أرامل من غزة للجزيرة نت: أطفالنا يبكون جوعا ولا مؤسسات تكفلهم
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
غزة- في خيمة مهترئة غربي مدينة غزة، كانت سوسن أبو كاشف تهدهد صغيرها يامن (عامان) على وسادة، وظلّت تحرك جسده الصغير يمنة ويسرة أكثر من ساعة، على أمل أن يهدأ ويتوقف عن البكاء وطلب الطعام، وينام. وأخيرا، أغمض الطفل عينيه، ونام، لكن وبعد دقائق، استيقظ باكيا يريد طعاما.
وببكاء أشد ردَّت الأم سوسن وتمنَّت لو كانت هي من استشهد في الحرب، وليس زوجها، فهو الأقدر على توفير الطعام لطفليه، بينما تظل هي امرأة عاجزة عن فعل أي شيء.
ويعيش سكان غزة عزلة خانقة منذ 5 أشهر، مع إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والمساعدات، جعلت أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تجويعا قاسيا، ولا يجدون ما يأكلونه.
عجز وقلق
وقبل الحرب، لم تكن حياة الأرامل في غزة وردية، لكنها على الأقل كانت مدعومة بشبكة من المؤسسات الخيرية، المحلية والدولية، التي تتولى كفالة الأطفال الأيتام، وتقدم لهم مبالغ شهرية، تُمكّن الأمهات من شراء الطعام والدواء والاحتياجات الأساسية. أما اليوم، فقد انهارت هذه المنظومة بالكامل.
ومع تجاوز أعداد الشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين ثاني 2023 حاجز الـ60 ألفا، تتحدث الأرقام عن عشرات الآلاف من النساء الثكالى، ومثلهن من الأطفال الذين أصبحوا أيتاما بين ليلة وضحاها، وهذا العدد الضخم فاق قدرة المؤسسات الخيرية.
سوسن، واحدة من آلاف الأرامل اللواتي تُركن لمواجهة التجويع وحدهن، فقدت زوجها في مجزرة دامية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين قُصِف منزل عائلته المكوّن من خمسة طوابق في مشروع بين لاهيا شمال القطاع، باستهداف أدى لاستشهاد 250 شخصا من العائلة، منهم زوجها وأغلب أقاربه.
وتقول الأم الأرملة سوسن للجزيرة نت، "منذ استشهاده، لم يسأل عنا أحد، لا مؤسسات ولا جمعيات ولا كفالات، أعيش مع طفليّ، حبيبة (3 سنوات ونصف) ويامن، وأعتمد فقط على دعم عائلتي، وأعمام أولادي، لكن هذا لا يكفي طعام يومنا".
إعلانوتسجل سوسن في روابط إلكترونية خاصة بمؤسسات كفالة الأيتام، لكنها تقول إنها لم تتلق شيئا. وتضيف: "طفلاي يجوعان يوميا، وأنا عاجزة، لا خبز ولا حليب، وكل ما أستطيع توفيره هو القليل من العدس دون خبز من التكية، وهذا لا يشبعهما".
وتكمل بحرقة "أشعر أنني أعيش فقط لأسمع بكاء طفليّ، وأخبئ دموعي عنهما، لكنني أبكي باستمرار، وأتمنى لو كنت مكان والدهما، فهو كرجل، كان سيجد حلا، أما أنا فلا أملك شيئا".
أما إلهام رجب، أرملة أخرى من شمال غزة، استشهد زوجها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لتجد نفسها مسؤولة عن 4 أطفال، أكبرهم عمره 15 عاما.
تقول للجزيرة نت، "بعد استشهاد زوجي، وهَدْم منزلنا في بيت لاهيا، نزحنا إلى غرب غزة، لا مأوى سوى هذه الخيمة، ولا مصدر دخل أو مؤسسة تهتم بنا، وأولادي يكبرون وهم جوعى، بلا دراسة، ولا أمل".
