هل يجوز مقاطعة حماتي لأنها أساءت لي؟.. داعية إسلامي يجيب
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
هل يجوز مقاطعة حماتي لأنها أساءت لي.. ورد سؤال لبرنامج فتاوى الأزهر يقول صاحبه “هل يجوز مقاطعة حماتي لأنها أساءت لي”
ومن جانبه، قال الدكتور سعيد عامر مساعد الأمين العام لمجمع الشئون الإسلامية لشئون الدعوة والإعلام الديني بجمع البحوث الإسلامية أنه لا يجوز لزوجة الابن مقاطعة الحماة بشكل مباشر بسبب ما حدث بينهم من خلافات.
وأضاف «عامر» خلال رده على سؤال “هل يجوز مقاطعة حماتي لأنها أساءت لي"، أنه يجب على الزوجة الإحسان إلى أم زوجها حتى ولو أساءت إليها لتثاب وتؤجر مشيرا إلى أن ما تفعله سيرد لها من زوجه ابنها فيما بعد فينبغي عليها الرحمة والمغفرة والعفو والتسامح والله سيجازيها خيرا على ما تفعل .
أكد الدكتور محمود شلبي أمين عام الفتوى بدار الإفتاء أنه يجوز تجنب الزوجة للحماة في حال حدوث مشاكل كبيرة وصراعات بين الطرفين ولكن ليس مقاطعتها فيكون التعامل في حدود بين الطرفين وليست قطيعة وذلك تجنبا للمشاكل التي قد تؤدي الى الانفصال.
وأوضحت الإفتاء، فى إجابتها عن سؤال: «ما هى حدود العلاقة بين المرأة وأم زوجها وحكم مقاطعتها؟»، أن علاقة المرأة بأم زوجها وإخوته هي من باب البر وحسن المعاشرة بينها وبين زوجها في حدود الطاقة، وبما لا يعود عليها بالضرر في دينها أو دنياها.
وأضافت أن العلاقة بين الزوجة وحماتها لا قيود لها طالما أنها لم تفسد عليها مقصودها وواجبها؛ وهو الحفاظ على بيتها، ولا يجب عليها شيءٌ، بل هو من باب الإحسان والتفضل للوصول إلى الغرض المشار إليه مع النية الطيبة.
وتابعت: "فإنْ تَرَتَّبَ على هذه العلاقة متاعب نفسيةٌ أو بدنيةٌ أو دينيةٌ أو ماديةٌ لا تُحتمل؛ فلتقصر هذه العلاقة في نطاقٍ لا يعكس عليها أضرارًا من هذا القبيل، ولا إثم عليها في ذلك".
ونصحت الدار المرأة فى هذه الحالة بأن تحاول توصيل عجزها عن المزيد إلى زوجها؛ ليتفهم ذلك ولا يسيء الظن بها، ولْتستعن في ذلك بقول الله تعالى:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» (سورة البقرة: الآية 153).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأهل
إقرأ أيضاً:
مصر لا تفتح حدودها بالفوضى… ولا تُغلق قلبها عن غزة
في زمنٍ تطغى فيه الفوضى على المنطق، وتضيع الحقائق تحت ركام الشائعات والدعايات المسمومة، يصبح من السهل أن تُوجّه الاتهامات جزافاً، ويُلقى على مصر من الباطل ما لا تحتمله الوقائع. في زحام هذا التزييف، برزت أقلام اعتادت الاصطياد في الأزمات، تحاول عبثاً تحويل مصر من داعم أصيل إلى متهم زائف. ذلك الانزلاق الأخلاقي والسياسي لم يكن إلا محاولة واهنة للنيل من دولة لم تتخل يوماً عن قضيتها المركزية، ولم تساوم على ثوابتها. فالقاهرة تتحرك بمنطق الدولة، وتحتكم لسيادة القرار، لا تُربكها الضغوط، ولا تستفزها حملات التشويه، لأنها تدرك هويتها، وتُحسن قراءة اللحظة، وتفعل حين يكون الفعل أبلغ من كل خطاب.
