العُمانية: تجاوزت المحفظة الإقراضية لبنك التنمية للمشروعات الصغرى حاجز 100 مليون ريال عماني حتى نهاية سبتمبر 2025، عبر تمويل أكثر من 20 ألف مشروع صغير في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، موزعة على جميع محافظات سلطنة عُمان بما يعكس التوازن التنموي بين جميع المحافظات.

ويأتي هذا الإنجاز ترجمة عملية لتوجهات الحكومة ممثلة في وزارة المالية، والذي من خلاله يجسد التزام البنك بدعم المشروعات الصغرى كأحد أبرز روافد النمو الاقتصادي، ووسيلة فعالة لتمكين الأفراد والأسر وتعزيز التشغيل الذاتي، في إطار "رؤية عُمان 2040" التي تضع الإنسان في قلب التنمية.

وتُجسد وزارة المالية في سلطنة عُمان دورًا محوريًا في دعم المشروعات الصغرى، من خلال: دعم تأسيس بنك التنمية كمؤسسة تمويلية وطنية تُعنى بتمويل المشروعات الإنتاجية والخدمية، ليكون الذراع التنفيذية لسياسات التمكين الاقتصادي. وتوجيه السياسات التمويلية نحو الفئات ذات الأولوية، بما يضمن عدالة التوزيع وتحقيق التوازن التنموي بين المحافظات. وتحمل كلفة الفوائد لمشروعات المتفرغين لأعمالهم الخاصة.

وتوزعت المحفظة الإقراضية للمشروعات الصغرى على عدد من القطاعات الاقتصادية أبرزها قطاع الثروة السمكية بـ8761 قرضًا، بقيمة تقارب 38.5 مليون ريال عُماني. وقطاع الزراعة والثروة الحيوانية بـ3805 قروض، بنسبة 19 بالمائة من إجمالي المحفظة. وقطاع الصناعات الحرفية 2898 قرضًا، بنسبة 10 بالمائة من إجمالي التمويل.

ويُعزى تصدر هذه القطاعات إلى أهميتها الحيوية في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، إضافة إلى ارتباط العُمانيين الوثيق بهما كمهن تقليدية ومستدامة توفر عوائد مالية ممتازة ومستقرة، خصوصًا في المناطق الريفية والبحرية.

ويولي بنك التنمية اهتمامًا خاصًا لهذه القطاعات، نظرًا لما تمثله من بُعد اجتماعي وثقافي مهم، إذ تعد جزءًا من الموروث الحرفي والمهني العماني، فضلًا عن تأثيرها الاقتصادي المباشر في دعم التوازن التنموي وتوفير فرص العمل. كما تمثل هذه القطاعات مصدر دخل مستدامًا للعديد من المواطنين، خاصة في المناطق التي يعتمد سكانها على الزراعة، والثروة الحيوانية، أو الصيد البحري كمهن رئيسة.

وأوضح سعادة محمود بن عبد الله العويني رئيس مجلس إدارة بنك التنمية أن الحكومة تولي اهتمامًا بالغًا بالمشروعات الصغرى باعتبارها أداة فعالة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ووسيلة لتمكين المواطنين وتحقيق الاستقرار للأسر. ولأهمية هذه الفئة ودورها الفاعل وتقديرًا لأصحاب المشروعات المتفرغين لإدارتها فيقدم البنك القروض الميسرة دون فوائد؛ دعمًا لهم لمواصلة مسيرة الإنتاج.

وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن في بنك التنمية تعد هذه المشروعات مشروعات وطنية، فهي توفر فرص العمل، وتزيد الإنتاج، وتُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي. مؤكدًا استعداد البنك الكامل للاستمرار في دعمها والوقوف جنبًا إلى جنب مع أصحابها، وتوسيع قاعدة المستفيدين، بل ومضاعفة أرقام التمويل خلال الفترة القادمة.