وتعتمد العائلة على "التكية"، وهي مطابخ خيرية توزع وجبات أساسية، لكن حتى هذه الوجبات، لا تتوفر يوميا.
وتضيف إلهام "أمس أكلنا عدساً بلا خبز، واليوم كذلك، وأطفالي ينامون جوعى معظم الأيام، ولا أستطيع منعهم من المغامرة، فابني رغم أنه طفل (15 عاما) يذهب إلى مناطق خطِرة مثل نتساريم (جنوب غزة) لانتظار المساعدات والحصول على كيس طحين أو بعض الخبز، معرضا حياته للخطر. كيف أمنعه؟ نحن جائعون".
واستشهد أكثر من 1100 فلسطيني برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات في عدة مناطق من قطاع غزة، بحسب إحصائية حصلت عليها الجزيرة نت من وزارة الصحة بغزة.
وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة.
وتروي الأم إلهام لحظات الانهيار اليومية، "كل مشاكلي مع أطفالي تدور حول الطعام. يقولون لي: نريد أن نأكل، وأنا لا أجد شيئا، أظل أبكي، وأدعو الله أن يناموا ليهدؤوا، لا مدارس، ولا تعليم، ولا أمان، فقط الجوع والحزن.
ديانا القصاص، من حي الدرج وسط غزة، استشهد زوجها في ديسمبر/كانون الأول 2023 ولا يزال جسده تحت الأنقاض، منذ قصف منزل العائلة.
تقول للجزيرة نت، "كل أهل زوجي استشهدوا معه، ولم يخرج أحد منهم حيا، بقيت وحدي مع طفلي سلامة (6 سنوات) وسند (3 سنوات) نعيش في خيمة صغيرة، دون أي كفالة أو دخل".
ويقع على عاتق ديانا كل شيء من المهام الصعبة، كما توضح، فهي تطبخ، وتعبئ الماء، وتقف في طوابير الطعام إن وُجد، وتحاول التخفيف من صدمة الحرب والجوع عن أطفالها.
وتضيف "طفلاي لا يعرفان لماذا لا يأكلان مثل غيرهم، ويسألانني عن الفواكه، والحليب، والخبز، أمس وزعوا الطحين على المخيم، فخبزت لهما خبزا ناشفا، ورغم ذلك أكلاه بفرح".
وأكثر ما يؤلم الأم الثكلى ديانا -تواصل قائلة- إنهم "فقدوا كل شيء، الأب، والمنزل، والأمان، وحتى الطعام، وحين يرى ولداي أطفالا آخرين يملكون ألعابا أو بقايا طعام، يبكون ويطلبون مثله، ولا أستطيع أن أقدم لهم شيئا".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
من اللوز إلى الكاجو: أفضل وقت لتناول هذه المكسرات السبعة
المكسرات هي واحدة من أفضل مصادر العناصر الغذائية، وهي خيار مثالي للاستهلاك لتناول الوجبات الخفيفة، وتقدم المكسرات مجموعة واسعة من الفوائد الصحية في حصة صغيرة فقط. توصي الإرشادات الغذائية الحديثة باستهلاك المكسرات بانتظام من أجل الصحة العامة.
ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن توقيت استهلاك المكسرات قد يعزز فوائدها، يستجيب امتصاص العناصر الغذائية واستقلاب الطاقة وحتى الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء بشكل مختلف اعتمادا على وقت تناول المكسرات. لذا فإن فهم "متى تأكل أي الجوز"، يمكن أن يسخر إمكاناتهم الكاملة.
لوز
أفضل وقت لتناول الطعام: الصباح
اللوز غني بفيتامين E والمغنيسيوم، اللذين يدعمان التحكم في نسبة السكر في الدم ووظائف الدماغ، قد يوفر استهلاك الوقت الصباحي طاقة مستدامة، يمكن أن يكون مضغ بعض اللوز مع الوجبات الخفيفة طريقة ممتازة لبدء اليوم.
