عندما وصلنا إلى سوبا اختلطت المشاعر وامتزجت الأحاسيس وزاد خفقان قلبي كأنما هناك ما اخشاه او أتوقع مايسعدني،لقد كان مزيج بين الشوق الجارف والخوف من ماهو قادم، وتضارب الاحاسيس في هكذا موقف أمر طبيعي،توغل البص وقد سبق الشوق اعيننا لرؤية الخرطوم التي هي عندي أكبر من كونها عاصمة بل وطن، وبدأت معالم تلك المدينة تظهر في مخيّلتي قبل الواقع، مررنا بكلية الشرطة التي تقف شامخة في طريقنا إلى شارع الهواء متجهين صوب الميناء البري.
البنايات السوامق وحديثة التشييّد التي كانت تقف شامخة أصبحت ركاما وحطاما تحكي عن فترة عصيبة واجهتها، والشوارع التي كانت نظيفة ومرتبة أصبحت الآن مليئة بالحفر والانقاض.شعرت بالحزن والأسى
عندما رأيت ما حلّ بهذه المدينة التي كانت تضّج بالحياة تجمع أهل الوطن في محبة، لكن اجتاحني الفخر والإعجاب عندما تذكّرت صلابة وقوة مواطنيها، الذين عاشوا وتعرضوا لألم ومعاناة لايمكن وصفهما جراء اعتداء المليشيا الغادر وانتهي مسلسل معاناتهم بسيطرة للجيش اعادت اليهم الإبتسامة والفرح.وصلنا الميناء البري.. فتحت نافذة البص لأرى كيف يبدو هذا المكان الذي كان مزدحما، بين مودّع ومسافر وعائد، فالاضرار التي لحقت بالبني التحتية والمرافق غيّرت ملامحه لكن الإصرار على التعافي يبدو واضحاً ويمكن رؤية جهود إعادة الإعمار والتطوير مع عودة الحركة التجارية والاقتصادية..تحرك البص صوب أمدرمان.. وقد حال الظلام بيني وبين رؤية عدد من الأحياء، في الطريق وبينما استغرقت في الذكريات وجدت نفسي في قلب
العاصمة ..الملفت ان ذاكرتي خانتني في تلك اللحظة، كنت احاول ان استجمع قواي لاتذكر وأعرف أين نحن رغم إنني أعرف هذه المدينة جيداً لوقعها في قلبي.في أم درمان العاصمة الوطنية تتبدي إرادة الحياة وصمود القوات المسلحة، فهنا فإن كل شئ يمضي كما كان بل ازدادت الحياة صخبا وجمالا وحراكا كبيرا، وجدتها تعج بالحياة والحركة والشوارع مزدحمة بالسيارات والمارة والأسواق مليئة بالبضائع والمتسوقين وهي كسابق عهدها مليئة بالحيوية والنشاط.وكلما توغل البص في أم درمان الي ان وصلنا موقف حلايب القديم بالثورات كنت أرسل بصري من وراء الزجاج وانا استمتع بالمشاهد التي تردّ الروح، لقد تحدوا الحرب واعادوا إعمار العاصمة الوطنية سريعا فعادت اكثر جمالا وبهاء بل باتت وجهة مفضلة لمن عادوا باعداد كبيرة.أخيرا وصلت البيت بحمد الله وما استطيع تأكيده ان الخرطوم حتي وان بدأت عليها آثار الحرب إلا أنها استعادت جزء كبير من ملمحها وبدأت الخدمات تنتظم في معظم انحاءها يتزامن ذلك مع عودة طوعية واسعة للمواطنين الذين اختاروا ان يكونوا جزء أصيل من الإعمار.ضحى عادلرصد – “النيلين”
إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المقاومة الوطنية تسقط مسيّرة حوثية كانت تستهدف دورية بحرية في البحر الأحمر
تمكنت دفاعات المقاومة الوطنية، الثلاثاء، من إحباط هجوم جديد شنّته مليشيا الحوثي الإرهابية، تمثّل في محاولة استهداف دورية تابعة لخفر السواحل بالقرب من جزيرة زقر في البحر الأحمر.
وأوضح الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية، أن المليشيا الحوثية حاولت استهداف الدورية البحرية التابعة لخفر السواحل اليمنية في قطاع البحر الأحمر، باستخدام طائرة مسيّرة مفخخة، إيرانية الصنع.
وأشار إلى أن الدفاعات الجوية التابعة للمقاومة رصدت الطائرة وأسقطتها بنجاح قبل أن تصل إلى هدفها، لافتاً إلى أن أبطال القوات البحرية تمكنوا من انتشال حطام الطائرة من البحر ونقله إلى الجهات المختصة لفحصه.
ووزع الإعلام العسكري صوراً توثّق لحظة انتشال الطائرة المسيّرة بالقرب من جزيرة زقر.