مفاجآت قمة شرم الشيخ للسلام ‏

اتجهت أنظار العالم اليوم الاثنين الموافق 13 أكتوبر 2025 إلى مدينة السلام "شرم الشيخ" حيث تنعقد بها قمة تاريخية شارك فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولفيف من القادة والزعماء العرب بدعوة من الجانب المصري في وقت شديد الحساسية، حيث تهدف هذه القمة إلى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط لاسيما قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية استمرت على مدار عامين بسبب العدوان الإسرائيلي الذي قضى خلال هذه الفترة على الحجر والشجر، وتأتي هذه القمة تزامناً مع اعتراف عدد كبير من دول العالم بالدولة الفلسطينية، كما تزامنت أيضاً مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام والمتضمنة 21 بند، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إطلاق المرحلة التالية من خطتها للسلام، بعد بدء طرفي الأزمة "حركة حماس - وإسرائيل" في البدء في تبادل الأسرى والمحتجزين لدى كل منهما، ويأتي حرص الإدارة الأمريكية على المشاركة في هذه القمة بما يضمن التوصل لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، ووضع ترتيبات ما بعد الحرب في قطاع غزة، و بما يتعلق بالحكم والأمن وإعادة إعمار غزة.

فيما تأتي قمة شرم الشيخ من أجل السلام في غزة على خلفية التطورات الميدانية وتباين المواقف والرؤى حول خطة ترامب للسلام، ما يجعل اجتماعات شرم الشيخ محطة حاسمة لاختبار جدية الأطراف في الوصول إلى سلام يضع حدًا لمعاناة المدنيين ويفتح أفقًا لحل سياسي شامل.

ورغم تمسك الإسرائيليين بإزاحة ما تبقى من عناصر حركة حماس من قطاع غزة بعد الحرب، بينما أعلنت حماس في وقت سابق تمسكها بسلاحها.

ووسط هذا الركام الذي غطى معالم قطاع غزة المكلوم يبحث الكثير عن تساؤلات تحتاج إلى إجابات شافية تمثلت في: ما هو المطلوب دوليًا لإنجاح خطة ترامب؟ وما السبيل لتفادي أي عقبات متوقعة لإكمال الخطة الأميركية والانتقال بها من المرحلة الأولى إلى الثانية ثم الثالثة؟ وما هي الضمانات التي تؤمن تحقيق السلام إلى مناطق أخرى في المنطقة بعد غزة مع تنفيذ خطة ترامب مستقبلاً؟

شهدت الترتيبات التي سبقت انطلاق أعمال قمة شرم الشيخ للسلام عدة مفاجآت تم رصدها في هذه السطور:

أولاً: عزوف العديد من الدول المشاركة في فعاليات هذه القمة حتى بتمثيل على المستوى الوزاري، ولعل أبرزها "إيران".

ثانياً: اعتبر مغردون أن مجرد توجيه الدعوة الى رئيس الوزراء الإسرائيلي لحضور فعاليات القمة تعد هدية لإسرائيل.

ثالثاً: اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المشاركة في قمة السلام بشرم الشيخ، معللاً ذلك بسبب الأعياد الدينية، وكان الرئيس ترامب قد اقترح مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذه القمة خلال اتصاله الهاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي".

رابعاً: إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم، أمام الكنيست الإسرائيلي عن علاقة عائلته الوثيقة مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن ابنته إيفانكا ترامب اعتنقت الديانة اليهودية من شدة حبها لإسرائيل، وأضاف: "لم أكن أعرف أن ذلك سيحدث".

خامساً: طرد نائبان في الكنيست الإسرائيلي من قاعة الكنيست خلال خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن رفعا لافتة كُتب عليها "اعترفوا بفلسطين"، وفقًا لمتحدث باسم الكنيست، حيث شهدت قاعة الكنيست الإسرائيلي، مشادات حادة واشتباكات بالأيدي أثناء خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما قاطع عدد من أعضاء الكنيست كلمته، ما استدعى تدخل عناصر الأمن لإخراج أحد النواب بعد اشتباكه لفظيًا مع الحضور.

سادساً: حمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدارتي الرئيسين السابقين باراك أوباما وجو بايدن مسؤولية النزاع في أوكرانيا، وقال ترامب للصحفيين على متن طائرته المتجهة إلى الشرق الأوسط، يوم الأحد: "لو كان هناك رئيس لا بأس به، ليس رئيس عظيم مثلي، لما كان هناك نزاع بين روسيا وأوكرانيا".وأردف: أود أن أقول إن هذه كانت سياسة سيئة لبايدن وأوباما.

وقبيل انطلاق أعمال قمة شرم الشيخ للسلام بدأ الصليب الأحمر في تفعيل خطة مبادلة الأسرى والمحتجزين بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث غادرت بعض الشاحنات سجن عوفر ووصلت بعد ذلك بوقت قصير إلى رام الله بالضفة.

ووفق الخطة التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تُفرج إسرائيل عن 250 أسير فلسطيني، إضافة إلى إطلاق سراح 1718 معتقلاً كانوا محتجزين في إسرائيل دون تهمة منذ بدء الحرب على غزة، ومن ثم فقد تم نقل المجموعة الثانية والأخيرة من الرهائن الأحياء من الصليب الأحمر إلى الجيش الإسرائيلي، كما نقل الرهائن الثلاثة عشر إلى قاعدة رعيم العسكرية.

ومن المنتظر أن تهدي الرئاسة المصرية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قلادة النيل تقديراً لاسهاماته في دعم جهود السلام على خلفية دوره المحوري في وضع حد الحرب في غزة والتي استمرت على مدار عامين كاملين.

المصدر: الأسبوع