قطر وملف الأولمبياد 2036: تجسيدٌ لرؤية طموحة وترسيخٌ للمكانة العالمية
تاريخ النشر: 2nd, August 2025 GMT
أكد عضو المجلس البلدي حسن آل سحاق، ، أن المشاركة النشطة والجادّة لدولة قطر في ملف الترشح لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036 ليست مجرد طموح رياضي عابر، بل هي *تتجسّد كرؤية وطنية استراتيجية طموحة*، تهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة كوجهة عالمية رائدة في مجال الرياضة والتنمية المستدامة على حد سواء.
جاء ذلك من خلال تسلّط الضوء على الأبعاد العميقة لاهتمام قطر بهذا الملف العالمي الكبير، مشيرًا إلى أن الدولة تمتلك رصيدًا متميزًا من الخبرات والإنجازات في تنظيم أضخم الأحداث الرياضية الدولية بنجاح لافت، كان أبرزها كأس العالم FIFA 2022، الذي حظي بإشادة عالمية غير مسبوقة على صعيد التنظيم والبنية التحتية والابتكار والإرث المستدام.
وأوضح آل سحاق: "ما تقوم به اللجنة الأولمبية القطرية والجهات المعنية في الدولة هو عمل مؤسسي متكامل يعكس إرادة وطنية وتخطيطًا استراتيجيًا بعيد المدى. استضافة الأولمبياد 2036 ستكون تتويجًا طبيعيًا لمسيرة حافلة من الاستثمار في الرياضة كرافد أساسي للتنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية، وكتحفة ثقافية تعكس هوية قطر وتفتح نوافذها على العالم."
وأبرز عضو المجلس البلدي عدة محاور رئيسية تجعل من ترشح قطر مشروعًا وطنيًا جادًا ومتماسكًا:
1. *البنية التحتية الفائقة:* امتلاك قطر لمرافق رياضية عالمية المستوى، بعضها صُمم خصيصًا لأحداث كبرى مثل كأس العالم، مع شبكة مواصلات متطورة ومدينة متكاملة مثل اللوسيل، يوفر أساسًا متينًا يقلل من الحاجة لاستثمارات ضخمة جديدة ويركز على الإرث المستدام.
2. *الخبرة التنظيمية المثبتة:* أثبتت قطر قدرتها الفائقة على إدارة وتعظيم الاستفادة من الفعاليات الكبرى، مع تركيز واضح على الابتكار في تجربة الجماهير وضمان أعلى معايير الكفاءة والأمن والراحة.
3. *رؤية الإرث المستدام:* لن يكون الهدف مجرد استضافة ناجحة للألعاب، بل ضمان إرث دائم يعود بالنفع على المجتمع القطري وشعب المنطقة. وهذا يتجلى في التخطيط لتحويل المرافق لخدمة الرياضة المجتمعية، وتعزيز السياحة الرياضية، ومواصلة تنمية الكفاءات البشرية الوطنية في المجالات المرتبطة بالحدث.
4. *الالتزام بالاستدامة والشمولية:* ستواصل قطر نهجها الرائد في دمج مفاهيم الاستدامة البيئية في جميع مراحل التخطيط والتنظيم، مع التأكيد على المساواة وتمكين المرأة وضمان دورة بارالمبية استثنائية تترك أثرًا إيجابيًا في نظرة المجتمع للإعاقة.
5. *الانسجام مع رؤية قطر الوطنية 2030:* يمثل ملف الترشح تجسيدًا حيًا لأركان رؤية قطر الوطنية، خاصة في محوري التنمية البشرية والاقتصادية، من خلال خلق فرص عمل وتنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة قطر الدولية كمركز جذب للاستثمارات والسياحة الرياضية
واختتم العضو حسن آل سحاق تصريحه بالقول: "المشاركة في ملف 2036 هي رسالة ثقة من قطر بقدراتها وإمكاناتها، وإعلانٌ للعالم عن استمرار مسيرتها نحو المستقبل بخطى ثابتة. إنها فرصة تاريخية ليس فقط لتقديم دورة أولمبية استثنائية في قلب المنطقة، بل لتعزيز التفاهم الثقافي وترك إرث إنساني ورياضي وتنموي مستدام يخدم أجيالًا قادمة، ويرسخ بالفعل مكانة دولتنا الحبيبة كقطب رياضي ووجهة تنموية عالمية بامتياز."
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتذوق طعم المرار في المحافل الرياضية
مهما قتلوا الأحلام سعياً منهم انها لم تكتمل، بفعل سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة التي توثقها 75 عامًا من الاحتلال، إلا ان اسمها مازال يتردد في صدى الملاعب، وأصبح الجميع يتعاطف معها رغم أنف أعداء الإسلام، لتظل القضية الفلسطينية عناصراً غير خفي في مدرجات المستطيل الأخضر، وهو ما ظهر جلياً في توقف أكتوبر الجاري.
