نواب في البرلمان الأوروبي يطالبون بفرض عقوبات على المستوطنين
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
أدان 41 نائبًا في البرلمان الأوروبي، تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، مطالبين بفرض عقوبات عليهم.
وطالب البرلمانيون الأوروبيون بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتعليق العلاقات التجارية واتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ردًّا على انتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي.
جاء ذلك في رسالة وجهوها إلى كل من: رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس.
وتطرق النواب في رسالتهم إلى هجوم المستوطنين على قرية كيسان شرق بيت لحم في 25 يوليو الماضي، وإحراق عدد من المنازل، وهجومهم على بلدة الطيبة شرق رام الله في 27 يوليو، إضافة إلى قتل الناشط الحقوقي عودة الهذالين، الذي أسهم في الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة الأوسكار “لا أرض أخرى”، خلال هجوم المستوطنين على قرية أم الخير في مسافر يطا جنوب الخليل في 28 يوليو.
وأضافت الرسالة أن أعمال العنف بلغت ذروتها في ليلة 30 – 31 يوليو في بلدة سلواد شرق رام الله، إذ استشهد الشاب خميس عبداللطيف عياد اختناقًا في أثناء محاولته إخماد النيران في منزله، التي اندلعت نتيجة هجوم من قبل مستوطنين.
وأكد النواب في رسالتهم أن “هذه الهجمات المتصاعدة تأتي في سياق قرارات سياسية إسرائيلية جديدة تشجّع بشكل صريح على مثل هذه الممارسات؛ إذ اعتمد الكنيست في 23 يوليو قرارًا يؤيد ضم الضفة الغربية”.
وتابعت الرسالة: بعد أقل من أسبوع، اتسعت طموحات المستوطنين، ففي 30 يوليو، أصدرت إحدى الحركات الاستعمارية رسالة علنية تدعو وزير الجيش الإسرائيلي للسماح بجولات في شمال غزة لاستكشاف إمكانية إقامة مستعمرة جديدة غير قانونية، وقد حظيت هذه الوثيقة بتأييد رسمي من ستة وزراء في الحكومة اليمينية المتطرفة، إضافة إلى ثمانية عشر عضوًا في الكنيست، ويعكس هذا الدعم اتجاهًا نحو تحويل خروقات القانون الدولي من حالات فردية إلى سياسة دولة ممنهجة.
وبينت الرسالة أنه منذ 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من ألف فلسطيني، وأصيب أكثر من سبعة آلاف في الضفة الغربية، أما في غزة، فقد أدى استخدام المساعدات الإنسانية سلاحًا إلى مجاعة جماعية واستشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني.
وفي ضوء هذه الوقائع، طالب أعضاء البرلمان الأوروبي في رسالتهم، بإعلان وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن جميع الرهائن، وتعليق العلاقات التجارية واتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، استنادًا إلى المادة الثانية، ردًّا على انتهاكات إسرائيل المتواصلة للقانون الدولي، وفرض إجراءات شاملة تستهدف جميع المستوطنين الإسرائيليين، لا سيما المتورطين في أعمال عنف، بما يشمل سحب الجنسية المزدوجة حيثما أمكن، وفرض حظر سفر وتجميد الأصول.
وطالبوا بتطبيق حل الدولتين، بوصفه الإطار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام عادل ودائم، كما أكدت المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية و19 دولة مشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين.
وطالبوا بإعادة تمكين (الأونروا) بشكل كامل بكونها الوكالة الشرعية التابعة للأمم المتحدة لتوزيع المساعدات الإنسانية، في ضوء فشل الآليات البديلة الأخيرة والحوادث المأساوية المرتبطة بها، مؤكدين أن هذه الإجراءات هي السبيل الوحيد لوقف العنف المنهجي الذي يمارسه المستوطنون، وقالوا: “نحن نشهد حاليًّا حملة دولة شاملة تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني، تتراوح بين تجويع وقصف غزة إلى المضايقة المنهجية وتجريد المجتمعات في الضفة الغربية من أراضيها على يد مستوطنين غير شرعيين”.
