علماء الأزهر في رحاب الجامع الشريف: الإخاء والإيثار طريق إلى مجتمع متماسك
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
أقيمت بالأمس ندوة بالجامع الازهر بعنوان: "فضل الإخاء والإيثار وأثرهما في استقرار المجتمع"، بحضور أ.د عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور صلاح السيد، مدير عام الدعوة وشؤون مناطق الوعظ بالأزهر الشريف، وأدار الندوة الدكتور حسن يحيى، الأمين العام للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية.
وذلك في إطار فعاليات الأسبوع الدعوي التاسع، الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية وبالشراكة مع الجامع الأزهر.
وفي كلمته، أكد الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين، أن الإيثار ركن ركين في بناء الأخوة الصادقة، وأساس متين لترسيخ دعائم المودة والمحبة بين الناس، ومفتاح من مفاتيح الأمن والطمأنينة في المجتمعات، مشيرًا إلى أن هذا التآلف الذي يغرسه الإيثار في النفوس، يصنع مجتمعًا مثاليًا تنظر إليه البشرية بإعجاب، وتقبل عليه باحثة عن مصدره، فتجد أن هذه القيم منبثقة من دينٍ أشرقت رايته على العالم بالحب والسلام والطمأنينة.
وأوضح العواري أن رسول الإنسانية النبي محمد ﷺ عمل جاهدًا على ترسيخ هذه القيم العظيمة، مؤكدًا أن الأخوة الحقيقية لا تظهر في واقع الحياة إلا حين يُقدِّم المحب أخاه على نفسه، مستشهدًا بقوله تعالى في وصف الأنصار:﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾.
وأضاف أن هذا النوع من الأخوة والمحبة إنما هو من فطرة الإنسان السوي الذي لم تفسده أهواء النفس، مؤكدًا أن الكراهية والبغضاء لا تنبت إلا في نفسٍ أصابها العطب وابتعدت عن هدي الإسلام، مختتمًا كلمته بالدعوة إلى التمسك بالإيثار والإخاء، وغرسهما في النفوس والبيوت والمجتمعات، ليكون الناس جميعًا إخوة في الله، تجمعهم المحبة ويربطهم التراحم.
من جانبه، شدّد الدكتور صلاح السيد، مدير عام الدعوة وشؤون مناطق الوعظ بالأزهر الشريف، على أن الإخاء والإيثار من أهم دعائم تماسك المجتمع واستقراره، حيث يعمل الإخاء على إذابة الفوارق بين الناس، ويؤصل لقيم الترابط والتراحم، بينما يرسّخ الإيثار مبدأ تقديم مصلحة الغير على النفس، حتى ولو كان الإنسان في حاجة، مؤكدًا أن الإسلام قد أسّس لهذه القيم النبيلة، وقد تجلّى ذلك في المجتمع المدني الذي بناه النبي ﷺ حين آخى بين المهاجرين والأنصار، فكانت المحبة والتكافل سمة ذلك المجتمع الفريد، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ ٱلْمُهَاجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ﴾.
وأوضح أن المهاجرين الذين تركوا كل شيء في مكة نصرة لدينهم، قد وجدوا في الأنصار خير سندٍ ومعين، حيث ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء، فكانوا بحق أهلًا لثناء الله عز وجل، لافتًا أن المجتمع الإسلامي اليوم في حاجة ماسّة لإحياء هذه القيم في النفوس، لتقوى أواصر المحبة، ويعمّ الاستقرار، ويسود الوئام بين أفراده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الازهر
إقرأ أيضاً:
الرواق الأزهري يُواصل رسالته العلمية عبر باقة متنوعة من الأنشطة العلمية بالبحر الأحمر
يواصل الرواق الأزهري تقديم باقة متكاملة ومتنوعة من الأنشطة العلمية والتعليمية والملتقيات الفكرية والفقهية والمجتمعية التي تستهدف كافة فئات المجتمع، مؤكداً دوره الريادي في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتعزيز الهوية الإسلامية والعربية الصحيحة.
وذلك تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف.
يُقدم الرواق الأزهري أنشطته عبر عدة محاور أساسية، تشمل: رواق القرآن الكريم للأطفال والكبار، حيث يوفر برامج متقدمة لحفظ وتجويد القرآن الكريم، ويستهدف فئتي الأطفال والكبار، لضمان نشأة الأجيال على كتاب الله واستمرار ارتباط الكبار به.
ورواق العلوم الشرعية والعربية، والذي يمثل النواة الأساسية، حيث يوفر دروساً ومحاضرات متخصصة في الفقه، والتفسير، والحديث، والسيرة النبوية، واللغة العربية، بهدف ترسيخ المعارف الدينية واللغوية لدى الدارسين.
والملتقيات العلمية والنوعية: تتجه هذه الملتقيات بشكل مباشر نحو معالجة القضايا المجتمعية والتحديات العصرية، وتستهدف بشكل خاص: الطفل، من خلال برامج تهتم بالبناء الأخلاقي والتربوي والوطني، والمرأة: بملتقيات تركز على دورها الحيوي في الأسرة والمجتمع، وقضايا الوعي بالفكر الوسطي، والأسرة المصرية لتقديم الدعم المعرفي والنفسي والاجتماعي اللازم لبناء أسر متماسكة ومستقرة، انطلاقاً من المبادئ الإسلامية السمحة.
أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن هذه الأنشطة تأتي في إطار رسالة الرواق الأزهري للنهوض بمستوى الوعي الديني والثقافي والمجتمعي، وتوفير تعليم أزهري معتمد ومتاح للجميع، بما يسهم في بناء مواطن صالح ومجتمع قوي ومثقف.
وصرح الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن الرواق الأزهري هو الملاذ الآمن لطالبي العلوم الشرعية والعربية والملجأ للحريصين على معرفة أمور دينهم ودنياهم، وبفضل توجيهات فضيلة الإمام الأكبر ووكيل الأزهر، نحن حريصون على تقديم منهج متكامل يربط النشء والأسرة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، ومعالجة القضايا المعاصرة عبر ملتقياتنا النوعية التي تستهدف الطفل والمرأة والأسرة المصرية، لنشر العلم الوسطي من منبعه الأصيل."