موقع النيلين:
2025-08-01@16:00:54 GMT

(حسين خوجلي .. المتهم الأول في بحري)

تاريخ النشر: 31st, July 2025 GMT

على غير موعد وجدتني فجأة في قلب مكالمة جماعية عبر خاصية الواتس آب تجمع ثلة من أبناء وبنات بحري المغتربين و النازحين ،لوهلة، اعتراني ذلك الوجس الذي يسبق الأخبار السيئة فمكالمات كهذه لا تأتي في الغالب إلا وهي تحمل على أكتافها الفواجع ،تماسكت، ورددت في سري اللهم اجعله خيراً، ثم أجبت.

استقبلني الجمع بترحاب دافئ، لكن سرعان ما تبيّن لي أن سبب اجتماعهم ليس سوى شكوى جماعية من الأستاذ حسين خوجلي وقد اتضح أن الرجل نشر مقالاً استعاد فيه إحدى طرائف شاعرنا الراحل أبو آمنة حامد ، عليه ألف رحمة ونور ، فأشعل بكلماته فتيل الذكريات و الطرائف .

بدأ الجميع يستدعون الطرائف، وكل طرفة تنجب احد ابناء بحري فتتم إضافته للمكالمة ، حتى صار مجلسنا أشبه بمهرجان صغير للضحك والذكريات ومع كل ضحكة، كان الحنين يحفر مجراه في الصدور، فيقود إلى حكاية أعمق، وذكرى أدفأ واسم غائب تشتاقه الأرواح وحين جاء دور احدهم في الحكاية، تسلل الحزن من ثغرة صغيرة و كحال أفراحنا التي لا تكتمل مؤخراً ،فجأة، انفجرت إحداهن في نوبة بكاء حار وما هي إلا لحظات حتى انتقلت العدوى إلى أخريات، وتحوّل الضحك المتوهج قبل قليل إلى صمت مبلّل، و تحولت القصص الى غصة في الحناجر و تسربت دموع الجميع و جعلتنا ننسحب واحداً تلو الآخر من المكالمة ، هذه المكالمة التي جعلتنا نعبر من ضفاف الضحك إلى مجرى البكاء، لم تكن كسابقاتها، وكأنما بحري نفسها كانت بيننا، تربّت على أكتافنا بينما عيناها تدمع معنا.

طرفة شاعرنا الراحل أبو آمنة حامد قادتنا إلى أسرته، وحنان وكرم الحاجة فاطمة زوجته، وشهامة ورجولة الشهيد أيمن ابنهم. وأخذتنا إلى قفشات هشام درماس في الشعبية، وعذوبة صوت كمون، و”مندلين” عاطف بحلة خوجلي، وهناك أيضًا أشرف فريني، أسطورة بحري الفنان الذي ضل طريقه إلى الملاعب ليُطلق عليه أبو اللول، أجمل القفشات في استاد التحرير.

مجرد طرفة داخل مقال، جابت بنا شوارع حي الدناقلة حيث خالد نحل و( الهلالي)و( السربندية) وخراطيشو، وأزقة الديوم، وحكاوى قشلاق البوليس، وبيت ود أبكر العامرة.
هذه المدينة التي تسكننا، حتى الآن لا نعلم إلى أي قبيلة ينتمي ( الحوت ) ولا لأي قبيلة ينتمي (فرفور) فهناك في حي الصبابي يستظل الفقراء والأغنياء تحت ظلال أشجار المانجو، وبين حقول الجرجير كأسرة واحدة فالقبيلة عندنا هي بحري، والحي الذي نسكنه هو العائلة. فنجد طه سليمان الشمباتي، وفرفور ود الصبابي، والحوت ود المزاد و شمسها التي غابت .
لم تخلُ مكالمتنا من بعض النميمة في هدى عربي، حينما تحدثنا عن سرقتها لصوت وموهبة والديها، وعن دموع عوض احمودي القريبة جدًا. كانت نميمةً ذات بُعد خامس، لم ترحم عاطف بلو، ولم تترك (اليمانية) في حالهم. ولم ننسَ (آل طُلبة)، و(آل جردل)، ومحجوب عبد الحفيظ، ويسرية محمد الحسن.

بحري لا تحتاج لأن تعرفها بنفسك ، فهي التي ستتعرف عليك. وإن جئتها غريبًا، ستصبح ابنها في أقل من ساعة. فبحري ليست مجرد أحياء سكنية، بل هي عائلات عريقة، بدايةً من أبو العلا، ومعوض، ورستم، والسناهير، والكوارته، والخواض، وآل عامر و حمد و خوجلي، ولن تكفي المساحة لذكر البقية، فجمهورية شمبات وحدها تحتاج مجلدات لفرقانها وعائلاتها، وقد تجف أقلامنا إن تحدثنا عن الحلفايا والهجرة والمزاد و (توتي )، نعم، توتي فبحري إبنة توتي الشرعية .
أما المغترب البحراوي، فهو يجرّ بحري معه أينما حلّ في لهجته، في قهوته، وفي ضحكته التي تبدأ قبل أن تمتد يده للمصافحة، وفي سخريته التي يهاجم بها الغرباء قبل أن يتعرف إليهم، ليكسر الحواجز ويفتح الأبواب ، وعندما يلتقي ببحراوي آخر في الغربة، فلا مجال للحديث في السياسة أو أي شأن آخر فالحديث كله لبحري وحكاويها، حتى وإن كانوا يلتقون يوميًا.
المؤلم في الأمر، أن بحري الآن تحتاج إلى أبنائها، وتتألم لفراقهم… بحري تحتاج لــ( رامبو ) جديد فجميع أبنائها المغتربين ينامون على صوت إبن البادية وهو يردد…
حسنك أمر
أحمل صبابات الهوى
و أحضن براي نار الجوى
لا كل قلبي و لا فتر
حسنك أمر
واااا لهفة القلب الحنين
وااااا لوعتو
شايل عذاب الغربة
يحلم
و ينتظر يوم رجعتو
أبكاهو في دربك سفر
لكنو حابس دمعتو
وااااااا ضيعتو
واااااااااا ضيعتو
لو ما رجع من غربتو
واااااا ضيعتو
نزار العقيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي لا يُفتي.. والفتوى تحتاج لعقل راجح

