تتخذ الولايات المتحدة خطاباً ناعماً في شأن السودان و لكنه يستبطن فعلاً مدمراً.
قالت الولايات المتحدة أنها إتخذت قرارات لوقف الدعم الخارجي للحرب في السودان و كان القرار هو إعتبار مواطنين و شركات كولمبية تعمل لشراء مرتزقة لإرسالهم لبلادنا و لكن القرار توقف في نقطة مهمة و هي قطع المدد المالي الذي يتم به الشراء و الذي يأتي من جهة و دولة معلومة و النتيجة أن من أوقعت عليهم العقوبات لا يزالون ينشطون و أن المال لا يزال يتدفق عليهم.
ثم أن أمريكا أوقفت الخطوات التشريعية لإعتبار الدعم السريع منظمة إرهابية.
و كانت ثالثة الأثافي أنها قررت برنامجاً إستخيارياً بينها و دول تعمل في إطار الرباعية.
الخلاصة أن كل الخطوات الأمريكية التي كنا ننتظرها و نأمل فيها خيراً جاءت داعمة للتمرد و ممكنة لهم بقوة السلاح و العتاد و المال و التشريع.
تصدر هذه القرارات و لا يزال بعضنا و من القمة يرجون فعلا حاسما من هذه الدولة التي لم تفعل خلال الفترة الماضية غير إحكام الرباط علي السودان.
كل هذا و لم ننتبه لأهمية أن نقابل كل هذا بتحرك خارجي من دول يمكن التعاون معها و بناء مصالح مشتركة لندعم مواقفنا في المنظمات و الهيئات، و التي بدأت تضعف بتضييع مواقع مهمة منها الإتحاد الأفريقي الذي تخاذلت مواقفه تحت ضغط الشراء و المال السياسي.
لا نزال نشهد خطوات داخلية تساعد في هذا الخنق بسبب الخوف من العالم الخارجي و أمريكا، و كانت النتيجة التضييق علي القوة الفاعلة في حسم التمرد بدعمها البشري المتواصل.
أُضعفت القوى الإسلامية و القوي الوطنية جراء نزع سبل الحياة من جهدها الدفاعي عندما أفرغت لجان المقاومة و الإستنفار من القيادات و الأفراد العاملة في الإستنفار و التعبئة و حراسة المدن و المواقع المدنية بالقوة.
بدلاً عن ذلك بدأت مظاهر للخلل بإستخدام السلاح لتحقيق منافع خاصة لمن أؤتمن عليه.
نتيجة هذا الإبعاد ستكون إضعافاً للقوات المسلحة في وقت حرج فقدنا فيه مواقع و مدن مهمة و إنتعش التمرد.
زاد من هذا الإضعاف عدم إدراك مغزى التحرك الخارجي لإضعاف قواتنا المسلحة التي ستواجه زيادة في المدد المالي و العسكري للتمرد.
كل الشعب السوداني علي يقين أن جيشنا قادر علي الإحاطة بكل هذا التآمر الخارجي الناعم و الغليظ منه و سيعيد الكفة للتوازن و يسرع بخطي تحرير كل البلاد من الجنجويد .
النتيجة السيئة من هذا الواقع أنها ستطيل أمد الحرب و توسع من الخسائر البشرية و المادية و قد أصبحت بلادنا منهكة إقتصاديا و إجتماعيا و خارجياً.
خطوات الإصلاح طريقها الواضح يتمثل في إعادة التوازن الداخلي بتجاوز الدفع لإعتبار القوى الوطنية و الإسلامية جماعات إرهابية طامعة في الحكم و كان بمقدورها أن تستجيب لطلب الدعم السريع التضامن معها و الإستيلاء علي الحكم و المشاركة فيه.
كان رفض هذه القوى للمتمردين يقوم علي أن الدعم السريع ما هو غير بندقية للبيع و هاهي الآن تباع للدول و المنظمات و شبكات كافة أنواع المتاجرات الخطيرة من السلاح و المخدرات التي إستخدموها بكثافة في الإعتصام و عندما كانت المواد المخدرة تنتشر و توزع و تلقي في شارع النيل و في الطرقات الكبيرة التي تعج بالشباب السوداني الواعد.
السودان ليس بالدولة الهينة التي تنتصر عليها التحركات الزاخرة بالطمع المالي و الطمع في الحكم سواء من التمرد و داعميه من القوي السياسية المتماهية معها و لا من الدول التي تطمع في ثرواتنا.
آن الأوان لإنهاء الصور المحزنة لجنودنا و ضباطنا الذين يلجأون لدول أخري بسلاحهم و عتادهم بعد أن فقدوا مواقعهم .
بلادنا أكبر من أن تعيش هذه الأوضاع .
راشد عبدالرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/11 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة حوار مع صديقي المصري عاشق السودان2025/12/11 نسمع ضجيجاً ولا نرى2025/12/11 إبراهيم شقلاوي يكتب: العودة للخرطوم ورسائل مفضل2025/12/11 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يا أيها القبر… كم أنت حلو)2025/12/11 هذه المقالة حِصراً لغير المتزوجين2025/12/10 قصة السرير !!2025/12/10شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات الجيش والمليشيات: لكن الدعم السريع وحش آخر 2025/12/10الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عنالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
إثيوبيا تنفي وجود معسكرات للدعم السريع على أراضيها
أديس أبابا- نفى مصدر إثيوبي رسمي للجزيرة نت، ما نشر حول وجود معسكرات لقوات الدعم السريع على الأراضي الإثيوبية، معربا عن أسفه لمثل هذه الادعاءات التي قال إنها تهدف للإيقاع بين السودان وإثيوبيا.
وقال المصدر -وهو مسؤول رفيع المستوى- إن الخبر لا أساس له من الصحة، مؤكدا أن قنوات الاتصال قائمة بين البلدين على مختلف المستويات.
وشدد المصدر على أن إثيوبيا "لن تسمح بأي نشاط معاد لأي دولة من دول الجوار"، وجدد التأكيد على احترام أديس أبابا لوحدة وسيادة السودان.
وتأتي تصريحات المصدر الإثيوبي، بعدما قالت مصادر رسمية سودانية للجزيرة نت إن السودان يتحسّب لفتح جبهة عسكرية جديدة في شرق البلاد بعدما سمحت إثيوبيا المجاورة بفتح معسكر لتدريب قوات الدعم السريع ومرتزقة أجانب تابعين لها لمهاجمة إقليم النيل الأزرق المتاخم لحدودها.
وأوضحت المصادر الحكومية -التي طلبت عدم كشف هويتها- أن السلطات الإثيوبية لديها تنسيق عسكري مع قوات الدعم السريع عبر قوى إقليمية تساندها، حيث تم الاتفاق على خطوط إمداد وبناء معسكرات تدريب وتجهيز مهابط طائرات.
وحسب المصادر ذاتها فقد بدأت حركة إمداد ووصول مركبات قتالية ومنظومات مدفعية وأجهزة تشويش عبر مدينة أصوصا عاصمة إقليم بني شنقول قمز في الشمال الغربي من إثيوبيا المتاخم لإقليم النيل الأزرق في السودان، ويوجد به سد النهضة.