موقع النيلين:
2025-10-15@07:14:20 GMT

ضحى عادل: قصة سفري من كسلا الي أم درمان

تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT

عندما وصلنا إلى سوبا اختلطت المشاعر وامتزجت الأحاسيس وزاد خفقان قلبي كأنما هناك ما اخشاه او أتوقع مايسعدني،لقد كان مزيج بين الشوق الجارف والخوف من ماهو قادم، وتضارب الاحاسيس في هكذا موقف أمر طبيعي،توغل البص وقد سبق الشوق اعيننا لرؤية الخرطوم التي هي عندي أكبر من كونها عاصمة بل وطن، وبدأت معالم تلك المدينة تظهر في مخيّلتي قبل الواقع، مررنا بكلية الشرطة التي تقف شامخة في طريقنا إلى شارع الهواء متجهين صوب الميناء البري.

البنايات السوامق وحديثة التشييّد التي كانت تقف شامخة أصبحت ركاما وحطاما تحكي عن فترة عصيبة واجهتها، والشوارع التي كانت نظيفة ومرتبة أصبحت الآن مليئة بالحفر والانقاض.شعرت بالحزن والأسى عندما رأيت ما حلّ بهذه المدينة التي كانت تضّج بالحياة تجمع أهل الوطن في محبة، لكن اجتاحني الفخر والإعجاب عندما تذكّرت صلابة وقوة مواطنيها، الذين عاشوا وتعرضوا لألم ومعاناة لايمكن وصفهما جراء اعتداء المليشيا الغادر وانتهي مسلسل معاناتهم بسيطرة للجيش اعادت اليهم الإبتسامة والفرح.وصلنا الميناء البري.. فتحت نافذة البص لأرى كيف يبدو هذا المكان الذي كان مزدحما، بين مودّع ومسافر وعائد، فالاضرار التي لحقت بالبني التحتية والمرافق غيّرت ملامحه لكن الإصرار على التعافي يبدو واضحاً ويمكن رؤية جهود إعادة الإعمار والتطوير مع عودة الحركة التجارية والاقتصادية..تحرك البص صوب أمدرمان.. وقد حال الظلام بيني وبين رؤية عدد من الأحياء، في الطريق وبينما استغرقت في الذكريات وجدت نفسي في قلب العاصمة ..الملفت ان ذاكرتي خانتني في تلك اللحظة، كنت احاول ان استجمع قواي لاتذكر وأعرف أين نحن رغم إنني أعرف هذه المدينة جيداً لوقعها في قلبي.في أم درمان العاصمة الوطنية تتبدي إرادة الحياة وصمود القوات المسلحة، فهنا فإن كل شئ يمضي كما كان بل ازدادت الحياة صخبا وجمالا وحراكا كبيرا، وجدتها تعج بالحياة والحركة والشوارع مزدحمة بالسيارات والمارة والأسواق مليئة بالبضائع والمتسوقين وهي كسابق عهدها مليئة بالحيوية والنشاط.وكلما توغل البص في أم درمان الي ان وصلنا موقف حلايب القديم بالثورات كنت أرسل بصري من وراء الزجاج وانا استمتع بالمشاهد التي تردّ الروح، لقد تحدوا الحرب واعادوا إعمار العاصمة الوطنية سريعا فعادت اكثر جمالا وبهاء بل باتت وجهة مفضلة لمن عادوا باعداد كبيرة.أخيرا وصلت البيت بحمد الله وما استطيع تأكيده ان الخرطوم حتي وان بدأت عليها آثار الحرب إلا أنها استعادت جزء كبير من ملمحها وبدأت الخدمات تنتظم في معظم انحاءها يتزامن ذلك مع عودة طوعية واسعة للمواطنين الذين اختاروا ان يكونوا جزء أصيل من الإعمار.ضحى عادلرصد – “النيلين” إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عندما تنتصر الإرادة تُستعاد السيادة

 

 

سُلطان اليحيائي

 

ما عادت "الدّولة" تعني ما كانت تعنيه يومًا. كانت تُشير إلى كيانٍ له سيادة وحدود وقرار، فإذا بها اليوم تُشبه شركةً متعددة الجنسيات، لا تملك من استقلالها إلّا الاسم والعَلَم. تُدار من الخارج وتُدارى من الداخل، ويُراد لشعوبها أن يصدّقوا أنّهم أحرار داخل سجنٍ كبير اسمه "الاستقلال".

