رغم نهاية الحرب ميناء إيلات الإسرائيلي يترنح تحت تهديد الحوثيين
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
تحت وقع الهدوء النسبي بعد وقف الحرب على غزة يعيش ميناء إيلات الإسرائيلي حالة شلل شبه تام، في ظل استمرار تهديد جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر، والذي يمنع حركة السفن من الميناء الجنوبي وإليه.
ووصفت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية المشهد بأنه "أحد أكثر الملفات الاقتصادية حساسية بعد الحرب"، مؤكدة أن الميناء يعيش ضائقة مالية غير مسبوقة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
ووفقا لتقرير "كالكاليست"، فإن ميناء إيلات -الذي تديره شركة فافو للملاحة والمملوك للأخوين ناكاش- اضطر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى تقليص معظم عملياته باستثناء الخدمات العسكرية للبحرية الإسرائيلية.
وأضاف التقرير "حتى المساعدات الحكومية بقيمة 15 مليون شيكل (4.6 ملايين دولار) إضافة إلى دعم من اتحاد العمال لم تنجح في إنعاش الميناء أو إعادة تشغيله فعليا".
ويشير التقرير إلى أن إدارة الميناء "ترحب بإنهاء الحرب وتحرير الرهائن"، لكنها تعي أن هذه التطورات "لن تُترجم إلى تحسن مباشر في النشاط التجاري أو الملاحي".
وتقول "كالكاليست" إن الهجمات الصاروخية الحوثية على السفن الإسرائيلية أو تلك التي تحمل بضائع إسرائيلية دفعت شركات الشحن العالمية إلى تجنب ميناء إيلات الذي كان يُعد من أكبر مراكز تفريغ السيارات في إسرائيل وأكثرها ربحية.
وتضيف "حتى لو توقف الحوثيون عن إطلاق الصواريخ دعما للفلسطينيين فإن سيطرتهم على مضيق باب المندب ما زالت تمنع مرور السفن التجارية نحو الميناء".
وترى الصحيفة أن هذا الواقع "يعني فعليا أن الميناء محاصر اقتصاديا، وأن إسرائيل تدفع ثمن تجاهلها المسار البحري الإستراتيجي على مدار العامين الماضيين".
فشل دبلوماسي وتقصير إستراتيجيوبحسب "كالكاليست"، فإن "الحوثيين لم يكونوا طرفا في اتفاق غزة الأخير، مما يجعل مطلب انسحابهم من الممر البحري غائبا تماما عن نصوص الاتفاق".
إعلانوتشير إلى أن إسرائيل "لم تتخذ خلال العامين الماضيين أي إجراء فعال لإزالة التهديد البحري أو ضمان حرية الملاحة".
وتضيف الصحيفة أن "الحوثيين بدورهم يعتبرون السيطرة على المضيق إنجازا إستراتيجيا لن يتنازلوا عنه بسهولة"، خصوصا أن انشغال إسرائيل بالحرب على أكثر من جبهة منحهم "فرصة تاريخية لترسيخ وجودهم البحري".
احتمالات المواجهة المقبلةوترى "كالكاليست" أن الخيار الوحيد المتاح أمام الحكومة الإسرائيلية اليوم هو "معالجة الملف الحوثي جذريا على غرار العملية التي نفذتها ضد الإيرانيين".
وتشير الصحيفة إلى أن أي تحرك من هذا النوع "قد يفتح الطريق أمام تحرير الممر البحري الحيوي وعودة تدفق السلع والسيارات إلى الميناء الجنوبي".
لكنها تحذر من أن "استعادة النشاط تتطلب خطة طوارئ جديدة والتزامات واضحة تضمن عدم تكرار هذا الشلل الذي جعل ميناء إستراتيجيا لإسرائيل خارج الخدمة تقريبا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات میناء إیلات
إقرأ أيضاً:
خبيران عسكريان إسرائيليان: نتنياهو خطط لحرب بلا نهاية وترامب عرقل ذلك
#سواليف
اعتبر اللواء (احتياط) #عموس_يادلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في #جيش_الاحتلال (أمان) والرئيس المؤسس لمركز الأبحاث MIND ISRAEL، والعقيد (احتياط) أودي أڤنتال، الخبير في الإستراتيجية وتخطيط السياسات في المركز ذاته أن الاتفاق الذي وُقّع مؤخرًا كان بالإمكان تحقيقه قبل أشهر طويلة، لكن في النهاية، كان #ترامب هو من فرضه، مدركًا أن #الحرب في #غزة ألحقت ضررًا سياسيًا جسيمًا بـ”إسرائيل”، وأن شعار “النصر الكامل” غير قابل للتحقق. كما قرأ بدقة المزاج العام في “إسرائيل”، حيث يؤيد نحو 80% من الإسرائيليين استعادة #الأسرى.
