النعمان قرية مقدسية تواجه شبح النكبة
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
النعمان قرية فلسطينية تقع شمال شرق مدينة القدس المحتلة، يقال إنها سميت على اسم الرحالة النعمان بن بشر، احتلها الجيش الإسرائيلي عام 1967 وضم أجزاء منها.
منذ عام 2022 يعيش سكان القرية في عزل شبه تام مفصولين عن القدس من ناحية وعن الضفة الغربية من الناحية الأخرى، وذلك بسبب جدار الفصل الإسرائيلي.
الموقعتقع قرية النعمان شمال شرق مدينة القدس، وتحدها جنوبا مدينة بيت لحم التي تبعد عن مركزها نحو 4.
تحدها من الشرق أراضي قرية الخاص، ومن الشمال أراضي بلدة صور باهر المقدسية، ومن الغرب والجنوب بلدة بيت ساحور التابعة لمدينة بيت لحم.
تقع القرية على تلة عالية على ارتفاع 576 مترا فوق سطح البحر.
التاريخ
أنشئت القرية عام 1900، وتحديدا في أواخر عهد الدولة العثمانية، وتعود أصول سكانها إلى عرب التعامرة، وكان عددهم يقدر وقتها بالعشرات.
وقعت تحت حكم الانتداب البريطاني كبقية المناطق الفلسطينية حتى عام 1948، ثم احتلتها العصابات الصهيونية، وفي أوائل خمسينيات القرن الـ20 أتبعت للحكم الأردني حتى حرب النكسة عام 1967 عندما عاودت إسرائيل احتلالها مرة ثانية.
في عام 1967 سجلت إسرائيل سكان القرية بوصفهم سكانا في الضفة الغربية، وبذلك لم تصدر لهم بطاقات هوية إسرائيلية كما هو الحال مع معظم الفلسطينيين سكان المناطق التي ضمتها إسرائيل، مما دفع السكان إلى التوجه لوزارة الداخلية الإسرائيلية بطلب تسجيلهم بصفتهم مقدسيين، لكن جميع طلباتهم قوبلت بالرفض.
في عام 1994 أنشأ سكان القرية مجلسا قرويا خاصا بهم لمواجهة مخططات الاحتلال، ويتكون من 5 أعضاء تعينهم السلطة الوطنية الفلسطينية.
تتبع القرية تاريخيا لمحافظة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة، لكن بعد إقامة الجدار العازل عام 2002 ضمها الاحتلال إلى بلدية القدس.
التسميةيروى أن القرية سميت بهذا الاسم نسبة إلى الرحالة النعمان بن بشر الذي أقام فيها واتخذها منطلقا لبعض رحلاته.
المساحةتبلغ مساحة القرية نحو 1474دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، منها 1294 دونما هي أراض قابلة للزراعة و31 دونما مخصصة للبناء.
السكان
بلغ عدد سكان القرية عام 2007 نحو 282 نسمة، بحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني، وتناقص عددهم بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، فقد بلغوا 111 نسمة في إحصاء عام 2017، وسنة 2021 بلغوا 121 نسمة، وفي إحصاء 2024 بلغوا 129 نسمة.
إعلانويتألف سكان قرية النعمان من عدد من العائلات، أبرزها عائلة حميدان وعائلة حمدان وعائلة درعاوي وعائلة ربيعة وعائلة شواورة.
ولهذه العوائل صلات متنوعة مع عوائل القدس وبيت لحم، وقد حافظت على علاقات اجتماعية واقتصادية واسعة معها.
الاقتصادمثل باقي قرى القدس اعتمد سكان القرية على الزراعة مصدرا أساسيا لمعيشتهم، كما يعمل جزء منهم في الرعي، وآخرون يعملون في مهن مختلفة في الداخل الفلسطيني المحتل.
التعليم والصحةتوجد في القرية مدرسة حكومية مختلطة، وهي مدرسة النعمان الأساسية المختلطة، وتديرها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وليس فيها أي مدارس خاصة.
ونظرا لعدم وجود مدارس ثانوية في القرية فإن طلبة المرحلة الثانوية يتوجهون إلى مدارس القرى المجاورة لاستكمال تعليمهم.
كما لا توجد في القرية سوى روضة أطفال واحدة، وهي روضة الفردوس، وتشرف على إدارتها جمعية خيرية.
وتفتقر القرية إلى المرافق الصحية، إذ لا يوجد في ها أي مركز صحي، مما يدفع السكان للتوجه إلى مدينة بيت لحم.
في يونيو/حزيران 1967 احتلت إسرائيل قرية النعمان، وبعد اتفاق أوسلو عام 1993 ضمت جزءا من أراضيها لإبلا بلدية الاحتلال في القدس.
بعدها بعام أصدر الاحتلال قرارا بمنع سكان القرية من البناء فيها بأي شكل من الأشكال، بدعوى أنها تقع ضمن حدود بلدية الاحتلال في القدس.
عام 2002 عزل جدار الفصل الإسرائيلي القرية عن مدينة القدس مع أنها تقع داخل حدود بلدية الاحتلال، ونصبت إسرائيل في بداية عام 2006 حاجزا عسكريا على المدخل الجنوبي الشرقي للقرية اسمه "مزموريا" تحرسه طوال اليوم عناصر الجيش الإسرائيلي، وهو ما قيّد حركة سكانها.
في عام 2004 قدّم سكان القرية التماسا إلى المحكمة الإسرائيلية العليا لتفكيك مقطع الجدار الذي يمر من قريتهم، أو منحهم الهوية التي تمنحها إسرائيل لسكان القدس، لكن إسرائيل رفضت ذلك، كما رفضت التماسا آخر قدمه الأهالي عام 2007.
