وداعاً لتشتت الذهن.. إليك 3 خطوات لإتقان فن الانتباه
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
الجديد برس| منوعات|
في عالم يعجّ بالضوضاء الرقمية المستمرة، تكمن فرصة حقيقية لرفع جودة الحياة عبر استعادة أثمن ما نملك، وهو الانتباه الذي يقودنا إلى التركيز والإنجاز.
تشرح الكاتبة المتخصصة في آليات الدماغ، جودي جاكسون، كيف يمكننا إعادة توجيه التركيز لتحقيق ذلك.
تقول جاكسون: تخيل لو أن لديك حقيبة تحوي مليون دولار، هل ستتركها على الرصيف مفتوحة؟ بالطبع لا، ومع ذلك نحن نفعل شيئا مشابها كل يوم، عندما نترك أغلى ما نملك عرضة للاختطاف وهو الانتباه.
وفي كتابه “التركيز المسروق”، يرى الكاتب يوهان هاري أن الانتباه ليس وحده المختطف، بل طاقتك وإحساسك وإمكاناتك أيضا. لكن الخبر السار هو أنه بالإمكان أن تتعلم حماية الانتباه وتوجهه نحو ما تريد، وهو ما يؤثر إيجابيا على مستقبلنا.
انتباهك يوجه واقعك
عقلك يملك “رادارا” خاصا به، ففي كل ثانية، يستقبل ملايين المعلومات، لكنه لا يختار منها سوى ما يهمه فعلا. هذا “الوعي الانتقائي” هو الذي يقرر ما تراه في عالمك، بناء على أفكارك وأهدافك. إنه السبب في أنك عندما تفكر في شراء سيارة معينة، تبدأ فجأة في ملاحظة هذا النوع من السيارات في كل مكان حولك. هو ببساطة يفتح عينيك على ما كان موجودا طوال الوقت.
إذن، انتباهك لا يراقب الواقع فقط، بل يصنعه. فالأشياء التي تركز عليها تتوسع وتنمو في حياتك. إذا كان تركيزك على المشاكل، سيُظهر لك عقلك المزيد منها. أما إذا ركزت على الفرص، فسيجدها لك بقوة.
في عصرنا، أصبح الانتباه سلعة تتنافس عليها التطبيقات والمنصات. هذه المشتتات تفرض عليك ثمنا باهظا، فهي تفتت تركيزك وتجعل التفكير العميق أمرا صعبا.
وفقا لأبحاث صدرت حديثا، فإن كل تشتيت يحدث لذهنك قد يكلفك 23 دقيقة لاستعادة تركيزك الكامل، مما يحول المشتتات إلى ضريبة خفية تؤثر سلبا على إمكاناتك.
ثلاث خطوات لاستعادة انتباهك
حماية انتباهك ليست مجرد مسألة قوة إرادة، بل هي إستراتيجية واعية في عالم يسعى لسحب تركيزك في كل اتجاه، وعندما تتعلم كيف توجه انتباهك، فإنك لا تدير المشتتات فقط، بل تستعيد أثمن ما تملك.
إليك ثلاث خطوات عملية يمكنك اتخاذها اليوم:
اعرف اللصوص: حدد التطبيقات والعادات التي تشتت انتباهك، فبمجرد أن تراقب ما يسرق تركيزك، يمكنك أن تبدأ في اتخاذ إجراء.
أغلق الأبواب: صمم بيئتك لحماية انتباهك، عليك إلغاء الإشعارات غير الضرورية من هاتفك، وخصص أوقاتا خالية من المشتتات للتركيز بعمق، سواء في العمل أو الاسترخاء.
امتلك هدفا واضحا: عندما يكون لديك هدف حقيقي وواضح، تفقد المشتتات تأثيرها عليك، فالإرادة القوية تدفعك نحو هدفك بشكل طبيعي وتلقائي، وتجعل التركيز أمرا يسيرا.
