الجديد برس| منوعات|
في عالم يعجّ بالضوضاء الرقمية المستمرة، تكمن فرصة حقيقية لرفع جودة الحياة عبر استعادة أثمن ما نملك، وهو الانتباه الذي يقودنا إلى التركيز والإنجاز.
تشرح الكاتبة المتخصصة في آليات الدماغ، جودي جاكسون، كيف يمكننا إعادة توجيه التركيز لتحقيق ذلك.
تقول جاكسون: تخيل لو أن لديك حقيبة تحوي مليون دولار، هل ستتركها على الرصيف مفتوحة؟ بالطبع لا، ومع ذلك نحن نفعل شيئا مشابها كل يوم، عندما نترك أغلى ما نملك عرضة للاختطاف وهو الانتباه.


وفي كتابه “التركيز المسروق”، يرى الكاتب يوهان هاري أن الانتباه ليس وحده المختطف، بل طاقتك وإحساسك وإمكاناتك أيضا. لكن الخبر السار هو أنه بالإمكان أن تتعلم حماية الانتباه وتوجهه نحو ما تريد، وهو ما يؤثر إيجابيا على مستقبلنا.
انتباهك يوجه واقعك
عقلك يملك “رادارا” خاصا به، ففي كل ثانية، يستقبل ملايين المعلومات، لكنه لا يختار منها سوى ما يهمه فعلا. هذا “الوعي الانتقائي” هو الذي يقرر ما تراه في عالمك، بناء على أفكارك وأهدافك. إنه السبب في أنك عندما تفكر في شراء سيارة معينة، تبدأ فجأة في ملاحظة هذا النوع من السيارات في كل مكان حولك. هو ببساطة يفتح عينيك على ما كان موجودا طوال الوقت.
إذن، انتباهك لا يراقب الواقع فقط، بل يصنعه. فالأشياء التي تركز عليها تتوسع وتنمو في حياتك. إذا كان تركيزك على المشاكل، سيُظهر لك عقلك المزيد منها. أما إذا ركزت على الفرص، فسيجدها لك بقوة.
في عصرنا، أصبح الانتباه سلعة تتنافس عليها التطبيقات والمنصات. هذه المشتتات تفرض عليك ثمنا باهظا، فهي تفتت تركيزك وتجعل التفكير العميق أمرا صعبا.
وفقا لأبحاث صدرت حديثا، فإن كل تشتيت يحدث لذهنك قد يكلفك 23 دقيقة لاستعادة تركيزك الكامل، مما يحول المشتتات إلى ضريبة خفية تؤثر سلبا على إمكاناتك.
ثلاث خطوات لاستعادة انتباهك
حماية انتباهك ليست مجرد مسألة قوة إرادة، بل هي إستراتيجية واعية في عالم يسعى لسحب تركيزك في كل اتجاه، وعندما تتعلم كيف توجه انتباهك، فإنك لا تدير المشتتات فقط، بل تستعيد أثمن ما تملك.
إليك ثلاث خطوات عملية يمكنك اتخاذها اليوم:
اعرف اللصوص: حدد التطبيقات والعادات التي تشتت انتباهك، فبمجرد أن تراقب ما يسرق تركيزك، يمكنك أن تبدأ في اتخاذ إجراء.
أغلق الأبواب: صمم بيئتك لحماية انتباهك، عليك إلغاء الإشعارات غير الضرورية من هاتفك، وخصص أوقاتا خالية من المشتتات للتركيز بعمق، سواء في العمل أو الاسترخاء.
امتلك هدفا واضحا: عندما يكون لديك هدف حقيقي وواضح، تفقد المشتتات تأثيرها عليك، فالإرادة القوية تدفعك نحو هدفك بشكل طبيعي وتلقائي، وتجعل التركيز أمرا يسيرا.
بعد أن عرفت القوة الحقيقية لانتباهك، يجدر بك أن تحرسه كما تحرس أثمن ممتلكاتك. وتذكر أن استثمار انتباهك بوعي يسمح لك بتطوير واقعك وبناء مستقبلك، وهو أمر يستحق.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: منوعات

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة تحذر من تأثير منصات التواصل الاجتماعي على تركيز الأطفال

أظهرت النتائج أن الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا على منصات التواصل الاجتماعي يظهرون أعراض تشتت الانتباه مع مرور الوقت. في المقابل، لم يتم تسجيل الارتباط ذاته لدى من يشاهدون التلفزيون أو يلعبون ألعاب الفيديو.

