أميركا تأمل ألا تطبق الصين قيودا تصديرية جديدة
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
الثورة نت /..
أعلن الممثل التجاري الأميركي ، جيمسون غرير ،اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تأمل ألا تطبق الصين قيودا تصديرية جديدة وتواصل الإمداد بالمعادن الأرضية النادرة.
ويشار إلى أن وزارة التجارة الصينية أعلنت في 9 أكتوبر الجاري أنها ستفرض رقابة على الصادرات على مجموعة من السلع المتعلقة بعناصر الأرض النادرة المتوسطة والثقيلة، وبطاريات الليثيوم، ومواد الأنود من الجرافيت الاصطناعي، ومعدات تعدين ومعالجة المعادن الأرضية النادرة، والمواد الخام والمواد الفائقة القوة اعتبارا من 8 نوفمبر القادم،وفقا لموقع روسيا اليوم .
وفي المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 10 أكتوبر أن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية بنسبة 100% على السلع القادمة من جمهورية الصين الشعبية اعتبارا من 1 نوفمبر أو قبل ذلك، متجاوزة المستوى الذي تدفعه الصين حاليا، مبررا ذلك بـ”الموقف العدواني” للصين في مجال التجارة.
وأعلن وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت يوم الاثنين الماضي أن الولايات المتحدة قد تنتظر وتؤجل فرض رسوم جمركية جديدة بغية إتاحة الفرصة لقادة البلدين للقاء ومناقشة القضايا التجارية.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض ،كيفن هاسيت، أن الرئيس الأمريكي ،دونالد ترامب ،ونظيره الصيني ،شي جين بينغ ،يحافظان على علاقات قوية، على الرغم من تفاقم الوضع المتعلق بمعادن الأرض النادرة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بلومبيرغ: الصين ترد على أميركا بالطريقة الترامبية
تتبنى الصين نهجًا هجوميًا غير مسبوق يعكس ما وصفته وكالة بلومبيرغ بأنه "لعبٌ على طريقة ترامب"، بعدما ردّت بكين على العقوبات والرسوم الأميركية الأخيرة بسلسلة من الإجراءات الانتقامية شملت فرض قيود جديدة على تصدير المعادن النادرة، وتهديد شركات شحن كبرى بمزيد من العقوبات، في مؤشر على اشتداد المواجهة التجارية.
تصعيد متبادل وقلق في الأسواقوتزامنت الإجراءات الصينية مع بدء تطبيق رسوم أميركية جديدة على مجموعة من الواردات الصينية، من الأخشاب إلى الخزائن المنزلية. وأفادت بلومبيرغ بأن بكين "أصابت الأسواق بالذهول" حين أعلنت فرض قيود صارمة على صادرات المعادن النادرة بحيث تشمل حتى الشحنات التي تُرسلها شركات أجنبية إذا احتوت على مكونات صينية.
هذه الخطوة، وفقًا للتقرير، تماثل الإجراءات الأميركية التي فرضتها واشنطن منذ سنوات على صادرات الرقائق المتقدمة، والتي كانت الصين تصفها سابقًا بأنها "تجسيد للهيمنة الأميركية".
غير أن بكين الآن -كما تقول بلومبيرغ- تتبنى الأسلوب ذاته ضمن ما يبدو أنه "مفاوضة على الطريقة الترامبية".
وقال تينغ لو، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك نومورا: "يبدو أن بكين تستعير بعض تكتيكات ترامب التفاوضية المعروفة، مثل العروض الافتتاحية القصوى، واستغلال نقاط الضعف، وتهديدات الانسحاب الجدية".
مواجهة مفتوحةمن جانبه، وصف وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت القيود الصينية بأنها "استهداف مباشر لسلاسل الإمداد الصناعية في العالم الحر"، مضيفًا في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس": "لقد وجّهت الصين مدفعا نحو قاعدة الصناعة العالمية، ولن نسمح لها بأن تُملينا كيف ندير نظامنا التجاري".
ورغم اللهجة الحادة، نقلت بلومبيرغ عن بيسنت قوله إن الاجتماعات التحضيرية بين الجانبين ستستمر هذا الأسبوع في واشنطن، مشيرًا إلى نيّته لقاء نائب رئيس الوزراء الصيني قبل اجتماع الرئيسين ترامب وشي في كوريا الجنوبية نهاية الشهر.
ما يجري لم يعد "حرب رسوم" بالمعنى الكلاسيكي، بل تحوّل إلى سباق نفوذ على التكنولوجيا وسلاسل القيمة بين قوتين تستخدمان الأدوات ذاتها: الضغط الاقتصادي، والعقوبات الانتقائية، والمناورة في الأسواق الحساسة.
الأسواق تتقلب بين الذعر والأملوتراجعت الأسهم العالمية الجمعة الماضية بعد تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، لكنها استعادت بعض خسائرها الاثنين، إثر مؤشرات على "تحضير مسار تهدئة" وفق تعبير بلومبيرغ، واحتمال استمرار اللقاءات بين الرئيسين.
إعلانغير أن إعلان الصين الثلاثاء عن عقوبات تستهدف وحدات أميركية تابعة لشركة شحن كورية جنوبية أعاد المخاوف ودفع الأسواق للهبوط مجددًا.
الصين تتسلح بالتناظروترى بلومبيرغ أن التصعيد الأخير يكشف "كيف باتت الصين تستخدم أدوات ترامب نفسها"، ليس فقط عبر الرسوم المقابلة، بل في بناء أوراق ضغط تفاوضية قبيل اللقاءات الثنائية، حيث تراهن بكين على تنويع صادراتها وتعزيز اعتماد العالم عليها في المعادن الحيوية.
وتُظهر بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، التي أوردها التقرير، أن الصين مسؤولة عن نحو 70% من الإنتاج العالمي للمعادن النادرة في عام 2024، وهو ما يمنحها ورقة ضغط رئيسية في أي مفاوضات تجارية.
سيناريوهات متباينة ومخاطر مفتوحةوفي مذكرة حديثة، كتب محللو بنك "غولدمان ساكس" أن التطورات الأخيرة "توسّع نطاق الاحتمالات أمام الاقتصاد العالمي"، مع بقاء الاحتمال الأساسي أن "الجانبين سيتراجعان عن أكثر الخطوات تطرفًا".
وأشاروا إلى أن "النهج الصيني الصارم قد يُفضي في النهاية إلى نتيجة إيجابية للأسواق، إذا شمل تخفيضًا جزئيًا للرسوم الأميركية وتخفيفًا لبعض قيود التصدير مقابل تنازلات محدودة من بكين".
لكن التقرير حذر أيضًا من أن غموض مسار المفاوضات "يزيد هشاشة النظام التجاري الدولي"، في وقت تعيد فيه الشركات الكبرى رسم خرائط الإمداد لمواجهة ما وصفته بلومبيرغ بـ"التجزئة الاقتصادية الجديدة".
ويرى محللون أن ما يجري لم يعد "حرب رسوم" بالمعنى الكلاسيكي، بل تحوّل إلى سباق نفوذ على التكنولوجيا وسلاسل القيمة بين قوتين تستخدمان الأدوات ذاتها: الضغط الاقتصادي، والعقوبات الانتقائية، والمناورة في الأسواق الحساسة.