الاعلام العبري يروج لـ اتفاق أمني مرتقب بين سوريا وإسرائيل ونفي رسمي من دمشق
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
كشفت القناة العبرية "12"، عن تفاصيل اتفاقية أمنية وشيكة بين سوريا وإسرائيل، يجري إعدادها بوساطة أمريكية وبدعم من دول خليجية، في خطوة وصفت بأنها محاولة لإعادة ترتيب التوازنات الإقليمية بعد سنوات طويلة من الصراع.
وبحسب ما نقلته القناة، فإن الاتفاق يتركز على ضمان الأمن الإسرائيلي والحد من النفوذ الإيراني داخل سوريا، مع ترتيبات ميدانية تشمل منع تركيا من إعادة تسليح الجيش السوري، وحظر نشر أنظمة دفاع جوي أو صواريخ استراتيجية على الأراضي السورية، وهو ما تعتبره إسرائيل شرطاً أساسياً للحفاظ على تفوقها الجوي.
ويتضمن الاتفاق أيضاً إنشاء ممر إنساني يصل إلى منطقة جبل الدروز في السويداء لدعم الطائفة الدرزية في ظل التوترات المتصاعدة، إضافة إلى نزع السلاح من مرتفعات الجولان الممتدة بين دمشق والسويداء، بما يحد من أي تهديدات قريبة من الحدود الإسرائيلية.
إحباط محاولة تهريب ذخائر مخبأة داخل براميل من سوريا إلى لبنان.. صور
سوريا تنفي شائعات تسمم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة
كما يطرح الاتفاق مقترحات لإعادة إعمار سوريا بتمويل أمريكي ومساهمات خليجية، مقابل تقليص الوجود الإيراني العسكري والسياسي في البلاد.
وأكد الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، خلال لقاء سابق مع وفد إعلامي عربي، أن المفاوضات مع إسرائيل قطعت شوطاً متقدماً، مشيراً إلى أن أي اتفاق سيُبنى على أساس خطوط الهدنة لعام 1974.
وأضاف الشرع أن دمشق لن تتردد في اتخاذ أي قرار يخدم مصالح سوريا والمنطقة.
في المقابل، نفت وزارة الخارجية السورية صحة ما يتداول بشأن موعد محدد لتوقيع اتفاق أمني مع إسرائيل في سبتمبر المقبل، ووصفت الأنباء المتداولة بأنها "عارية عن الصحة"، في إشارة إلى استمرار الغموض حول المسار الفعلي لهذه المباحثات.
ويندرج هذا التطور في سياق سلسلة تحركات دبلوماسية سرية شهدتها الأشهر الماضية، شاركت فيها الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، بهدف بلورة تسوية أمنية بين دمشق وتل أبيب.
وأشارت تقارير إلى أن نحو 80% من النقاط الخلافية تمت معالجتها، بينما ما تزال بعض الملفات الحساسة، مثل الوجود الإسرائيلي في مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، موضع نقاش لم يُحسم بعد.
وبينما ترى إسرائيل في الاتفاق فرصة لإرساء ترتيبات أمنية تقلص من المخاطر المحيطة بها، يحذر خبراء من أن هذه التسوية، إن تمت، ستكون محفوفة بالمخاطر الاستراتيجية، سواء لدمشق التي تواجه انقساماً داخلياً حول جدوى التطبيع مع إسرائيل، أو لتل أبيب التي قد تجد نفسها أمام التزامات أكبر مما تتوقع في إعادة الإعمار وضمان الاستقرار السوري.
ومع استمرار التصريحات المتباينة بين نفي رسمي سوري وتسريبات إسرائيلية متكررة، يبقى مستقبل الاتفاق غير واضح، في انتظار ما ستكشفه الأسابيع المقبلة من تطورات قد تحدد مسار مرحلة جديدة في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا إسرائيل وساطة أمريكية النفوذ الإيراني أنظمة دفاع جوي السويداء وزارة الخارجية السورية ممر إنساني إعمار سوريا أحمد الشرع
إقرأ أيضاً:
الجبهة تشتعل .. أين يقف التوتر بين سوريا وإسرائيل؟
في لحظة فارقة تعيشها الجبهة الشمالية للشرق الأوسط، تتدافع التطورات السياسية والعسكرية على نحو ينذر بتحول قد يعيد رسم خرائط الصراع بين سوريا وإسرائيل.