أظهرت دراسة حديثة أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال قد يضعف قدرتهم على التركيز.

الدراسة شملت أكثر من 8 آلاف طفل أمريكي تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا، حيث خلص الباحثون إلى تراجع تدريجي في مستوى الانتباه لدى من يقضون وقتًا طويلاً على منصات التواصل الاجتماعي.

وجاءت الدراسة بشراكة من باحثين من معهد كارولينسكا في السويد وجامعة العلوم الصحية في أوريغون بالولايات المتحدة بعد تسجيل ارتفاع في استخدام الوسائط الرقمية بالتزامن مع زيادة ملحوظة في تشخيص حالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في السويد وعدد من الدول الأخرى.

واستندت الدراسة إلى تتبع 8،324 طفلاً أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات على مدار 4 سنوات، من خلال رصد وتسجيل مدة استخدام هذه العينة لوسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون أو الفيديوهات ولعب ألعاب الفيديو، بينما قيّم الأهالي مستويات الانتباه وفرط الحركة والاندفاع لديهم.

Related دراسة باستخدام إضافة للمتصفح تكشف أن خوارزميات التواصل الاجتماعي تغيّر الآراء السياسيةهل يقلل الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 1 أسبوع الاكتئاب والقلق؟الدنمارك تريد حظر وصول الأطفال دون ١٥ عاما إلى وسائل التواصل الاجتماعي

وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا على منصات التواصل الاجتماعي يظهرون أعراض تشتت الانتباه مع مرور الوقت. في المقابل، لم يتم تسجيل الارتباط ذاته لدى من يشاهدون التلفزيون أو يلعبون ألعاب الفيديو.

واعتبر توركل كلينغبرغ، أستاذ علم الأعصاب الإدراكي في معهد كارولينسكا، أن "وسائل التواصل الاجتماعي تتسبب في الإلهاء عبر الرسائل والإشعارات، وحتى التفكير في وصول رسالة جديدة قد يشكل إلهاءً ذهنيًا، وهذا ما من شأنه أن يؤثر على قدرة الطفل على التركيز".

وأكد أن "زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد تفسر جزءًا من الارتفاع المسجل في تشخيص حالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".

وأشار الباحثون إلى أن النتائج لا تعني بالضرورة أن كل طفل يستخدم وسائل التواصل سيعاني من مشكلات في التركيز، مؤكدين على ضرورة مناقشة حدود العمر المناسبة لاستخدامها ومراجعة تصميم هذه المنصات.

وأشارت الدراسة إلى ارتفاع متوسط وقت استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي من حوالي 30 دقيقة يوميًا بعمر 9 سنوات إلى حوالي ساعتين ونصف يوميا عند سن 13 عامًا، رغم فرض العديد من المنصات حد أدنى للعمر، وهو 13 سنة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • علامات حسد الأقارب.. كم علامة من 40 ظهرت عليك وعلى أطفالك؟
  • وداعاً لآلام الكتف الحادة.. علاجات جديدة وتدخل جراحي أقل
  • هل يؤثر استخدام مواقع التواصل على تركيز الأطفال؟
  • وداعا للفوضى.. كيف تعيد ترتيب خزانتك لفصل الشتاء؟
  • أعراض على طفلك قد تنذر بإصابته باضطراب طيف التوحد
  • دراسة حديثة تحذر من تأثير منصات التواصل الاجتماعي على تركيز الأطفال
  • التركيز والجاهزية.. خطة عبدالرؤوف لمواجهة كهرباء الإسماعيلية
  • فعل في الأجواء الباردة.. يفتح الله عليك به الأبواب من حيث لا تدري
  • "كاتس" يهاجم "زامير" مجددًا.. عليك الخضوع للمستوى السياسي
  • دراسة: نقص شرب الماء يسبب صداعًا مزمنًا ويؤثر على التركيز