ومن وقتها تتعامل السلطات الإسرائيلية مع أهالي القرية على أنهم سكان غير شرعيين، وتزعم أنهم يعيشون داخل حدود بلدية القدس ويحملون الهوية الفلسطينية دون الهوية الإسرائيلية.
عام 2019 وزعت سلطات الاحتلال على سكان القرية أوامر بدفع ضريبة الأرنونا (الأملاك)، لكن السكان رفضوا ذلك لكونهم يتلقون الخدمات والماء والكهرباء من السلطة الفلسطينية، ونقلوا الملف إلى المحاكم الإسرائيلية التي رفضت عام 2023 تظلّم الأهالي وأقرت فرض الضريبة على جميع منازل القرية بأثر رجعي عن 6 سنوات سابقة، فدفعوا ما بين 30 ألفا و60 ألف شيكل عن كل منزل.
وفي يناير/كانون الثاني 2025 وزعت سلطات الاحتلال إخطارات هدم لجميع مباني القرية وعددها 45 بذريعة البناء دون ترخيص.
وفي 10 يونيو/حزيران من العام نفسه سلّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي إخطارات الهدم مرة ثانية لجميع المنازل، وفي نهاية الشهر ذاته كرر الاحتلال توزيع أوامر الهدم للمرة الثالثة.
وترفض بلدية الاحتلال في القدس تزويد سكان القرية بالخدمات الضرورية، مثل المياه والكهرباء وشبكات الصرف الصحي وتفريغ القمامة، وتمنعهم من إقامة خرائط وخطط بنى تحتية وهيكلية للقرية، مما يحول دون تمكنهم من استصدار تصاريح للبناء.
إعلانكما تمنع سلطات الاحتلال السكان من المرور إلى القرية بالسيارات، مما يضطر معظمهم إلى نقل أمتعتهم واحتياجاتهم التموينية سيرا على الأقدام لمسافة نحو 1.5 كيلومتر.
وتهدف إجراءات الاحتلال بحق سكان القرية إلى تهجيرهم، وضم ما تبقى من أراضيهم إلى حدود بلدية الاحتلال في القدس من أجل توسيع مستوطنة جبل أبو غنيم.
معالم القريةيوجد في القرية مسجد عبد الله عزام ومسجد النعمان، فضلا عن مقبرة قديمة وعشرات البيوت التراثية القديمة التي يعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن الـ20، وهي عبارة عن طابق واحد ممتد بشكل أفقي ومبنية من الصخور.
كما توجد في القرية العديد من الكهوف القديمة التي يعود عمرها إلى أكثر من 300 عام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات بلدیة الاحتلال فی القدس قریة النعمان سکان القریة حدود بلدیة فی القریة بیت لحم
إقرأ أيضاً:
بلدية غزة: الوضع كارثي وتضرر 250 ألف نازح بسبب سقوط الأمطار
أكد حسني نديم المتحدث باسم بلدية غزة، أن مدينة غزة تعيش اليوم وضعًا كارثيًا بشكل غير مسبوق نتيجة المنخفض الجوي العنيف الذي يضرب الأراضي الفلسطينية حاليًا.
وقال نديم - في مداخلة هاتفية لقناة القاهرة الإخبارية اليوم إن جهود فرق الإغاثة جارية ومستمرة على مدار الساعة للتخفيف من معاناة السكان في قطاع غزة في ظل المنخفض الجوي الشديد الذي أدى إلى غرق مساحات واسعة من الأحياء السكنية والشوارع المنخفضة وتضرر أكثر من 250 ألف نازح نتيجة سقوط مياه الأمطار".
وأضاف أن فرق البلدية لم تغادر الميدان منذ 72 ساعة وتعمل بكل جهد دون كلل بإمكانيات بسيطة ومحدودة جدًا، لكن الوضع كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى لما تسبب به المنخفض من انهيار المباني السكنية المدمرة بالأساس بفعل الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار إلى أن طواقم البلدية تعمل حتى هذه اللحظة بجانب فرق جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في حي الشيخ رضوان لانتشال عدد من الشهداء أسفل أحد المباني السكنية التي انهارت بفعل الأمطار الكبيرة والرياح القوية المستمرة منذ يومين ، منوها بأننا استقبلنا خلال الساعات الماضية أكثر من ألف إشارة تتعلق بـ إشكاليات ناجمة عن الدمار الكبير في البنية التحتية من بينها انسداد مصارف مياه الأمطار والصرف الصحي المتبقية بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن الاحتلال دمر خلال حربه على القطاع أكثر من 1300 مصرف في مدينة غزة وحدها من أصل 4400 مصرف بالإضافة إلى أكثر 220 ألف متر طول من شبكات تصريف المياه دمرها الاحتلال أيضا ما أدى إلى انخفاض القدرة التصريفية بنسبة 80% في مدينة غزة لذلك عملية تصريف مياه الأمطار تعاني من ضعف شديد يؤدي في ظل غزارة الأمطار إلى ارتفاع المنسوب.
وبين أن المنخفض الجوي تساقط خلاله كميات كبيرة من الأمطار في مدينة منكوبة تتعرض للدمار الكبير لذلك لا تستطيع البلدية التعامل مع هذا الواقع، مشددا على الحاجة الملحة لدخول عدد كبير من المساكن المتنقلة البديلة "الكرفانات" لسكان مدينة غزة الذين يعانون بشكل كبير جراء خيام النزوح غير الصالحة لمثل تلك الظروف الجوية.