الجوز
أفضل وقت لتناول الطعام: المساء
تشير الدراسات إلى أن أوميغا 3 والميلاتونين يعززان صحة الدماغ والنوم بشكل أفضل، والجوز مليء بهما. يمكن أن يؤدي استهلاك اللوز في المساء إلى تحسين جودة النوم ودعم الوظيفة المعرفية.
الفستق
أفضل وقت لتناول الطعام: بعد الظهر
الفستق مليء بالبروتين والألياف، تعمل هذه العناصر الغذائية على تثبيت الطاقة والحد من الرغبة الشديدة، يمكن أن يوفر تناولها في فترة ما بعد الظهر وجبة خفيفة مرضية تبقيك ممتلئا ومفعما بالحيوية حتى وجبتك التالية.
الكاجو
أفضل وقت لتناول الطعام: بعد الظهر، مع الغداء
يحتوي الكاجو على نسبة عالية من الزنك والحديد، تدعم هذه العناصر الغذائية المناعة واستقلاب الطاقة، يمكن أن يوفر تناولها في فترة ما بعد الظهر وجبة خفيفة مرضية تبقيك ممتلئا ومفعما بالحيوية حتى وجبتك التالية.
صنوبر
أفضل وقت لتناول الطعام: منتصف الصباح
وفقا للدراسات، يمكن لحمض بينولينيك قمع الشهية ودعم عملية التمثيل الغذائي للدهون، يمكن أن يساعد استهلاك صنوبر الجوز في منتصف الصباح، بعد الإفطار وقبل وقت الغداء، في السيطرة على الجوع وتعزيز الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصنوبر غني بالمغنيسيوم، الذي يدعم وظيفة العضلات والأعصاب.
الفول السوداني
أفضل وقت لتناول الطعام: وجبة خفيفة في أي وقت
الفول السوداني هو وجبة خفيفة متعددة الاستخدامات يمكن الاستمتاع بها في أي وقت من اليوم، تشير الدراسات إلى أن الفول السوداني هو غذاء وظيفي، وهو غني بالريسفيراترول والنياسين، تدعم هذه العناصر الغذائية صحة القلب والدماغ وتوفر كمية جيدة من البروتين والدهون الصحية.
المكسرات البرازيلية
أفضل وقت لتناول الطعام: الصباح
المكسرات البرازيلية هي أغنى مصدر غذائي معروف للسيلينيوم، وهو معدن يلعب دورا رئيسيا في وظيفة الغدة الدرقية والتمثيل الغذائي والتكاثر، يضمن استهلاكها في الصباح الامتصاص الأمثل للسيلينيوم واستخدامه، بالنسبة للمكسرات البرازيلية، من المهم الحفاظ على الاستهلاك المعتدل.
تناول الطعام باعتدال
المكسرات مغذية للغاية. ومع ذلك، فهي أيضا كثيفة السعرات الحرارية، ويمكن أن يؤدي الإفراط في استهلاكها إلى الإفراط في تناول السعرات الحرارية ومشاكل صحية محتملة. يمكن أن تصبح المكسرات البرازيلية سامة إذا تم تناولها بكثرة. يمكن أن تحتوي جوزة برازيلية واحدة على ما يصل إلى 91 ميكروغرام من السيلينيوم، وهو قريب من المدخول اليومي الموصى به للبالغين. تشير الدراسات إلى أن استهلاك أكثر من 4-5 مكسرات برازيلية يوميا قد يؤدي إلى سمية السيلينيوم، مع أعراض مثل الغثيان وفقدان الشعر، وحتى الآثار الأكثر حدة مثل الفشل الكلوي، تشير دراسة المعاهد الوطنية للصحة إلى أنه يجب استهلاك اللوز والجوز والفستق والكاجو والصنوبر والفول السوداني ما يقرب من حفنة يوميا.
المصدر:timesofindia