 

مفهومُ الدولة حين تهتزّ الأرض من تحتها

 

الدولة ليست قطعة أرضٍ مرسومة على الخريطة، بل إرادةٌ تُعبّر عن نفسها. وما دامت هذه الإرادة مرهونة، فالكلمة "دولة" لا وزن لها. السيادة لا تُمنح؛ بل تُنتزع. وما رأيناه في العقود الأخيرة أنّ كثيرًا من الدول قد باعت سيادتها بالرضا، وتنازلت عنها مقابل حماية أو دعم أو رضا قوّة كبرى.

 

الخديعة الكبرى دولة فلسطين

وعندما اجتمع الغرب بكل دهائه، وثلّة من العرب بكل غبائهم، ليقنعوا العالم بأن هناك "دولة فلسطينيّة" ستُقام على أرض عام 1967، كانت المسرحيّة في ذروتها. سبعون عامًا من الوهم، والناس ما زالوا ينتظرون ميلاد دولة وُئدت قبل أن تُولد.

 

لكن السابع من أكتوبر كشف المستور. جاءت غزوةُ طوفان الأقصى لتُسقط القناع عن الجميع. فإذا "الدولة" التي وعدوا بها لم تكن سوى سراب سياسي في صحراء الكذب. لم تُحرّرها المفاوضات، بل حرّرها الدم. لم يُثبّت وجودها القرار الأممي، بل ثبّتَه صمود غزّة وثبات رجال المقاومة الإسلاميّة.

غزّة: الدولة التي لم يُعترف بها

غزّة وحدها اليوم تُعيد تعريف الدولة. بلا مقعد في الأمم المتّحدة، وبلا جيش نظامي، وبلا سفارات، ومع ذلك أرغمت العالم أن يعترف بها - لا بالاسم، بل بالفعل. هي دولة في الإرادة، في الكرامة، في العقيدة. أسقطت أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وفرضت معادلة جديدة على من ظنّ أنّه يملك القرار وحده.

محلّلو الهزيمة وجنرالات الورق

وفي الطرف الآخر يقف المتشدّقون المتفيقهون في شاشات التحليل، يملؤون الدنيا صخبًا بمصطلحات عسكرية لا يعرفونها إلا من كتب المناهج القديمة. يضعون النظريات على الورق ثم يقيسون عليها دماء الميادين. يعيشون وهْم البطولة خلف الميكروفون وكأنّ الشجاعة لا تكون إلا صوتًا مرتفعًا وتحليلًا باردًا.

يتحدّثون عن "تكتيك" و"خطط محكمة"، وهم الذين لم يختبروا رائحة بارود العدو، ولم تطأ أقدامهم ساحة قتال حقيقية. خاضوا حروبًا تمثيلية في الصحراء، وكتبوا تقاريرهم في القاعات المكيّفة، ثم خرجوا ليُقيّموا حرب غزّة كما لو كانت مناورات تدريبية. ينظرون إليها ماديًا لا معنويًا، لأنهم أبعد ما يكونون عن الإيمان بالله، وبأنّ النصر وعدٌ من عنده لا من عند سلاحهم. أولئك ليسوا محلّلين؛ بل شهود زور على بطولة لم يفهموا معناها.

