يشهد عام 2025 تظاهرة رياضية استثنائية لمصر، حيث تتألق البلاد على الساحتين الكروية والمائية، مؤكدة مكانتها ودورها الريادى فى المشهد الرياضى العالمى.
بعد سنوات من الترقب والمنافسات الشرسة، حسم منتخب مصر لكرة القدم بطاقة تأهله إلى كأس العالم FIFA 2026، ليشارك الفراعنة فى هذا المحفل الكروى الكبير للمرة الرابعة فى تاريخهم.
جاء تأهل المنتخب المصرى إلى مونديال 2026، المقرر إقامته فى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد فوزه المستحق على منتخب جيبوتى بثلاثية نظيفة ضمن التصفيات الأفريقية، هذا الإنجاز، الذى قاده النجم محمد صلاح، لم يكن مجرد فوز فى مباراة، بل هو تتويج لمسيرة حافلة بالجهد والعمل الجاد، وتأكيد أن الرياضة المصرية تسير بخطى ثابتة نحو العالمية.
التأهل هو مصدر فخر وطنى، ويعكس القدرة على المنافسة وتحقيق الأهداف الكبرى فى أكثر الألعاب شعبية على مستوى العالم. كما أنه يضع كرة القدم المصرية تحت الأضواء العالمية مجددًا، ما يمثل فرصة للجيل الحالى من اللاعبين لكتابة تاريخ جديد للكرة المصرية.
الحلم المصرى أن المشاركة لم تكن مشرفه فقط بل الوصول إلى المربع الذهبى وتحقيق إنجاز عربى فى كأس العالم يضاهى بل يتفوق على الانجاز المغربى فى النسخة السابقة.
فى التوقيت ذاته الذى تحتفل فيه الجماهير بتأهل «الفراعنة» للمونديال، أكدت مصر ريادتها فى الرياضات المائية عبر استضافة بطولة العالم للسباحة بالزعانف، وقد أسند الاتحاد الدولى للغوص مهمة تنظيم هذه البطولة الكبرى للاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ، ما يعكس الثقة الدولية فى قدرة مصر التنظيمية واللوجستية.
شهدت البطولة استقطاب نخبة من السباحين العالميين، خاصة أن مصر أثبتت بالفعل تفوقها فى هذه الرياضة مؤخرًا، محققة نتائج ممتازة فى بطولات عالمية سابقة ومما لا شك فيه أن استضافة مثل هذه الفعالية لا تقتصر أهميتها على الجانب الرياضى فقط، بل هى أيضًا دفعة قوية للسياحة الرياضية، حيث تُبرز جمال المدن الساحلية المصرية وإمكاناتها كوجهة عالمية للفعاليات الرياضية المائية.
الربط بين هذين الحدثين فى عام واحد يجسد أن الحراك الرياضى المصرى لم يعد يقتصر على لعبة واحدة، فبين تألق نجوم كرة القدم على المستطيل الأخضر ونجاح أبطال الزعانف فى المياه، تظهر مصر كدولة قادرة على تحقيق إنجازات رياضية متوازنة.
إن التأهل لكأس العالم والاستضافة لبطولة عالمية فى رياضة أخرى هما وجهان لعملة واحدة؛ كلاهما يعزز صورة مصر كمركز إقليمى ودولى للرياضة، ويدعم جهود الدولة فى تطوير البنية التحتية الرياضية والاهتمام بالكوادر الوطنية.
عزيزى القارئ إنها رسالة واضحة بأن العمل الجاد والمثابرة هما مفتاح النجاح، سواء فى تحقيق حلم المونديال الكروى أو فى رفع علم مصر عاليًا فى بطولات رياضات النخبة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تأهل الفراعنة للمونديال ماذا بعد عادل يوسف منتخب مصر لكرة القدم مونديال 2026
إقرأ أيضاً:
الوجه الآخر للخسارة
ناصر بن سلطان العموري
nasser.alamoori@gmail.com
طرحتُ مقالًا سابقًا في يناير الماضي، بعنوان "كيف نرتقي بالرياضة؟ كرة القدم أنموذجًا"، وجاء تحديدًا عقب خسارة المنتخب الوطني في المباراة النهائية لكأس الخليج السادسة والعشرين أمام شقيقه البحريني، والتي أقيمت في دولة الكويت الجميلة، وطرحت خلال المقال عددًا من المقترحات التي رأيت من وجهة نظري أنها قد تسهم بشكل وبآخر في رقي كرة القدم العُمانية.
وبعدها بعشرة أشهر من كتابة المقال ومنذ عدة أيام جاءت الخسارة الأكثر فداحة في تاريخ الكرة العُمانية وهي الإخفاق في التأهل المباشر لكأس العالم، بعد الخسارة أمام الشقيق الإماراتي الخسارة واردة في عالم كرة القدم، ولكن فرصة التأهل لكأس العالم قد لا تأتي مرة أخرى.
ولكن دعونا- أعزائي القراء- أن ننظر للوجه الآخر للخسارة، فإذا نظرنا بعين العقل والمنطق بعيدا عن التكتيك الرياضي والخطط وتحليل أحداث سير المباراة، هل نحن بالفعل نستحق التأهل للبطولة الرياضية الأهم في العالم؟! فالحماس والعزيمة والقتالية مطلوبة، لكن ليست هي كل شيء؛ فهناك دول أعدت العدة؛ لذلك منذ سنين طوال وأصبحت كرة القدم لديها صناعة قائمة بحد ذاتها على جميع الأصعدة من ناحية البنية الرياضية التحتية فيما يتعلق بالمنشآت الرياضية التي تسهم في رقي الرياضة وتوفر الدعم الحكومي اللامحدود وشراكة القطاع الخاص بشكل كبير، أضف إلى ذلك تطوير منظومة الإعلام الرياضي لترتقي الى ما تم إنجازه وتطوير المنافسات المحلية لديهم لتصل لمستوى الاحترافية؛ مما جذب جماهير كبيرة مساندة، وبعد كل هذا استقطاب عدد من المحترفين ذوي المستوى العالي؛ مما اسهم في زيادة التشويق والمتعة الكروية؛ بل والتسويق الرياضي وتسليط الأضواء على البلد بشكل عام وعلى الرياضة بشكل خاص.
فماذا أعددنا نحن في سلطنة عُمان؟
أعتقد أنه ينقصنا الكثير والكثير للوصول لمثل هذا المستوى، والاولى هنا ان نصلح البيت من الداخل أولا قبل كل شيء وأن تكون هناك خطة لصناعة رياضة عُمانية على أعلي مستوي ابتداءً من إعطائها الأولويات فيما يتعلق بالدعم الحكومي ومشاركة القطاع الخاص كجزء أصيل من المنظومة مشاركة فعّالة مرورًا الى تطوير وتحسين البنية الرياضية المتهالكة لدينا، ولا يتأتى ذلك إلّا بدعم الأندية وبما سوف يعكسه ذلك على إفراز اللاعبين الموهوبين والتي لا تخلوا منهم السلطنة والجزء الأهم هو تأهيل الخامات الرياضية لدينا والاستفادة لما وصلت إليه دول الجوار من رقي في صناعة الرياضة لكي نبدأ من حيث انتهى الآخرون.
باختصارٍ.. لا نجامل أنفسنا الواقع يقول إننا سنظل بعيدين عن حلم التأهل لكأس العالم، ما دام واقع الرياضة لدينا مثلما هو عليه الآن، فنحن نفتقد لصناعة حقيقية للرياضة تقودنا للمحافل العالمية بكل امتياز.
رابط مختصر