“معيار الحق بين وضوح المفاهيم وتضليل الطابور الخامس” .
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
بقلم : علي الحاج ..
أن التمييز بين الحق والباطل يمثل جوهر الرسالة الحسينية والأمان الفكري للأمة، فالحق لا يقاس بالأشخاص، بل يعرف من خلال الرجوع الى القيم والمبادئ التي رسخها القرآن الكريم وأهل البيت “عليهم السلام”، هكذا افتتح سماحة الشيخ قيس الخزعلي في محاضرة له بالمجلس الحسيني الذي اقامته الحركة، مذكرا يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب “عليه السلام”: “اعرف الحق تعرف أهله”، وهي قاعدة محورية تمنع الانزلاق خلف الشعارات الزائفة أو خلف أولئك الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الضيقة على حساب القيم الثابتة.
وفي ظل ما يشهده العالم من صراعات فكرية وسياسية، تصبح هذه القاعدة أكثر أهمية، إذ يشير سماحته إلى أن الصراع بين الحق والباطل صراع ممتد عبر العصور، بدأ منذ أول مواجهة بين قابيل وهابيل، وسيستمر حتى قيام الساعة، وفي كل زمن هناك طغاة يقودون جبهة الباطل، وهناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يذودون عن جبهة الحق بثبات وإخلاص.
غير أن المشكلة الكبرى تكمن في وجود “الطابور الخامس”، وهم أولئك الذين يسعون إلى خلط الأوراق وتشويه الحقائق، فيلبسون الحق بالباطل لتضليل الناس وإبعادهم عن أئمتهم وقادتهم الحقيقيين، هؤلاء المضللون لا يتوقفون عن نشر الأكاذيب وتحريف الوقائع، مستخدمين الإعلام والمنصات الرقمية أحيانا كسلاح خطير، فهم يشيعون أن كل أزمة سياسية او امنية او حتى اقتصادية تقف خلفها “الفصائل”، في محاولة لتحويل الرأي العام عن الفاعل الحقيقي.
وهنا تصبح البصيرة والوعي ضرورة لا غنى عنها، فالتمسك بمقياس الحق هو السلاح الامثل لمواجهة هذا التضليل، ويرى سماحة الشيخ أن الحق واضح ومتين، فهو يستند إلى القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت عليهم السلام، بينما الباطل يفتقد لأي أساس راسخ، مهما تجمل بالشعارات أو تحصن بالمال والإعلام.
ويؤكد أن العودة إلى النصوص الدينية والمرجعيات الصادقة أمر لا غنى عنه لتحديد الموقف الصحيح في أي قضية، فالمواقف لا تبنى على المزاجات أو العلاقات، بل على ميزان شرعي قويم، يعصم من الانحراف، ويرشد إلى سبيل النجاة.
وفي ختام هذه الرؤية، يشدد الشيخ الخزعلي على أن النصر الحقيقي يتحقق بالوقوف في صف الحق، حتى لو كان الطريق محفوفا بالمصاعب، فالله سبحانه وتعالى وعد بنصرة من ينصره:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
وهذه البوصلة هي الضمانة الأكيدة لحفظ الأمة من الانحراف، ولبناء وعي راسخ لا يتأثر بمحاولات التضليل مهما كانت قوية أو منظمة.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
سقوط طفل من الطابق الخامس ببورسعيد وجهود مكثفة لإنقاذه
شهدت محافظة بورسعيد واقعة مؤلمة بعد سقوط طفل يبلغ من العمر 11 عامًا من الطابق الخامس، ما تسبب في إصابات بالغة وكسور متفرقة ونزيف خطير بالجمجمة، فيما تكافح الفرق الطبية لإنقاذ حياته.
واستقبل مستشفى الزهور الطفل ياسين فور سقوطه من الارتفاع الكبير، حيث تحركت فرق هيئة الرعاية الصحية بسرعة وقدمت الإسعافات الأولية اللازمة وتعاملت مع حالته الحرجة، قبل نقله على وجه السرعة بسيارة إسعاف مجهزة إلى مستشفى السلام، ورافقه طبيب مختص لضمان استقرار حالته خلال الرحلة.
وكشفت الفحوصات الطبية في مستشفى السلام عن تعرض الطفل لإصابات شديدة، شملت كسرًا متفتتًا بالجمجمة ونزيفًا بالصدر، فيما تواصل غرفة الطوارئ بهيئة الرعاية الصحية متابعة تطورات حالته لحظة بلحظة، مع تجهيز كل الإمكانات الطبية للتعامل مع أي طارئ.
وأكد الدكتور أحمد حسن سالم رئيس فرع هيئة الرعاية الصحية ببورسعيد، أنه تم تسخير جميع الإمكانات لإنقاذ حياة الطفل، مشيرًا إلى أن المستشفى تمتلك القدرات اللازمة للتعامل مع الحالات الحرجة، وأن فريقًا طبيًا على أعلى مستوى يتابع الحالة منذ لحظة دخولها. وعبّر عن أمنيته في أن يُنقذ الله الطفل ويمنّ عليه بالشفاء.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سادت موجة واسعة من التعاطف والدعاء للطفل ياسين، حيث نشر الأهالي مئات الرسائل التي عبّرت عن قلقهم وطالبت بالاطمئنان على حالته، في مشهد يعكس حجم التضامن الشعبي مع أسرته عقب الحادث المؤسف.