“انهيار” الزيارات الإلكترونية.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي معادلة الإعلام الرقمي؟
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
مع إدماج الملخصات التي يُنتجها الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث، تراجعت حاجة المستخدمين إلى النقر على روابط المواقع الأصلية.
تشير تقديرات منصة “Similarweb” المتخصصة في تحليلات البيانات الرقمية إلى أن حركة البحث العالمية عبر الإنترنت تراجعت بنسبة 15% خلال العام الماضي، ويعود السبب الرئيس إلى البحث بالذكاء الاصطناعي.
تقرير صدر مؤخرًا عن مركز “بيو” للأبحاث أكد أن مستخدمي غوغل الذين يرون ملخصًا مولدًا بالذكاء الاصطناعي أقل ميلًا للنقر على الروابط الخارجية مقارنة بمن لا يرون هذه الملخصات، وأن النقر على الروابط المضمّنة داخلها نادر للغاية (لا يتجاوز 1% من الحالات). كما أظهرت بيانات “Similarweb” أنه خلال العام التالي لإطلاق ميزة “Google AI Overviews” في مايو 2024، ارتفعت نسبة عمليات البحث الإخباري التي لا تشهد أي نقر على الروابط من 56% إلى نحو 69%.
بداية هذا الشهر، قدّم تحالف الناشرين المستقلين شكوى لمفوضية الاتحاد الأوروبي يتهم فيها غوغل بأن ملخصات “AI Overviews” سببت ولا تزال تسبب “أضرارًا جسيمة للناشرين”، بما في ذلك المؤسسات الإخبارية، من حيث “فقدان الزيارات والقراء والإيرادات”.
تسابق غوغل الزمن لاختبار وإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي جديدة ضمن منظومة البحث، في مواجهة منافسة متزايدة من شركات مثل “OpenAI” و”Perplexity”.
في مايو الماضي، أطلقت الشركة وضع “AI Mode”، وهو واجهة محادثة شبيهة بـ “ChatGPT” تقدم إجابات مركبة مع روابط للمصادر.
طورت ميزات أخرى مثل “Audio Overviews” (ملخصات صوتية) و”Search Live” (بحث صوتي تفاعلي).
الأسبوع الماضي، طرحت ميزة “Web Guide” التي تنظم نتائج البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي في مزيج بين البحث التقليدي والبحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
كما بدأ دمج الملخصات في خدمة “Google Discover” على هواتف أندرويد و”iOS”.
هذه الابتكارات تأتي ضمن محاولة غوغل الحفاظ على ريادتها، في وقت تدفع فيه التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى منافسة شرسة تهدد هيمنتها التاريخية على مجال البحث والتصفح.
اعتماد متبادل رغم الخلاف
رغم الضرر الذي يلحق بالناشرين، لا تستطيع غوغل الاستغناء عنهم تمامًا، إذ تعتمد منتجاتها – مثل معظم شركات الذكاء الاصطناعي – على الوصول إلى محتوى عالي الجودة ومحدث. تحليل أجرته “Muck Rack” أظهر أن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تستشهد بالمحتوى الصحافي في 49% من الإجابات على أسئلة تتعلق بأحداث حديثة.
بعد سنوات من تجنب توقيع اتفاقات ترخيص مع المؤسسات الإعلامية – حيث لديها صفقة معلنة واحدة فقط مع وكالة أسوشيتد برس – تسعى غوغل الآن للتعاون مع نحو 20 مؤسسة إعلامية في مشروع متعلق بالذكاء الاصطناعي لم تكشف تفاصيله، كما دخلت في شراكات مع وسائل منها “The Economist” و”The Atlantic” لإدراج محتواها في أداة البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي “NotebookLM”.
في محاولة لدعم الناشرين ماليًا، أطلقت غوغل الشهر الماضي ميزة “Offerwall”، التي تتيح خيارات متنوعة للدفع مقابل المحتوى، مثل رسوم صغيرة لكل مقال، أو مشاهدة الإعلانات، أو إكمال الاستطلاعات. لكن محللين أشاروا إلى أن هذه النماذج جُرّبت سابقًا ولم تحقق نجاحًا يُذكر.
