قال الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنَّ ما يُصيب المؤمن مِن شَدَّةٍ، وَجَهْدٍ وَإعياءٍ، كلُّهُ مُدَوَّنٌ مكتوب، مقيدٌ محسوب، عند من لا تضيع عنده القربات.

ما يُصيب المؤمن

وتابع “ بليلة” خلال خطبة الجمعة الثالثة من شهر صفر اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة : ولا تُفَقَدُ عِندَهُ الطَّاعَاتُ بِهِ تُكَفَّرُ السيئات، وتضاعف الحسنات، وتُرفع الدرجات، فعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ، وَلَا نَصَبٍ، وَلَا سَقَمٍ، وَلَا حَزَنٍ حَتَّى الهم يُهَمهُ إِلَّا كُفْرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ".

وأوضح أن السعيد من تزوَّدَ مِن حَرِّ الدُّنيا لحرِ الآخِرَةِ، ومَن صبَرَ على العبادة في الهواجر؛ لينعم بالنعيم المقيم يومَ تُبلَى السَّرائِرُ، منوهًا بأنَّ الأعمال يُضاعَفُ أجرها، ويُزاد ثوابها، وتثقل موازينها، بِقَدْرِ ما قَامَ بِقُلُوبِ أصحابها من نية وإخلاص، وتَجَلُّدِ واصطبار.

وأشار إلى أنه من رحمة الله بعباده أن شرع لهم فيه من الأعمال ما يُطيقون، ولم يُكَلِّفُهُمْ ما يشق عليهم، فعن أبي هريرة، عن النَّبِيِّ، قَالَ: "إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ" متفق عليه.

من رحمة الله بعباده

وأفاد بأن الإبراد بالصَّلاةِ، تأخيرها إلى آخِرِ وقتها، حِينَ يَخِفُ حَرُّ الظهيرة، قبل دخولِ وَقْتِ الَّتِي تليها، ويقاس عليه ما كان من جنسها من العبادات، مما يجوز فيه التأجيل، فمن كان عليه قضاء صيام من رمضان، أو كفارة صيام أو نحوها، جاز له أنْ يَؤخِرَّهُ إِلى أَيامِ الْبَرْدِ، إِذا شَقَّ عَلَيهِ القضاء في الحر.

ولفت إلى أنه يَدلُّ لذلِكَ حَدِيثُ عائشةَ قَالَتْ: "كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ" متفق عليه، والمبادرة أفضل، محذرًا من التسخط والشَّجَرَ على شِدَّةِ الحر من الاعتراض على قضاء الله وقدره، ومشيئته وإرادته.

وأكد أَنَّ مَا يَقَعُ فِي هَذَا الكَوْنِ مِنْ شِيْءٍ، إِلَّا لِحِكْمَةٍ وَمِصْلَحَةِ، وَفَائِدَةٍ ومنفعة، فاتَّقُوا الله واحفظوا قلوبكم وألسنتكم، مما يُنقِصُ إيمانكم، ويخدش توحيدكُم، فإنَّ من تحقيق التَّوحِيدِ الرِّضا والتسليم لأحكامِ اللهِ الشَّرْعِيَّةِ، وَسُننِهِ الكونية.

كله من آيات الله

وأضاف أنه لا شيء يقع في هذا الكون إلا بتقدير الله سبحانه وتعالى ومشيئته، وحكمته وإرادته، من ليل ونهار، ورياح وأمطار، وزمهرير، وتحول وتكرار، ما يجعل المؤمن يوقِنُ بأنَّ هذه الدُّنيا ليست بدار قرار.

ونبه إلى أن ذلك كله من آيات الله الكونية، الدَّالَّة على عظيم قوته وقدرته، وسَعَةِ علمه وحكمته، ولطيف مشيئته ورحمته، فكلَّ شيء عنده سبحانه بمقدار، قائلاً: مَن هَذَا الَّذِي لَم يُؤْذِهِ حَرُّ الصَّيفِ، وَمَن مِنَّا مَن لَم يَلْفَحْ وَجْهَهُ هِيبُ الشَّمْسِ، كُلُّنا وجَدَ نصيبَهُ مِن ذلك قل أو كثرَ.

طباعة شارك كله مدون مكتوب خطيب المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة من المسجد الحرام بليلة ما يصيب المؤمن

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة من المسجد الحرام بليلة المسجد الحرام

إقرأ أيضاً:

قاصدو المسجد الحرام يثمّنون جهود السعودية في تنظيم المسابقات القرآنية

ثمّن عدد من قاصدي المسجد الحرام من المعتمرين والمصلين والزوار، الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في خدمة القرآن الكريم، ولاسيما من خلال تنظيم المسابقات القرآنية، وفي مقدمتها مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، المقامة في رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة، وسط مشاركة واسعة من مختلف أنحاء العالم.
وأكد الزوّار أن إقامة هذه المسابقة الدولية في أطهر بقاع الأرض، وتنظيمها بهذا المستوى العالي من الاحترافية، يجسّدان المكانة العظيمة التي يحظى بها كتاب الله الكريم في المملكة، وحرص القيادة الرشيدة على تكريم حفظته والعناية بهم.
أخبار متعلقة عاجل: وزير التعليم: تطوير شامل للمنظومة التعليمية بدعم القيادة.. ورؤية طموحة للريادةوزير التعليم: تنفيذ 75 مشروعًا إنشائيًا جديدًا بقيمة 920 مليون ريال .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } قاصدو المسجد الحرام يثمّنون جهود المملكة في تنظيم المسابقات القرآنيةأجواء روحانيةوقال المعتمر حسن تقي الدين أستاذ بجامعة ابن الزهر بالمملكة المغربية: "شاهدت تلاوات مؤثرة من متسابقين من أنحاء مختلفة من العالم، وأعجبت بتلاوة المتسابق السعودي في الفرع الأول، كما تأثرت كثيرًا بحجم التنظيم والدقة في التفاصيل، فالمملكة معروفة بعنايتها ورعايتها للقرآن الكريم من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وهذه المسابقة الدولية نموذج مشرف لهذا الجهد المبارك".
وفي ذات السياق، أفاد المعتمر محمود الحسن من باكستان أن البث الحي والشاشات العملاقة التي تنقل تلاوة المتسابقين أسهمت في إضفاء أجواء استثنائية، وهذا أمر في غاية التميز، فيما أكد المعتمر أدور إبراهيم من جمهورية النيجر أن مستوى الترتيب والدقة في إدارة جلسات التلاوة يليق بجلال الحدث ومكانة القرآن الكريم.

مقالات مشابهة

  • اعتراض على قضاء الله.. خطيب المسجد الحرام يحذر من فعلين عند شدة الحر
  • لينعم بالنعيم المقيم .. خطيب المسجد الحرام: السعيد من تزود من حر الدنيا لحرِ الآخرة
  • اختتام التصفيات النهائية لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الـ45 بالمسجد الحرام
  • امام وخطيب المسجد الحرام: التسخط والشَّجَرَ على شِدَّةِ الحر من الاعتراض على قضاء الله وقدره
  • خطيب المسجد النبوي موصيًا الآباء: تعاونوا مع الجهات التعليمية لصلاح أبنائكم
  • إمام المسجد الحرام: شدة الحر من فيح جهنم وآية يرسلها الله لعباده تخويفا وذكرى وموعظة
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • "شؤون الحرمين" تحث على الالتزام بالزي اللائق عند زيارة المسجد الحرام
  • قاصدو المسجد الحرام يثمّنون جهود السعودية في تنظيم المسابقات القرآنية