فمع كل يوم جديد، تتصاعد وتيرة التوتر على وقع ضربات جوية متبادلة، وبيانات مقتضبة تحمل رسائل مبطنة من الطرفين، لتفتح الباب أمام تساؤلات ملحة حول ما إذا كانت المنطقة تقف على أعتاب مواجهة واسعة.
ومع تنامي القلق الشعبي والإقليمي من توسع دائرة النار، يصبح السؤال الأكثر حضورًا هو: إلى أي مدى يمكن لهذا التوتر أن يستمر قبل أن يتجاوز الخطوط الحمراء؟.
قال الخبير السياسي كمال ريان في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن التطورات الأخيرة في المنطقة تشير إلى أن احتمال التصعيد بين سوريا وإسرائيل ليس مستبعدًا، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه لا يرى أن الأمور تتجه نحو حرب وشيكة بين الجانبين.
وأوضح ريان أن سوريا لا تبدو راغبة ولا مستعدة في حرب في هذه المرحلة ، خاصة أنها تمر و تعبيره ـ بمرحلة إعادة بناء الدولة والجيش والاقتصاد والمجتمع، إلى جانب معالجة الملفات الداخلية والخلافات في بعض المناطق مثل مناطق سيطرة “قسد”.
نية الدخول في مواجهة عسكريةوأكد أن تصريحات المسؤولين السوريين خلال الفترة الأخيرة تعكس بوضوح عدم وجود نية للدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل.
وأضاف ريان أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تكررت مؤخرًا، إلى جانب استمرار الاحتلال في الجولان منذ عام 1967، مشيرًا إلى أن دمشق تكتفي بالمطالبة باستعادة أراضيها دون اللجوء إلى التصعيد العسكري.
ما وأشارع إلى أن تصريحات أحد الوزراء الإسرائيليين بأن “الحرب على سوريا باتت حتمية” جاءت في سياق التهديد والضغط السياسي الداخلي، معتبرًا أنها لا تعكس قرارًا حقيقيًا بالحرب.
ولفت ريان إلى أن العلاقات بين سوريا وإسرائيل لم تشهد هدوءًا كاملًا منذ احتلال الجولان، لكنها في الوقت ذاته لم تصل إلى مرحلة الحرب الشاملة منذ حرب 1973، موضحًا أن ما يجري هو “توتر دائم وضربات متفرقة”.
وكشف ريان أن بعض الأطراف داخل إسرائيل تربط بين التحركات المسلحة في جنوب سوريا وبين عدم الاستقرار الأمني، في محاولة لاستخدام ذلك كـ “مبرر للتصعيد أو التوسع داخل الأراضي السورية”.
وأشار إلى تصريحات رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع الذي في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل قبل حسم مصير الجولان، مشددًا على أن "هذه أرض محتلة ولا يمكن التطبيع قبل استعادتها”.
تحركات دبلوماسية ومفاوضاتوقال ريان إن تحركات دبلوماسية سابقة ومفاوضات أمنية جرت بين الطرفين تعكس وجود رغبة في “تثبيت الوضع الأمني” بدلًا من التصعيد، موضحًا أن هناك حديثًا عن اتفاق أمني محتمل قبل نهاية العام لوقف الضربات الإسرائيلية داخل سوريا، لكنه أكد أنه لا توجد معلومات مؤكدة حتى الآن.
واختتم كمال ريان تصريحاته بالتأكيد على أن الوضع الحالي بين سوريا وإسرائيل يمثل “توازنًا هشًا”، يتمثل في تجاذبات أمنية وضربات إسرائيلية متفرقة وتوتر مستمر، لكنه شدد على أنه لا توجد مؤشرات حقيقية على حرب شاملة وشيكة بين الطرفين.