معبر رفح ليس بوابة عاطفية تُفتح تحت ضغط الأصوات المرتفعة، بل منفذ سيادي تُديره مؤسسات دولة تُدرك معنى القرار المسؤول وتتحمل تبعاته. الموقف المصري بعدم فتح المعبر بشكل شامل وعشوائي لم يكن تنصلاً من الدعم، بل حماية لحدودها من الانفلات، ورفضاً قاطعاً لتحويل سيناء إلى امتداد لأزمة لا تملك مصر مفاتيحها. فالجانب الفلسطيني من المعبر يخضع لسلطة احتلال تتحكم في المرور، وتمنع الإغاثة، وتقصف الطرق، بينما تُتهم القاهرة زوراً بأنها تُغلق الأبواب. من يطالب مصر بفتح الحدود دون قيد، إنما يدعوها فعلياً للمشاركة في مشروع تهجير تُحاك تفاصيله في العلن، متجاهلاً أن معبر رفح لم يُغلق يوماً من جانبها، وأن التعطيل الحقيقي مصدره من يحتل الأرض ويتحكم في مفاصلها.
مصر ليست ساحة لتصفية الحسابات، ولا متنفساً لغضب خارجي، بل دولة تُدير حدودها بعقل السيادة، وتقدم الدعم بالفعل لا بالضجيج. آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية تدفقت عبر رفح، الجرحى وُضعوا تحت الرعاية الطبية، والمستشفيات الميدانية أنشئت في قلب الأزمة، والطائرات أغاثت من السماء… وكل ذلك بصمت، لأن مصر لا تعلن دعمها… بل تنفذه. وكأنها تقول للعالم: صوت غزة لن يُسكت ما دامت مصر حاضرة.
وفي لحظة بالغة الحساسية، جاء بيان وزارة الخارجية المصرية ليضع النقاط على الحروف، ويوثق الحقائق في وجه حملات التزييف الممنهجة. المعبر المصري لم يُغلق، والتنسيق مستمر، والعبور مرهون بالسيطرة، لا بالفوضى. أما الطرف الذي يمنع ويفرض ويقصف، فهو ذاته الذي يُمسك بالمفاتيح ويتحكم في المعابر. حقيقة واضحة، لكن يتم التعمية عنها عمداً في ضجيج الاتهامات الجاهزة والتضليل المتعمد.
مصر لا تنتظر عرفاناً، ولا تسعى للأضواء، إنها دولة تُعرف نفسها بالفعل لا بالتصفيق، وتفرض حضورها بما تنجزه لا بما تروج له. لا تبتز ولا تُبتز، ولا تساوم على الثوابت ولا تتنازل عن السيادة. تدعم القضية الفلسطينية لأنها مسؤولية تاريخية متجذرة في وجدانها، لا ورقة تفاوض عابرة. وهي وتحمي أمنها لأنها تدرك أن السيادة لا تُجزأ، ولا تُدار بالمجاملات. ومن يطلب منها التخلي عن هذه المبادئ، فليبحث له عن وطن بلا حدود.مصر لا تُغلق أبوابها، لكنها تفتحها بمنطق الدولة، لا استجابة للضغط أو المزايدات. تمارس دورها كما يليق بدولة تعرف ثقلها الإقليمي ومسؤولياتها الاستراتيجية. ومن لا يُدرك كيف ترتبط جغرافيتها بأمنها القومي، لن يفهم لماذا تقف القاهرة بهذا الحزم والاتزان.
أما دعمها لغزة، فلم يكن يوماً استثناءَ ظرفياً، بل نهج ثابت تجسد في الحرب كما في الإعمار، في ممرات الإغاثة كما في جهود التهدئة، وفي المبادرات التي تُطلق بصمت حين تُغلق كل الأبواب.
تلك هي مصر… لا ترفع صوتها عبثاً، ولا تصمت ضعفاً. حين تتكلم تُنجز، وحين تصمت تُمهد لما هو أعظم.
اللهم كن لغزة وأهلها عوناً ونصيراً، وادفع عنهم البلاء والعدوان، واربط على قلوبهم كما ربطت على قلوب الصابرين.