وأوضحا أنه من خلال فرض #الاتفاق و #وقف_الحرب، وضع ترامب حدًا لطموحات حكومة الاحتلال في خوض #حرب_أبدية، أو في ضم الأراضي وتوسيع الاستيطان، كما أوقف أيضًا المبادرات الأوروبية والعربية التي رآها تهديدًا للأمن الإسرائيلي.
ترامب – وفق يادلين وأڤنتال – أجبر نتنياهو على القبول، وفي الوقت نفسه استثمر علاقاته مع مصر وقطر وتركيا لممارسة ضغط مكثف على حركة حماس. وبأسلوب دبلوماسي ذكّر بمناورات هنري كيسنجر بعد حرب أكتوبر 1973، صاغ ترامب اتفاقًا غامض البنود، قدّم خلاله على الأرجح ضمانات ثنائية وربما متناقضة للطرفين، بحيث يتمكن كل طرف من تبنّي رواية “الانتصار” الخاصة به.
مقالات ذات صلةبحسبهما، “إسرائيل” تركز على تحرير جميع الأسرى وتفكيك القدرات العسكرية لحماس وتدمير غزة بصورة رادعة، بينما تؤكد حماس أنها صمدت لعامين في وجه الجيش الأقوى في المنطقة، وأجبرته على الانسحاب، وحققت تحريرًا للأسرى، وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة الدولية مع ضمانات بعدم عودة الاحتلال للحرب.
يقول الكاتبان إن إن فشل تنفيذ نزع السلاح قد يسمح لحماس بإعادة بناء قوتها تحت غطاء إدارة انتقالية ضعيفة في غزة، كما حدث مع “حزب الله” في لبنان، وهو ما تحاول “إسرائيل” منعه عبر تنسيق وثيق مع واشنطن.
وترى المقالة أن الهدف الإسرائيلي المقبل هو الاتفاق على معايير واضحة لنزع السلاح، وقواعد لاستخدام القوة ضد أي تهديد ناشئ، وتنظيم الوجود العسكري الإسرائيلي في محيط القطاع.
أما المرحلة الثالثة من الاتفاق، فتتعلق بما يسميه ترامب “المسار نحو الدولة الفلسطينية” في مستقبل بعيد، مشروط بنجاح المرحلة الثانية ونزع سلاح حماس وإصلاح السلطة الفلسطينية.
ويقر الباحثان العسكريان بأنه لم يتحقق “نصر مطلق” في غزة، لكن الظروف الحالية تسمح بتحقيق “نصر ذكي”، خاصة مع إجماع دولي على دعم الإفراج عن الأسرى ونزع سلاح حماس، ومع امتلاك “إسرائيل” ورقة ضغط قوية تتمثل في ربط إعادة إعمار غزة بنزع سلاحها التدريجي.
في الخلاصة، يقول يادلين وأڤنتال إن نهاية الحرب تمثل بشرى حقيقية لـ“إسرائيل”: فالأسرى سيعودون، وستبدأ عملية تعافٍ طويلة بعد حرب استمرت عامين، كما ستحصل “إسرائيل” على فرصة للخروج من عزلتها الدولية واستعادة صورتها كدولة شرعية ومتقدمة بدل دولة محاصرة عسكريًا.
على المستوى الإقليمي، يعتقدان أن على “إسرائيل” أن تضمن بقاء مركز الثقل في محور التطبيع مع الإمارات والسعودية ومصر والأردن، وألا يُفسح المجال لمحور سني تقوده تركيا وقطر. أما داخليًا، فإن وقف الحرب يمثل لحظة لإعادة البناء وتجديد القيادة بعد حرب شاقة على سبع جبهات، وفرصة لإعادة إطلاق مسار التطبيع والتحالفات ضد إيران. غير أن الطريق، كما يختمان، “لن يكون سهلاً؛ فالأضرار التي لحقت بإسرائيل عميقة، وهي بحاجة إلى قيادة جديدة جريئة ومسؤولة وبعيدة النظر”.