غرام جامعي مع البنتاغون
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
يحق لنا نحن العرب ان نتساءل عن سر هذا التوافق السياسي والحربي العجيب والمفاجئ بين الجامعة العربية والبنتاغون. فالجامعة العربية منظمة إقليمية تتولى التنسيق بين البلدان العربية في الشؤون الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية والصحية. اما البنتاغون فهو الواجهة الحربية للولايات المتحدة الامريكية.
لقد تحدثت الجامعة في بيانها الغرامي المتناغم مع التوسع الملاحي الأمريكي في المنطقة على الرغم من علمها ان تواجد تلك القوات الأجنبية في مضيق باب المندب، ومحاولة الاقتراب من المياه الإقليمية العربية، يشكل مصدر قلق لدول المنطقة بشكل عام. .
فقد سارعت أمريكا في الشهر الثامن من هذا العام 2023 وبدعم من الجامعة العربية نحو تعزيز قواتها في البحر الأحمر بإرسال أكثر من ثلاثة آلاف بحار وجندي أمريكي إلى المنطقة، ودخول السفينة الهجومية البرمائية (يو إس إس باتان) وسفينة الإنزال (يو إس إس كارتر هول) البحر الأحمر عبر قناة السويس. وذلك تمهيداً لإحكام قبضتها على مضيق باب المندب. .
مما لا ريب فيه ان هذه السفن الهجومية يمكنها حمل ما يربو على 20 طائرة، بما في ذلك طائرات من نوع (إم في -22 أوسبري)، وطائرات (إي في-8 بي هارير) المقاتلة، إضافة إلى العديد من سفن الإنزال البرمائية. وسوف يبسط الاسطول الامريكي نفوذه على مساحة تزيد على 2.5 مليون ميل مربع من المسطحات المائية، شمال مضيق باب المندب وجنوبه، بضمنها المسطحات الواقعة في خليج عمان وبحر العرب ومقتربات مضيق هرمز. .
اللافت للنظر ان الجامعة لم تتطرق في بياناتها السابقة عن الحصار المفروض على غزة. ولم تتحدث عن تدهور الاوضاع الأمنية في ليبيا والسودان وفلسطين. ولا ندري كيف جاء بيانها متوافقا ومتناغما هذه المرة مع التغلغل الأمريكي المريب في حوض البحر الأحمر الذي يحتضن الاردن ومصر والسعودية والسودان واليمن وجيبوتي والصومال ؟. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات مضیق باب المندب
إقرأ أيضاً:
قناة السويس تتحرك لاستعادة الملاحة.. خفض الرسوم بعد خسائر تجاوزت 10 مليارات دولار
في ظل استمرار تداعيات التوترات الأمنية في البحر الأحمر وتأثيرها المباشر على حركة الملاحة العالمية، اتخذت هيئة قناة السويس خطوة حاسمة تمثلت في خفض رسوم عبور السفن لمدة 90 يوماً، ويأتي القرار في وقت تسعى فيه الهيئة لاستعادة مكانة الممر الملاحي الحيوي الذي يربط الشرق بالغرب، بعد أن تكبّدت خسائر غير مسبوقة تجاوزت عشرة مليارات دولار خلال عام ونصف من الأزمة.
وأعلنت هيئة قناة السويس تخفيض رسوم عبور السفن لمدة ثلاثة أشهر، في خطوة تهدف إلى تشجيع الشركات الملاحية العالمية على العودة لاستخدام الممر الملاحي الحيوي، بعد خسائر كبيرة لحقت بالهيئة بسبب التوترات الأمنية في البحر الأحمر.
وأكد رئيس الهيئة، الفريق أسامة ربيع، أن القرار تمت دراسته منذ فترة، وكان ينتظر توقيتاً مناسباً لضمان تحقيق الأثر المرجو، موضحاً أن الهيئة عقدت مشاورات مع كبار الوكلاء البحريين وشركات الشحن لتنسيق عودتهم إلى القناة.
وأوضح ربيع، في مداخلة هاتفية مع برنامج “يحدث في مصر” على قناة “MBC مصر”، أن شركتي “إيفرغرين” و”ميرسك” شرعتا بالفعل في تعديل جداولهما استعداداً لاستئناف العبور عبر القناة. وتوقع أن تتبعها بقية الشركات الكبرى، لا سيما مع تراجع التهديدات في البحر الأحمر.
وأشار إلى أن القناة تكبّدت خسائر تجاوزت 10.5 مليار دولار خلال عام ونصف نتيجة الظروف الأمنية، معتبراً أن الأزمة الحالية أكثر حدة من تلك التي شهدتها القناة خلال جائحة كورونا، التي لم تُسجل خلالها مثل هذه الخسائر رغم تطبيق تخفيضات مماثلة.
وأكد أن القرار لقي ترحيباً واسعاً من التوكيلات والشركات الملاحية، متوقعاً أن تشهد الأسابيع المقبلة عودة تدريجية لحركة الملاحة.
وفي سياق متصل، نفى ربيع صدور أي قرار بشأن تحصيل رسوم العبور بالجنيه المصري، مؤكداً أن التحصيل مستمر كما هو متبع عالمياً بالعملات الأجنبية، وذلك رداً على شائعات تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونفاها أيضاً المركز الإعلامي لمجلس الوزراء في بيان رسمي.