضها لم يلتفت لها الجمهور أصلًا!
وحده عمرو دياب نال كل ذلك الجدل! ووحده بدا وسط نجوم الغناء وكأن البعض يريده أن يصبح «مُصلح الكون الموسيقى»!. بعض منتقديه مثلًا تساءلوا لمَ لا يقدم القصائد بالفصحى! ولم يلتفتوا لمطربين آخرين حملت أغانيهم ضجيجًا بلا إبداع!.
ريهام جودة – المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: عمرو دیاب
إقرأ أيضاً:
تامر أمين: علاقة تامر حسني وعمرو دياب أكبر من أي ترند
علّق الإعلامي تامر أمين على حالة الجدل التي أثيرت مؤخرًا بين الفنانين تامر حسني وعمرو دياب، عقب الرسالة التي نشرها تامر واعتبرها البعض رسالة عتاب موجهة للهضبة.
وخلال تقديمه برنامج «آخر النهار»، أوضح تامر أمين قائلاً: «لست متأكدًا بشكل قاطع أن تامر هو من كتب هذه الرسالة، وأحتاج للتواصل معه شخصيًا للتأكد من صحتها. الموقف في حد ذاته كان ممكن يمر مرور الكرام، لكن بسبب الشعبية الكبيرة للنجمين، أخذت القصة حجمًا أكبر من المتوقع».
وأضاف أمين أن العلاقة التي تجمع تامر حسني وعمرو دياب أكبر من أي جدل على مواقع التواصل، مشيرًا إلى إمكانية احتواء الموقف بروح ودية، قائلاً: «تامر فنان محترم وعمرو نجم كبير، وأعتقد أن كلمة توضيح أو طبطبة بسيطة من عمرو دياب ممكن تهدّي الأمور، وتمنع أي سوء فهم من جانب تامر».