أمّا أولئك المجاهدون في غزّة، فهم أحفاد حمزة وخالد وجعفر الطيّار وعبد الله بن رواحة، لم تكن على أكتافهم النجوم ولا الأوسمة المزيّفة، ولم يحملوا الكيلوغرامات من المعادن التي تُعلّق على صدور الجبناء في العروض العسكرية. سلاحهم الإيمان، ودرعهم الصبر، ورايتهم الحق. لم يدخلوا حربًا في ألعاب الفيديو، ولا تدربوا على القتال مع أعدائهم في صحاري التبعيّة وعلى نفقة بلدانهم، بل دخلوا النار بأقدام ثابتة وقلوب مطمئنّة بأنّ وراءهم وعد الله بالنصر أو الشهادة. فمن أراد أن يرى الإسلام حيًّا، فليذهب إلى غزّة، ففيها يسكن الشرف ويتنفّس الإيمان.

المُثبّطون بالأمس المُشكّكون اليوم

ويأتي أحدهم من هنا وهناك ممن لم يكن لأهل غزّة به صلة إلا بالتقليل من نضالهم، وبالتشكيك في صبرهم، وبالتخوين لمن يساندهم. يتحدّث اليوم كأنّه العارف بخفايا الميدان، فينظّر ويُشكّك، ولا يترك للناس بارقة أمل أو خيط تفاؤل بقيام دولة لأطهر وأشرف خلق الله على وجه الأرض في زماننا، وهم أهل غزّة ومقاومتهم الشريفة.

هؤلاء لا يُدافعون عن الحق؛ بل يُدافعون عن عجزهم، لأن قلوبهم خوَت من الإيمان، وأرواحهم بردت من شدّة الخنوع. مرادهم خَطف فرحة القلوب بالانتصار وبثّ في النفوس الهزيمة والإحباط والانكسار.

نحن المتفرّجين المرجِفين

ونحن اليوم أبناء اللسان والدين والجلد، نقف عند أسوار المجد متفرّجين، نُصفّق ولا نتحرّك، نرفع الشعارات ولا نحمل الهمّ. نُمارس البطولة في الكلام، ونخفي الجبن في صدورنا، نُدمن الجدل ونتقن النقد، لكن لا نملك الشجاعة أن نقف موقفًا يُغضب السيّد الأشقر أو يعبر عن غضبتنا أمام سفارات الظلم والظلال.

منّا من يعيش على فتات الإعلام، ومنّا من تهيّأ له أنّ الإيمان بالحق لا يتطلّب تضحية. نُكثر من التحليل، ونقلّل من العمل. نُفاخر ببطولة غزّة، ونحن في بُعدنا عنها شركاء في خذلانها بصمتنا وخوفنا وتبريرنا للباطل.

الحمد لله رب العالمين الذي جعل من غزّة ميزانًا تُوزَن به الأمم وتكشف الأستار الزائفة وتسقط الأقنعة عن الوجوه الكالحة.

من كان معها فهو في صف الحق، ومن خذلها فقد خذل الله.

﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (آل عمران: 26).

مقالات مشابهة

  • اشتعال الموجهات في السودان من جديد… وانفجارات عنيفة شمال أم درمان جراء هجوم بالمسيرات
  • انفجارات عنيفة شمال أم درمان جراء هجوم بالمسيرات
  • انفجارات تهز أم درمان وسط تصدي الجيش السوداني لمسيرات تابعة للدعم السريع
  • سماع دوي انفجارات في مدينة أم درمان السودانية | تفاصيل
  • السودان: الخلية الأمنية تعتقل معلماً في كسلا طالب بصرف الرواتب
  • الشيخ خالد الجندي: إنكار السنة جهل مركب.. والقرآن نفسه وصلنا عن طريق الرواية
  • ماذا قال ترامب عن قدرة أردوغان على المساعدة في إنهاء حرب أوكرانيا؟
  • اشتباكات بين الجيش والقوة المشتركة جنوبي أم درمان
  • شائعات بهجمات تثير الهلع جنوب أم درمان.. والأجهزة الأمنية تطمئن المواطنين
  • عندما تنتصر الإرادة تُستعاد السيادة