وتحوّل ملعب "أوليفال" في العاصمة أوسلو إلى ساحة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بعدما رفعت الجماهير النرويجية الأعلام الفلسطينية وهتفت لفلسطين خلال مباراة منتخب بلادها أمام إسرائيل ضمن تصفيات أوروبا لمونديال كأس العالم 2026، في مشهد إنساني لافت جمع بين الرياضة والموقف الإنساني الأخلاقي.
فبعد وأثناء وقبل انطلاق المباراة، رفع المشجعون علما فلسطينيا ضخما في المدرجات تضامنا مع غزة، كما حملوا بطاقات حمراء وهتفوا بشعارات مثل "حرروا فلسطين" أثناء عزف النشيد الوطني الإسرائيلي، في إشارة واضحة إلى رفضهم لمشاركة كيان الاحتلال في المنافسات والمحافل الدولية.
فإذا كان النشيد الوطني هو رمزاً قوميا للبلدان، فكيف يتم خلال عزف نشيد تل أبيب، ان يدوي صيحات الاستهجان، فيما عُرضت ورفرفت أعلام فلسطينية كبيرة بجانبها لافتات كتب عليها "دعوا الأطفال يعيشون"، في إشارة إلى التعاطف مع صغار غزة الذين قتل منهم أكثر من 18 ألف طفل ضمن مايزيد عن 67 ألف شهيد نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023.
رياضياً، حقق المنتخب النرويجي فوزا مذلاً بخماسية نظيفة على نظيره الإسرائيلي، ولكن المغزى لنا ليس معنياً بقرب تأهل رفاق هالاند إلى مونديال 2026،
لكن الانتصار الرياضي لم يكن الحدث الأبرز، فقد انصبّ اهتمام الكثيرين على مظاهر التضامن الجماهيري الواسعة مع الفلسطينيين، بعدما انتشرت مقاطع الفيديو التي وثقت هذا الموقف على نطاق واسع، وحظيت بتفاعل كبير من النشطاء الذين اعتبروا المشهد رسالة إنسانية عالمية تؤكد أن الرياضة قد تكون منبرا للعدالة، بعيدا عن الاعتبارات السياسية.
فإسرائيل أصبحت رمزا للعدوان والعنصرية، وأن الضغوط الشعبية في الغرب تتزايد على النخب السياسية الأوروبية تحديداً، لاتخاذ مواقف حقيقية ضد الكيان الصهيوني، ولم تفلح غطرسة الولايات المتحدة في حماية صورة إسرائيل أمام الرأي العام الغربي.
فما حدث في أوسلو تحول إلى صرخة إنسانية عالمية وموقف تاريخي يتجاوز الرياضة، وأثبت أن الضمير الحر ما زال حيّا، وأن الساحرة المستديرة أحيانا قد تكون أبلغ من السياسة في قول الحقيقة، بعد ان تعرى الكيان الإسرائيلي أمام العالم وكشف زيف رواياته وادعاءاته.
وهناك لطمة أخرى، ولكن من أكبر دولة إسلامية تعداداً، حين أعلنت إندونيسيا الواقعة في جنوب شرق آسيا إنها رفضت منح تأشيرات دخول للاعبي الجمباز الإسرائيليين وسط غضب عارم، مما كلف الرياضيين الإسرائيليين خسارة مكان في بطولة العالم للجمباز الفني التي ستقام هذا الشهر في العاصمة جاكرتا.
رد الاتحاد الإسرائيلي للجمباز على قرار إندونيسيا منع رياضييه من المنافسة في بطولة عالمية بسبب العدوان على غزة، بالطعن واصفا الخطوة التي اتخذتها أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم بأنها مشينة.
ووصف الاتحاد الإسرائيلي، قرار إندونيسيا بأنه "مشين ويبعث على قلق بالغ بشأن نزاهة الرياضة الدولية"، وقالت تل أبيب انها قدمت طعنا مستعجلا إلى محكمة التحكيم الرياضية سعيا لإصدار أمر قضائي للسماح للرياضيين الإسرائيليين، بمن فيهم أرتيم دولجوبيات الحاصل على الميدالية الذهبية الأولمبية، بالمشاركة في البطولة.
وعزت إندونيسيا، التي لا تربطها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، قرارها بمنع الرياضيين إلى اعتراض جماعات مثل مجلس رجال الدين الإسلامي والحكومة المحلية في العاصمة جاكرتا حيث ستقام البطولة اعتبارا من 19 أكتوبر.
وأثار العدوان الإسرائيلي على غزة الذي استمر نحو عامين وأسفر عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، انتقادات شديدة في إندونيسيا والعالم أجمع.