يتساءل بعض قراء القرآن الكريم عن حكم ترك سجود التلاوة، وهل يعد ذلك مخالفا للشرع أو ينقص من أجر التلاوة؟

في هذا السياق، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، خلال أحد دروسه، أن ترك سجود التلاوة ليس حرامًا، مستدلًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في بعض الأحيان عند قراءة آيات السجدة، وترك السجود أحيانًا أخرى، حتى لا يفهم منه أنه فريضة على المسلمين.

وفي حال تعذّر أداء سجود التلاوة، أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يجوز تأخير السجدة حتى يتيسر للقارئ أداؤها، أو أن يردد بدلًا منها ذكرا بسيطًا مكوّنًا من أربع عبارات:
«سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».

وغالبًا ما يواجه القارئ أثناء التلاوة مواقف قد تمنعه من السجود، مثل أن يكون في وسيلة مواصلات، أو يسير في الطريق، أو ينتقض وضوءه، وهذه الحالات لا تمنع من الثواب، بل يمكن تعويض السجدة بالتسبيح كما ذكر.

هل يشترط الوضوء لسجود التلاوة

حول مسألة الطهارة لسجود التلاوة، اختلف الفقهاء في حكم الوضوء لها على قولين:

الرأي الأول (وهو مذهب الأئمة الأربعة):
يشترط الوضوء لسجود التلاوة، لأنه يُعامل كالصلاة، ويُقاس على السجود في الصلاة وسجود السهو. واستندوا في ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا يقبل الله صلاة بغير طهور».

الرأي الثاني (رأي بعض السلف والعلماء مثل ابن حزم، والبخاري، والشوكاني):
لا يُشترط الوضوء لسجود التلاوة، لأن النصوص الصحيحة لم تُصرّح بوجوب الطهارة لهذا النوع من السجود، كما لم يُروَ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالوضوء حين سجد بهم عند قراءة آيات السجدة.

ما الفرق بين سجدة وصلاة الشكر ؟ .. دار الإفتاء توضححكم نسيان سجود السهو.. أمين الإفتاء: سُنة وليس فرضًاالتثاؤب أثناء قراءة القرآن أو الصلاة

ومن الظواهر التي يربطها البعض بالحسد أو السحر: التثاؤب عند قراءة القرآن. وقد علّق الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، بأن التثاؤب لا علاقة له بالحسد أو السحر، بل هو مكروه في الصلاة وقراءة القرآن، ويعود غالبًا إلى الكسل أو ضعف الجسم.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن التثاؤب من الشيطان، لذا ينبغي لمن شعر به أن يكتمه قدر استطاعته، ويضع يده على فمه، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. كما أكد أن التثاؤب لا يُبطل الصلاة، والصلاة صحيحة ولو حدث أثناءها تثاؤب.

وختم الشيخ شلبي نصيحته بالتأكيد على أهمية الانضباط والخشوع في الصلاة والقراءة، ودفع التثاؤب قدر الإمكان، دون الالتفات إلى الاعتقادات الخاطئة التي تربطه بالحسد أو غيره.

طباعة شارك سجود التلاوة حكم الوضوء علي جمعة محمود شلبي التثاؤب في الصلاة أحكام قراءة القرآن

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سجود التلاوة حكم الوضوء علي جمعة محمود شلبي التثاؤب في الصلاة النبی صلى الله علیه وسلم قراءة القرآن سجود التلاوة فی الصلاة ی الصلاة

إقرأ أيضاً:

فتاوى تشغل الأذهان .. ما أحكام قصر الصلاة وجمعها..وهل يجوز الاستغفار بنية تحقيق حاجة دنيوية..وحكم صيام يوم المولد النبوي

فتاوى تشغل الأذهان :

أحكام الجمع والقصر بين الصلوات في حالات الحاجة والسفر

هل يجوز الاستغفار بنية قضاء حاجة دنيوية

حكم صيام يوم المولد النبوي والأيام البيض من شهر ربيع

نشر موقع “صدى البلد” خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التى تهم كثيرا من المسلمين نستعرض أبرزها فى التقرير التالى.

قال الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الجمع بين الصلوات جائز عند وجود حاجة تقتضي ذلك، كأن يكون الشخص مرتبطًا بعمل متواصل يصعب قطعه، أو عند مواجهة ظرف يؤدي ترك العمل فيه إلى ضرر أو فوات مصلحة شرعية معتبرة، بشرط ألا يتحول الأمر إلى عادة دائمة.

واستشهد وسام بما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، من غير خوف ولا سفر، وفي رواية مسلم: «من غير خوف ولا مطر».

وأكد أن جعل الجمع عادة يخالف ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي حث على أداء الصلوات في أوقاتها، مبينًا أن الجمع الوارد في الحديث هو جمع صوري، أي أداء الصلاة الأولى في آخر وقتها ثم الثانية في أول وقتها بحيث يراه الناس جمعًا بينما هو في الحقيقة أداء كل صلاة في وقتها.