بعد أن عرفت القوة الحقيقية لانتباهك، يجدر بك أن تحرسه كما تحرس أثمن ممتلكاتك. وتذكر أن استثمار انتباهك بوعي يسمح لك بتطوير واقعك وبناء مستقبلك، وهو أمر يستحق.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: منوعات
إقرأ أيضاً:
فضيلة الداعية الشيخ «محمد الغزالى» (5)
ويستمر الحديث مع فضيلته حول الإسلام، وما مر به عبر التاريخ فيقول: (لقد مرت بالتاريخ الاسلامى فترات سيئة كثيرة. مرت به فى عهد الملك بن مروان الذى قال: (من قال لى اتق الله ضربت عنقه)، ومرت به فى عهد الحجاج، ومرت به فى عهد الرشيد الذى قتل البرامكة وأمر سيافه بضرب أعناقهم دون محاكمة عادلة).
وأسأله: ولكن فى مثل هذا المناخ وجد من يقول فى بعض الكتب الفقهية «إن الحاكم يرى ما يرى ولا يعترضه أحد. لأن الشورى غير ملزمة. أى أنها مجرد نافلة).؟
–ج ( إنها عبارة وجلة كتبها بعض الخوافين. ولكن عندما يعود العالم المسلم إلى وثائقه الدينية والتاريخية ليأخذ الفتوى ويشرحها للناس فى هذا العصر فعليه أن يعلم أن العصر الوحيد الذى تؤخذ منه الأسوة والفتوى هو عصر الرسالة ثم عصر الخلافة الراشدة. فإذا كان صاحب الرسالة يقول لكل من زعيم « الأوس والخزرج»: (إذا اتفقتما على شىء لا أخالفكم فيه)، ثم يلغى معاهدة كان قد بدأ توقيعها لأنه وجد أن اتجاه الأمة ضدها فكيف يقال إن الشورى نافلة؟.. إن بعض الذين يتكلمون فى هذا الموضوع يرتكبون خطأين. الأول الارتفاع بمستوى بعض الناس إلى النبوة. ثم الزعم بأن النبوة لم تلتزم بالشورى وهذا كذب. ذلك أن النبى عليه الصلاة والسلام التزم بالشورى فى غزوة «بدر» عندما حول موقع الجيش إلى موقع آخر تم اقتراحه، وكان الحق معه. ثم خضع لها فى «أحد» عندما ترك خطته كلها وهى الدفاع عن المدينة من داخلها ونزل على رأى الشباب وهو له كاره وخرج ليقاتل المشركين فى العراء. ونزل على رأى الشورى فى الأحزاب عندما وصل إلى اتفاق مبدئى مع قبائل البدو كى تترك حصار المدينة ببعض ثمارها. فلما عرض ذلك على أهل المدينة ورفضوه ألغى المعاهدة وقال حينئذ: «إذا اتفقتم على شىء لا أخالفكم).
وهنا أعقب قائلة: هناك واقعة يتعلل بها البعض وهو ما حدث فى الحديبية؟
–ج (ما حدث فى الحديبية كان بتوقيف من السماء، وذلك لأن «القصواء» وهى الناقة التى كان النبى عليه السلام يركبها حبست مكانها وقال الناس: «خلأت القصواء»، فقال عليه الصلاة والسلام: (ما خلأت القصواء، وما هذا لها بخلق أى ليست هذه طبيعتها ولكن حبسها حابس الفيل. أى أن الله قيدها لكى يمنعنى من القتال هناك). وعليه فإذا تكلمت السماء فلا بد أن يسمع كلامها ولا شورى مع أمر الله كما قلنا. فهل ينزل وحى على المستبدين بأمور البلاد فى العالم العربى والإسلامى يدفع الناس صوب الزعم بأن الله جل شأنه قد أوحى إليهم؟ هذا مجرد تساؤل ولا نتهم أحدًا بأنه زعم ذلك).
وأسأل فضيلته: لقد أقمتم فى لندن عدة سنوات ورأيت من تطبيقاتها للديمقراطية ما لا يكاد يخطر ببال أحد من تكريمها لإنسانية الإنسان. فهل يمكن القول إن هذه الديمقراطية تعتبر تجسيدًا حيًا لمفهوم الشورى فى الإسلام؟
–ج (90% من الديمقراطية البريطانية اسلامى المنبع والوجهة. ولولا أن مجلس العموم البريطانى ومجلس اللوردات قد اشتركا فى إباحة بعض الرذائل المنكرة التى يأباها الله كالشذوذ الجنسى لكانت الديمقراطية البريطانية من أجمل صور الشورى التى نحبها لبلدنا.