استغلال ثروة الآثار في عُمان!
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
نشر موقع المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ملحق الإحصاءات الثقافية في إصداره الثالث لعام 2021، أنه يوجد (60) قلعة وحصنا ذات طابع سياحي. موزعة على مختلف المحافظات. وبلغ المجموع الكلي لعدد الأماكن الأثرية والتاريخية في العام نفسه (33,218)، شاملا: المواقع والشواهد الأثرية، والقلاع والحصون، والأبراج، والأسوار، والجوامع والمساجد التاريخية والأثرية، والحارات العمانية القديمة، والبيوت التراثية.
نتمنى حقا أن نرى هذه التهيئة في مثيلاتها من إرثنا الحضاري الضخم حول البلاد. على أن يتم إدخال تقنيات العرض التفاعلي المختلفة مثل: شاشات عرض بإسقاطات ثلاثية الأبعاد، وتقنيات الواقع المعزز المدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي لعرض قصص بناء الموقع الأثري التاريخي وتاريخ المعارك المرتبطة بالقلاع والحصون وتجارتها وانتصاراتها وحتى إخفاقاتها كجزء من الرواية التاريخية لعُمان. هذا التوجه يسهم في تحويل المعالم التراثية الجامدة إلى مراكز جذب سياحي تولّد دخلا مستداما ما يفتح الفرص لعدد كبير من الوظائف التقنية والحرفية والإبداعية والخدمية.
هذه الشواهد الحضارية، التي تجاوز عمر بعضها مئات السنين، تمكن الزائر من التعرف عليها وخوض تجربة الماضي بذاكرة حية جريئة تستفز فضوله للوقوف أمام تاريخ عُمان. لا سيما أن ذاكرة السائح المعاصر مشوشة قبالة هذه الشواهد وأسباب وجودها.
ماذا لو تحولت هذه المواقع إلى منصات لنشاطات عصرية: مثل إقامة مهرجانات سنوية بداخلها، يصاحبها معارض للحرف التقليدية، وعروض موسيقية وشعرية، وإعادة تمثيل المعارك التاريخية بأفلام من صنع مبدعي الوطن بالاستعانة بتقنيات AI. كما يمكن تخصيص أجنحة لعرض مقتنيات أثرية في متاجر للهدايا، أو تنظيم ورش تعليمية لصناعة الفخار والحلي والنسيج والسفن الخشبية. مسار واحد فقط، مدعوم بخدمات نقل سياحي شعبي، مع توقفات عند الأسواق الشعبية والمزارع التقليدية. بذلك، تتحول زيارة السائح إلى رحلة كاملة تغني السائح ثقافيا وحسيا.
كما يمكن فتح المجال لاستثمار المواطنين حصرا داخل أو حول هذه المواقع لإقامة المطاعم والمقاهي الشعبية بطابع محلي خالص. كل ذلك يوفر عشرات الوظائف المباشرة للمواطنين مثل: مرشدون سياحيون، إداريون، باحثون ومؤرخون وأركيولوجيون، وطهاة، وحرفيون، ومصورو فعاليات، إلى جانب فرص غير مباشرة لشركات النقل، والموردين، ومطوري العروض التفاعلية، وشركات التسويق والإنتاج الوثائقي، ومقدمي البودكاست، وغيرها. كما أن إدراج هذه الفعاليات المحلية في أجندة المهرجانات السياحية العالمية سيعزز حضورها دوليا.
ومن هنا، يمكن أيضا أن تصبح هذه الآثار والشواهد ضمن المقررات الدراسية كرحلة زيارة موجبة لطلبة المدارس تسهم في ترسيخ وفهم مادة التاريخ. ما يضيف لهذه المواقع بعدا تعليميا وقيمة مجتمعية.
نحن في حاجة إلى استثمار الآثار بعقلية معاصرة وإنعاشها لتتحول إلى مزارات منتظمة تسهم في تنشيط الدوران السياحي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذه المواقع
إقرأ أيضاً:
العالم أمام مسؤولية لمنع هذه الانتهازية .. «اعتدال»: الذكاء الاصطناعي قد يتحول إلى أداة في يد الإرهابيين
البلاد (الرياض)
حذر المركز العالمي لمحاربة الفكر المتطرف”اعتدال” من خطورة محاولات التنظيمات الإرهابية استغلال الأدوات المعززة للذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن العالم أمام مسؤولية تشاركية مضاعفة؛ لمنع استغلال المتطرفين للذكاء الاصطناعي.
وأبان أن وضع”أكواد” البرمجيات بشكل شبه مفتوح أمام تصرف كل مستعملي الذكاء الاصطناعي، قد يتحول إلى أداة خطرة في يد كوادر التنظيمات الإرهابية.
واستطرد أن الكثير من المحتويات المتطرفة أصبحت عابرة للحدود اللغوية بين دول العالم
وقال المركز في بيان: إن المتتبع لتاريخ التطرف والإرهاب الحديث، سيلاحظ- لا محالة- تلك العلاقة الانتهازية، التي تقيمها التنظيمات المتطرفة مع الأدوات الجديدة، التي يفرزها التقدم التقني؛ إذ بدأت هذه العلاقة تتجلى بوضوح منذ نهاية القرن التاسع عشر، مع اكتشاف مادة الديناميت المتفجرة، التي كان الغرض منها تسهيل العمل في كسر الصخور، فإذا بها تصبح وسيلة قتل مرعبة في يد التنظيمات الإرهابية.
وأضاف أنه مع كل تطور يمكن أن ينفع الناس، لا يتوقف الإرهابيون عن البحث في توظيفه لتدمير كل ما تطاله أيديهم. وأشار إلى محاولات التنظيمات الإرهابية استغلال الأدوات الخارقة للذكاء الاصطناعي، ومحاولاتهم توظيف هذه الثورة التقنية في خدمة بروباجندا دعائية وأيديولوجية، بعد أن أصبح في متناولهم أدوات ميسرة متاحة للجميع، وهذا ما ينذر بنتائج خطيرة مستقبلاً. وشدد المركز على أن العالم بات أمام مسؤولية تشاركية مضاعفة وملحة أكثر من أي وقت مضى، وملزم بأخذ الاحترازات الكافية؛ لمنع وصول التطرف والإرهاب لبعض المعلومات الحساسة، التي نتفاجأ كيف أصبحت متاحة لمجرد تطمينات شكلية، يمكن أن يقدمها مستعمل منصات الذكاء الاصطناعي.