السودان دولة وشعبا لا ينتظر سلاما من الخارج ومن أمريكا بالذات. لقد تخطينا مرحلة الخطر، حين كانت الدولة مهددة بالانهيار والجنجويد على وشك اجتياح السودان. وحتى في تلك المرحلة، لم يكن السودان يستجدي الوسطاء ولا ينتظر منهم إنقاذه، كان يحارب ويرفض مبدأ الجلوس إلى التفاوض مع المليشيا التي كانت في أوج انتصاراتها وتمددها.

ولذلك، فإن أهم ما في المؤتمر الذي ستعقده أمريكا حول السودان وبمشاركة دول من المنطقة ليس من بينها السودان، هو أننا لا نعول عليه، لا في السلام ولا في الحرب. بمعنى أن مستقبل السودان ليس مرهونا بهذا المؤتمر ولا بأي مؤتمرات خارجية. الشعب السوداني لا ينتظر أن تمده أمريكا بالسلاح ليحارب، ولا ينتظر مواقف دول المنطقة ليدافع عن أرضه وسيادته. وإن كان يطالب بوقف الدعم الخارجي الذي تقدمه دولة الإمارات ودول أخرى في المنطقة للمليشيا، إلا أنه لا يستجدي ذلك، ومصيره ليس معلقا بوقف الدعم الإماراتي ولا بموقف أمريكا ودول المنطقة من هذا الدعم المفضوح. مصير السودان بيد شعبه المحارب تحت قيادة القوات المسلحة ولقد هزم المليشيا وهزم من يقف وراءها.

يتوقف معنى ونجاح مؤتمر أمريكا أو مؤتمر ترامب حول الحرب في السودان على مدى استجابته لشروط السودان على الرغم من غيابه. بدون وضع اعتبار للسودان ومصالحه فهو مؤتمر بلا معنى وبلا قيمة.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: لا ینتظر

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية السودان السابق: جيش واحد وإبعاد قادة الحرب للحل السلمي

قال إن بيان الآلية الرباعية وضع خريطة طريق يمكن البناء عليها لإنهاء النزاع، تقوم على هدنة إنسانية لثلاثة أشهر، يليها وقف إطلاق النار تمهيدًا لعملية سياسية تفضي إلى حكم مدني..

التغيير: الخرطوم

قال وزير الخارجية السوداني السابق علي يوسف، إن الشرط الأول لأي حل سلمي في السودان هو وجود جيش وطني واحد فقط، دون وجود قوات الدعم السريع أو أي تشكيلات موازية، معتبرًا أن توحيد المؤسسة العسكرية يمثل الركيزة الأساسية لإنهاء الحرب.

وأوضح يوسف، في مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر السبت، أن الشرط الثاني يتمثل في إبعاد كل المسؤولين الذين أصدروا تعليمات قادت إلى اندلاع الحرب، على أن تحدد فترة الإبعاد بإرادة الشعب السوداني.

وأشار إلى أن بيان الآلية الرباعية (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، الإمارات) وضع خريطة طريق يمكن البناء عليها لإنهاء النزاع، تقوم على هدنة إنسانية لثلاثة أشهر، يليها وقف إطلاق النار تمهيدًا لعملية سياسية تفضي إلى حكم مدني.

وأضاف الوزير السابق أن جميع الحروب في السودان انتهت عبر التفاوض، مؤكدًا أن الحوار السياسي هو السبيل الوحيد لإرساء السلام، وأن الحلول العسكرية “ليست أمرًا يسيرًا”، في ظل استمرار وجود قوات الدعم السريع في مناطق واسعة بدارفور وغرب كردفان رغم عمليات الجيش.

وخلال حديثه، كشف علي يوسف عن صعوبات كبيرة واجهها في إدارة وزارة الخارجية منذ تعيينه في نوفمبر 2024 وحتى إعفائه من منصبه في أبريل 2025، قائلًا إنه لم يتمكن من ممارسة عمله بحرية، وطلب بنفسه من رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان إعفاءه “تفاديًا لإشكاليات مع أطراف أخرى في السلطة”.

وانتقد يوسف غياب الحرية في إدارة العمل الدبلوماسي، مضيفًا: “وزير الخارجية يجب أن يكون له دور ومواقف، لا أن يكون مجرد صورة للكاميرات”. كما أشار إلى أن تدخل أعضاء مجلس السيادة العسكريين في الإشراف المباشر على الوزارات خلق تضاربًا في الرؤى بشأن ملفات أساسية.

وفي ما يتعلق بالوساطات، أكد يوسف أن البرهان وافق على مبادرات من مصر وتركيا والسعودية والجامعة العربية للتوسط من أجل إنهاء النزاع، مشيرًا إلى أن مشاركة الإمارات في الآلية الرباعية “لا تعني ابتدار حوار مباشر معها”، لكنها ضرورية لأنها “طرف فاعل في دعم مليشيا الدعم السريع”.

قرار السلام

ودعا يوسف البرهان إلى مواصلة الجهود العسكرية لإضعاف الدعم السريع، مع عدم التردد في اتخاذ قرار السلام، مبينًا أن أي معالجة للأزمة لا بد أن تشمل دور الإمارات باعتبارها لاعبًا مؤثرًا في مسار الحرب.

واعتبر الوزير السابق أن الموقف الدولي لا يمكنه إلا التعامل مع الجيش والدعم السريع كأطراف حرب، موضحًا أن ذلك “لا يعني مساواتهما”، بل يعكس واقع النزاع الذي يفرض على الوسطاء التعامل مع جميع القوى المنخرطة في القتال.

واندلعت الحرب الحالية في السودان في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). ومنذ اندلاعها امتدت المواجهات إلى معظم أنحاء البلاد، خاصة الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة والنيل الأزرق،

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين داخليًا وخارجيًا، لتتحول إلى أكبر أزمة نزوح في العالم عام 2024–2025 بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وأدت الحرب إلى نهب واسع وتوقف الخدمات الأساسية في قطاعات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء، كما انعكست مباشرة على حياة المواطنين عبر معاناة شديدة في استخراج الأوراق الثبوتية مثل الجوازات والبطاقة القومية، في ظل شلل إداري ومؤسسي متواصل.

الوسومالبرهان الدبلوماسية السودانية حرب الجيش والدعم السريع علي يوسف

مقالات مشابهة

  • 30 مليار دولار.. فاتورة أمريكا فى صراعات المنطقة
  • الخارجية: الرئيس السيسي وجه بتوفير كافة الدعم مع المرشح المصري خالد العناني
  • شاهد.. “بقال” يهاجم قيادات “المليشيا” من جديد: (حميدتي أكبر كوز ولقبه عند الرئيس السابق “حمايتي” وكان يقول البشير في رأس أي زول وأنا حالياً قنعت من الدعم السريع ومشيت وتركته)
  • مقتل وإصابة أكثر من 30 شخصاً في قصف للدعم السريع على الفاشر
  • بورتسودان تنتفض.. خبير: الاحتجاجات تفضح التدخلات الإقليمية والدولية
  • شبكة أطباء السودان: 13 قتيلا و19 مصابا في قصف الدعم السريع للفاشر
  • 20 رئيس دولة و600 متحدث.. مؤتمر مستقبل الاستثمار.. تمكين الابتكار والازدهار العالمي
  • «تريندز» يناقش تحولات الشرق الأوسط خلال مؤتمر دولي
  • “تريندز” يشارك في مؤتمر دولي يناقش التحولات في الشرق الأوسط
  • وزير خارجية السودان السابق: جيش واحد وإبعاد قادة الحرب للحل السلمي