أحدث مزايا الذكاء الاصطناعي تغزو واتساب.. تغييرات ذكية في الطريق إليك
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
بدأ تطبيق واتساب في اختبار مجموعة من الميزات الجديدة ضمن النسخ التجريبية الأخيرة على نظام أندرويد، وفقا لما كشفه موقع WABetaInfo.
وتشير التسريبات إلى إضافات واتساب الجديدة قد تغير طريقة التفاعل داخل التطبيق، من بينها: تذكيرات موقتة للرسائل، واجهة صوتية لمساعد Meta AI، وتحديثات حالة ذاتية الاختفاء.
. وميتا تقدم بديلا عنه
كم مرة قرأت رسالة ثم نسيت الرد عليها لاحقا؟ واتساب يعمل حاليا على حل هذه المشكلة، فالميزة الجديدة، التي ظهرت في إصدار تجريبي حديث، تتيح للمستخدمين تحديد تذكير زمني لأي رسالة فردية.
بمجرد الضغط مطولا على الرسالة، يظهر خيار "ذكرني"، حيث يمكن تحديد وقت التذكير بـ ساعتان، 8 ساعات، أو حتى يوم كامل، مع إمكانية تخصيص التوقيت حسب الحاجة.
بعد التعيين، تظهر أيقونة جرس صغيرة على الرسالة، وعند حلول الوقت، يقوم واتساب بإرسال إشعار يحتوي على نص الرسالة واسم المرسل.
ويختبر التطبيق أيضا نظاما خفيفا للتنبيه إذا تركت رسائل غير مقروءة من جهات الاتصال الأكثر تكرارا، دون الحاجة لتثبيت المحادثة أو تمييزها بنجمة.
في خطوة جديدة، بدأت واتساب بتجربة واجهة صوتية تفاعلية لمساعد Meta AI، حيث يمكن لبعض المستخدمين الآن التحدث مع الذكاء الاصطناعي صوتيا بدلا من استخدام النصوص.
تظهر الميزة في الإصدار التجريبي رقم 2.25.21.21، وتتيح للمستخدمين بدء جلسة صوتية مع المساعد من خلال تبويب الدردشات أو المكالمات، بمجرد الفتح، يبدأ الحوار الصوتي دون الحاجة للضغط على أزرار إضافية.
خلال الجلسة، يمكن إيقاف الميكروفون مؤقتا، إغلاق المحادثة، أو إرسال صورة، كما أن الجلسة تظل فعالة أثناء استخدام تطبيقات أخرى، مع ظهور مؤشر الميكروفون الأخضر التقليدي في أندرويد للدلالة على الاستماع.
بعد عامين من الاختفاء، عاد واتساب لاختبار ميزة النصوص المؤقتة في الملف الشخصي، والتي تسمح للمستخدمين بإضافة ملاحظة قصيرة تختفي تلقائيا بعد فترة زمنية.
يمكن للمستخدمين تحديد مدة بقاء الحالة من خلال خيارات مسبقة أو تحديد توقيت مخصص، هذه الملاحظة لا تظهر فقط في الملف الشخصي، بل أيضا أسفل اسم المستخدم داخل المحادثات، مما يسهل على الآخرين رؤيتها بشكل عابر.
الميزة مخصصة للتحديثات المؤقتة مثل الرحلات، المزاج العام، أو المناسبات القصيرة، ويتم حذفها تلقائيا بعد انتهاء المدة، وتظل مرئية فقط للأشخاص المحددين ضمن إعدادات الخصوصية.
حتى الآن، لم تعلن واتساب موعد الإطلاق الرسمي لهذه الميزات، لكنها تبدو في مراحل متقدمة من التطوير، ما يشير إلى أنها قد تصبح متاحة قريبا للمستخدمين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: واتساب تطبيق واتساب ميزات جديدة الذكاء الاصطناعي
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.