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الفتوى لا يمكن أن تصدر عن الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه التقنية، على الرغم من قدراتها الهائلة في تقديم المعلومات، "لا تملك الإحساس الإنساني أو الإدراك الشرعي الكافي للتعامل مع المشكلات الواقعية والمعقدة التي يواجهها الناس".

وأضاف الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء: "الذكاء الاصطناعي يمدّنا بمعلومة، لكنه لا يصدر فتوى، الفتوى تحتاج إلى عقل راجح، وقلب رحيم، وفقيه ملمّ بأحوال السائل، ومدرك لأبواب الرحمة التي فتحتها الشريعة لتيسير حياة الناس".

الشيخ خالد الجندي: الفقيه الحقيقي يزن الأمور بميزان الشريعة

ربنا يستر.. خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيجاوب بفهلوة في المسائل الدينيةخالد الجندي: 5 مقاصد و3 مصالح لتحديد الحكم الصحيح في الفتوىالشيخ خالد الجندي: قاعدة الضرر يزال مفتاح استقرار المجتمعهل تفسير الأحلام علم شرعي؟.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدلخالد الجندي: من يُحلّل الخمر أو الحشيش فقد غاب عنه المخ الصحيح .. فيديوخالد الجندي: مشاهد يومك قد تقودك إلى الجنة أو النار.. وفرغ قلبك لله وقت العبادة

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الفقيه الحقيقي يزن الأمور بميزان الشريعة من حيث المشقة والبدائل والظروف النفسية والاجتماعية، ويتعامل مع تعنت الزوج أو الزوجة، ويُقدّر المآلات، ويفهم روح النص وظروفه ومقاصده، قائلاً: "هذه مهارات إنسانية وعلمية لا يمكن اختزالها في خوارزمية".

وأكد الجندي أن الذكاء الاصطناعي "سلاح ذو حدين"، موضحًا أنه مفيد في الاستعلامات والمعلومات العامة، مثل الوقت، الوزن، الطول، السعر، المواقع، والمسافات، لكنه لا يقدر على الإحاطة بالقواعد الفقهية الكبرى والمتفرعة، ولا بالأبعاد الأخلاقية والاجتماعية للنصوص الشرعية.

وفي هذا السياق، أشاد الجندي بطرح الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الذي وصفه بأنه "أثار قضية شديدة الأهمية والخطورة" تتعلق بعلاقة الفتوى بالذكاء الاصطناعي، والتي ستكون محورًا رئيسيًا في المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان:  "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي".

وكشف الجندي أن المؤتمر سينعقد يومي 12 و13 أغسطس المقبل، بمشاركة ممثلين من 80 دولة إسلامية، وبرعاية كريمة من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حفظه الله، مشيرًا إلى أن مصر تواصل ريادتها للعالم الإسلامي في ضبط الفتوى وتطويرها بما يتماشى مع الواقع المعاصر دون التفريط في ثوابت الدين.

وتابع: "اللهم احفظ مصر ووفق علماءها ومفتيها، وأيّد رئيسها، واجعل هذا المؤتمر خطوة على طريق حماية الدين والعقل والمجتمع من الفوضى المعرفية والتقنية".

طباعة شارك الشيخ خالد الجندي خالد الجندي الفتوى الذكاء الاصطناعي الفقيه الحقيقي الشريعة صناعة المفتي الرشيد المفتي

مقالات مشابهة

  • سجارة مشتعلة توقع بتاجر الشابو المخدر في المعصرة
  • 36 كيس شادو .. ننشر تقرير المعمل الكيماوي في إتجار سائق بالمخدرات بالمعصرة
  • الرباعية تحتاج إلى رباعية !!!
  • الحكم بإعدام قاتل إلهه حسين نجاد بعد قضية هزت الرأي العام في إيران
  • عقوبات أمريكية على أسطول بحري تجاري مرتبط بمسؤول إيراني كبير
  • حضرتك مش محتاج حد.. الشيخ خالد الجندي: علاقتك بالله لا تحتاج وسيطا
  • عاجل | الملك: الأردن سيبقى السند الأكبر لأهل غزة… وغزة تحتاج إلى أردن قوي
  • من قبلي لـ بحري.. مواعيد القطارات اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025
  • خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي لا يُفتي.. والفتوى تحتاج لعقل راجح