استراتيجيات جديدة للناشرين
يرى بعض الناشرين أن التراجع الحاد في الزيارات مؤشر على ضرورة التقليل من الاعتماد على غوغل. يقول نيكولاس تومبسون، الرئيس التنفيذي لمجلة “The Atlantic”، لصحيفة وول ستريت جورنال: “غوغل تتحول من محرك بحث إلى محرك إجابة.. علينا تطوير استراتيجيات جديدة”.
هذه الاستراتيجيات تشمل المطالبة بتعويضات من شركات الذكاء الاصطناعي مقابل استخدام المحتوى، وتوسيع القنوات المباشرة للوصول إلى الجمهور عبر الاشتراكات والنشرات البريدية والفعاليات والعضويات والتطبيقات.
وفي مقالة بموقع “Wired”، كتبت كاتي دروموند أن الحل لما أسمته “أبوكاليبس الزيارات” بسيط: “الحيلة هي أن نربط بين البشر الذين يصنعون الصحافة والجمهور البشري”.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل سيهتم الجمهور بما يكفي للحفاظ على الصحافة حية في عصر الذكاء الاصطناعي؟.
يورو نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الداخلية ترفد قطاع “البحث والتحقيقات” بالدفعة الثالثة “صور”
صنعاء|يمانيون
احتفت الإدارة العامة للتدريب والتأهيل بوزارة الداخلية، اليوم، بتخريج الدفعة الثانية في مجال البحث والتحقيقات من مدرسة الشهيد طه المداني لتدريب الشرطة.
وفي الحفل، أشار نائب وزير الداخلية اللواء عبد المجيد المرتضى إلى أهمية الدورات النوعية في تأهيل رجال الأمن بمختلف المجالات، سيما مجال البحث والتحقيقات، مؤكداً أن الغاية من العمل الأمني هي خدمة الوطن، وحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، والإحسان إلى المواطنين من خلال الحفاظ على أمنهم وسكينتهم.
وحثّ الخريجين على تكريس جهودهم لحماية أمن الوطن واستقراره، وإحباط المخططات التي تستهدف زعزعة السكينة العامة، داعياً إياهم إلى تجسيد المسؤولية الدينية والتحلي بالحكمة في تعاملهم مع المواطنين.
وأكد اللواء المرتضى أن المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد تتطلب من رجال الأمن مضاعفة الجهود، والارتقاء بمستوى الأداء من خلال الاستمرار في التدريب والتأهيل لمواكبة التطورات الأمنية وإفشال المؤامرات التي تستهدف الوطن، مشدداً على ضرورة رفع مستوى اليقظة والحس الأمني، والتحلّي بالأخلاق العالية التي تعكس الصورة الحقيقية لرجل الأمن.
وأوضح أن هذه الدفعة ستُسهم في رفع الجاهزية الأمنية لمعركة العزة التي يخوضها الشعب اليمني وقيادته الحكيمة في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، مؤكداً أن اليمن يثبت يومًا بعد آخر موقفه المبدئي والثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، انسجاماً مع انتمائه الإسلامي والتزامه بالثقافة القرآنية.
وفي الحفل الذي حضره وكيل وزارة الداخلية لقطاع الموارد البشرية والمالية اللواء علي الصيفي، بارك مدير عام التدريب والتأهيل اللواء عبد الفتاح المداني تخرّج الدفعة الثانية، مشيداً بالمستوى الذي ظهر به الخريجون خلال الدورة التي استمرت 21 يوماً، تلقوا خلالها برامج تدريبية متخصصة في مجالات البحث والتحقيقات، إضافة إلى المهارات الأمنية والقتالية، والتزود بالثقافة الإيمانية، ما يجعلهم على استعداد للانتقال إلى ميادين العمل ومواجهة التحديات.
من جهته، عبّر الخريج وليد حرمل في كلمة الخريجين عن الشكر والتقدير لإدارة التدريب والتأهيل ومدرسة الشهيد طه المداني والمدربين، على ما بذلوه من جهود في سبيل إكسابهم المهارات والمعارف اللازمة لأداء واجباتهم الأمنية، مؤكداً جاهزية الخريجين لتنفيذ مهامهم بأمانة ووعي وبصيرة.
وفي ختام الحفل الذي حضره، مدير عام المباحث الجنائية العميد أحسن حجازي، ومدير عام المشاريع العميد محمد شباب، ومدير عام الإمداد والتموين العميد أسامة مفضل تم تكريم الأوائل من الخريجين بشهادات تقديرية.