وأضافوا: “على الاتحاد الأوروبي أن يتحرك بحزم، متمسكًا بقيمه الأساسية، وأن يفي بالتزاماته بموجب القانون الدولي”.
ويمثل النواب الموقّعون على الرسالة دول: إسبانيا، والسويد، وفرنسا، وسلوفينيا، والبرتغال، وبلجيكا، ومالطا، والدنمارك، وإيطاليا، وجمهورية وإيرلندا، ورومانيا، وفنلندا، واليونان، وليتوانيا، وقبرص، وسلوفاكيا.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
اختنق حتى الموت… مقتل مواطن أمريكي بغارات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة
أكدت وسائل إعلام فلسطينية مقتل المواطن الأمريكي من أصول فلسطينية خميس عبد اللطيف عياد (40 عامًا)، إثر هجوم شنه مستوطنون على مدينة سلواد شرقي رام الله، في جريمة أثارت موجة من الغضب والمطالبات بتحقيق دولي ومحاسبة الجناة.
ووفقًا لوكالة “صفا”، فإن عياد قُتل نتيجة الاختناق بالدخان والغازات السامة التي أُطلقت أثناء اقتحام منسّق للمستوطنين والجنود الإسرائيليين للبلدة، ضمن هجوم استهدف أيضًا بلدات رُمّون وأبو فلاح، وأسفر عن إحراق ما لا يقل عن 16 مركبة مدنية وترويع السكان.
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن الوفاة كانت نتيجة مباشرة لاستنشاق الدخان الكثيف والغازات المجهولة المصدر، فيما اتهمت جهات محلية الجيش الإسرائيلي بـ”تأمين الحماية للمستوطنين” خلال تنفيذ الهجوم.
وخميس عياد هو مواطن أمريكي من أصل فلسطيني، عاش سابقًا في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، قبل أن يقرر قبل نحو خمس سنوات الانتقال مع عائلته إلى بلدته الأصلية سلواد، مع بقائه على رأس وظيفته في الولايات المتحدة عن بُعد، وتشير عائلته إلى أنه لم يكن منخرطًا سياسيًا أو أمنيًا، بل يعيش حياة مدنية طبيعية وكان “يساهم في خدمة المجتمع المحلي بهدوء وكرامة”.
وأثار الحادث موجة غضب واسعة، خصوصًا في أوساط الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، وأصدر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) بيانًا شديد اللهجة دعا فيه وزارة العدل الأمريكية إلى فتح تحقيق فوري في مقتل عياد، معتبرًا أن “قتل مواطن أمريكي على يد مستوطنين أو تحت غطاء الجيش الإسرائيلي يمثل انتهاكًا فاضحًا يستوجب المساءلة”.
وأشار المجلس إلى أن هذه الجريمة ليست معزولة، بل تأتي بعد أقل من شهر على مقتل الشاب الأمريكي سيف الدين مصلط في بلدة سنجل شمالي رام الله، في حادث مشابه أيضًا على يد مستوطنين.
هذا وشهدت الضفة الغربية المحتلة، خلال الأشهر الماضية، تصعيدًا متزايدًا من جانب المستوطنين الإسرائيليين، الذين نفذوا مئات الاعتداءات على قرى وممتلكات فلسطينية، تحت حماية واضحة من قوات الجيش، وذكرت تقارير حقوقية أن العنف الاستيطاني بلغ مستويات غير مسبوقة منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تصريحات مثيرة للجدل صدرت مؤخرًا عن وزيري الدفاع والعدل الإسرائيليين، أشاروا فيها إلى أن “اللحظة الحالية تمثل فرصة لضم الضفة الغربية”، في تحدٍ واضح للإجماع الدولي على اعتبار هذه الأراضي محتلة بموجب القانون الدولي.
وتشير المنظمات الحقوقية إلى أن ممارسات الاستيطان والعنف المنظم ضد المدنيين تشكل انتهاكًا لاتفاقية جنيف الرابعة، فيما أكدت محكمة العدل الدولية في قرارها الصادر في يوليو 2024 أن الضفة الغربية أرض محتلة، وأن المستوطنات الإسرائيلية فيها “غير شرعية وغير قانونية”.