وأشار سعادته إلى أن المشروعات الصغرى نواة الاقتصاد ومحرك للتنمية وتعد المشروعات الصغرى القاعدة الأولى لريادة الأعمال مؤكدًا أن هناك اهتمامًا حكوميًا مباشرًا وتمكينًا مستدامًا وتحظى به الفئات المستفيدة وأهمية التمكين الاقتصادي للفئات ذات الأولوية، مثل: الشباب الباحثين عن فرص بناء مستقبلهم المهني.

ويُولي بنك التنمية اهتمامًا خاصًا بدعم مشاريع التأسيس الأولي، حيث أثبتت التجارب أن العديد من المشروعات الكبيرة بدأت كأفكار صغرى، وتمكنت من التوسع والنجاح بفضل الدعم المناسب في مراحلها الأولى.

ويُقدّم بنك التنمية نماذج تمويلية مرنة وميسرة تشمل: قروضًا بدون فوائد تصل إلى 15 ألف ريال عُماني، بنسبة تمويل 90 بالمائة من تكلفة المشروع، وتُمنح للمتفرغين، وتشكل 68 بالمائة من المحفظة. وقروض بفوائد 3 بالمائة لغير المتفرغين لأعمالهم، بنسبة تمويل تصل إلى 80 بالمائة. وتشكل 32 بالمائة من المحفظة، وتمويل لرأس المال العامل بنسبة تصل إلى 20 بالمائة من قيمة التمويل، وفترات سماح مرنة تعتمد على طبيعة المشروع وتدفقاته النقدية.

وفي إطار مواكبته للتطورات، عمل البنك على تحول رقمي شامل في عملياته وخدماته، مما أدى إلى تسريع نمو حجم القروض، وتحسين تجربة المستفيدين، خاصة في فئة المشروعات الصغرى. وأصبح بإمكان رواد الأعمال التقديم ومتابعة طلباتهم إلكترونيًا، مما زاد من وتيرة الاستفادة ورفع كفاءة الوصول إلى التمويل في مختلف المحافظات.

ويُواصل البنك استثماراته في البنية الأساسية الرقمية لضمان وصول التمويل بسهولة وعدالة للفئات المستحقة. وأحدثت هذه المشروعات على الأفراد والمجتمع أثرًا اقتصاديًا واجتماعيًا ملموسًا، تمثل في: تمكين النساء وربات البيوت من تأسيس مشاريعهن الخاصة ودعم الشباب والخريجين لبناء مشاريعهم المهنية وتوفير مصادر دخل للمتقاعدين والباحثين عن عمل وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مختلف الولايات ورفع الإنتاج المحلي في القطاعات غير النفطية.

ويؤمن بنك التنمية بأن التكامل بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية هو الأساس لتحقيق التمكين الفعلي والمستدام لهذه الفئة عبر بيئة تمكينية متكاملة.

يذكر أن المشروعات الصغرى، تشكّل القاعدة الأهم لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، يكون فيه الإنسان هو المحور، والمشروع هو الأداة، والمستقبل هو الهدف.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المشروعات الصغرى بنک التنمیة بالمائة من اهتمام ا

إقرأ أيضاً:

«تنمية المشروعات» و«البركة - مصر» يوقعان عقد تمويل بـ 200 مليون جنيه

أكد باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، حرص الجهاز على تفعيل سبل التعاون مع مختلف المؤسسات المالية والمصرفية الكبرى لتسهيل إتاحة التمويلات اللازمة للمواطنين لإقامة مشروعات جديدة أو مساعدة القائم منها على التطوير والتوسع والإحلال والتجديد، وذلك بما يساهم في خلق المزيد من فرص العمل الدائمة والمؤقتة ويساعد في تعزيز وزيادة الإنتاجية ومن ثم دفع عجلة التنمية الاقتصادية الشاملة مشيرا إلى أن توجيهات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الجهاز تهتم بإتاحة مختلف أنواع التمويل لتتفق مع متطلبات العملاء ومنها على سبيل المثال التأجير التمويلي وآليات التمويل الإسلامي وما إلى ذلك.