وأشار وسام إلى أن من الرخص الممنوحة للمسافر الجمع بين الصلوات وقصر الصلاة الرباعية، لكن ذلك مشروط بأن يكون السفر طويلًا يبلغ 85 كيلومترًا فأكثر، وأن يكون مباحًا لا لمعصية.

فإذا تحققت هذه الشروط، جاز للمسافر التمتع برخص السفر طوال مدة انتقاله، وحتى أثناء إقامته في وجهته إذا لم تتجاوز ثلاثة أيام غير يوم الدخول والخروج.

ويمكن للمسافر الجمع بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، تقديمًا أو تأخيرًا، وقصر الصلاة الرباعية فقط دون الصبح والمغرب.

يتساءل البعض عن جواز ربط الاستغفار بأمنية أو حاجة دنيوية مثل طلب الشفاء أو الرزق أو تيسير أمر ما خاصة مع ما ورد في القرآن والسنة من وعد بفضله العظيم.

فقد جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب وهو نص صريح في ارتباط الاستغفار بتفريج الكربات وتيسير الأرزاق.


هل يجوز الاستغفار بنية قضاء حاجة دنيوية


الاستغفار من الأذكار التي يستحب للمسلم المداومة عليها في كل حال وله صيغ متعددة مأثورة من أبرزها ما يعرف بسيد الاستغفار.

وأوضح الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الذكر مشروع سواء ارتبط بنية قضاء حاجة أو كان مطلقا مشددا على أن الأمر كله بيد الله وأن النية هي ما يحدد توجه العبد .

كما أكد أن الأخذ بالأسباب والسعي لا يتنافى مع التوكل على الله وأن الجمع بين العمل والدعاء هو الأكمل وفي القرآن الكريم.

جاءت آيات سورة نوح دالة على أن الاستغفار سبب للخير والبركة إذ قال الله تعالى فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا .

أما الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء فبين أن العمل إذا كان خالصا لله تعالى كان أعظم أجرا وأنه لا مانع من الاستغفار بنية التيسير أو الرزق لكن ارتقاء النية إلى الإخلاص المحض أسمى.

حكم صيام يوم المولد النبوي والأيام البيض

وذكرت دار الإفتاء في فتوى سابقة أن صيام يوم المولد النبوي مشروع من حيث الأصل، إذ شجع الشرع على الصيام مطلقًا وجعل ثوابه عظيمًا، بل خص الصائمين بباب في الجنة يُسمى "الريان".

وأكدت أن الأمر الشرعي بالصيام واسع، فيجوز إيقاعه في أي وقت، وأن صيام هذا اليوم يعد شكرًا لله على نعمة مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما كان يفعل النبي بصيام يوم عاشوراء شكرًا على نجاة موسى عليه السلام.

أما صيام الأيام البيض، فقد ورد استحبابه في السنة النبوية، وهي أيام 13 و14 و15 من كل شهر هجري، وجاء في الحديث الصحيح عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيامها، مبينًا أنها تعادل صيام الدهر كله.
مع اقتراب شهر ربيع الأول وظهور مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، يحرص البعض على معرفة حكم صيام يوم المولد النبوي والأيام البيض من هذا الشهر، لما للصيام من فضل كبير وأجر عظيم.

أوضح جمهور العلماء أن تعظيم يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإظهار الشكر لله يكون بالصيام والإكثار من الذكر والدعاء وقراءة القرآن، وهو ما اعتاده المسلمون في مختلف البلدان.

ويصادف المولد النبوي في 12 ربيع الأول، والمتوقع فلكيًا أن يوافق يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، على أن تبدأ ليلة الاحتفال به من مغرب 11 ربيع الأول وحتى مغرب اليوم التالي.

أما الأيام البيض لشهر ربيع الأول لعام 1447 هـ فستكون الجمعة 13 ربيع الأول (5 سبتمبر 2025)، والسبت 14 ربيع الأول (6 سبتمبر 2025)، والأحد 15 ربيع الأول (7 سبتمبر 2025).

طباعة شارك فتاوى تشغل الأذهان أحكام الجمع والقصر الاستغفار المولد النبوي دار الإفتاء

مقالات مشابهة

  • علي جمعة يوضح الفارق بين حب الحياة وحب الدنيا
  • هل يجوز قراءة سورة الكهف بعد مغرب يوم الخميس؟.. علي جمعة يجيب
  • ما معنى العمل عبادة؟.. أحمد نبوي يوضح
  • احذري هذا الذكر أثناء الحيض والجنابة .. الإفتاء توضحه
  • حكم قراءةُ القرآن الكريم في جماعة
  • موعد المولد النبوي 2025.. وفضل الصلاة على النبي في هذه المناسبة
  • فتاوى تشغل الأذهان .. ما أحكام قصر الصلاة وجمعها..وهل يجوز الاستغفار بنية تحقيق حاجة دنيوية..وحكم صيام يوم المولد النبوي
  • دعاء الاستفتاح ومذاهب الفقهاء في حكمه
  • حكم قراءة القرآن الكريم أثناء ارتداء الحذاء