جاءت تصريحات رحمي بمناسبة توقيع جهاز تنمية المشروعات وبنك البركة -مصر عقد تمويل بنظام الوكالة بالاستثمار بقيمة 200 مليون جنيه، يتيحها جهاز تنمية المشروعات لبنك البركة.

وقام بتوقيع العقد باسل رحمي الرئيس التنفيذي للجهاز وحازم حجازي العضو المنتدب للبنك، بحضور محمد مدحت نائب الرئيس التنفيذي للجهاز وأسامة بكري رئيس القطاع المركزي لتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة بالجهاز والأستاذ سامح جويدة رئيس قطاع الإعلام بالجهاز.

جانب من الاجتماع

وأشاد رحمي بالتعاون القائم والمستمر مع بنك البركة-مصر لقدرات البنك وأدائه المتميز ونجاحه في السوق باستخدام آليات تمويل متنوعة خاصة التمويل الإسلامي موضحا أن العقد الحالي الذي تم توقيعه يتفق مع خطة عمل الجهاز والتي تهدف لتمكين الشباب وأصحاب المشروعات في جميع المحافظات من الحصول على التمويلات اللازمة لبدء مشروعاتهم الجديدة أو تطوير مشروعاتهم القائمة والتركيز على أصحاب المشروعات الذين يقومون بتوفيق أوضاعهم وينضمون للقطاع الرسمي لمساعدتهم على الاستفادة من التيسيرات التي تقدمها مختلف أجهزة الدولة. وأضاف رحمي أن العقد يستهدف أيضا التركيز على مشروعات ريادة الأعمال والتحول الرقمي والذكاء الصناعي والمشروعات الصناعية والمشروعات التي تقوم بإحلال وتجديد الآلات والمعدات والأنظمة التكنولوجية المرتبطة بعملية الإنتاج، ومشروعات الإنتاج الزراعي أو الحيواني، وكذلك مجالات تكنولوجيا المعلومات.

جانب من الاجتماع

وفي هذا السياق، صرّح الأستاذ حازم حجازي، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة لبنك البركة - مصر، قائلاً: «تأتي هذه الاتفاقية مع جهاز تنمية المشروعات كخطوة استراتيجية تعكس التزام بنك البركة - مصر بدعم التنمية المستدامة وتمكين قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الذي نعتبره محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، وقد ساعدتنا هذه الجهود في تجاوز نسبة 25% من محفظة البنك لصالح هذا القطاع، بما يرسخ دور البنك كشريك تنموي استراتيجي للاقتصاد المصري، ويدفعنا لمواصلة طرح حلول تمويلية مبتكرة وشراكات بنّاءة تدعم مسيرة النمو الوطني».

اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يبدأ جولة ميدانية في القليوبية لتفقد عدد من المشروعات التنموية والخدمية

جهاز تنمية المشروعات يفتتح دورة جديدة من معرض «صنع في دمياط»

وزير الخارجية يستعرض مساهمات الشركات الألمانية في المشروعات التنموية بـ مصر

مقالات مشابهة

  • تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة بـ 200 مليون جنيه
  • «تنمية المشروعات» و«البركة - مصر» يوقعان عقد تمويل بـ 200 مليون جنيه
  • النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تسدد أكثر 1.2 مليون ريال من مستحقات القطاع الخاص بنهاية أغسطس
  • إنتاج 11.3 مليون برميل من "الوقود العادي" بنهاية أغسطس
  • بنك التنمية يقدم 100 مليون ريال قروضًا للمشروعات الصغرى بنهاية سبتمبر
  • 9.2 مليون ريال أذون خزانة من "المركزي"
  • بنك التنمية يحقق إنجازًا نوعيًّا بتجاوز محفظته الإقراضية للمشروعات الصغرى
  • بنكُ التنمية يتجاوز 100 مليون ريال عُماني في تمويل المشروعات الصغرى
  • 1.5 مليون ريال إيرادات فندقية بنهاية أغسطس